سودانايل كانت هنالك.. خبير سوداني مقيم بواشنطن يقول: تحكيم لاهاي ظلم المسيرية … بقلم: عبدالباقى الظافر
23 August, 2009
سودانايل كانت هنالك.. خبير سوداني مقيم بواشنطن يهاجم تقرير الخبراء ويقول تحكيم لاهاي ظلم المسيرية
عبدالباقى الظافر
alzafir@hotmail.com
دكتور زين العابدين يكشف عن دور كيني غامض ساعد الخبراء في تجاوز تفويضهم.
يا خبر ..ابيى لم تكن موجودة عام 1905 ومنطقة النزاع المعنية تقع جنوب بحر العرب.
قضاة لاهاي حاولوا حفظ ماء وجه الخبراء ..وحقل دفرة النفطي بكل المعايير يقع داخل أراضى المسيرية.
حكاية الشاهد الذى أتت به الحكومة وقلب الموازين .
أعضاء بالحركة الشعبية يهاجمون الخبير ويصفون حديثه بالفتنة.
كان الدكتور أمين زين العابدين أستاذ التاريخ السابق بجامعة الخرطوم والمستشار الاكاديمى بالسفارة السعودية بواشنطن.. يعد عدته لإصدار كتاب عن الإسلام والعلمانية .. ولكنه يقول عندما اطلع على تقرير الخبراء حول ابيى ..حركته حاسته الأكاديمية وروح البحث والتقصي لأن يغير اتجاه ويعكف على دراسة تقرير الخبراء وتمحيصه .. ثمرة البحث كانت كتابا يمثل مرجعا حول نزاع ابيى .
الكتاب والنزاع ..كانتا مادة نقاش مثيرا لندوة عقدت بفيلادلفيا الأمريكية يوم السبت الموافق15 أغسطس الجاري ..فيلادلفيا كانت محطة الدكتور أمين زين العادين الثانية .. حيث توقف من قبل في واشنطن محاضرا عن النزاع ..حركة وحراك الاكاديمى أمين زين العابدين ..جعلته تحت مرمى نار أنصار الحركة الشعبية ..الذين تساءلوا لمصلحة من ينشط الدكتور زين العابدين هذه الأيام .
الجمعية السودانية بفيلادلفيا التي كثيرا ما نأت بنفسها من النشاط السياسي ..حسبت إنها تصنع صنعا وهى تستضيف رجلا أكاديميا..وظنت وليس كل الظن إثم ان الرجل لن يطرح رؤى تثير الخلاف .. ويبدو أنها أيضا لم تكن متأكدة من حضور كبير..فجعلت الأمر بين جدران قاعة صغيرة..الحضور الصغير كان نوعيا ..أهل الشأن من منسوبي كردفان ومن أبناء المسيرية حجزوا مقاعدهم مبكرا.. إلا أن الجنوبيين او الجانب الأخر من النزاع لم يكن موجودا ..ولكن أنصار الحركة الشعبية من الشماليين كانوا حضورا بارزا.. جندريا حضرت الندوة سيدة واحدة لا غير .
الدكتور زين العابدين بدأ حديثه بمفاجأة من العيار الثقيل .. حين قال ان مدينة ابيى المتصارع عليها حاليا لم تكن موجودة عام 1905 حينما نقلت الإدارة البريطانية عموديات دينكا نقوك من بحر الغزال وألحقتهم بكردفان ..وقال الباحث ان القرار كان نقل ملكية لأرض وليس إلحاقا لمجموعة سكانية محددة.. وأضاف ان هذه المنطقة تقع جنوب بحر الجبل..بمعنى ان النزاع يجب ان يكون جنوب بحر العرب وليس شماله .
افرد الدكتور زين العابدين حيزا لقرار تكوين لجنة الخبراء ..وأبان ان الحركة الشعبية والحكومة السودانية اتفقا على تكوين مفوضية لتحديد منطقة دينكا نقوك .. على ن تتكون هذه اللجنة من 15 عضوا..خمسة من الشعبية وخمسة من الحكومة إضافة لخمسة من الخبراء الأجانب ..وقال ان الحكومة كانت حكيمة ولم تنمح الخبراء الأجانب شيكا على بياض لترسيم الحدود.. حينما قيدتهم بالرجوع للمفوضية المشتركة لمناقشة تقريرهم قبل رفع قرارهم لرئاسة الجمهورية.
وقال ان الخبراء ارتكبوا مخالفتهم الأولى ولم يعرضوا تقريرهم على المفوضية المشتركة .. وقال ان الجنرال الكيني سمبويا المشرف على المحادثات شجعهم في تجاوز المفوضية المشتركة ..ورفع الخبراء تقريرهم مباشرة إلى رئاسة الجمهورية ..حتى تقبل جميع الأطراف بالأمر الواقع .
