قبل ثلاث سنوات قلت فى تحليل سياسي ل بى بى سى العربية ان نظام بشار الأسد لن يسقط لان تكلفة بقاءه اقل من تكلفة صعود الإسلاميين وسيطرتهم على ميزان القوى فى سوريا بالنسبة لاطراف عديدة إقليميا ودوليا. وغنى عن القول ان الشعب السورى مغيب عن معادلة الحل الصحيح للازمة و حقه فى الحياة الحرة الكريمة . وفى حديث الى التلفزيون اللبناني الأسبوع الماضى قال رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط : "حزب الله مرتبط سياسياً وأمنياً وعقائدياً بإيران وهو جزء من سياسة إيران في المنطقة، فإيران وصلت إلى ساحل البحر الابيض المتوسط ولن تتخلى عن ذلك، وهذه سياسة أكبر منا، وهذا أمر واقع يجب أن نقبل به، وللأسف أننا أصبحنا جزءاً من هذا الفلك"، مضيفاً: "سوريا التي نعرفها باتت بيد إيران، وسوريا العربية انتهت، بالوقت الحاضرإيران هي المنتصرة". انتهى النقل. المعضلة بالنسبة للشعب السورى ليست نظام الأسد فحسب بل انها أيضاً اى اسلام و اى سلام سيكون ؟وعززت قوات الأسد قبضتها على وسط سوريا لكن قطاعات من محافظاتها الشمالية والشرقية تخضع لسيطرة مئات الفصائل المسلحة بما في ذلك جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام وجماعات إسلامية أخرى قوية.ويبدو ان الرهان الان بين الجميع على عامل الزمن لتركيع الجميع . الغرب و إسرائيل من مصلحتهم بقاء كل الأطراف ضعيفة ومنهكة والاهم تعكس وجها مشوها للإسلام والإنسان فى المنطقة بصور القتل والدمار المروع كما نشهدها فى الأخبار كل يوم . ولن تكون سوريا فى المستقبل القريب سوى رقعة جغرافية يتحكم فيها أمراء الحرب والعصابات المسلحة. شرارة الحريق اشتعلت اذن و أصابنا منه الضرر فى علاقاتنا بجيراننا فى المملكة العربية السعودية التى تتعامل مع الملف السورى وهى تتحسب لتمدد نفوذ ايران . الدرس الأهم فى الحالة السورية هو انه ولن يكون بمقدورنا فعل الكثير وعورتنا مكشوفة : مجتمعنا فاقد للحرية فى ممارسة شانه العام ويتوق لطعم العدالة فى حياته والإحساس بالمساواة بين أفراده .فاما ان نفعل ذلك طوعا باختيارنا او كرها ونحن مجبرين بالطوفان القادم . حسين التهامى كويكرتاون ، الولايات المتحدة الامريكية