سقوط الأقنعة

 


 

رمزي المصري
25 November, 2022

 

وأخيرا وبدون مواربة كشفت الحركات المسلحة عن وجهها الحقيقي ووقف معهم اردول عاريا واختفت الكلمات والعبارات التي طالما تشدقوا بها عن سيطرة النخب وسيطرة المركز وأبناء الهامش وتغيير السودان القديم وتفكيك الشكل القديم للسودان كل هذه الشعارات التي صدعوا بها الرؤوس سقطت غير مأسوف عليها ورموا بأنفسهم في أحضان النخب التي طالما أدعوا زورا وبهتانا انهم أتوا لتحرير الوطن منهم .
هاهم اليوم وبدون أن يطرف لهم جفن يقومون باختيار نجل الميرغني زعيما لهم وسقطت أوراق التوت التي كانوا يوارون بها سوءاتهم في مسرحية سيئة الإخراج من الجارة الشمالية والتي لن يهنأ لها بال طالما هناك ثورة في جنوب الوادي ربما تخرج جارتها الجنوبية من تحت سيطرتها الابدية .
من حق الجارة الشمالية أن تعمل ما تريد من أجل الحفاظ على مصالحها ولا نلومها على ذلك ولكن ما بال هؤلاء يبيعون حتى أنفسهم ناهيك عن شعاراتهم بكل هذه البساطة والتي لم يتخيلها أحد؟؟ .

هل يستطيع اردول بعد اليوم أن يحدثنا عن تفكيك المركز ؟ وهل يستطيع جبريل بعد اليوم أن يقول لنا عن سيطرة النخب النيلية
ووالله وتالله أن هؤلاء لن يتورعوا عن بيع كل شيء من أجل استمرارهم في كراسي الحكم والجارة الشمالية فهمت ذلك جيدا وعلمت أن هؤلاء فقط نمور من ورق ويلهثون وراء كراسي السلطة وبأي ثمن كان لذا ارسلت لهم مندوبهم السامي ليقول لهم أطمئنوا لن تنزع منكم السلطة طالما أنتم تحت عباءة مندوبنا السامي .

أصبحت المعركة واضحة المعالم وأصبح ( اللعب على المكشوف) إلا لمن في عينيه رمد .

أيها الجذريين.. جذريتكم لن تفيدكم .. أيها المركزيون ..مركزيتكم لن تفيدكم.. يا لجان المقاومة .. مقاومتكم لن تفيدكم .. تناسوا خلافاتكم الجانبية وعودوا لثورتكم بقلوب مفتوحة . وتأكدوا أن الحل الوحيد أمامكم أن تتحدوا ولن تفيدكم تسوية ومهما كان شكلها ومضمونها .

وكررت كثيرا ولن أتوقف من التكرار العسكر لن يتنازلوا عن السلطة والبرهان لن يترجل عن كرسيه وهاهو يكسب صباح كل يوم ارضا جديدة وانتم تخسرون ارضا .
لا الرباعية ولا الثلاثية ولا فولكر ولا غيره يمكنه أن يعيد لكم ثورتكم . أنتم بأيديكم فقط من يمكنه أن يعيد للثورة مجدها وألقها وبريقها الذي أنطفأ جراء المواكب العقيمة التي لا هدف لها إلا بلوغ القصر !! وكأن ثورة ديسمبر مسجونة في هذا القصر وانتم تريدون تحريره !!
الثورة مسجونة في خلافاتكم وليس في قصر ( الرمم) كما تسمونه .

وكان الله في عوننا
______
رمزي المصري

 

آراء