سيناريو النيل الازرق !
د. زهير السراج
20 July, 2022
20 July, 2022
مناظير -
* وجه الدكتور (عبدالعزيز النور) الر ئيس المناوب للجنة ادارة ازمة قبيلة الهوسا بولاية النيل الازرق اتهامات مباشرة لمجلس السيادة بالتقاعس في احتواء الازمة قبل ان تتطور الى صراع مسلح، وقال انهم بعد ان شعروا بتجاهل حكومة الولاية للموضوع توجهوا نحو مجلس السيادة وقاموا قبل شهر من نشوب الصراع (19 يونيو، 2022 ) بتسليم خطاب للفريق الغالي الامين العام لمجلس السيادة ومعه اسطوانة مدمجة (سي دي) تحتوي على عدة فيديوهات تعمل على تعبئة اطراف ضد اطراف اخرى، وحذروا من وجود خطورة حقيقية يمكن أن تقود الى صراع دموي، إلا أن المجلس تجاهل الموضوع، وأضاف انهم إلتقوا بالبرهان قبل يومين وافادهم انه لم يستلم الخطاب، وكان مدير مكتبه موجودا ولم يفصح بكلمة!
* جاء ذلك في حوار مع الزميلة (رويدا عبدالحفيظ) مقدمة برنامج (في دائرة الحدث) بقناة (سودانية 24 )، وهو ما يكشف الازمة الخانقة التي يعيشها اعلى جهاز في الدولة سواء وصل الخطاب الى رئيس مجلس السيادة او لم يصله، فإذا كان قد وصله ولم يهتم به أو تجاهله متعمدا او غير متعمد فهو يوضح نوع المسؤول الاول الذي يدير الدولة ويتحكم فيها، أما إذا لم يصله رغم تسلمه بواسطة موظفيه قبل ما يقرب من شهر فإنه يوضح التجاهل الذي يتعامل به موظفوه معه، وفي الحالتين فإنها مصيبة كبرى أن يكون رأس الدولة متجاهِلا لموضوع بمثل هذه الخطورة عن عمد او غير عمد أو غير مدرك لابعاده، أو متجاهَلا (بفتح الهاء) من مرؤوسيه لدرجة عدم تسليمه خطابا خطيرا مدعوما بفيديوهات تحرض على الفتنة والصراع !
* كما احتوى البرنامج على الكثير من المعلومات الخطيرة، منها على سبيل المثال التقاعس المتعمد للأجهزة الامنية والقوات النظامية للأحداث بعد وقوعها، ووقوفهم متفرجين محاباة لطرف من الاطراف مما ادى لتفاقم الاوضاع ومقتل اكثر من مئتى مواطن، بينما كان من الممكن السيطرة على الاوضاع وانخفاض عدد الضحايا لو تدخلت الاجهزة الامنية والقوات النظامية في الوقت المناسب، وعندما ذكر الدكتور عبدالعزيز ذلك لرئيس مجلس السيادة عندما إلتقى به ــ كما قال في البرنامج ــ كان تعليق رئيس مجلس السيادة أنهم "أرسلوا لواءً جديدا من خارج المنطقة لبسط الامن به أكثر من ثمانين شاحنة عسكرية مجهزة"، ولو حدث ذلك قبل وقوع الاحداث أو تفاقمها لما وصلت الى ما وصلت إليه، وهو ما يوضح التجاهل والتقاعس الذي تعاملت به أجهزة الدولة سواء المحلية أو الاتحادية مع الأزمة، أو عدم إداركها لابعادها الخطيرة، كما يوضح تغلب النعرة العصبية على القومية والمهنية والانضباط العسكري داخل الاجهزة الامنية والقوات النظامية وهى كارثة حقيقية !
