سلفا كير وتلفون ومؤامرات الحلو

 


 

 


tayseer marawe [tmarawe@gmail.com]
يبدو في الأفق أن مؤامرات الحلو ضد الرفيق تلفون كوكو لا تنتهي وبل أن مؤامرات الرفاق باقان وعرمان وحقار ومجموعة التيار الشيوعي بالحركة الشعبية وكل من يعرفون شجاعة وصراحة هذا القائد ويسجنونه لن تنتهي وبل أن موته والقضاء عليه يسعدهم ويريحهم ويتمنونه .
هؤلاء الرفاق لم يرتاح بالهم وتعكر مزاجهم ومنذ تلك اللحظة والتي علموا فيها أن القائد سلفا كير على وشك الحضور لكادقلي لتدشين حملة مرشحي الحركة الشعبية لإنتخابات جنوب كردفان وفيها سيعلن الإفراج عن القائد تلفون كوكو ذلك المرشح المستقل لمنصب والي الولاية في جنوب كردفان والمعتقل بجوبا من قبل حكومة الجنوب وإستخبارات الحركة الشعبية وحتى يترك له فرصة التنافس كمرشح حاضر وسط جماهيره.
القائد سلفا كير والذي سيقود دولة جنوب السودان القادمة والذي يمر بأيام عصيبة من جراء التمرد والحرب والأحداث بجنوب السودان وكذلك مما سيواجهه من صعاب في سبيل دولة جديدة تشير كل المؤشرات بإحتمالية فشلها وعدم إستقرارها وتشرزمها وتولد حرب جديدة فيها…
هذا الرجل عندما إتصل به العديد من الشخصيات في الداخل والخارج بشأن إعتقال وإستمرار حبس تلفون وخاصة عندما خاطبته وإتصلت به شخصيات نوبية بشأن هذا الأمر,أشار صراحة و وعدهم بأنه سيتخذ قرار بالإفراج عن تلفون قريباً وبأنه أصبح يرى بأن على أبناء جنوب كردفان حل مشاكلهم بأنفسهم والوصول إلى حل وتوافق مع بعضهم البعض وخاصة و أنه سوف يتفرغ للجنوب تماماً والدولة الجديدة وأنه في الجنوب أصبح مواجه بمشاكل عديدة وعلى أبناء جنوب كردفان تحمل مسئولياتهم وحل إشكالاتهم بطريقتهم التي يرونها .
علمت مجموعة الحلو ورفاقه بإصرار القائد سلفا كير على ذلك الأمر والقرار بالإفراج عن الكوماندر تلفون ولذا إستبقوه بمؤامرة خسيسة ودنيئة ومكشوفة وحاولوا دون وصول سلفا كير لجنوب كردفان ولأنهم يعرفون جماهيرية تلفون وقرار سلفا كير المسبق وحاولوا ضرب أكثر من عصفور بحجر…فدبروا مقولة وحكاية محاولة إغتيال سلفا كير من قبل جماعة تلفون كوكو وحالوا دون حضور سلفا كير لجنوب كردفان وبالتالي ضمنوا عدم إتخاذه لقرار الإفراج عن تلفون ومن ثم يضمنوا بعد ذلك ردة فعل غاضبة من قبل سلفا كير وبالتالي يساهمون في  إستمرار حبس تلفون وإبعاده عن ساحة معركة التنافس في جنوب كردفان ولأن وجوده خطر عليهم وعلى فرص فوز الحلو وبالتالي يرون أنه يجب إيقاف إتخاذ قرار سلفا كير بالإفراج عن تلفون في هذه الأيام بالذات وكذلك يضمنون تأليب سلفا كير عليه وغضبه منه وإستمرار حبسه وبوقائع وتهم جديدة مفبركة…. ولقد نجحوا في ذلك وشرب سلفا كير المقلب وإزداد ظلمه لتلفون دون قصد منه وبتدبير خبيث من عرمان والحلو وزمرتهم ولم يكون رجال سلفا كير صادقين معه‼!
