سفيرة الولايات المتحدة لمجلس الأمن الدولي: لا حل عسكري لهذه الحرب الفارغة من المعنى في السودان

 


 

 

تصريحات للسفيرة ليندا توماس غرينفيلد في خلال إيجاز لمجلس الأمن الدولي بشأن السودان

بعثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة
مكتب الصحافة والدبلوماسية العامة
بحسب إلقائها
18 حزيران/يونيو 2024

شكرا سيدي الرئيس. اسمحوا لي أن أبدأ بتوجيه الشكر للمديرة وسورنو ومساعدة الأمين العام بوبي والسيدة أحمد على إيجازاتهن للمجلس وقيادتهن ومناصرتهن للشعب السوداني.
حضرات الزملاء، نجتمع اليوم لمناقشة الوضع في السودان والقرار رقم 2715 الذي أنهى تفويض بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس).
وأتى إنهاء التفويض بعد أن قررت السلطات السودانية أن البعثة الأممية لم تعد تلبي احتياجات الشعب السوداني.
وكان ذلك طبعا على الرغم من أن الأطراف السودانية المتحاربة غير مهتمة للشعب السوداني، وبالأخص للنساء والأطفال الذين هم أغلب الضحايا بحسب ما سمعناه من المتحدثين اليوم.
ولكن تماما كما صرحت الولايات المتحدة عند اعتماد القرار، إن عمل يونيتامس حاسما أكثر من أي وقت مضى بالنظر إلى الحرب الدائرة في البلاد والتي على وشك أن تتحول إلى أزمة إقليمية وكارثة إنسانية.
لقد تفاقمت الكارثة بالنسبة إلى الشعب السوداني منذ ذلك التصويت في كانون الأول/ديسمبر، والنساء والأطفال هم أكثر من يعانون بحسب ما سمعنا من السيدة أحمد.
ويدفع المدنيون ثمنا غير مقبول فيما تواصل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع حربهم الفارغة.
هذه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم ونحن نعلم أن المجاعة قد بدأت على الأرجح. يعاني خمسة ملايين شخص من الجوع الحاد وهم مهددون بالمجاعة، ومنهم 730 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. وتشير التقارير إلى أن بعض السودانيين مضطرين إلى تناول أوراق الشجر ليحاولوا البقاء على قيد الحياة.
وقد قامت قوات الدعم السريع بمهاجمة الفاشر وضربها وقصفها عشوائيا في الأسابيع الأخيرة، وهذه المدينة هي أحد آخر الملاذات الآمنة للمدنيين.
وفيما تواصل قوات الدعم السريع إحكام خناقها على المدينة وتوغلها، تم نهب المستشفيات وإجبارها على إغلاق أبوابها، ولم يبق سوى مستشفى واحد لمعالجة مئات المدنيين المصابين والعالقين في القتال.
لقد أصبحت الأسواق فارغة من الأغذية وتم قطع المساعدات وغيرها من الموارد الحاسمة.
من الضروري أن توقف قوات الدعم السريع هذه الهجمات عديمة الضمير بشكل فوري، كما يتعين أن تقوم والقوات المسلحة السودانية بالتخفيف من التصعيد والاتفاق على وقف إطلاق نار، وهو السبيل الوحيد لضمان حماية المدنيين.
ويعمل المبعوث الخاص بيرييلو مع المبعوث الشخصي لعمامرة وآخرين بشكل دؤوب لتحقيق هذا الهدف.
حضرات الزملاء، اسمحوا لي أن أكون واضحة وأقول ألا حل عسكري لهذه الحرب الفارغة من المعنى. واسمحوا لي بأن أكرر كلامي. لا حل عسكري لهذه الحرب الفارغة من المعنى. لا حل عسكري على الإطلاق ومهما كان.
وهذا ما دفع المجلس إلى الاجتماع الأسبوع الماضي والمطالبة بإنهاء القتال الدائر في الفاشر والإصرار على تدفق المساعدات بحرية عبر الطرق كافة، وبما في ذلك من خلال معبر أدري، والدعوة إلى وقف فوري للأعمال العدائية عبر مختلف أنحاء السودان، مما سيفضي إلى حل مستدام للصراع.
وقد أعلنت الولايات المتحدة مؤخرا عن تقديم أكثر من 315 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية دعما للشعب السوداني، ولا شك في أنه ثمة حاجة إلى المزيد.
ولكن ليس الوقت مناسبا للجلوس والتفرج ما دامت الأزمة الإنسانية تتفاقم يوما بعد يوم والأطراف المتحاربة تواصل ارتكاب فظائع مروعة.
ونحث المجلس على إبقاء السودان على رأس جدول أعماله واتخاذ تدابير إضافية إلى حين نحقق السلام للشعب السوداني.
وينبغي أن نواصل أيضا دعوة الجهات الفاعلة الخارجية إلى الكف عن صب الزيت على نار هذا الصراع وإطالته وتمكين الفظائع من خلال إرسال الأسلحة إلى البلاد.
لقد عرض رئيس لجنة مجلس الأمن المنشأة عملا بالقرار 1591 بشأن السودان الأسبوع الماضي إيجازا بشأن اللجنة، ونذكر الدول الأعضاء اليوم بالتزاماتهم لناحية الامتثال لحظر الأسلحة النافذ والذي تفرضه الأمم المتحدة في دارفور.
والأهم من كل ذلك، يتعين علينا مواصلة الدعوة إلى استئناف محادثات وقف إطلاق النار، بما في ذلك مع المدنيين والنساء، والعودة إلى الحكم المدني الذي يريده الشعب السوداني ويستحقه وعمل جاهدا من أجله.
ويتعين على هذا المجلس والأمم المتحدة وأصحاب المصلحة الرئيسيين في المنطقة، بما فيهم الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والمجتمع الدولي الأوسع، العمل معا لتعزيز السلام وتحقيق مستقبل أفضل للسودان.
إن حياة الملايين من السودانيين على المحك بحسب تصريحات المتحدثين معنا، وما من وقت لنضيعه.
شكرا سيدي الرئيس.

 

آراء