سيدي اوشكور لم يعنيك بهتاف العسكر للثكنات !!!!

 


 

بشير اربجي
21 March, 2022

 

اصحي يا ترس -
لا تزال أصداء زيارة نائب رئيس المجلس الانقلابي المسمي بالسيادي لولاية البحر الأحمر تتحفنا بالمزيد من المضحك المبكي، فبعد أن قام الرجل بزجر واليهم الذي عينوه بالبحر الأحمر لتقويض الحكم المدني على الهواء مباشرة، وعقب هتافات ثوار شرق السودان بقيادة سيدي اوشكور حفيد البطل عثمان دقنة فى وجهه قائلا(العسكر للثكنات والجنجويد ينحل) أو كما قالها بلغته الجميلة والمحببة للنفوس (ينهل)، قال نائب قائد الإنقلاب أنهم لن يسلموا السلطة لمن يتلقون رواتبهم من السفارات الأجنبية، متناسيا أنه ذهب للشرق مبعوثا من دولة أجنبية تريد بناء قاعدة عسكرية، وأخري تريد فرض سيطرتها على ميناء بورتسودان بالبحر الأحمر، ورغم رفض الثوار وجموع الشعب السوداني لعودة من عناهم حميدتي بتصريحه هذا، ورغم علم الجميع أن الرجل يخشي من تسوية تبعده عن موقع صنع القرار بالبلاد وتوقف تجارته بالذهب والمواشي،
يبدو أنه نسي أن الشعب يعلن رفضه للعسكر المحترفين المعروفين بإسم (القوات المسلحة السودانية) وليست قواته التى يحسبونها من ضمن المليشيات، فلو أرخي الرجل أذنيه فقط وسمع بقية الهتاف لكان سمع بوضوح (الجنجويد يتحل) من قبل الثوار السلميين الذين تم اعتقالهم عقب مخاطبته بالميناء، وهو ما يوضح له إن كان خافيا عليه أن الشعب السوداني يعتبر قواته مليشيا غير نظامية ولا يتعامل معها كعسكر أصلا، ويطالب بحلها أسوة بما سمي سابقا حركات الكفاح المسلح زورا وبهتانا، واتضح لاحقا أنها حركات انتهازية حملت السلاح لاطماع وأهداف قادتها وليست لما ظلت تدعيه منذ العام 2002م بداية أحداث دارفور الدامية.
لذلك فإن رسالة سيدي اوشكور وشباب شرق السودان بالميناء لم تكن موجهة لحميدتي إطلاقا، لأن قرار الشعب السوداني وثواره فى قواته هو الحل والدمج إن وجد ببعض أفرادها شيء من سلوك وأخلاق الجندية بعد أن يسقط هذا الإنقلاب، أما المقصود بالعودة للثكنات هي القوات المسلحة السودانية التي ذهب الثوار لمقر قيادتها فى السادس من أبريل العام 2019م لهذا الهدف، ولم يكن الإعتصام أمام مبانيها كما أعتقد قادتها وحميدتي طلبا للحماية بتاتا، فقد وصل الثوار بواباتها لخلع الدكتاتور كما حدث وإعادتها هي لوظيفتها الأساسية، وإخراجها من الحياة السياسية بالبلاد بصورة كاملة لا تقبل الجدال،
وهذا هو عين ما سيحدث وما نادي به حتي عقلاء القوات المسلحة نفسهم بندوة مبني رئاسة الأركان، وهو ليس طلب شعبي للقوات المسلحة السودانية تلبيه أو ترفضه إن شاءت، إنما هو أمر من الشعب السوداني الأبي صاحب الكلمة الأخيرة فى تحديد مصيره وليس قادة الجيوش بالصدفة أو المليشيات القبلية والأسرية التي تحلم أحلام (زلوط) بحكم البلاد مرة أخرى بالحديد والنار.
الجريدة

 

آراء