سلفا كير والذي قبل غيره يعرف تلفون جيداً ويعرف شجاعته وصراحته و وضوحه وصدقه ويعرف أنه رجل لا يعرف العمل في الظلام أو المؤامرات أو الخيانة أو الإنقلاب على القادة أو الإغتيالات أو المناورة في المواقف والمتاجرة بالقضايا ويعرف أنه أيضاً لم يرضى بالمناصب والحظوظ والمغريات أو بيع الحركة في مزادات الغير والتي باعها من قبل الكثيرون وعملوا على الدخول والخروج من الحركة الشعبية ومن ثم العودة إليها وعلى حسب ما تقتضيه مصالحهم الشخصية ومنهم نائب سلفا كير الحالي وغيره ولم يهرب للخارج غضباً لنفسه وإنتصاراً لها وهروباً من المسئوليات كما فعل عرمان ومرشحهم لولاية جنوب كردفان ولد أدم الحلو‼! والسؤال للقائد سلفاكير هل قبل تلفون الإنقلاب على جون قرنق في التسعينات عندما خطط البعض للإنقلاب عليه وحاولوا إستمالة تلفون  لقيادة قوات أبناء النوبة في الحركة للمشاركة في الإطاحة بقرنق؟؟؟ ولماذا رفض تلفون وذهب بأولاده ليوغندا رفضاً للإنقلاب على قائده قرنق؟؟ وماذا قال للمتآمرين على قرنق….
وأيضاً فليعرف سلفا كير أن تلفون نفسه رفض الإنقلاب عليه وخيانته وذلك عندما حاول المقربين منه الأن أن يطيحوا به  قبل فترة وهم من أبناء القبائل المتنافسة مع قبيلة سلفا كير والذين يخططون لتحقيق هذا الهدف بإستمرار ولن يتوقفوا عن محاولات الإنقلاب على سلفا كير وحتى وإن ظهروا له بشكل المؤيدين والموالين ‼‼
تلفون رجل إحترم قرنق وسلفا كير ولم يخونهما ولم ينافقهما ولم يتملقهما وكان شجاعاً حين يقول رأيه ويجاهر به وحتى لو غضب منه هؤلاء القادة أحياناً لصدقه وشجاعته , وسلفا كير في العادة كان لا يزور الضباط في بيوتهم أيام الغابة إلا القليل جداً ومنهم تلفون وأسرته وكذلك أسرة سلفا كير هم خير من يعرفون تلفون وأهله ؟؟؟
هل يعرف سلفا كير لماذا يغضب الحلو على تلفون ويحاربه ويقصيه ,ولماذا كان الحلو يحرض  يوسف كوة لإستمرار سجن تلفون أيام الغابة؟ تلفون كان هو الوحيد الذي يقف في وجه يوسف كوة عندما كان يرتكب بعض الأخطاء وهو الوحيد الذي يواجهه بشجاعة وينتقد سلبياته وقد كتب تلفون عن شخصية يوسف كوة وتجاربه مع رفاق النضال وقد قال عنه في آحد كتاباته :
 (إذاً يصبح طبيعي عندما أتناول يوسف كوة من الناحية التاريخية ذلك لأننا عشنا معه تجربة النضال السياسي المسلح وعن قرب جداً… ونتيجة لهذا التعايش فلقد تضرر بعضنا منه غاية الضرر..فمنا من أتهمه يوسف بزعم القيام بإنقلاب ليحلل له اتخاذ إجراءات الإعتقال دون أن يكون لذلك القرار تداعيات على مستوى القوات.فأعتقل البعض وأرسلهم إلى جنوب السودان وهي مجموعة عوض الكريم كوكو تية ويونس أبوصدر منزول وعشرة من ضباط برتب صغيرة وأربع وعشرون صف ضباط ولقوا جميعهم مصرعهم إلا أثنين… وأعتقل الآخرين وكذلك تم تعذيبهم وطردهم من جبال النوبة إلى جنوب السودان موثقي اليدين وأخيراً نقل باقي الضباط الكبار من جبال النوبة إلى جنوب السودان ولم يترك ضابط كبير في جبال النوبة إلا من قبل أن يقول حاضر يا ريس‼! ).