* توقع الدكتور عبدالعزيز وبقية المتحدثين في البرنامج ومن بينهم استاذ علم الاجتماع بجامعة الخرطوم البروفيسور (منزول عبدالله منزول) والاستاذ (احمد موسى) أحد مواطني الإقليم أن تنشب حرب أهلية واسعة في الاقليم قد تتأثر بها المناطق الأخرى، تشبه الى حد كبير ما حدث في دارفور، إذا لم تنظر الدولة ومكونات المجتمع الى الازمة بجدية وتجد لها الحلول المناسبة والفعالة، بسبب مشاكل جذرية منها حيازة الارض وهشاشة الاوضاع والعنصرية والتسيييس الذي حدث في العهد البائد ويحدث الآن للادارة الاهلية والتقاعس المتعمد او العفوي من قبل الدولة والسلطة الاتحادية والولائية للصراع القبلي وعدم التعامل الجدي والعادل مع التفلتات مما يضطر المواطنين لحمل السلاح للدفاع عن انفسهم وممتلكاتهم، ولقد ذكر الدكتور عبدالعزيز أن أكثر من خمسين مواطنا قتلوا في حى واحد من بينهم اطفال ونساء وحرقت منازلهم وسرقت محتوياتها وأخذت في شاحنات، وافرغت القرى في بعض المناطق من كل مواطنيها تحت نظر وبصر الاجهزة الامنية والقوات النظامية بدون أن تتحرك لفعل شئ!
* كل ذلك مما يشير الى مدى الفشل في ادارة شؤون الدولة، والتقاعس الواضح من السلطة الانقلابية في حماية امن الوطن والمواطنين وعدم الاهتمام بأي شئ عدا التمسك بالسلطة والتخطيط لما هو اسوأ، ولو ادى ذلك لتدمير البلاد وخرابها وتمزيقها، وهو ما يتطلب من الجميع خاصة الشباب والاجيال الجديدة ولجان المقاومة في ولاية النيل الازرق وغيرها الانتباه لمؤامرات الانقلابيين وسادتهم، وإفشال مخططاتهم بالوقوف صفا واحدا ومعالجة الازمات بحكمة وتروٍ وبعد نظر !
الجريدة
* وجه الدكتور (عبدالعزيز النور) الر ئيس المناوب للجنة ادارة ازمة قبيلة الهوسا بولاية النيل الازرق اتهامات مباشرة لمجلس السيادة بالتقاعس في احتواء الازمة قبل ان تتطور الى صراع مسلح، وقال انهم بعد ان شعروا بتجاهل حكومة الولاية للموضوع توجهوا نحو مجلس السيادة وقاموا قبل شهر من نشوب الصراع (19 يونيو، 2022 ) بتسليم خطاب للفريق الغالي الامين العام لمجلس السيادة ومعه اسطوانة مدمجة (سي دي) تحتوي على عدة فيديوهات تعمل على تعبئة اطراف ضد اطراف اخرى، وحذروا من وجود خطورة حقيقية يمكن أن تقود الى صراع دموي، إلا أن المجلس تجاهل الموضوع، وأضاف انهم إلتقوا بالبرهان قبل يومين وافادهم انه لم يستلم الخطاب، وكان مدير مكتبه موجودا ولم يفصح بكلمة!
* جاء ذلك في حوار مع الزميلة (رويدا عبدالحفيظ) مقدمة برنامج (في دائرة الحدث) بقناة (سودانية 24 )، وهو ما يكشف الازمة الخانقة التي يعيشها اعلى جهاز في الدولة سواء وصل الخطاب الى رئيس مجلس السيادة او لم يصله، فإذا كان قد وصله ولم يهتم به أو تجاهله متعمدا او غير متعمد فهو يوضح نوع المسؤول الاول الذي يدير الدولة ويتحكم فيها، أما إذا لم يصله رغم تسلمه بواسطة موظفيه قبل ما يقرب من شهر فإنه يوضح التجاهل الذي يتعامل به موظفوه معه، وفي الحالتين فإنها مصيبة كبرى أن يكون رأس الدولة متجاهِلا لموضوع بمثل هذه الخطورة عن عمد او غير عمد أو غير مدرك لابعاده، أو متجاهَلا (بفتح الهاء) من مرؤوسيه لدرجة عدم تسليمه خطابا خطيرا مدعوما بفيديوهات تحرض على الفتنة والصراع !
