الحلقة الثامنة عشر من شهادتي للتاريخ : صرح المخض عن الزبد
عند موائد الرحمن الفكرية
حول الزعم بأن كل ما يتعلق بسلامةالسد لم يعد مُشرَّعا علي مصراعيه للتفاوض! بروفيسور د.د. محمد الرشيد قريش
مركز تطوير أنظمة الخبرة الذكية لهندسة المياة والنقل والطاقة والتصنيع **** والأن بعد أن تناولنا في حلقات سابقة دحض الزعم بأن "باب التفاوض حول السد ومواصفاته الفنية وتصميمه قد أَغْلَقَ"!! نأتي هنا ولاحقا ان شاء الله في أربع حلقات متتالية علي دعثرة الوهم الثالث حول "سلامة السد” التي زعم أن كل ما بها قد تم الأنتهاء منه"! والتَّسَاؤُلَ المطروح هنا هو- هل تضمن(أي شمل) ذلك : ما تقول به اللجنة الدولية للسدود الكبيرة "بأن "سلامة السد" مرهونة بقدرة مَنْظُوْمَةٌ السد للأيفاء بمَصْفُوْفَةٌ الأستحقاقات الأدائية البيئية والهيكلية والهيدروليكية والتشغيلية"؟، وعليه استباقا لتقرير المكتب الاستشاري الفرنسي الذي سيجرى دراسات سد النهضة : البيئية والهيدروليكية والاقتصادية ستتناول الحلقة 18: الأستحقاقات الأدائية البيئية المطلوب الأيفاء بها لتتحقق "سلامة السد" لتتبع ذلك ان شاء الله: الحلقة 20 :الأستحقاقات الأدائية الهيكلية ثم الحلقة 21 :الأستحقاقات الأدائية الهيدروليكية ثم الحلقة 22 :الأستحقاقات الأدائية التشغيلية المطلوب الأيفاء بهم لتتحقق "سلامة السد" أمَـرْتُـهُــمُ أَمْــــرِي بِـمُـنْـعَـرَجِ الــلِّـــوَى فلَـمْ يَسْتَبِيـنُـوا الـرُّشْـدَ إلا ضُـحَـى الـغَـدِ ) دريد بن الصمة(
وعلي المرء أن يسأل الذين يقولون (في مركز تحليل النزاعات ودراسات السلام) ب"أن مسألة سلامة السد قد درست"!هل درسوا كل هذه الأستحقات الأدائية التي نحن بصددها ؟ أم هم ينتظرون تقرير المكتب الاستشاري الفرنسي "لِيسْتَبِينَوا الأمر ضُـحَـى الـغَـدِ" ! ، علما بأن تقرير هذا المركز في هذا الصدد يغطي فقط الدراسة الهيدروليكية والسعة وقواعد التشغيل السنوي للخزان ولا عجب فوزير الموارد المائية والري المصري يقول (لصحيفة الأخبار المصرية) أن «مصر سوف تستعين بخبراء عالميين ومصريين في القانون الدولي لدراسة ومراجعة الأتفاقيات التاريخية بين مصر ودول حوض النيل“ ! أليس المصريون بكافين ؟، ونحن لو جاءنا لأخبرناه!” فاليهم يساق الحديث ها هنا مما جاء في صحيح البخاري: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ ...عن سفيان بن عيينة...”عن أبي هريرة (رض) عن الرسول (ص) "يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة" ،نوقد ...سئل ابن عيينة : من هو"عالم المدينة" ؟...قال إسحق بن موسى: هو الزاهد ... "عبد العزيز بن عبد الله" ...من ولد عمر بن الخطاب" وفي رواية اخري هو مالك بن أنس !