كتب أيضاً تلفون عن يوسف كوة ( يوسف كوة إنقلب ضدنا وأصبح لا يعمل بنصيحتنا وأصبح يعمل بنصيحة الجنوبيون فقط … يوسف كوة مكي لكي يمهد مسألة إعتقالنا أو طردنا من جبال النوبة كان يوجه ضدنا تهم العمالة والتجسس والخيانة وهي كلها ملفقة وبالتالي دمر وإغتال شخصياتنا كمناضلين مثله.. بل ولعبنا أدواراً لم يلعبها هو‼!).
واصل تلفون مقاله بقوله (بأن ما يسمون بالمثقفين الذين لا يريدون الوجه الآخر من تاريخ يوسف كوة مكي لأن ذلك بالتأكيد سيقلل من شأن يوسف كوة ولكني أقول لهم وما ذنبنا نحن الذين أصبحنا ضحايا لسياسات يوسف كوة الفاشلة وما ذنب أسرنا نحن الذين إعتقلنا يوسف كوة وأرسلنا إلى الجنوب ليلقى بعضنا مصرعهم ويعذب الآخرين‼! وما ذنب أبنائنا وبناتنا عندما يكبروا ويقرأون تاريخاً باهتاً مخزياً يتحدث عن أن أبائهم كانوا خونة وكانوا عملاء وهي كلها تلفيق… وبينما أبناء يوسف كوة يقرأون تاريخاً مزوراً ناصعاً يتحدث على أن أبوهم كان بطلاً وكان قائداً وكان هو أول من فتح طريق النضال للنوبة وعلى أنه هو الذي إنتزع حقوق النوبة بالنضال المسلح وأناشيد التمجيد والعزة, بينما هي ليست الحقيقة, ما ذنب أهلنا وأصدقاؤنا الذين يعزوننا بأن لا يعرفوا الحقيقة… فإن كان ما يسمى بالمثقفين قد أغفلوا وأستغفلوا فعليهم أن يعرفوا أن يوسف كوة مكي مهما كان وزنه القيادي في هذه الحركة الشعبية أو في جبال النوبة ومهما كان وزنه على الساحة الإقليمية أو المحلية فهو لا يتعدى أن يكون إنساناً عادياً مثله مثل أي إنسان يصيب ويخطئ…. وما مصلحتنا أن نكتم هذا التاريخ الذي أنقلب فيه غيرنا ضد الأهداف التي من أجلها حمل أبناء النوبة السلاح, وما مصلحتنا أن نكتم هذا التاريخ الذي أغتال شخصياتنا وقتل بعض من زملائنا المناضلين الشرفاء؟ هل ذلك من أجل أن يكون زيد من الناس مقدساً وهمياً بينما الحقيقة هي أن نفس الزيد هو من أضاع حقوق النوبة) .
وأختتم تلفون مقاله بقوله ( أقول لكل المثقفين الذين يعتبرون أن يوسف كوة مكي بالنسبة لنا نحن الذين خرجنا معه و وقفنا معه وآزرناه ليس إلا شخصاً عادياً للغاية ليس هذا فحسب بل نعتبره من أفشل الضباط الذين قادوا جبال النوبة من دون أمانة وعلى الذين يحاولون عن جهالة عدم معرفة الوجه الآخر ليوسف كوة أن يعرفوا أن ما كتبته وما سأكتبه هي الحقيقة أمام الله أولاً وأمامهم ثانياً رضوها أم أبوها فهذه هي الحقيقة والحقيقة المرة.) إنتهى كلام تلفون.
