*إحداهما كافرة ؛ لا تذكر الله…ولا تتذكر أحكام دينه…ولا تذاكر سيرة أنبيائه.. *والثانية مسلمة ؛ لا حديث لها إلا عن الله…ودينه…ورسله.. *فأي الحكومتين ستختار لتكون أحد رعاياها؟….وأنت المسلم البسيط بالفطرة؟.. *ستختار المسلمة طبعاً…إن لم نشرح لك طبيعة أيٍّ منهما.. *إذن دعنا نشرح ؛ فالكافرة لا تمارس عليك تضييقاً في الرأي…فأنت حر.. *لا تسجنك…ولا تعذبك…ولا تحاربك فقط لكونك معارضاً.. *ولا تحرمك حقك في أن تتظاهر ضدها سلمياً…متى ما آذتك إحدى سياساتها.. *ولا تغشك بانتخابات مطبوخة…لا تفرز سواها.. *ولا تكتم – من ثم – على نفسك سنين عددا…فلا يرى حتى أحفادك حكومة غيرها.. *ولا تمارس فساداً متوحشاً…ثم تحصن نفسها بالحصانات.. *ولا تصادر صحيفة تحدثت عن هذا الفساد…وهذا التوحش…وهذه الحصانات.. *ولا تُدجن برلمانها ؛ فيبصم…ويمرر….و(يسكت).. *وفي المقابل نشرح لك طبيعة الحكومة المسلمة…التي تفرح بها فطرتك البسيطة.. *فهي تصرخ بالدين – وشعاراته – ليل نهار.. *ويسرع قادتها إلى الصلاة…ويهرولون إلى الحج…ويُهرعون إلى المساجد.. *ويتحدون الإمبريالية الصهيونية العالمية من منطلق الدين هذا.. *ويصومون كل اثنين وخميس ؛ مع حلقات ذكر وتلاوة.. *ويردعون بقسوة (كافرة) كل من تسول له نفسه التظاهر جراء الجوع (الكافر).. *ولا يردعون في المقابل أنفسهم التي تسول لهم الشبع من الحرام.. *تقارن – إذن – بين أسلوب حكمهم وأسلوب حكم ستالين فلا تجد فرقاً يُذكر.. *الفرق الوحيد في الشعارات ؛ إسلامية هنا…وشيوعية هناك.. *ثم لا شيء آخر؛ القمع ذاته…الكبت ذاته…الفساد ذاته…و(المشية ذاتها وقدلتو).. *هذه المقارنة البسيطة قد تكون صادمة للبسطاء.. *بسطاء المسلمين الذين يتأذون من حكومات مسلمة…ثم لا يفكرون في عقد مقارنات.. *بل ولا ينتبهون إلى أنها تحكم بطريقة الدكتاتوريات العلمانية.. *فلا فرق بينها وبين فاشية موسوليني…ونازية هتلر…وشيوعية ستالين.. *أو غيرها من الأنظمة المشابهة بعالمنا الثالث.. *بل وأعماهم التعود حتى عن عقد مقارنة بين حكم الإسلام زمان…واليوم.. *سيكتشفون أن شورى السقيفة هي أساس ديمقراطية الغرب الآن.. *وأن مثول الرؤساء اليهود للتحقيق سبقهم إليه حاكم المسلمين – علي – مع (يهودي).. *وأن حقوق الإنسان عبرت عنها مقولة (متى استعبدتم الناس؟).. *وأن حرية التعبير بلغت حد أن يسأل الناس خليفتهم (من أين لك هذا؟).. *فالكفار- إذن – يحكمون الآن بروح ديننا الإسلام.. *والمسلمون يحكمون بشعارات الإسلام…دون روحه.. *فحكمهم ذو روح (كافرة)…ويمكن أن تقتل من يدفعه الجوع (الكافر) إلى التظاهر.. *وفعلتها حكومة إيران (المسلمة) قبل عام…وبمنتهى الوحشية.. *كما فعلتها حكومة حماس المسلمة (أكثر) من بعدها….وبوحشية (أعنف).. *أما حكومة (خادم القرءان) فسلوا عنها عبد الحي يوسف.. *وكلمتنا هذه نُضطر إلى إعادة نشرها – مع التنقيح – بسبب أمثال عبد الحي هذا.. *وذلك بعد أن ثبت أن خادم القرءان لم يكن (يخدم) إلا نفسه.. *وفي سبيل دوام هذه (الخدمة) ما كان يرى مانعاً من قتل ثلث الشعب الجائع.. *فالمهم ألا يهدد شهوته للمال والسلطة و(الأسفار) شيء.. *وهذه فتوى نُسبت إلى عبد الحي…وصادفت هوى عند البشير.. *ولكن لا يُنسب إليه مثل (ينصر الله دولةً عادلة كافرة…ولا ينصر ظالمةً مسلمة).. *والآن ؛ أيهما تفضلون؟….عادلةً كافرة؟.. *أم مسلمةً ظالمة ؟!. الانتباهة