سذاجة في التبرير وقلة حيلة في التدبير

 


 

حسين الزبير
16 January, 2016

 


ظل اهل الإسلام السياسي يبررون قراراتهم أحيانا، واخفاقاتهم في كل مرة بحجج لا يقبلها عقل تلميذ في مرحلة الأساس، ومع ذلك فهم مصرون على مخاطبة الشعب السوداني بمثل هذه التبريرات الي يومنا هذا.

في بدايات عهد الإنقاذ قال وزير يحمل درجة الدكتوراه في علم الاقتصاد لمهندسين في وزارته عندما اعترضوا على تنفيذ مشروع لم يعدوا له دراسة جدوى، قال ان دراسة الجدوى بدعة غربية لا نعمل بها في دولة الشريعة!! وانا واثق انكم تعلمون انه لم يكن يقصد معني كلماته، فقد لجا لهذا التبرير لتحقيق هدف استراتيجي توافق عليه اهل الإسلام السياسي عند التخطيط لحكم السودان، أي التمكين.  ولا يمكن للتمكين ان يتم والمؤسسية في الخدمة المدنية فاعلة.

وبعد عشرين عام من عمر الإنقاذ، سمعنا من قيادات الإنقاذ ان الفقر والغلاء ليس من عمل الحكومة، بل هي الارزاق التي قسمها رب العباد للناس، ويجب ان يرضوا بما قسم الله لهم!! هذا في الوقت الذي فيه ظهرت فيه اثار النعمة، بل الثراء الفاحش على عضوية الحزب الحاكم!! ولا ندري لما اختص اعدل الحاكمين اهل الإسلام السياسي بالنعم فتطاولوا في البنيان، وامتطوا الصافنات الجياد، وتزوجوا بعدد البيوت او طوابق العمارات التي ابتنوها، وقسم للمواطن المسكين ان تتقلص عدد وجباته الثلاثة الي وجبة واحدة!!

واليوم في بداية عام 2015 صعقت لقراءة الآتي في الصحف:

(اعتبر رئيس كتلة المؤتمر الوطني بالبرلمان مهدي إبراهيم، أن الأزمات والضيق الاقتصادي الذي يواجه الناس، جزء من أسبابه الإعراض عن الهدي الرباني، وقال: "حينما نعرض عن السماء يقع الضنك والقسوة في معاش الناس"، في وقت اعتبر وزير المالية بدر الدين محمود أن السودان هو الدولة الوحيدة التي تتعامل بمعايير الشريعة الإسلامية في القطاع المصرفي.
ودعا مهدي أمس، إلى الالتزام بالهدى الديني في الاقتصاد حتى يتعافى من أزماته التي قال إنها تطاولت، وجدد دعوته للهيئة التشريعية لتعبئة الشعب السوداني كله خلال فترة إجازتها الوشيكة، للنهوض بالعمل، ورأى أن الضيق الشديد في معاش الناس والحياة القاسية والصعبة التي تواجه المواطنين جزء منها الإعراض عن الهدي الرباني.
من جانبه أعلن وزير المالية عن آليات لإحكام ولاية الوزارة على المال العام عبر القوانين التي تحكم الأداء المالي وتمنع التجنيب، وأشار الى انحسار الظاهرة بشكل كبير، وكشف عن مشروع قانون للشراكة بين القطاعين العام والخاص سيودع قريباً منضدة البرلمان. )

