شباب تونس ومصر ، أحرج شباب السودان! … بقلم: تاج السر حسين

 


 

 


 royalprince33@yahoo.com
فالعمل البطولى الخارق الذى قاموا به وأدهش العالم وفاجأه، لم يترك للشباب السودانى اى ذريعة أو حجه يتذرعون بها، أو كما يردد بعضهم من عبارات تريح (المؤتمر الوطنى) من شاكلة،المعارضه ضعيفه، والقيادات السياسيه (سجمانه)!!
ولابد أن نعترف بأن لكل دوله ظروفها الخاصه .. فظروف تونس تختلف عن ظروف مصر، ومصر تختلف عن اليمن، واليمن يختلف عن (ليبيا) .. وفى السودان الأختلاف نابع من جريمه كبرى اقترفتها ايادى الأنقاذيين وهى (أدلجة)  وتسييس الجيش والشرطه والخدمه المدنيه، وسيطرت كوادرهم على التجاره والأعمال الحره، ولولا ذلك لما قاتل (جيش) السودان الذى عرف طيلة تاريخه بالبساله والوطنيه، أهله فى الجنوب وفى دارفور وحصدهم بالملايين، ولوجه سلاحه نحو النظام الذى يأمره بذلك القتال، ولم يكتف النظام بذلك بل وضع فى خطوطه الخلفيه (مليشيات) عرفت بأسم الدفاع الشعبى، ومصر جيشها (قومى) لذلك وقف الى جانب شعبه الذى لم يوجه لصدره طلقة فى يوم من الأيام، حينما تأكد من رفضه للنظام الحاكم .. ولا يستطيع احد أن ينفى وجود فساد  ومحسوبيه خلال فترة (مبارك)، لكنها لم تكن بالصوره التى تجعل البلد كلها فى يد واحده وفى قبضة (حزب) واحد!
للدرجة التى اصبح فيها المواطن السودانى الشريف يحتاج (لكفيل) من الأسلامويين لكى يؤسس مشروعا تجاريا صغر أم كبر، أو أن يتحول الى (طبال) و(منافق) يظهر خلاف ما يبطن!
وقومية المؤسسات المصريه، واضحه ولا تحتاج الى دليل ويكفى ان نضرب مثالا بمؤسسه هامه وضخمه مثل (الأهرام)،  التى يعمل فيها أكثر من 1500 عامل نجد انها كانت تضم العديد من التيارات الحزبيه والفكريه المتبائنه، بل كان من بينهم كثيرون عرفوا بخصومتهم الشديده للنظام الحاكم، وفى السودان وللأسف الصحف (مستقله) اسما، لكن (غالبية) ملاكها ورؤساء تحريرها من اتباع النظام أو من  (حارقى الأبخره) و(قارعى الطبول)، واذا لم يفعلوا ذلك لأفلسوا ولحقوا بالشرفاء الذين غادروا وطنهم مرغمين حتى لا يبيعوا ضمائرهم ويخونوا قضية وطنهم.
وفى مقدمتها الجريمه التى ارتكتبها ايادى الأنقاذيين، والتى انتهت بفصل الجنوب، والآن يسعون لزرع الفتنه فى داخله بين مواطنيه، بدلا من أن يقدموا الأعتذارات ويزرفوا دموع الندم ويعملوا على  تضميد الجراحات وتطييب الخواطر، لعل القدرة الألهيه تجمع بين (جسد)  واحد قسم الى جزئين بسبب ايدولوجيا ظلاميه متخلفه ، لم تثمر غير الفساد.
الحقيقه التى يجب أن نعترف بها أن الشباب أغلبه فى السودان فى زمن الأنقاذ ضلل (وغيب) بصوره ممنهجه ومقصوده وترك بلا هدف أو مشروع (قومى) وطنى، يسعى لتحقيقه، بل وجه نحو الأهتمام بتوافه الأمور والأغنيات الهابطه، ولولا ذلك لما سقط العديد من خريجى كليات الأعلام، فى سؤال طرح عليهم ضمن امتحان المعلومات العامه، حينما سئلوا عن اول شهيد فى ثوره اكتوبر، فاجابوا بأنه (الزبير محمد صالح)!
أكتفى الشباب فى غالبه (متفرجا)، أم انتمى (للمؤتمر الوطنى) من اجل تحقيق مصالح وركوب سيارات فارهه ، أو أضاع وقته فى نقد الزعامات السياسيه (التاريخيه) التى شاخت وبلغت من العمر عتيا، من أقصى اليمن الى أقصى اليسار، والنغمه التى حفظها ذلك الشباب تهربا من مسوؤلياته مثلما يحفظ اغنيات (حماده بت) وأمثاله على (موبايلاتهم)، والتى تسعد صقور (المؤتمر الوطنى) كما ذكرنا اعلاه، هى (أن المعارضه ضعيفه ولا فائده منها) أو من هو (البديل) الذى يحكم السودان اذا ذهب (البشير)؟
قد يكون صحيحا أن المعارضه مسكينه للنظام و(مدجنه)، لكن ما قام به (شباب مصر) و(تونس) أحرج شباب السودان، وسحب منهم هذا الحجه، حيث لم ينتظروا القيادات الحزبيه أن تقود ثورتهم.
بل فؤجئ كثير من الأباء الذين يتزعمون بعض الأحزاب بابنائهم ضمن القيادات الشبابيه التى قادت الثوره ولم تنتظر توجيهاتهم وتعليماتهم.
وصدق احد الشخصيات المصريه العامه حينما قال ، أن رموز الأحزاب كان دورهم يقتصر على الوقفات الأحتجاجيه امام سلم نقابة الصحفيين أو المحامين، لكن هؤلاء الشباب حملوا اياديهم فى اكفهم وواجهوا النظام السابق فى صلابه وجساره غير قانعين بما هو أدنى.
وتلك الوقفات على سلم نقابة الصحفيين أو المحامين يمثل صوره مما ظلت تمارسه القيادات الحزبيه فى السودان، حيث اكتفت بالتحذير، وبخشيتها من الأستقطاب والعنف و(الصومله)، ومفاوضات لا تجنى منها غير الذله والأهانه وسوء أدب (نافع على نافع) وحوار طرشان من طرف واحد غير منتج أو مفيد مع نظام مستبد ومتجبر لا يؤمن بالديمقراطيه أو التبادل السلمى للسلطه.
التغيير مهمة الشباب وحدهم، وأمامهم مثل واضح هو ما فعله شباب تونس ومصر ويسير فى نفس الطريق شباب اليمن، وليبيا رغم التآمر الدولى الذى ترك صدورهم عاريه تحصدهم طائرات (القذافى).
والقيادات الحزبيه، كلما هو مطلوب منها أن تصمت وأن تترك هؤلاء الشباب يقومون بواجبهم دون أن تحبطهم، وعليها أن تنتظربعد التغيير لتحكم!
 

 

آراء