سلفاكير … ماوراء التصريح
3 November, 2009
Alaa Addin mahmued [alaaddinadwa@hotmail.com]
ردود افعال واسعة وجدها تصريح سلفاكير الاخير الذي دعا فيه لأول مرة صراحة الى أن يختار الجنوبيون خيار الانفصال في الاستفتاء القادم عام 2011م معللا ذلك بان بقاء السودان موحدا سيجعل من الجنوبيين "مواطنين من الدرجة الثانية". وفيما يرى عدد من المحللين السياسيين ان تصريحات سلفاكير جأت معبرة عن حالة احباط تنتاب الحركة الشعبية كنتاج طبيعي لممارسات شريك الحكم واتفاق نيفاشا للمصالحة الوطنية من اختراقات وتسويف تجاه نتفيذ الاتفاق . بينما يرى اخرون ان الرجل يعبر عن موقف اصيل له مستعيا هذا البعض مواقف الرجل قبيل تنفيذ الاتفاق وموقفه من الاطروحات الوحدوية لمؤسس الحركة الشعبية الشهيد د جون قرنق . ويحتج اصحاب الرأي الاول بأن القائد سلفاكير ظل والى وقت قريب يدعو الى الوحدة وجد في تصريحات سلفا كير ميارديت رئيس الحركة الشعبية وحكومة الجنوب والنائب الاول لرئيس الجمهورية التزام من جانب الحركة الشعبية للوقوف الى جانب الوحدة عند لحظة الإستفتاء وهي التصريحات التي ادلى بها سلفاكير مخاطبا جماهير مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان في اول مخاطبة له خارج حدود جنوب السودان وقال بعبارات واضحة ان وحدة السودان هي الخيار الاول الذي تطرحه الحركة الشعبية ، وان على الجنوبين ان يعلموا ذلك عندما يتقدمون لصناديق الإستفتاء على تقرير المصير . ويبدو أن العبارة الحاسمة في حديث سلفاكير هي قوله "سأوجه شعب الجنوب بالتصويت للوحدة" قبل ان يقول : علينا كحكومة العمل بكل جد واجتهاد لجعل هذا الخيار ـ الوحدة ـ جاذبا من خلال تقديم افضل الخدمات وتنفيذ مشروعات التنمية بالجنوب ، ويشترط سلفاكير ان تكون الوحدة جاذبة ، وهي العبارة التي اعتبرها البعض مزعجة وقال لي الناشط السياسي محمد عابدين سند متسائلا : الى من يوجه سلفاكير او الحركة الشعبية خطابها بضرورة ان تكون الوحدة جاذبة ؟ فيما يرى البعض ان الحركة باشتراطها هذا تختزل الشمال وخياراته من مسألة الوحدة في المؤتمر الوطني ويقول عابدين ان الموقف الاساسي للحركة الشعبية انها حركة وحدوية وانها ظلت ترفع هذا الشعار بالتالي لا معني لوجود موقف ثاني ولا معنى للتأرجح بين موقفين بينما يرى الاستاذ محمد ابراهيم الحاج الباحث في مجال الاقتصاد ان سلفاكير قد ادلى بتصريحاته تلك متأثرا باجواء الاحباط العام جراء تلكوء المؤتمر الوطني في تنفيذ بنود الاتفاق ويحتج الحاج بتصريحات سلفاكير التي ادلى بها قبل وقت قليل من تصريحه الذي يدعو فيه الى تغليب خيار الانفصال عندما ذكر أن ان حكومة شمال السودان فشلت في تنفيذ اتفاقية السلام والتقدم في تقسيم الحدود بين شمال وجنوب السودان. وقال "هناك مشكلات تواجهنا في تطبيق الإتفاق، وكان من المفترض أن نكون قد أكملنا تقسيم الحدود على الخرائط، وأن نكون قد قدمنا هذا التقسيم للرئاسة السودانية في سبتمبر الماضي، ولكن ذلك لم يتم وتم تأجيل المسألة إلى 23 نوفمبر المقبل لتقديم التقسيم على الخرائط إلى الرئاسة وإذا تم ذلك فسوف يتم تطبيقه على الأرض قبل الإنتخابات . الا ان البعض يرى ان هنالك عناصر مؤثرة داخل الحركة الشعبية خاصة في حكومة الجنوب يغلب عليها النزوع نحو الانفصال وهم الذين يطلق عليهم محمد علي جادين الكاتب الصحافي اصحاب النزعة القومية من الذين فرضوا حق المطالبة بتقرير المصير على الحركة الشعبية ابان مفاوضات نيفاشا ، غير انة هنالك من يؤكد ان هذه القيم تزعزعت في ظل الصراعات التي يعيشها الجنوب وتربص دول الجوار به الدوائر وتجد التصريحات الاخيرة لسلفاكير من يدافع عنها اوساط القوى الجنوبية والحركة الشعبية ويرى القائد ادوارد لينو أن سلفا كير يعكس ما يدور في أذهان الجنوبيين الآن، ومضى أنهم يرون أن الأوضاع الحالية صالحة للانفصال أكثر من أي شيء آخر ومن الواضح ان تصريحات لينو تحمل المؤتمر الوطني بشكل مباشر الدوفع التي جعلت سلفا يدلي بتصريحه ذاك ويرى ان المؤتمر الوطني يتحمل مثل هذه المالات نسبة لتلكؤه في تنفيذ بنود الاتفاق وفي هذا الاتجاه يقول لينو إن أسباب الانفصال موجودةمعددا منها عدم تنفيذ قضايا في الاتفاقية، وعدم تعديل 9 قوانين من بينها قانون جهاز الأمن، لتتوافق مع الدستور واتفاق السلام، وقال إن حسابات النفط فيها «غش»، كما أن موضوع أبيي لم يتقدم إلى الأمام بعد قرار محكمة التحكيم في لاهاي، وقال إن تخصيص نسبة 28% من الوظائف القومية للجنوبيين لم ينفذ حتى الآن . غير ان هنالك في اوساط الجنوبيين من يرى في تصريحات متعجلة ونكوص عن مبادي تحملها الحركة من اعلاء لقيم الوحدة وبينما ابدى عدد من قيادات المعارضة انزعاجهم من مضمون تصريحات سلفا ، لم يفوت المؤتمر الوطني الفرصة للظهور بمظهر حامل لواء الوحدة وهذا ما تظهره تصريحات قيادات بالمؤتمر الوطني هاجمت تصريحات سلفاكير واعتبروها نكوصا عن اتفاقية السلام ومناقضة لبنودها التي تتحدث عن تغليب خيار الوحدة، كما اعتبرها قمة الفشل في ادارة شأن الجنوب . ويرى الكثيرون في تصريحات قيادات الوطني مجرد مراوغة سياسية وان الحزب الاسلامي هو من اوصل قيادات الجنوب الى هذه النقطة