سقط الأخوان يوم خانوا الديمقراطيه وأيدوا الديكتاتوريه !

 


 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

خسرت مصر يوم خسرت اللواء محمد نجيب الذى كتب كنت رئيسا لمصر ! 

أنتهى السودان الذى لم ينجح فى الثوره على أعتى الإنقلابات العسكريه إنقلاب الجبهجيه !
بقلم الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
( رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى )
( رب زدنى علما )
أستميحك عذرا أيها القارئ الحبيب العزيز لأن أبدأ بالعنوان الأخير لأن جرحه ما زال مفتوحا نعم إنتهى السودان أرض المليون ميل مربع ، ولم يعد ذلك السودان الذى كان ملأ السمع ، والبصر يصول ، ويجول فى المحافل الدوليه بينما اليوم رئيسه مطاردا بالمحكمه الجنائيه .
السودان الذى فرط فى أرضه ، وعرضه ذهب الثلث وتبقى الثلثان السودان الذى أمسى عاجزا من الذهاب إلى مجلس الأمن لإسترداد حلايب ، وشلاتين بالتحكيم الدولى برغم توفر الخرائط ، والأدله، والشواهد، وهو الذى ساعد مصر لإسترداد طابا بشهادة السفير المصرى الذى أقر معترفا أن زميله أيام تحضير الدكتوراه الدكتور محمد أبو سليم مدير دار الوثائق الأسبق هو الذى دله على أهم خريطه توثيقيه فى إحدى المكاتب اللندنيه هى كانت كلمة السر فى ربح القضيه .
السودان الذى نجح فى إطاحة أول ديكتاتوريه عسكريه بثورة إكتوبر المجيده برغم ان رئيس الإنقلاب يومها الفريق إبراهيم عبود ترأس الإنقلاب ، وهو كان قائدا عاما للجيش السودانى بأكبر رتبه رتبة فريق أول ،وكان باشمهندسا ،وله إبن صار من أشهر الأطباء فى السودان ولم يكن عاقرا أو فاسدا، وهو لم يأت بليل عبر دبابة وبندقيه بل طلب منه أن يستلم السلطه عبر تسليم ،وتسلم من أكبر الأحزاب السودانيه ،وعندما ثار الشعب السودانى ضده قدم إستقالته، ومضى لحاله برغم أن منزله لم يكتمل بنائه بعد ،وكما فى الليلة الظلماء يفتقد البدر كانت الجماهير عندما تراه فى المحطة الوسطى حيث سوق الخضار واللحمه تسرع نحوه ،وتحمله على الأعناق، وهى تهتف ضيعناك ،وضعنا معاك !
والسودان نفسه هو الذى قام بثانى ثورة ضد حكم العقيد جعفر نميرى الذى جاء عبر إنقلاب أحمر ثم تحول إلى اليمين ثم حالف الإتجاه الإسلامى بقيادة الثعلب الإسلامى الإنقلابى دكتور حسن عبد الله الترابى، ولكن الشعب السودانى خرج عن بكرة أبيه فيما عرف بثورة رجب أبريل ،وإنحاز الجيش السودانى، ووقف بجانب الشعب، وأخيرا سقط النميرى ،وهو فى أمريكا التى عجزتأن تعيده إلى السلطه مرة أخرى لأن الشعب قال كلمته .
ولكن للأسف عجز السودان هذه المرة فى أن يفعلها وضد من ضد نظام عسكرى جبهجى جاء بليل عبر دبابة وبندقيه وفلسفة ماسونيه ذهبت به إلى الحضيض لا هو إسلامى ،ولا هو وطنى، ولا هو ديمقراطى نظام إستبدادى سلطوى قهرى عنصرى إستعبادى إضطهادى .
سقط فى الطين الوحل حتى الثماله ،وقد أشتمت رائحة العفن ،والعفونه التى أزكمت الأنوف ،وتمرغ فى الفساد والإفساد صار هو ماركته وعلامته المسجله، وهكذا نجح فى إستدراج الأحزاب الكبيره إستوزر الأبناء كما إستوزر الإنتهازيون الطامعون الذين إنشقوا من الحركات المسلحه وباعوا القضيه بحفنة مكاسب دنيويه .
وننتقل الأن لخيانة الأخوان للديمقراطيه ، وتأييدهم للديكتاتوريه سبق لى أن كتبت عدة مقالات تحت عنوان ( ما أمر ظلم ذوى القربى ) تحدثت فيها عن مذكرات اللواء محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر بعد الملكيه ولكننى لم أتمها لأننى فقدت الكتاب ،والحمد لله فى زيارتى الأخيره لمصر عثرت على الكتاب إشتريته على طول والآن فرغت من قراءته ولهذا الآن أشركك فى بعض أهم ما جاء فيه، وسوف إستمر إن شاء الله فى نشر بقية مذكراته حتى يعلم الجيل الجديد، ويلم بأهم صفحات تأريخ مصر، والسودان .