وعدد الدكتور زين العابدين عددا من المخالفات منها اعتماد الخبراء على المفهوم القبلي أكثر من الجغرافي .. وحاولوا تتبع حركة دينكا نقوك وضم اى منطقة وطأتها أقدامهم إليهم .. ومضى قائلا ان الخبراء تجاهلوا تقارير عديدة تؤكد ان مناطق شمال بحر العرب هى مناطق مسيريه .. لا يستأذنون أحدا لزيارتها .واهتموا بتقرير واحد يحدد منطقة الرقبة الزرقاء الواقعة شمال بحر الجبل كنقطة فاصلة بين الدينكا والمسيرية ..وأوضح ان معد التقرير ظن خطأ ان الرقبة الزرقاء هى بحر الجبل .. لذلك تم تصحيح هذا الخطأ بسرعة في التقارير اللاحقة .
اتهم الخبير السوداني لجنة الخبراء بتجاوز الأمانة العلمية وبالتعاطف مع الحركة الشعبية وذلك باعتمادهم على مصادر ثانوية في تحديد تمدد دينكا نقوك شمال بحر العرب وفى سبيل ذلك جاءت لجنة الخبراء بمفهوم غريب على المنطقة حيث استجلبت مفهوم الحق الدائم والحق الثانوي من شرق أفريقيا وقامت بتطبيقه على المنطقة .. وبالتالي اعتبرت المسيرية أصحاب حق ثانوي ويمرون بالمنطقة باعتبارهم ضيوفا وذلك غير صحيح .
وقال الدكتور أمين زين العابدين ان سلاطين باشا حدد بحر الجبل باعتباره الحد الفاصل بين شمال السودان وجنوبه .. ومضى على ذات الطريق ونجت باشا.. وقال ان حدود 1956 الموروثة من الاستعمار ثبتت هذا الحق .. ونوه لقدسية الحدود الموروثة من الاستعمار وأنها المعتمدة في كل القارة الأفريقية .
مدفعية زين العابدين وصلت حتى قضاة لاهاي .. حيث قال ان قضاة التحكيم استخدموا مبدأ الوجدان السليم لفض النزاع ..ولجأوا لنظام التنازلات لإقرار التسوية .. ولم يهتموا بمسألة إقرار العدل بين خصمين ..حيث من المفترض ان احدهم كاسب والأخر خاسر ..إلا انه استثنى القاضي الخصاونة والذي وصفه بأنه يملك خبرة قانونية وقضائية ضخمة .. وأنه قرأ رأيه حول النزاع ووصف بالرأي السديد .
و قال زين العابدين ان هيئة التحكيم رفضت ان تقول ان الخبراء ارتكبوا مخالفات وحاولت حفظ ماء وجهم.. رغم أنها أحدثت تغيرات جوهرية حول رؤيتهم ..وقال ان الحكومة تمكنت من إحضار شاهد بريطاني كان يعمل في الإدارة البريطانية في السودان و وجد على قيد الحياة وبصحة جيدة وقدم شهادته أمام المحكمة وقلبت هذه الشهادة الموازيين.
ضرب الخبير مثلا بحقل دفرة النفطي ..والذي قال بكل المعايير يقع هذا الحقل في أراضى شمال السودان ..ولكن حتى ترضى هيئة التحكيم الحركة الشعبية بعد ان أخذت منها حقل هجليج الضخم ..جعلت دفرة من ضمن حدود الجنوب .
أصوات الحركة الشعبية كانت بالمرصاد ..تقدم السيد جار النبي ابو سكين ..وتساءل لمصلحة من تتم إثارة موضوع ابيى بعد ان وصل الجميع إلى تسوية ..وقال ان دينكا نقوك ان كسبوا أو خسروا فهم جزءا من السودان ..وذكر الباحث بأن هنالك أراضى قطعت من دارفور وضمت للشمالية ..لماذا لم تثير مثل هذه القضية ..ومضى على ذات الوتيرة الهجومية .. وقال مخاطبا الباحث أين حلايب السودانية من أبحاثك ؟ ..وخلص ابو سكين الى ان الحديث عن ابيى في هذا الوقت وبهذه اللغة يأتي بالفتنة.
على ذات الدرب وبذات اللغة تحدث الطبيب عبد الجبار شرف الدين ..متسائلا من يقف وراء جهد الباحث ومحاضراته العابرة للمدن ..وقال شرف الدين ان الدينكا هجروا تلك المناطق تحت ضغط تجار الرقيق .
بيد ان أبناء المسيرية كانوا الأكثر احتفاءا بحديث الدكتور زين العابدين ..احتفاء يجد ما يبرره ..خاصة إذا علمنا والدة الباحث من المسيرية ..والولد خال كما في تراثنا الشعبي.