شكاك … بقلم: شوقي ملاسي
12 May, 2010
رغم مضى ما يزيد عن ربع قرن مازلت اذكر ذلك الانسان الرائع ففى اغسطس 1971 زارنا السفاح نميرى فى سجن كوبر وفى معيته ود الشياطين ابوالقاسم محمد ابراهيم ومجموعة من حرسه المدجج بالاسلحة وامر بوضعنا فى زنازين البحريات وهى المعروفة بزنازين العقاب والمؤدية الى زنزانة الاعدام وكانت المجموعة عبارة عن اعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعى وبعض الكادر المتقدم والفنان محمد وردى والدكتور الحارث حمد وصلاح الزبير وشخصى من غير الشيوعيين والزنزانات البحرية عبارة عن زنازين منفردة يواجه احدها ظهر الثانية وهى زنازين ضيقة ارضيتها غير مستوية وفى اليوم الثانى سمح لنا العم حسين الحارس المسئول بالذهاب لمدة خمس دقائق لقضاء الحاجة وكانت فرصة للتعارف فعرفت ان جيرانى هم سعودى دراج وزميل الدراسة الابتدائية مصطفى احمد الشيخ والمهندس صلاح مازرى وزميل حنتوب غريب الله حامد الانصارى وحسن شمت واخرين لااذكر اسمائهم وكنا نتلقى الطعام والماء من خلال قصبان الزنزانة فى قصرية صغبرة وبعد فترة اسبوع قررنا بالتصويت الاضراب عن الطعام لاجل غبر مفتوح وقررنا استثناء المرضى كالاستاذ الرشيد نايل ولاول مرة اسمع ان من بيينا معتقل اسمه شكاك ولكنهما رفضا الاستثناء والمشاركة وكان المعترض الوحيد السنجك ودخلنا فى الاضراب وكنا نتناول الماء فقط ورفضت سلطات السجون الاستجابة للمطالب وبدات محاولات السلطة لالاغراء بافشال الاضراب بتقديم وجبات محسنة واكثر كمية توضع امام الزنازين ولكنها لم تنجح واستمر الاضراب لمدة اسبوع وبلغت الحالة الصحية درجة من السوء استدعت حضور طبيب السجن شلالى فلم يفعل شيئا وفى عصر اليوم حضر الطبيب الشجاع صلاح الكردى فامر بنقل عدد منا الى المستشفى الموجود بالسجن وبعد بومين امر بتحوبل البفية للمستشفى عدا السنجك وفى المستشفى اتبحت لى الفرصة لاتعرف غلى شكاك فوجدت شخصا مميزا قليل الكلام وحلال مشاكل لا تهمه الكوتشينة ولا غيرها من العاب المعتقل وبمبل الى حضور الندوات والاطلاغ على الكنب المتواجدة وكان حريصا على اداء الصلوات وفراءة القران ولم بكن يرى فى ذلك تناقضا مع شيوعبته وكان مفاوضا من الدرجة الاولى لم يكن اسيرا لاى كيف ولايستفز او يستفز حريصا على واجباته الحزبية.
ومرت الابام وصدر الامر بنقل مجموعة من المتعقلين وكان من بينهم الى سجن شالا واطلق سراحنا وانقطعت اخباره الى ان بلغنى خبر موته حريقا بعد ان عانى الامرين من مرض الكلى رحمةالله على مناضل فذ نال اعجابى رغم خلافىمع افكاره
Shawgi Halloul [shawgi.halloul@googlemail.com]