استهلال - شيء عن المفاوضات والمفاوضين: هناك نوعان من المقاربات لأي مفاوضات كمفاوضات سد النهضة: منهج "المقايضة – (Bargaining) ، حيث يعتبر الطرف الأخر "خصما" (Win-Lose Situation) منهج "الحل المشترك للمشكلة" Joint Problem-solving)"( ، حيث يعتبر الطرف الآخر مشاركا في "انتاج" الحل(Win-Win Situation)
والمفاوضات هي في جوهرها تبادل للمعلومات – أكان ذلك في منهج المقايضة ، ولكن بصفة خاصة في منهج "الحل المشترك للمشكلة”
المقاربة المهنية هي أنجع وسيلة للمفاوضات ويجوز للمفاوض الجيد محاولة تثقيف الطرف الآخر ان كان أقل الماما بكل جوانب القضايا الخلافية موضع الحوار ، وذلك من خلال الأقناع الراشد (Rational Persuasion) و"التعليم عن طريق ضرب المثل" (Teaching by Example)، فان وجد الطرف الأخر مقاربة نظيره للقضية مقاربة مهنية أصابته "عدوي" تلك المقاربة ! ولقد تغيرت متطلبات المفاوضات اليوم عنها بالأمس ، ففي مثل مفاوضات لمشروع مائي (كبناء سد النهضة مثلا ) ، ينبغي اليوم أن يكون المفاوض على دراية تامة: بقضايا الموارد المائية في بلده وبعلم "المائيات" (الهيدرولوجيا) ، أي ذلك الضرب من الدراسات العلمية التي تعني بخصائص ، وتوزيع ، وآثار المياه على سطح الأرض ، في التربة وفي الصخور الكامنة ، و بعلم "الهيدروليكا" ، أي ذلك الضرب من الدراسات العلمية التي تعني بدراسة ميكانيكا المياه وبدراسة المبادئ التي تحكم سلوك السوائل والسيطرة علي المياه ، (مثلا من خلال المنشئات الهندسية -- على سبيل المثال تصميم السدود الإنشائية، والماخذ (Outlets)والقنوات والتحويلات (Diversions)، ومرافق توليد الطاقة، وضبط الأنهر) ، وبعلم الجيومورفولوجيا المائية Hydro-geomorphology التي تركز على التفاعل والربط بين العمليات الهيدرولوجية مع تضاريس أو مواد الأرض وبعلم "المياه العذبة" (Limnology) وبعلم هندسة البيئة (Environmental Engineering) وبمشاكل الري والصرف وبمشاكل الإدارة - كالقيود المؤسسية لتخطيط وتصميم و تشغيل مشاريع الموارد المائية كما ينبغي للمفاوض أن يكون علي دراية بما يعرف "بالقانون الدولي للمياه" – أي المفاهيم القانونية والمذاهب المتصلة بمجال المياه ، وترجمتها إلى القانون، على سبيل المثال، ما يسمي ب"الحقوق المشاطئة"، و "الأستخدام العادل والمفيد"
كل هذا ينبغي اليوم أن يكون متوفرا لمفاوضي السودان في مفا وضات سد النهضة ومفاوضات عنتبي !
ويرجي قراءة هذه الحلقات حول "سلامة السد" كمعيار للمعارف التي ينبغي توفرها عند الفريق التفاوضي الحالي ويرجي قراءة هذه الحلقة كمقدمة لحلقة حصرية عن "الأثار البيئية لسد النهضة" ، ستأتي| لاحقا ان شاء الله وأخيرا علي المرء أن يتساءل ها هنا : كيف يوْصَدَ ويزْلَجَ باب التفاوض حول سلامة السد وليس هناك اجابات شافية حول أحكام التحسب الأستشرافي (Anticipatory Provisions) لمتطلبات سلامة السد البيئية والهيكلية والهيدرولوجية والتشغيلية التي روعيت ؟
معلمات علي الطريق:
تكاد قضية سد النهضة ترتبط بكل المخاطر الطبيعية المهددة لسلامة السد علي سبيل المثال: الانزلاقات الأرضية ((Landslides التربة المتمددة (Expansive Soil) الزلازل ( (Earthquakes الفيضانات -السيول(Floods/ Storm Runoff) وهو أمر سنخصص له لاحقا حلقة حصرية ان شاء الله
ومن أبرز التدابير التي يمكن بها دمج "السلامة" في مشروع سد النهضة هي الحرص علي ضمان أقرب التواصل خلال تطوير المشروع بين العاملين في مراحل التصميم والتشييد والتشغيل—فهل أخذ الأثيوبيون بذلك؟
كما ان أحد أهم أهداف أي سد --- أوهكذا ينبغي أن تكون الحالة بالنسبة لسد النهضة -- هي: خفض احتمالية وقوع حادث أوحدث فشل (انهيار) للسد ، وذلك من خلال تأمين عملية "سلامة السد" وحل التناقض المكاني والزماني والتصريفي بين الأغراض المختلفة -- وفق نظام الأسبقيات المتضمن في اجراءت تشغيل الخزان علي أن تنال "سلامة السد" (وتوابعه كالمفيض، محطة التوليد، ماسورة تغذية التيربينات Penstocksالخ(… الأسبقية الأولي دون منازع في اجراءت تشغيل الخزان— فهل هذا ما أفصحت به أثيوبيا فيما أفصحت به من خطط؟
"دراسة أسباب فشل السدود في الماضي كانت دائما أكثر الطرق فعالية للحصول على المعلومات عن الأداء الهيكلي والسلامة " (مدير الأداء الوطني الأمريكي لبرنامج السدود)
فمثلا ،دراسة الإخفاقات الهيكلية (الأنشائية) لسدود الدول الأخري : تعزز وتحسن مفهوم المهندسين ل: عمليات تصميم وتشييد المنشئات الهندسية " أداء وتشغيل المنشئات الهندسية وتمديد أعمارها و يمكن أن تكون بمثابة محفز لتوعية الناس بأهمية: السلامة والتفتيش والصيانة والتدريب والبحوث والحفاظ على - وتحسين - الأستثمارات الضخمة في البني التحتية فهل سأل المفاوضون السودانيون نظرائهم ان كانوا قد قاموا بدراسة اخفاقات السدود في الدول الاخري؟ هذا ما كان من أمر المعلمات ، فالي مضابط هذه الحلقة:
تعريف بعض ادارات السدود الأمريكية لمصطلح "سلامة السد" :
أبسط تعريف يقول بأن "سلامة السد" تعني حماية الجمهور والبيئة من: آثار فشل السد (أي ضياع المنافع) ، وكذلك أثار الإفراج عن السوائل المهولة والترسبات المحتجزة خلف السد (أي تفادي جلب الأضرار) والتعبيرالهندسي الأخر ذو الصلة ب "سلامة السد" هو:"الموثوقية":
و تعرف موثوقية النظام الهيدروليكي (Hydraulic System Reliability)، بأنها "احتمال تجاوز القوة (Strength or Resistance) للإجهاد(أوالتحميل(Stress or Loading" فموثوقية (Reliability، أي نظام – كمنظومة سد النهضة – تتمثل في قدرته في أداء مهامه على النحو المطلوب مع مرور الوقت وبلغة الحساب، الموثوقية =1- مخاطر النظام فاذا كانت المخاطر تعادل (.001 أي واحد في الألف) ، فان الموثوقية تساوي (.990أي 99%) وتعرف الموثوقية نظريا بأنها"احتمال الفشل"، و"هندسة الموثوقية”لصيقة الصلة "بهندسة سلامة المنشأة" (السد أو النظام ) فبينما تركز "هندسة الموثوقية" على "كلفة الفشل" الناجم عن تعطل النظام، تركيز "هندسة السلامة" علي "طرق فشل النظام" (Failure Modes)
تعريف "اللجنة الدولىة للسدود الكبيرة" لمصطلح "سلامة السد" :
أما "اللجنة الدولىة للسدود الكبيرة "(( Int’l Commission on Large Dams-ICOLD)) وهي الجهة المرجعية في هذا الشأن فهي تعرف "سلامة السد" بأنها قدرة "منظومة السد" الثلاثية : • هيكل السد(The Structure of the Dam • والخزاان (The Reservoir) • والحيز(المجال الحيوي المباشر ) أمام السد (D/S Zone) للأيفاء بالمتطلبات الأدائية (Behavioral Requirements/Demands): البيئية (Environmental) والهيكلية(Structural) والهيدروليكية (Hydraulic) والتشغيلية (Operational)
ضبط المصطلح: ما بين "سلامة السد" و "فشل (أي انهيار) السد"
"لقد حَجَّرتَ واسعًا" (حديث شريف، ردا علي الأعرابي الذي قال"اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحد" لأن الناس زجروه لكونه "بال" في المسجد!) اذا "فما بال اقوام" (في القنوات الفضائية قبل الأجتماع العاشر في الخرطوم) يزعمون بأن: "كل ما يتعلق بسلامة السد قد تم الأنتهاء منه"!! ولم يعد مُشرَّعا علي مصراعيه للتفاووض!- و"ما بال أخرون" (في مركز تحليل النزاعات ودراسات السلام) يقولون "أن مسألة سلامة السد قد درست"! بينما لا زالت هناك العديد من الأسئلة حول سلامة السد (وتصميمه ، كما أوضحنا في الحلقة 17) ، تجلس في غرفة الأنتظار علي أمل أن يأتي دورها للدخول لغرفة مفاوضات سد النهضة كما سنري هنا بعد قليل! الا كان القائل في الحالتين يعتقد أن "سلامة السد" و و"انهيار السد" ، "صِنْوَانٍ يُسْقَون بماءٍ وَاحدٍ"! لكن الأمر ببساطة ليس كذلك! فالفرق بينهما كالفرق بين "المعركة" و"الحرب"- "فالمعركة حدث" لا يدوم طويلا ، ولكن "حالة الحرب"تظل قائمة ! والناس كثيرا ما تتحدث عن (حالة) "حضارات سادت لزمان طويل (كعاد ,الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ) ثم بادت" (بحدث جلل) وهو "ريحا صرصرا في أيام نحسات"! اذا نقول للقائل بأن " كل ما يتعلق بسلامة السد قد تم الأنتهاء منه "كما قال الرسول (ص) لذلك الأعرابي : "لقد حَجَّرتَ واسعًا"! وهو أمر سيصبح جليا بصورة أكبر لمن يقرأ هذه الحلقة وما تليها من حلقات من شهادتنا للتاريخ حول سلامة السد!