وهنا إستعرض أن الأخوان لم يتعلموا الدرس وكيف رفضوا الحياه النيابيه وأنهم مع الحياة العسكرية كما فعلوا فى السودان حينما تأمروا على الدبمقراطيه الثالثه، أحلوا محلها الديكتاتوريه العسكريه جاء فى صفحة 261 من كتاب { كنت رئيسا لمصر } مذكرات محمد نجيب الآتى نصه :
ورغم ذلك لم يفرج عن النحاس، ولم يفرج عن أحمد حسين ولا عن رشاد مهنا بينما أفرج عن حسن الهضيبى الذى إتصلت به فقالوا لى : فى الحمام !
وبعد الإفراج عن الهضيبى ذهب جمال عبد الناصر لزيارته فى منزله فى نتصف الليل ،وفى صباح اليوم التالى نشرت الصحف :[ إنه تقرر الإفراج عن جميع الأخوان . . وأن الأخوان إستأنفوا نشاطهم ،وعقدوا إجتماعا مع المرشد العام لجماعتهم ] ،وأعلن الهضيبى إننا الآن أقوى مما كنا !
ووقع الآخوان فى الفخ الذى نصبه لهم { جمال عبد الناصر} فقد كان الأخوان هم القوة المرجحه لفوز إحدى القوتين المتنازعتين فى هذه المرحلة قوتى ،وقوة عبد الناصر، وكان على عبد الناصر أن يستميلهم إلى جانبه فإذا ما كسب معركته معى ،وسيطر على الحكم إستدار عليهم، وتخلص منهم .. وهذا ما حدث فعلا .
لقد إشتراهم عبد الناصر ليبيعنى .. ثم .. باعهم وإشترى السلطه المطلقه .
إن خطأ الأخوان فى هذا الموقف كان خطأ إستراتيجيا لأنهم تصوروا أن القضاء على الأحزاب كان لصالحهم بحيث يصبحون الحزب الوحيد ،والقوة الوحيدة، ولم يدركوا ببساطة حكاية العصا الوحيدة التى يمكن كسرها ومجموعة العصى التى لا يمكن كسرها معا، والتى كنا نسمعها ،ونحن أطفال ،ولا نزال نريها لصغارنا إلى الآن والدليل على ذلك أنهم إنتهوا إلى السجن ،والتعذيب والتشريد عندما وصل [ عبد الناصر ] إلى الحكم بينما كان موقهم فى تلك الفتره ضد الأحزاب، وضد تعدد الآراء حتى إن أحد قادتهم قال للصحف يوم 27 مارس :
{ فيما يختص بعودة الأحزاب السياسيه أملنا ألا يعود الفساد أدراجه مرة أخرى لأننا لم نسكت على هذا الفساد بل ،ونؤيد الشعب مجاملة ولن نطلب تأليف أحزاب سياسية لسبب بسيط هو أننا ندعو المصريين جميعا لأن يسيروا وراءنا ويقتفوا أثرنا فى قضية الإسلام } .
أى أن [ الأخوان ] ظلوا على مواقفهم القديمة ،ولم يتعلموا من درس حلهم ولا من درس وضع قادتهم فى السجن وقرروا أنهم ضد الحياة النيابية، ومع الحياة العسكرية .وقد سبق أن حاول [ الأخوان ] إقناعى بمثل هذا الكلام لكنى رفضت
كان ذلك فى ديسمبر 1953 .. وقد سبق أن رويت تفاصيل ما حدث وقلت :
{ لقد حاول الأخوان المسلمون الإتصال بى فى ديسمبر1953م عن طريق { محمد رياض } الذى إتصل به { حسن العشماوى } و { منير الدله } ،وطلبوا أن تتم المقابله سرية بينى وبينهم ،وإقترحوا مكانا للمقابله منزل الدكتور اللواء { أحمد الناقه } الضابط بالقسم الطبى بالجيش، وكانت هذه مفاجأة لى لأنها أول مرة أعرف أن للدكتور أحمد الناقه إرتباطا بالأخوان المسلمين .
ورفضت فكرة الإجتماع السرى بهم ،وأبلغتهم بواسطة محمد رياض أننى مستعد لمقابلتهم فى منزلى أو مكتبى لكنهم إعتذروا عن ذلك وطلبوا أن أفوض مندوبا عنى للتباحث معهم فوافقت ،وعينت محمد رياض ممثلا عنى للإجتماع بهم بعد أن زودته بتعليماتى .
وإجتمع محمد رياض بممثلى الأخوان المسلمين [ حسن العشماوى ] و [ منير الدولة ] عدة مرات .
غدا نواصل إن شاء الله .

elmugamarosman@gmail.com

 

آراء