* كما احتوى البرنامج على الكثير من المعلومات الخطيرة، منها على سبيل المثال التقاعس المتعمد للأجهزة الامنية والقوات النظامية للأحداث بعد وقوعها، ووقوفهم متفرجين محاباة لطرف من الاطراف مما ادى لتفاقم الاوضاع ومقتل اكثر من مئتى مواطن، بينما كان من الممكن السيطرة على الاوضاع وانخفاض عدد الضحايا لو تدخلت الاجهزة الامنية والقوات النظامية في الوقت المناسب، وعندما ذكر الدكتور عبدالعزيز ذلك لرئيس مجلس السيادة عندما إلتقى به ــ كما قال في البرنامج ــ كان تعليق رئيس مجلس السيادة أنهم "أرسلوا لواءً جديدا من خارج المنطقة لبسط الامن به أكثر من ثمانين شاحنة عسكرية مجهزة"، ولو حدث ذلك قبل وقوع الاحداث أو تفاقمها لما وصلت الى ما وصلت إليه، وهو ما يوضح التجاهل والتقاعس الذي تعاملت به أجهزة الدولة سواء المحلية أو الاتحادية مع الأزمة، أو عدم إداركها لابعادها الخطيرة، كما يوضح تغلب النعرة العصبية على القومية والمهنية والانضباط العسكري داخل الاجهزة الامنية والقوات النظامية وهى كارثة حقيقية !
* توقع الدكتور عبدالعزيز وبقية المتحدثين في البرنامج ومن بينهم استاذ علم الاجتماع بجامعة الخرطوم البروفيسور (منزول عبدالله منزول) والاستاذ (احمد موسى) أحد مواطني الإقليم أن تنشب حرب أهلية واسعة في الاقليم قد تتأثر بها المناطق الأخرى، تشبه الى حد كبير ما حدث في دارفور، إذا لم تنظر الدولة ومكونات المجتمع الى الازمة بجدية وتجد لها الحلول المناسبة والفعالة، بسبب مشاكل جذرية منها حيازة الارض وهشاشة الاوضاع والعنصرية والتسيييس الذي حدث في العهد البائد ويحدث الآن للادارة الاهلية والتقاعس المتعمد او العفوي من قبل الدولة والسلطة الاتحادية والولائية للصراع القبلي وعدم التعامل الجدي والعادل مع التفلتات مما يضطر المواطنين لحمل السلاح للدفاع عن انفسهم وممتلكاتهم، ولقد ذكر الدكتور عبدالعزيز أن أكثر من خمسين مواطنا قتلوا في حى واحد من بينهم اطفال ونساء وحرقت منازلهم وسرقت محتوياتها وأخذت في شاحنات، وافرغت القرى في بعض المناطق من كل مواطنيها تحت نظر وبصر الاجهزة الامنية والقوات النظامية بدون أن تتحرك لفعل شئ!
* كل ذلك مما يشير الى مدى الفشل في ادارة شؤون الدولة، والتقاعس الواضح من السلطة الانقلابية في حماية امن الوطن والمواطنين وعدم الاهتمام بأي شئ عدا التمسك بالسلطة والتخطيط لما هو اسوأ، ولو ادى ذلك لتدمير البلاد وخرابها وتمزيقها، وهو ما يتطلب من الجميع خاصة الشباب والاجيال الجديدة ولجان المقاومة في ولاية النيل الازرق وغيرها الانتباه لمؤامرات الانقلابيين وسادتهم، وإفشال مخططاتهم بالوقوف صفا واحدا ومعالجة الازمات بحكمة وتروٍ وبعد نظر !
الجريدة