سلسلة الاغتيال المجاني !!

 


 

 

القضية الأكبر هي ان الانقاذ طوال ثلاثين عاماً تغلغلت في أجهزة الأمن والجيش والشرطة وافسدت وانتهكت كل قواعد المهنية والقومية..وبشكل خطير؛ فأصبح كثير من العاملين في هذه الاجهزة القومية من جماعة الاخونجية والانقاذيين الحاقدين على الناس والذين يتصرّفون بالسلاح الذي يحملونه بلامبالة غريبة..وفي حالة من الاستعداء العجيب ضد كل من يظنون أنهم ليسوا من الاخونجية وليسوا من الانقاذيين..! فهم يتعاملون بالسلاح وكأنهم (قبضايات) ورجال مافيا خارجين عن القانون في أحد كازيونات (لاس فيجاس)...!! كلمة والثانية ويطلقون الرصاص على الرءوس الصدور والأعناق ويحشون جسم شاب برئ بعشرات الطلقات والمقذوفات.. فهل هذ الاغراق في قتل شخص واحد بعشرات الطلقات (حتى إذا كان لصاً فاتكاً) يشير الى رغبة في شل الحركة أم هو من باب الاستعداء اللئيم والتنفيس عن الحقد الكظيم والقتل المقصود من أجل القتل..وبسبق الاصرار والترصّد...؟!!
لقد حدثت مثل هذه الفظائع في العديد من الأمكنة التي أبعد ما تكون عن العنف وعن ضرورات التدجّج بالأسلحة مثل الأندية العامة والخاصة والمدارس أو الجامعات وطرق المرور..! (كلمة والتانية) وينهمر الرصاص على المواطنين..إذا كانوا شباباً في أندية أو جامعة..أو كان رجلاً مع اهل بيته أو كان يسير في الطريق العام..!! حتى رجال العصابات لا يستخدمون الأسلحة بهذا الطيش والاسراف في الانتقام..!! هذه هي القضية الأساسية وما سوى ذلك تفاصيل..!!
هكذا يُفجع الوطن كل يوم في احد من أبنائه أو بناته..هكذا كل يوم من أيام الانقلاب مثلما كان الحال أيام الإنقاذ...! ولا يظن احد أن هذا الأمر سيتوقف..لا لن يتوقف لأن جذر المشكلة لم تتم معالجته..ولأن كثيرين كثيرين كثيرين من حملة السلاح في مرافق الأمن والشرطة هم من الانقاذيين الذين لا يرون أن واجبهم حماية الشعب، أو أن اجهزتهم هذه التي يعملون فيها هي من أجل خدمة الشعب أو حمايته..فما تعلّموه أنهم في هذه المواقع من أجل حماية نظام الانقاذ..ولا تزال هذه هي عقيدتهم المهنية التي يعملون بها ويقبضون الفلوس من أجلها ويحملون السلاح لتحقيقها..فما بالك إذا اضفت الي ذلك (فوضى الانقلاب) واعتقادهم انهم يدافعون أيضاً عن هذا هذا الانقلاب الانقاذي ويخدمونه بكل ما يستطيعون..ولو عن طريق قتل الشباب في النوادي..!!
هذه هي يوميات انقلاب البرهان..كل يوم تتوالى الفظائع ويثكل الوطن أحد ابنائه..فقط تتعدد أنواع الفظائع وأمكنتها..وتتنافس في درجة قسوتها وفظاظتها..! اغتيالات صريحة واستخدام مفرط للسلاح من عناصر منسوبة للأمن والشرطة والحرّاس والمجندين بلا ضابط ولا رابط وفي نهم غريب مجنون للقتل وسفك الدماء...وكأن من يطلقون السلاح ليسوا عاملين في اجهزة قومية مسؤولة..واجبها توفير الأمن وحماية المواطنين..!! هذه هي القضية الأساسية وما سوى ذلك تفاصيل..!!
بعدها لا تسمع إلا بعض الترّهات المعروفة والمسهوكة..الحادث يخضع للتحقيق..ولا يجب أن يتحدث الناس عنه...وستتم محاسبة المتورطين..!! ثم يا مولاي يتحدث المسؤولون في الأجهزة النظامية القومية بلسان الحال الشعراء..بمعنى أن الناس بعد قليل سوف ينسون الحادث، باعتبار أننا في بلد (كل شئ فيه يُنسى بعد حين) وستمر الحكاية الى أن يقع حادث آخر اكثر منه فظاعة..!
لا نريد أن نخوض في اي تفاصيل عما جرى بالأمس..وأحسن الله عزاءنا في شبابن.. زهر المستقبل الواعد والفجر الآتي..! ولكن هذا هو الأساس وما عدا ذلك تفاصيل.. هناك عناصر عديدة عديدة في مواقع متفرّقة عديدة للأجهزة النظامية القومية يعتقدون ان الشعب هو العدو الأول..وأنهم في هذه المواقع من اجل الانقاذ والانقلاب وشريعة المخلوع و(تعليمات الاخونجية)..! وإذا لم نصل إلى أساس هذه المشكلة فسوف تستمر الفظائع ونفتقد في كل يوم عزيزاً من أبنائنا المدخورين للمستقبل...وسوف يستمر هذا القتل الذي فتحت الانقاذ أبوابه وجدّد الانقلاب (تدشينه)...وجعل في يد كل معتوه بندقية و(رخصة) للقنص والقتل..حتى من أجل المزاج والمتعة..!!
إنهم اعداء الحياة..ولكن لن تطول هذه الليالي السوداء..ليالي السكاكين الطويلة والرصاص الأرعن المُجرم..وسوف يتم غل أيدي هؤلاء الأوباش الأوغاد وانقلابهم الآثم. فلنأسوا جراحنا ونقف صفاً واحداً ضد هذه الطغمة وهذه الشراذم الجبانة..وضد المأجورين قتلة الشباب الاعزل..(والله من ورائهم محيط)..!! الله لا كسّبكم دنيا وأخرى..!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء