سيدي الرئيس خمسة عجاف وسياسة مامون

 


 

 


بسم الله الرحمن الرحيم

وجهة نظر

إنها أمانة مسئولية نتحملها  ومباديء نؤمن بها ووطنية رضعناها من ثدي قيم ومثل     أصيلة إختلطت مع مكارم أخلاق هي عنوان خالص لسودانيتنا وتجردناوإنحيازنا التام  للمواطن  وهو في أضعف حالاته-المرض- ، إضافة إلي أن هذا القلم الذي أقسم به رب العزة لعظمته نحمله بين جوانحنا لنقول الحقيقة فالحق أحق أن يتبع والدين النصيحة والساكت عن الحق شيطان أخرس، وواجب علينا أن نكشف ونعري قصور سياسة إنتهجها وزير صحة الخرطوم أستاذنا بروف مامون حميدة منذ أن تقلد هذا المنصب ، فوصلت  الصحة بسياسته إلي شلل  شبه تام للخدمات الصحية في ولاية الخرطوم وأقعدتها عن أداء واجبها  فصارت المؤسسات العلاجية العامة منفرة و طاردة للجميع، مرضي و أطباء وكوادر وزوار، وإن إستمرت تلك السياسة فسيأتي يوم لانجد فيه غير الحيطان  ، وعندها سنلعق بنان الندم  ويعض الجميع علي الأنامل يهمسون ويجهرون بل قد يزعقون أنهم لم يستبينوا النصح.

الأخ السيد الرئيس وعبر كتابات شبه راتبه ليس وحدنا ولكن كل الحادبين علي مصلحة هذا الوطن وتقدم وإزدهار وتطور الخدمات الصحية تعليما وخدمة وتثقيفا ووقاية وعلاجا قد بح صوتهم ولكنهم مازالوا علي الدرب سائرون يكشفون ويعرون هذا الواقع المأزوم لسياسة صحة الخرطوم منذ أن تقلد أخونا بروف مامون  سنام صحتها، وقد كانت ضربة البداية بمذكرة الإخوة الأفاضل أساتذنا الأجلاء كبار البروفات والإستشاريين للسيد والي الخرطوم وقتها عبد الرحمن الخضر والذي لم يعرها إلتفاتا ثم مذكرة للسيد النائب الأول للسيد رئيس الجمهورية وقتها الأستاذ علي عثمان طه وتوالت الكتابات  والمقالات في الصحف لتكشف وتعري وتبين  النوايا  تجاه سياسة الصحة ودعوة الحق التي أريد بها باطل ألا وهي  فرية نقل الخدمات للأطراف والتي أضحت الآن كتابا مفتوحا إنكشف للمواطن واقعه المؤلم وذلك الإدعاء، لأن الأطراف  اليوم تفتقد لإبسط مقومات تقديم  الخدمات وزيارة واحدة من سيادتكم لها دون بروتوكولات  تظهر الحقيقة وهي كثر ما بين مستشفي الفتح  وقري وجبيل الطينة والجزيرة إسلانج وأمضوا بان وغيرها  وعندها فإن الحقيقة ستكون صادمة، أي سياسة هذه التي كان يروّج لها بروف مامون؟: أي أطراف هذه التي نُقلت إليها الخدمات؟

الأخ الرئيس أبنّا وأفصحنا وتكلمنا وقلنا ليكم إن تلك السياسة مبنية فقط علي إزاحة مستشفي الخرطوم وكنسها من خارطة  وعقلية المواطن السوداني والكوادر الطبية لحاجة في نفس يعقوب ، والآن أنظروا إلي شارع مستشفي الخرطوم الذي  قيل وقتها أنه سبب الإزدحام ، فذهبت المستشفي التعليمي  الأول في السودان وظل شارع الحوادث يعج بتلك الإمبراطوريات  الخاصة تمد لسانها وتحتضن من يأتون لحوادث الخرطوم فيجدونها قاعا صفصفا  فيلجأون لها مُرغمين ومازالت الزحمة والإزدحام كما هو.  سيدي الرئيس قلتم أن مامون بلدوزر وكنا نتمني أن قد كان للبناء  والتنمية ونهضة الصحة خدمة وتدريبا وتعليما وتثقيفا  وتطويرا وسياحة، بل كنا نتمني أن قد حافظ علي ما وجده منها، ولكن اليوم كل ماهو مُعمّر قد تم تدميره ولا جديد يذكر غير إعادة إفتتاحات لمؤسسات أصلا كانت تعمل أحسن من اليوم ألف مرة.

الأخ الرئيس نقولها بالفم المليان وقد إفتتحتم مستشفي إبراهيم مالك وقال  الخضر  وبروف مامون إنه يُضاهي مشافي أوروبا، ولكن نتمني أن تسجلوا له زيارة  غير مُعلنة وغير مُبرمجة لتقفوا بأنفسكم علي  ما يقدمه من خدمات وكيفية معاناة المواطن المريض وأهله، المريض يشتري أي حاجة، وفي المستشفي يلتقي المريض بالطبيب إن وجده، ومستشفي إبراهيم مالك  تعليمي  فهل تختلف خدماته عن خدمات أي مستشفي  ريفي في أصقاع السودان؟   الأخ السيد الرئيس أنتم كنتم شهودا علي إفتتاح مستشفي أمبدة النموذجي في 21/1/2004م بتكلفة 18 ونص مليار جنيه سوداني وقتها، ولكن عشوائية التخطيط وإهدار أموال الشعب جعلته خرابات فتم تأهيله وإعادة إفتتاحه بواسطة السيد النائب الأول بكري  حسن صالح ومع ذلك نتمني أن تتكرم بتسجيل زيارة غير مُعلنة ومُبرمجة له لتقف  وتشهد بنفسكم  أي خدمات تُقدم وأي مُعاناة للمواطن المريض وهذا بفضل سياسة بروف مامون حميدة، بل قد قلتها صراحة في أكثر من مقال أنه قد تم الغش والكذب في إعادة إفتتاح هذا المستشفي ونتحدي كائن من كان أن يكون حتي هذه اللحظة جاهز لتقديم خدمات مستشفي تعليمي وأسألوا  د. خالد إختصاصي العظام ثم د. بشير ليما إستشاري النساء والتوليد لماذا تقدموا بإستقالاتهم بعد أيام أو أسابيع كمدراء له؟ لماذا يديره الآن  د. هيثم عبد القدوس وفي نفس الوقت هو المدير العام لمستشفي أمدرمان التعليمي؟ أليس هنالك خلل واضح وبين وخطأ في سياسة صحة الخرطوم؟

الأخ الرئيس إنها أمانة في أعناقنا وردا للجميل لهذا الشعب والوطن ورسالة نحملها علي كاهلنا عبر ذلك القلم الذي أقسم به رب العزة   والسلطة الرابعة شريك أصيل تكشف وتعري وتنتقد وتهدي إلي جادة الطريق ولهذا ظللنا ننادي  ونكتب ونقول عن تلك السياسة  ولن يجف لنا مداد طالما هنالك  نفس  وروح، بل سنظل أوفياء لهذا الوطن والشعب نقاتل ونناضل عبر  مقالاتنا تحت مسمي وجهة نظر  لا نبغي غير الحق ونتبع الحق ونقول النصيحة وإن كانت مرة مرارة العلقم، لا نخاف غير الله ولا نملك القناطير المقنطرة من الذهب والفضة ولانملك إذاعات وجامعات ومستشفيات وصحف وبرامج تلفزيونية، بل عبر مساحات تسمح بها  بعض الصحف ننقل وجهة نظرنا في سياسة الصحة لأنها قدرنا ومصيرنا  وأكثر من أربعين عاما   في العنابر وغرف العمليات والإستراحات نُدرك معني الألم والمرض والمعاناة ، ليس للمريض وحده ، بل المريض والطبيب وبقية الكادر الطبي وأسرة المريض والمجتمع والدولة ،لأن الصحة متلازمة مع التنمية بل إن أمن الدولة الإستراتيجي يعبر فوق الصحة .

المريض السوداني ليس له خيار في إختيار مكان العلاج ولهذا يقصد المستشفيات الحكومية عله  يجد الطبيب ليقدم له خدمة تُذهب عنه عِلته، ولكن ، سوء التخطيط  وسوء بيئة ومناخ العمل أرغمت الأطباء علي الهجرة وفي ظل سياسة صحة الخرطوم في آخر خمسة أعوام فقد الوطن علماء وجهابذة  وبروفات ، لأن الوزير يقول خليهم يهاجرو بجو غيرم ، الهجرة غير مقلقة ولا تزعجني، الطبيب العمومي بيعمل لي حساسية ، هم شغالين سماسرة، وآخر يقول نحنا بنصدر النبق والدكاترة،

ثم وصلت المأساة إلي حد الذلة والإهانة والضرب والتحرش بالطبيبات  وإطلاق الرصاص الحي علي الطبيب وهو يؤدي عمله في العنبر ، وطرد الطبيبات من الميز.

الأخ السيد رئيس الجمهورية وأنت من غمار هذا الشعب لتخدمه  لا لتحكمه ومسئوليتكم في مجال الخدمات الصحية أن تكون بالمستوي الذي  يرضي طموحاتكم علي الرغم من الظروف الإقتصادية، ولهذا نتمني ونقول بالعربي البسيط أن تختف رجلك في زيارات غير مُعلنة لتقف بنفسك وتشاهد تلك الأطراف التي قيل إنها لتوفير الخدمات الصحية للمواطن بالقرب من سكنه  وإن من رأي ليس كمن سمع وعندها نتمني أن لا يصدمكم ذلك الواقع المرير المؤلم  ما بين مستشفي الفتح ومستشفي البان جديد والتركي وبشائر وجبيل الطينة وغيرها لتري حصاد خمسة سنوات من سياسة صحة الخرطوم ووزيرها بروف مامون حميدة ولتدرك أن ما أطلقت عليه لقب بلدوزر  قد قصم ظهركم بسياسة جعلت  جميع المرضي يلعنون ذلك اليوم الذي أتي فيه وزيرا لصحة الخرطوم، ولهذا فإن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب سيقود الصحة تعليما  وتدريبا وتثقيفا وخدمة ووقاية وسياحة إلي بر الأمان وستنصلح حالها قطعا ،أخي السيد الرئيس نقول زيارات غير مُعلنة ومُبرمجة لأن في تلك سيصطحبكم المطبلاتية وماسحي الجوخ وحارقي البخور، ولكن تفقدكم لرعيتكم وحدكم هو سيسد الذرائع أما جميع من يدبجون التقارير المنمقة معسولة الكلام،

أخيرا سيدي الرئيس ومجمع حوادث جبرة للطواريء والإصابات الذي صرفت عليه الدولة مليارات الجنيهات  هل من أمل في إفتتاحه خدمة للهدف الذي من أجله أُنشيء.

اللهم أستر فقرنا بعافيتنا


sayedgannat7@hotmail.com

 

آراء