كانت هذه الرؤية الواضحة والشجاعة للكوماندر تلفون في القائد النوبي يوسف كوة وعلماً بأن يوسف كوة قام بسجن تلفون لأكثر من ثلاث سنوات في الغابة بعد نفيه وترحيله لجنوب السودان مكبل اليدين ومعروف أن يوسف كوة يمثل الأب الروحي والتاريخي والسياسي لعبد العزيز الحلو وهو الذي جنده في تنظيم أبناء النوبة وفرضه عليهم وفضله عليهم وذلك لعلاقة خاصة جداً بينهما عندما كانا يدرسان في جامعة الخرطوم؟؟؟ ولذا وبفضل يوسف كوة شق عبد العزيز الحلو المنحدر من قبيلة المساليت طريقه وسط أبناء النوبة وبأمر يوسف كوة أصبح مولياً عليهم ولم يخدم قضاياهم ولا مناطقهم وبل أصبح يحارب ويكيد للقيادات المتميزة منهم شأنه شأن شيخه وأستاذه يوسف كوة‼!
لذا ليس من العجب أن يورث الحلو نفس ما كان يحمله يوسف كوة تجاه تلفون وليس من الغريب أن يعاديه بنفس الطريقة وينتهج معه نفس الأسلوب ذاته…. يسجنه بالجنوب ويحرض الجنوبيون عليه ويتهمه ويلفق له التهم  هو وأنصاره و يعيد محاولة الفتنة بينه والجنوبيون وبينه وبين القائد سلفا كير ولكن سلفا كير كان يعرف يوسف كوة جيداً ولم تكن علاقته على ما يرام به ولا على أحسن الأحوال والقائد سلفا يعرف السبب ؟؟؟ وكذلك سلفا كير يعرف الحلو جيداً تلميذ يوسف كوة والذي سار على نهجه ولكن وبعد أن آلت الأمور لسلفا بعد موت قرنق حاول أن يتعامل مع الحلو متناسياً علاقته السابقة السيئة به من أيام الغابة ولكن يظل الحلو هو الحلو والذي قد لا يفهمك ويسمعك جيداً وأنت تتحدث معه ولكنه قد يدبر لك المؤامرة وينظر اليك ويتمعنك جيداً لينسق كيفية حربك وتجريمك , وهذا ما يفعله الآن مع تلفون وما رتبه ودبره عندما عاد تلفون للجنوب وبعدها لم يخرج تلفون من سجنه و حتى الآن .
وعلى القائد سلفا كير أن يدرك بأن تلفون هو إبن النوبة الحقيقي وليس الحلو؟ وبالتالي إستمرار سجنه سيترك أثراً سيئاً في نفوس أبناء النوبة وسوف ينسحب ذلك على علاقة النوبة بدولة الجنوب القادمة وسيكسبها عداء النوبة الغير مبرر.. كذلك هذا الإعتقال والسجن للقائد تلفون وبدون مبرر مقنع وسبب منطقي وخاصة بعد قرار إنفصال الجنوب و من قبل قائد وحكومة الجنوب سيصبح خصماً من الرصيد الجنوبي في سجل الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان ويعطي للعالم إنطباعاً سيئاً عن بوليسية دولة الجنوب وأسلوبها القمعي وعدم تحملها وتقبلها للأراء المضادة وإزدواجية المعايير عندها وتمييزها العنصري .
من حق سلفا كير أن يلغي زيارته لجنوب كردفان فهو يخشى الموت ويصدّق الدعاية المرتبطة بحياته وإغتياله المزعوم والتي نسج خيوطها باقان وعرمان ولأن عقدة مقتل جون قرنق ستظل عالقة بذهن كل قادة الحركة الشعبية  ,علماً بأن توليد وتدبير وإنجاز المؤامرات جزء من أدبيات الحركة الشعبية منذ بدايات تأسيسها وجزء من أخلاقيات قياداتها وما الصراع الجنوبي الجنوبي وفي بدايات تكوين دولتهم إلا دليل على ذلك ومن ملامح فشل دولتهم القادمة والتي نسجوا لها خيوط الأماني الهلامية و معظم شعبهم يعيش في حيرة من أمره و يمني نفسه بأن يعود للشمال وحتى من باب الدرجة الخامسة.
 

 

آراء