سقف المفاوضات وأرض المعركة !!

 


 

 

أطياف -
طرحت مفاوضات جدة ورقة جديدة في آخر لقاء جمع وفدي الجيش والدعم السريع تضمنت عدد من النقاط المهمة ، منها إخراج قوات الدعم السريع من الأحياء السكنية وجمعها في مكان واحد ، ووضع خطط زمنية تبدأ بدمج جميع الوحدات العسكرية في العاصمة والولايات تحت إمرة القوات المسلحة، ونشر قوات دولية لمراقبة وقف اطلاق النار واشراك القوى المدنية في برنامج إصلاح القوات الأمنية والعسكرية بإعتبارها قضية تهم جميع السودانيين.
ووافق وفد الدعم السريع على جميع النقاط المطروحة ووقع عليها وخرج عزت مستشار حميدتي من قاعة التفاوض في مهمة دولية خاصة تتعلق بتسويق الإتفاق دولياً
ولكن بالمقابل كانت هناك تحفظات لوفد الجيش على النقاط المطروحة وفضل منحه فرصة للتشاور مع القيادة في السودان
وتقول المصادر إن الوفد منذ البداية كان يحاول إقناع الدول الراعية تحت سقف التفاوض بقبولها لتسميته في التمثيل حيث رفضت الاطراف الراعية تقديمه على انه يمثل الحكومة السودانية ، حيث أن المسهلين يرفضون هذه التسمية لعدم الإعتراف بها وان الصراع في السودان تقع مسئوليته على عاتق طرفي النزاع وسيتعاملان فقط مع الجيش والدعم السريع ،
وأثارت الورقة الثانية حفيظة الوفد الذي وافق على الهدنة ووقف اطلاق النار المؤقت .
وتقول المعلومات حسب مصادر موثوقة ان رفض و تحفظ وفد الجيش يأتي لأن النقاط المذكورة وغيرها أخذت شكلها وملامحها من الدستور الانتقالي وبنود العملية السياسية وهذا بالطبع يتعارض مع خطط واحلام الحكومة الانقلابية الكيزانية الحالية التي ما اشعلت حربها إلا للقضاء على هذه العملية ، لكنها تفاجأت بعد كل هذا الحرب والدمار ان ما حاولت قبره في الخرطوم يخرج عليها في جدة ! فكيف للقضية التي تسببت في الحرب تلوح الآن ايضا لتكون سببا في السلام ، هذا ليس مقبول بالنسبة لهم وحاول الوفد تعديل النقاط وطرح شروطا اخرى رفضتها الولايات المتحدة الامريكية وتمسكت بموقفها الداعم للحل السياسي الذي يحقق التحول الديمقراطي والذي ترى انه لن يتحقق إلا بالعودة للعملية السياسية
وأن لابديل لحلها المطروح سوى الدخول في تنفيذ خطتها العقابية والتي ستسبقها بإرسال قوات السلام لحماية المدنيين .
لذلك أن نقاط الخلاف هذه كان لها إنعكاسا سلبياً وواضحا على الارض ، وتجددت الإشتباكات في اماكن مختلفة من الخرطوم في محاوله لخرق الهدنة بعدة طرق مختلفة لتنهار المفاوضات ، وظهر الخطاب العسكري من جديد
لكن هل تغامر المؤسسة العسكرية بمواصلة المعارك حتى تنتهي بالحسم بعيدا عن الحلول السياسية!! وهل تحاول الفلول جر القيادة العسكرية الي ( الغريق ) لتقدمها كبش فداء مثلما دفعتها لخوض المعركة إضطراريا ، الم يقل قائد الجيش إننا نخوض حربا عبثية فرضت علينا ، فهل الوقوع في هوة العقاب ايضا سيكون مفروضا عليه وعلى مؤسسته العسكرية !!
طيف أخير:
لا للحرب ...
ولا بديل للحوار فالمسرح السياسي القادم سيكون خاليا من الدعم السريع ولجنة البشير الأمنية وفلول النظام البائد ، أبطال جدد سيحققون لهذا الشعب العظيم غاياته وأمنياته المؤجلة
الجريدة

 

آراء