وانا شخصيا لا أدرى من الذي اعرض عن ذكر الله وعن هديه، افراد الشعب السوداني ام حكومة الإنقاذ؟ الافراد "كل نفس بما كسبت رهينة"، اما اهل الإسلام السياسي ممثلة في حكومة الإنقاذ وحزبها الحاكم فقد فارقوا – كجماعة – الهدي الرباني يوم تولوا السلطة والغوا قيم العدل والرحمة فطبقوا سياسات التمكين التي قطعت الارزاق وعذبت الناس في بيوت الاشباح والتي أدت الي فتل النفس التي حرم الله الا بالحق، يوم اعدمتم مجدي محجوب ورفاقه. وبعد ذلك جاءت فترة قطف الثمار على مستوي عضوية الإسلام السياسي أي قاعدتها المنتمية لحكومة الإنقاذ والحزب الحاكم، فظهرت الجبايات في الشارع وفي كل مصلحة حكومية، وغضت القيادة الطرف عنها لكي يتسنى لهم قطف نصيبهم من أي "رزق ساقه الله اليه" عمولة كانت او نصيب من قرض ربوي، او بيع لممتلكات الشعب بطريقة يصعب فيها التعرف علي البائع في القرن الواحد والعشرين. من باع خط هيثرو؟ واستمرأت الإنقاذ الاعراض عن الهدي الرباني حتى قيض له الرحمن شياطين الانس من كل بلاد العالم والجن فصاروا لكم قرناء، والإنقاذ اليوم في مرحلة اللا عودة في الاعراض عن الهدي الرباني، والدليل على ذلك مآلات الفساد الشامل الذي عم البلاد، واليك تفصيلها:
1. تدمير الاقتصاد السوداني بهدم البني التحتية للزراعة، واهمال الاستثمار والتنمية وصرف 90% من ثروات البلاد على أجهزة الامن والجيش الجرار من شاغلي الوظائف الدستورية. وهذه النتيجة بمفردها كفيلة بإفقار الشعب السوداني، حسبنا الله ونعم الوكيل.
2. تدمير التعليم في البلاد، على مستوي المدارس والجامعات، وذلك مع سبق الإصرار والترصد، لان هذا كان واحدة من الاستراتيجيات التي اعتمدت في خطتكم لحكم البلاد والانفراد بالحكم بخلق فجوة معرفية بين غالبية أبناء الشعب السوداني وابناؤكم، خلفاؤكم في الحكم، حيث يتعلمون في ارقي الجامعات في العالم. وفتحت الجامعات كما كانت تفتح المدارس الأولية في خمسينات القرن الماضي، ولذلك نسمع العجب عن خريجي هذه الجامعات. وقد وقفت على راي خبير عالمي يؤكد ما أقوله:

(المفكر الأمريكي  نعوم تشومسكي  حدد الاستراتيجيات التي تقوم بها بعض الحكومات للسيطرة علي الشعوب، و من بين القائمة التي تحتوي علي عشرة، انقل لكم التالي :

(سابعا إبقاء الشعب في حالة جهل وحماقة: العمل بطريقة يكون خلالها الشعب غير قادر علي استيعاب التكنلوجيا والطرق المستعملة للتحكم به واستعباده.  "يجب ان تكون نوعية التعليم المقدم للطبقات السفلي هي النوعية الافقر، بطريقة تبقي أثرها الهوة المعرفية التي تعزل الطبقات السفلي عن العليا، غير مفهومة من قبل الطبقات السفي. (مقتطف من كتاب أسلحة صامته لحروب هادئة)

حسبنا الله ونعم الوكيل.

3-الخدمات الصحية أصبحت كالحج لمن استطاع اليه سبيلا، ومع ذلك مجلسكم الموقر (سادي دي بي طينة و دي بي عجينة) ومستشفى الخرطوم الجامعي، المؤسسة العلاجية المرجعية الوحيدة في البلاد، التي كانت تدرب الأطباء و جميع فئات الفنيين العاملين في الحقل الصحي، يباع ارضها للمستثمرين. حسبنا الله ونعم الوكيل.

4-غياب القانون والمؤسسية يجعل امرا في غاية الخطورة، أي اختلاط مياه المجاري بمياه الشرب،لا بند له في ميزانية الدولة، حيث يلوم وزير البيئة وزير المالية، و رغم تنبيه السلطة الرابعة لخطورة الامر لم تكلف الحكومة مسؤولا لعمل اللازم!  حسبنا الله ونعم الوكيل.

السيد النائب المحترم أبناء الشعب السوداني يحوقلون ويهللون ويستغفرون في اليوم الواحد عشرات المرات، وذلك كلما اشتد عليهم الجوع والمرض، فانظروا أنتم ماذا أنتم فاعلون لصلاح حال البلاد والعباد!!

رب لا نسألك رد القضاء ولكننا نسألك اللطف فيه.

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف الخلق والمرسلين.

hussain772003@yahoo.com

 

آراء