سيناريوهات خروج البرهان!
د. زهير السراج
31 October, 2022
31 October, 2022
manazzeer@yahoo.com
* تساءلتُ أمس على خلفية مقال للأستاذ (احمد محمد عثمان المبارك) عن مفهوم الدولة استنادا على تولي (ريشي سوناك) الهندي الاصل لزعامة حزب المحافظين ورئاسة الوزارة البريطاني، الذي عده البعض إنتصارا للعرق الهندي الأمر الذي سخر منه الاستاذ (المبارك) واعتبره فهما خاطئا يسجن الدولة في الأشخاص مثلما يحدث في الدول المتخلفة ومنها السودان، بدلا عن إعتمادها على القوانين والنظم والمؤسسات.
* حُظىَّ السؤال بالكثير من الاجابات في شكل تعليقات وردود، انشر بعضها اليوم ولا يعني ذلك بالضرورة موافقتي أو اعتراضي عليها !
* يقول الأخ (عادل النوراني): سؤال واضح وصريح. في الحقيقة المعاشة اليوم، نحن لسنا دولة كما أكد ذلك من هو على رأس هذه اللادولة. نحن مجرد قبائل واحزاب متصارعة على اللاشي، لا برامج لا خطط ولا أهداف استراتيجية يمكن أن تقودنا يوما ما إلى بناء دولة تجمع كل هذا التناقض الذي نحن فيه الان. نحن ابدعنا في خلق الديكتاتوريات ونتبجح بأننا اسقطنا اعتى الديكتاتوريات! فما المحصلة إذن، وهل هي الخطوط الحمراء التي يرسمها زعماء قبائلنا لتأليه قادة جدد ومشروع لديكتاتوريات مستقبلية؟!
* متى نخرج من مفهوم الراعي الذي يقود أمامه رعية بفرقعة الكرباج، وننظر دائما الى الشخوص الذين يحكموننا بأنهم ملهمون وقادة نقتدي بهم في سلوكنا البربري والهمجي في هضم حقوق الآخرين الذين هم منا واحد الركائز التي يقوم عليها بيتنا الكبير، فلماذا لا نتفق على الحد الأدنى من مصالح البلد ونتنازل عن انانيتنا ونتخلى عن ثقافة انا واخي على ابن عمي، وانا وابن عمي على الغريب، ليس هناك غريب كلنا أبناء الوطن واجب علينا أن نصون ترابه بوحدة جامعة وكلمة واحدة هي الوطن اولا وأخيرا، وأن نرد كلنا الماء صفوا ولا نترك لبعضنا كدرا وطينا، فلا فرق بين ابنا الوطن الواحد امام القانون والدستور.
* هلموا ننبذ القبلية والجهوية والعنصرية، وتكون منافستنا في البرامج التي تقدمها احزابنا لا قبائلنا ، فالحزب يجمع شتى القبائل، والقبلية تمترس وإنغلاق.
* ويقول الاخ (الخاتم محمد): قرر العسكر خروجهم من العملية السياسية، بل قرروا عدم التفاوض لان التفاوض نفسه عملية سياسية في نظرهم، واضافوا لذلك عبارة "على القوى المدنية ان تتفق" !
* بالطبع لم تمتحن القوى المدنية المعنية بالامر هذا التعهد، اي لم ترفع حتى الان للبرهان قائمة بمرشحي مجلس الوزراء لكي يظهر لنا صدقه من عدمه، اللهم الا الفلول الذين رغم انهم غير معنيين بالامر سارعوا عبر واجهتهم نداء اهل السودان برفع قائمة بمرشحين لرئاسة الوزراء، بيد ان البرهان القى بها في الدرج ولم يلتفت لها، وواضح ان البرهان من باب المجاملة لا يريد احراج الفلول، لانهم اصبحوا الآن حاضنتهم بعد ان رفضت قوى الثورة العمل معه!
* قلنا ان القوى الثورية لم تمتحن قرار البرهان بالخروج من العملية السياسية، والسبب انها قسمان .. قسم يدعو لاسقاط الانقلاب بلا تفاوض، ولكن لا احد يدري ما السيناريو المطلوب للاسقاط، هل هو مثل سيناريو اسقاط ابنعوف، اي أن يعلن البرهان تنحيه واختيار ضابط اخر مكانه، ام مثل سيناريو اسقاط نميري بمعنى بروز مكون عسكري جديد، يعلن اسقاطه للمكون الحالي، ام يذهب البرهان لبيته ويترك البلاد بلا رئيس هكذا، أم يذهب لدار الحزب الشيوعي ويسلمهم السلطة ويذهب لبيته، أم يستمر الناس في الخروج في مسيرات الى ما لا نهاية بدون عنوان، وعليه نرجو كل من يرفع شعار لا تفاوض ان يحدد لنا كيفية الاسقاط، الا إذا ارادوا الوصول بالبلاد لحالة الفوضى الخلاقة .
* وقسم يدرك يدرك اته لا اسقاط الا عبر التفاوض، ولكنها لم تحسم امرها بعد، ربما انها تريد ان تمنح القوى الرافضة للتفاوض مساحة زمنية لتصطدم في النهاية بانه لا اسقاط بدون تفاوض وهي لن تدرك هذه الحقبية الا بمرور الوقت!
* أخيرا إدعى (البرهان) انهم يريدون الخروج من العملية السياسية وانهم خارج التفاوض لانهم غير معنيين به، إلا أنه لم يحدد أيضا كيفية الخروج، وكيف تتفق القوى المدنية، وهنا يجب المسارعة بامتحان هذا الادعاء حتى يظهر صدقه من عدمه وتتكشف الحقيقة !
