سودانيون في أمريكا: فصل الدين عن الدولة. واشنطن: محمد على صالح

 


 

 

(من قروب "يوكانا"، خريجو جامعة الخرطوم في أمريكا)
"الجمعة الجامعة، والكلمة السامعة. اللهم الطف بالعباد"
أواصل هذه الردود على دعوة إخوان محترمين في هذا القروب بفصل الدين عن الدولة.
سأكتب رايا كل يوم جمعة. بداية بالدعاء السابق.
هذا دعاء جدتي. منذ 20 سنة تقريبا انشره في الانترنت كل يوم جمعة.
ادعو الله ان يلطف بأعضاء هذا القروب.
وأن يكون كلامه، القران الكريم، مصدر فخر لنا، نحن الذين تركنا وطننا، وهاجرنا الى أمريكا:
أولا، نحن اقلية صغيرة وسط نسبة عالية من غير المسلمين الذين لا يعترفون بديننا، او لا يحترموننا، او يكرهوننا، او كل ذلك. (مركز "بيو": 80 في المائة تقريبا من الأمريكيين اعترفوا ان المسلمين هنا يواجهون تفرقة. و50 في المائة تقريبا من المسلمين قالوا إنهم تعرضوا شخصيا لتفرقة).
ثانيا، صرنا نواجه حربا على هويتنا، بعد ان تطورت حركة "بلاك لايفز ماتر" (الأرواح السوداء تهم) الى حركة عنصرية عكسية. قسمت الامريكيين حسب الوانهم. وجعلت السواد هوية. لكن، هناك سود يعارضونهم، منهم جون ماكورتر، الأستاذ في جامعة كولمبيا، ومؤلف كتاب "ووك ريسيزم" (العنصرية اليقظة). وصفهم بأنهم "إرهابيون عنصريون".
ثالثا، ونحن نربي أولادنا وبناتنا هنا، يجب علينا ان نبعدهم عن هوية تعتمد على لونهم. وأن يكون أساس هويتهم هو عقيدتهم، أي عقيدة.
ونحن نواجه هذه الظروف، يوجد في هذا القروب اخوان محترمون يدعون الى فصل الدين عن الدولة، عكس القرآن الكريم:
أولا، شيوعيون لا يعترفون به.
ثانيا، جمهوريون قسموه، وحرفوه.
ثالثا، حداثيون فسروه تفسيرات "حديثة".
رابعا، علمانيون يريدون فصله عن الدولة.
مؤخرا، كتب الأخ المحترم عباس على عن فصل الدين عن الدولة:
أولا، كتب: "قد يكون في خدمة الدين". وكأنه يقول ان فصل القرآن عن الدولة قد يكون في خدمة القرآن.
ثانيا، كتب: "أفضل تعبير عن هذا الموقف هو قول جورج واشنطن" تأييدا لفصل الدين عن الدولة. وكأنه يريد منا ان نصدق جورج واشنطن، لا رب العالمين.
ثالثا، كتب: "الولايات المتحدة ليست دولة مسيحية ..." لكن، حسب "ويكيبيديا"، 75 في المائة تقريبا من الأمريكيين قالوا انهم مسيحيون، وقال اخرون انهم مع "الثقافة المسيحية".
رابعا، كتب: "الاسلام والمسيحية تعايشا منذ آلاف السنين". وكأنه لا يعرف قرونا من الحروب بين الجانبين. منها الحروب الصليبية. وآخرها الحرب ضد الإرهاب التي تقودها امريكا، والتي قتلت أكثر من مليون مسلم، وجعلت ملايين المسلمين لاجئين.
في نهاية هذا الموضوع رابطان لرأيين كتبتهما:
الأول عن هذه الحرب الامريكية ضد المسلمين، في صحيفة "واشنطن بوست"، سنة 2010.
الثاني، عن عداء المسيحيين للإسلام، في مجلة "صالون"، قبل شهرين.
في الثاني، اعترف الفاتيكان بالإسلام سنة 1967، بعد عداء 1,400 سنة.
في الثاني، أيضا، دعوة المسلمين للتعايش مع غيرهم. تمثل هذا في اول مؤتمر في تاريخ الأديان. عقد، قبل الحج، في السعودية. وحضره وزير خارجية الفاتيكان. وهندي هو زعيم الهندوس في العالم. وسريلانكى هو زعيم البوذيين في العالم.
على خطى القران، دعاهم المسلمون الى "كلمة سواء".
ونحن نعيش في اميركا، وتربى فيها أولادنا وبناتنا، واجبنا ان نفعل ذلك مع غيرنا.
لكننا يجب ألا نجاملهم في دين الله:
في جانب، نؤيد "اميركان اكسبشنالزم" (استثنائية امريكا)، لأنها أعظم دولة حرة وديمقراطية في التاريخ.
في الجانب الاخر، نفتخر باستثنائية الإسلام (اسلاميك اكسبشنالزم) لأنه دين كل الأديان.
أخيرا، التهرب من القرآن ليس مرفوضا فقط في موضوع فصل الدين عن الدولة. أهم من ذلك، التهرب من القرأن مرفوض في موضوع هويتنا. وهوية أولادنا وبناتنا.
في هذا البلد، في هذا الوقت، الذي تتصارع فيه هويات عنصرية، وهويات جندرية، وهويات جنسية، ناهيك عن الهويات الدينية.
التحية والاحترام للجميع.
محمد علي صالح، واشنطن
===========
أولا، لماذا أعلنت الجهاد امام البيت الأبيض؟ حرب أمريكا ضد الإرهاب حرب غير مباشرة ضد المسلمين:
https://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2010/01/15/AR2010011503178.html?hpid=opinionsbox1

ثانيا: المسلمون يمدون يد "كلمة سواء" الى غيرهم، لكن لابد، أولا، ان يفتخروا بدينهم:
https://www.salon.com/2022/06/18/could-the-pope-visit-saudi-arabia-the-unlikely-religious-breakthrough-no-one-noticed/
كتاب شادي حميد عن استثنائية الاسلام
https://www.amazon.com/dp/B0176XHHTA/ref=dp-kindle-redirect?_encoding=UTF8&btkr=1
كتاب ايان تيريل عن استثنائية امريكا
https://www.amazon.com/American-Exceptionalism-New-History-Idea-ebook/dp/B09KYKH4GQ/ref=sr_1_3?crid=20ZNC113PPV3R&keywords=american+exceptionalism&qid=1658395178&s=digital-text&sprefix=american+ex%2Cdigital-text%2C63&sr=1-3
========


mohammadalisalih@gmail.com

 

آراء