سيصرخ القحاطة، سيصرخون، فالفلول، عبر خيباتهم، قادمونَ، قادمونْ!

 


 

 

* قال نزار قباني:- "ما دخل اليهودُ من حدودِنا، لكنهم تسرَّبوا كالنملِ من عيوبِنا!"
* سوف يحاسب التاريخ القحاطة على أنهم من عبَّد الطريق لعودة نظام الإنقاذ بشكل جديد، وما زياراتهم لبعض دول الجوار إلا للرعب الذي اجتاح أيامهم بلياليها من عودة الفلول، وهي زيارات (ما بتجيب حقها).. إذ تعبِّر عن من أضاعوا السلطة في السودان، وراحوا يبحثون عنها في دول الجوار، ف(سيد الرايحة بفتش في خشم البقرة!)..
* لقد ظهرت أنانية وإنتهازية (القحاطة) منذ بدايات الثورة، حين تلاعبوا بالوثيقة الدستورية بحيث لم يعرف الثوار أين أُخبئت الوثيقة الأصلية، ثم راحوا (يلعبون) السياسة خارج بتود الوثيقة الأصلية.. ومن خلال لعبهم وتلاعبهم، عاد فلول النظام البائد وملأوا المشهد السياسي.. بينما كان كل هم القحاطة محاربة لجان المقاومة سراً وعلانية..
* كانوا يخشون لجان المقاومة (الحرة)، إذ يرون في اللجان (بعبعاً) يشكِّل خطورة بسياسات ثورية حقيقية، فاتخذوا خطاً مقارباً لخط اللجنة الأمنية، وضموا اللجان التابعة لكياناتهم.. وهي لجان المفاومة (بالإشارة).. لجان إذا قيل للمنضوين تحت لوائها:- إعتصموا مع المعتصمين، يعتصمون، و إذا قيل لهم فككوا خيامكم وغادروا، فككوا خيامهم وغادروا..
* وعلى لجان المفاومة (بالإشارة) هذه يعِّدون العدة لتكبير كومهم عند الحديث عن مشاركة اللجان في أي تفاوضات قادمة..
* تجاوزوا الوثيقة الدستورية، حيث كان المنصوص في الوثيقة الدستورية الأصلية، على علاتها، أن تكون مهام المجلس السيادي مهام تشريفية لا مهام تنفيذية، لكنهم جعلوا مهام المجلس مهام أكبر من مهام مجلس الوزراء، وبقدرة الطموح الذاتي والأطماع الحزبية صيَّروا المجلس السيادي هو الكل في الكل، وخلقوا من حميدتي راعياً للإقتصاد ثم صنعوا منه المسئول الأول عن السلام فبعد أن أخفوا بنود الوثيقة الدستورية الأصلية، على علاتها، اصطنعوا مجلساً للشراكة بين المدنيين والعسكريين، مجلساً تفوق علله علل الوثيقة الدستورية، وانتبه الثوار لتلك العلل، فأسمَّوا المجلس (مجلس شراكة الدم) تعبيراً عن القمع ودماء الشهداء والمصابين التي كانت اللجنة الأمنية تهدرها أثناء المظاهرات ضد ما كان يجري من تلاعب بأهداف الثورة، في تلك الأيام..
وقام انقلاب لجنة البشير الأمنية في يوم ٢١أكتوبر، ووجد حميدتي نفسه في وضع يؤهله ليكون (نمرة واحد) في السودان، وطرح الفكرة بصيغة التفافَّية على قائد الفلول، علي كرتي، ونقل الفلول ما يخطط له حميدتي للبرهان الذي اعتبرها وشاية.. وحدث البرهان حميدتي بما جرى؛ ولم يجد حميدتي مناصاً إلا أن يعلن، بلا وجل، أن ما قامت به لجنة البشير الأمنية في يوم ٢١ أكتوبر ٢٠٢١ ليس ثورة تصحيحية بل كان انقلاباً..
* وهنا وجد القحاطة ضالتهم فاندعوا، بدافع إنتهازية الذات السفلى، نحو حميدتي، واحتضنوا حميدتي أيما احتضان، علَّه يكون الحصان المطهم الذي يمتطونه للوصول إلى كراسي السلطة.. وعظموه في وسائل الإعلام، وهددوا البرهان:- إما الإطاري وإما الحرب!