* تساءلتُ أمس على خلفية مقال للأستاذ (احمد محمد عثمان المبارك) عن مفهوم الدولة استنادا على تولي (ريشي سوناك) الهندي الاصل لزعامة حزب المحافظين ورئاسة الوزارة البريطاني، الذي عده البعض إنتصارا للعرق الهندي الأمر الذي سخر منه الاستاذ (المبارك) واعتبره فهما خاطئا يسجن الدولة في الأشخاص مثلما يحدث في الدول المتخلفة ومنها السودان، بدلا عن إعتمادها على القوانين والنظم والمؤسسات.
* حُظىَّ السؤال بالكثير من الاجابات في شكل تعليقات وردود، انشر بعضها اليوم ولا يعني ذلك بالضرورة موافقتي أو اعتراضي عليها !
* يقول الأخ (عادل النوراني): سؤال واضح وصريح. في الحقيقة المعاشة اليوم، نحن لسنا دولة كما أكد ذلك من هو على رأس هذه اللادولة. نحن مجرد قبائل واحزاب متصارعة على اللاشي، لا برامج لا خطط ولا أهداف استراتيجية يمكن أن تقودنا يوما ما إلى بناء دولة تجمع كل هذا التناقض الذي نحن فيه الان. نحن ابدعنا في خلق الديكتاتوريات ونتبجح بأننا اسقطنا اعتى الديكتاتوريات! فما المحصلة إذن، وهل هي الخطوط الحمراء التي يرسمها زعماء قبائلنا لتأليه قادة جدد ومشروع لديكتاتوريات مستقبلية؟!
* متى نخرج من مفهوم الراعي الذي يقود أمامه رعية بفرقعة الكرباج، وننظر دائما الى الشخوص الذين يحكموننا بأنهم ملهمون وقادة نقتدي بهم في سلوكنا البربري والهمجي في هضم حقوق الآخرين الذين هم منا واحد الركائز التي يقوم عليها بيتنا الكبير، فلماذا لا نتفق على الحد الأدنى من مصالح البلد ونتنازل عن انانيتنا ونتخلى عن ثقافة انا واخي على ابن عمي، وانا وابن عمي على الغريب، ليس هناك غريب كلنا أبناء الوطن واجب علينا أن نصون ترابه بوحدة جامعة وكلمة واحدة هي الوطن اولا وأخيرا، وأن نرد كلنا الماء صفوا ولا نترك لبعضنا كدرا وطينا، فلا فرق بين ابنا الوطن الواحد امام القانون والدستور.
* هلموا ننبذ القبلية والجهوية والعنصرية، وتكون منافستنا في البرامج التي تقدمها احزابنا لا قبائلنا ، فالحزب يجمع شتى القبائل، والقبلية تمترس وإنغلاق.
* ويقول الاخ (الخاتم محمد): قرر العسكر خروجهم من العملية السياسية، بل قرروا عدم التفاوض لان التفاوض نفسه عملية سياسية في نظرهم، واضافوا لذلك عبارة "على القوى المدنية ان تتفق" !
* بالطبع لم تمتحن القوى المدنية المعنية بالامر هذا التعهد، اي لم ترفع حتى الان للبرهان قائمة بمرشحي مجلس الوزراء لكي يظهر لنا صدقه من عدمه، اللهم الا الفلول الذين رغم انهم غير معنيين بالامر سارعوا عبر واجهتهم نداء اهل السودان برفع قائمة بمرشحين لرئاسة الوزراء، بيد ان البرهان القى بها في الدرج ولم يلتفت لها، وواضح ان البرهان من باب المجاملة لا يريد احراج الفلول، لانهم اصبحوا الآن حاضنتهم بعد ان رفضت قوى الثورة العمل معه!
* قلنا ان القوى الثورية لم تمتحن قرار البرهان بالخروج من العملية السياسية، والسبب انها قسمان .. قسم يدعو لاسقاط الانقلاب بلا تفاوض، ولكن لا احد يدري ما السيناريو المطلوب للاسقاط، هل هو مثل سيناريو اسقاط ابنعوف، اي أن يعلن البرهان تنحيه واختيار ضابط اخر مكانه، ام مثل سيناريو اسقاط نميري بمعنى بروز مكون عسكري جديد، يعلن اسقاطه للمكون الحالي، ام يذهب البرهان لبيته ويترك البلاد بلا رئيس هكذا، أم يذهب لدار الحزب الشيوعي ويسلمهم السلطة ويذهب لبيته، أم يستمر الناس في الخروج في مسيرات الى ما لا نهاية بدون عنوان، وعليه نرجو كل من يرفع شعار لا تفاوض ان يحدد لنا كيفية الاسقاط، الا إذا ارادوا الوصول بالبلاد لحالة الفوضى الخلاقة .
* وقسم يدرك يدرك اته لا اسقاط الا عبر التفاوض، ولكنها لم تحسم امرها بعد، ربما انها تريد ان تمنح القوى الرافضة للتفاوض مساحة زمنية لتصطدم في النهاية بانه لا اسقاط بدون تفاوض وهي لن تدرك هذه الحقبية الا بمرور الوقت!
* أخيرا إدعى (البرهان) انهم يريدون الخروج من العملية السياسية وانهم خارج التفاوض لانهم غير معنيين به، إلا أنه لم يحدد أيضا كيفية الخروج، وكيف تتفق القوى المدنية، وهنا يجب المسارعة بامتحان هذا الادعاء حتى يظهر صدقه من عدمه وتتكشف الحقيقة !