* وقامت الحرب يوم ١٥ أبريل، وانكشفت حقيقه حميدتي، قائد ميليشيا الوحوش المتعطشة للدماء البشرية، إذ أتوا من الفواحش والموبقات، في أسبوع واحد، بما لم يأتِ به نظام الفلول طوال ثلاثين عاماً.. وارتكبوا في الخرطوم ما لم يرتكبه المغول في بغداد..
* هؤلاء هم الذين إحتضنتهم مركزية القحاطة في سبيل أن يحلبوا بقرة الثورة المجيدة.. فالقحاطة يحسبون أنهم الأحق ب(إمتلاك) مِقْوَ‌د الثورة وقيادتها إلى ما يشاؤون.. حتى الذين كانوا يعتبرون المظاهرات (دخان مرقة)، هرعوا للإمساك بالمِقْوَ‌د بعد ما (لبّنَت)، لكنهم، ويا للكارثه، ساقوا السودان (سواقة الضان بالخلا)، ورموها في جيب الفلول.. ويا للخَبَل، وقصر النظر السياسي!
* واليوم يصرخون:- الكيزان! الكيزان! الكيزان..! ويتناسون أن المؤتمر الشعبي في عداد الكيزان، وأن كمال عمر، أحد قيادات قحط المنافحين عن الاتفاق الإطاري بضراوة، والمحتضنين لحميدتي رائد المدنية والديمقراطية، كوز!
* وفي مظهره السير معهم، وفي استرتيجيته بلوغ
* لقد ضلل القحاطة حميدتي، وكان مهيأً للتضليل وفي ذهنه بلوغ سدرة المنتهى يكون، بعدها (نمرة واحد) في السودان.. أقنعوه أن الشعب الكاره للكيزان سوف يقف معه.. وأن لجان المقاومة جميعها مع القحاطة ضد الكيزان..
* لي صديق قحاطي النزعة، مريض بالكيزانوفوبيا، لكن تعافى منها بعد احتلال ميليشيا الجنجويد لمنزلهم ورؤيته، رأي العين، للوحشية التي واكبت الإحتلال، وحفرت صدعاَ عميقاً وشرخاً واسعاً في نفسيته، فأعطى ظهره للقحاطة، وأعلن اصطفافه مع الجيش..
* إن الحشود الشعبية المصطفة مع الجيش حقيقة يهرب منها الهاربون من الحقيقة العارية أمامهم.. يهربون منها لانها تصيبهم بالغثيان، فتجبرهم على الهرب إلى حفيقة بديلة Alternative reality
يصطنعونها صناعة مضحكة، سرعان ما تنكشف..
* تحدث أحدهم في إحدى القنوات العربية عن مواقع إستراتجية تحتلها ميليشيا الجنجويد في الخرطوم، حالياً، وتعامى عن أضعافها من مواقع كانت في يد الوحوش المتعطشة للدماء البشرية، عند بداية الحرب، وأين هم من تلك المواقع بعد أن دارت الدائرة عليهم، وأصبحوا يبحثون عن الهدنة بأي شكل..
* ألا يرون ما يحدث؟ ألا يجرون مقاربات بين الأمس واليوم.. ألا يستمعون لما تقوله نفس الحشود التي كانت تسخر من الجيش وكانت تصر إصراراً لا أعنف منه:- " معليش، ما عندنا جيش"؟ ألا يشاهدون الحشود التي كانت تهتف بالأمس:-" أي كوز ندوس دوس!"، تصطف اليوم مع الجيش، ولا تجد غضاضة حتى وهي تعلم أن الفلول في صف الجيش..؟
* إن لكلِّ مصطَّفٍ مع الجيش مأربُه!
* بس:- كلُّو إلا الجنجويد!
* والفلول قادمونَ، قادمونَ عبر خيبات القحاطة وميليشيا الجنجويد، عائدون وفي مخططهم إعادة هندسة النظام البائد Reengineeing، وهيكلته بما يواكب تضاريس الجغرافيا السياسية السودانية التي رسمتها الحرب الدائرة الآن.. وسوف يكون موقفهم، في أي ممارسة ديمقراطية، أقوى من مواقف الأحزاب السياسية مجتمعة، كيفما كانت الممارسه بعد نهاية الحرب.. وسوف يدرك القحاطة أنهم الأخسرون..
* نعم، الفلول قادمونَ، قادمونَ، قادمونَ عبر القحاطة والجنجويد.. أما الشارع السوداني ولجان المقاومة (الحرة)، فصامدونَ.. صامدونَ.. صامدونْ!
* ألا يرى القحاطة ما نرى؟!
* الله لن يغفر لهم، والشعب السوداني يلعنهم..!
osmanabuasad@gmail.com
///////////////////

 

آراء