الدراسات المطلوبة والغائبة عن سد النهضة ؟ هناك دراسات كثيرة لم تعمل لهذا السد وأهمها: دراسات السلامة (Safety Studies) منظومة دراسات الجدوي الدراسات الأقتصادية والأجتماعية الدراسات البيئية التقييم البيئي Environmental Assessment الأثر البيئي والأجتماعي Environmental & Social Impacts
غياب هذه الدراسات قَمِينُ بأن يقَوَّضَ قدرا وافيا من "سلامة السد" ، بمنع منظومة السد من الأيفاء بالأستحقاقات الرئيسية عليها ، فكيف يكون "كل ما يتعلق بسلامة السد قد تم الأنتهاء منه"!! ، و"أن مسألة سلامة السد قد درست"!
ما بين "صحة الأنسان" و"سلامة السد":
منظمة الصحة العالمية تعرف "صحة الأنسان" بأنها هي "حالة" من اكتمال السلامة بدنيا وعقليا والرفاه الاجتماعي، لا مجرد انعدام المرض أو العجز"، وعليه – وقياسا علي هذا التعريف الضَّافِي: ، نستطيع نحن أن نقول أن: "سلامة السد" هي "حالة" من اكتمال التَعَافٍ والتَصَالُح البيئي والهيكلي والهيدروليكي والتشغيلي ، لا مجرد انعدام " انهيار السد" "ف "انهيار السد" هو"حدث"-- (Event) "كالمعركة " – وهو يمثل – ما نسميه في علم النظم- "نسق الفشل" :(Failure Mode) أي "الأعراض" التي يتم من خلالها التعرف علي فشل النظام ، فهو اذا توصيف ل"حدث" الفشل نفسه، على سبيل المثال "الفشل الهيكلي للسد" أما "سلامة السد" ، حينما تكون في وضع حراك طبيعي فهي "عملية " ( Process) ، وعندما تكون في سكون الجبال فهي "حَالَة" أو "وَضْعِيَّة" (State) ف "سلامة السد" تصف لماذا الفشل "مثير للأهتمام"، على سبيل المثال، فشل "منظومة السد" في تإمين الأستحقاقات عليها
دعنا نشرح تعريف "اللجنة الدولية للسدود الكبيرة" الموجز لتعبير ""سلامة السد" من منظور نموذج "العطاء والطلب" المعروف لدي الأقتصاديين: ف "سلامةالسد" هي اذا قدرة "منظومة السد" الثلاثية عاليه (أي " العطاء"الذي يسأل عنه المالك) في : درء (أو خَفْض وتيرة) "التعويق الأضراري" المصاحب ("Disturbances" or Adverse Impacts)، ، وتأمين (الأيفاء ب)"مَصْفُوْفَةٌ الأستحقاقات ( أي المتطلبات) الأدائية" البيئية والهيكلية والهيدروليكية والتشغيلية التي يطْلَقَها مِنْ عِقَالِهاَ تشييد السد!
وكمثال "للتعويق الأضراري" الذي سيحدثه تشييد السد والذي علي "منظومة السد" الثلاثية درء أو خَفْض وتيرته لتتحقق "سلامة السد" نورد منه : تعديل الهيدرولوجيا وريجيم النهر الهيدروليكي: كتقليل كمية المياه وتعديل توقيت وسرعة تدفقها في الأحباس السفلي ،وخفض مناسيب النهر ، احداث التغييرات في المياه الجوفية تردي جودة المياه والتأثير علي نظام الغلاف الجوي ، كما في حالة زيادة التبخر والتأثير علي نظام القشرة الأرضية (Crustal System)، كما في حالة التدهور في اسفل النهر: التآكل نتيجة نقاء المياه (Clear-Water Erosion) ، تصادم استخدامات المياه في الخزانات متعددة الأغرض وفي تحول التدفق المائي في الأحباس السفلي الي حالة بالغة من عدم الأستقرار(Flow Highly Unstable نظرا للاحتياجات المتقلبة لتوليد الطاقة ،وبسبب النبضات المفاجئة (Spate or Surges) المرتبطة بالتوليد الكهربائي ، مما قد يتطلب الأمر إعادة تصمم بعض أعمال الري، وفي ترسب الطمي خلف السد(ٍفمثلا فقد خزان سنار 60% من سعته بسبب الطمي، ،وفقدخزان خشم القربة 54% والروصيرص34%)
وكمثال ل "مَصْفُوْفَةٌ الأستحقاقات الأدائية" (البيئية والهيكلية والهيدروليكية والتشغيلية) التي يتوجب علي "منظومة السد" الثلاثية تأمينها(أي الأيفاء بها) لتتحقق "سلامة السد " نورد منها: التحكم في الفيضانات كبح الرواسب الطميية وضبط التعرية وتوليد "القيقا وات ساعات" والسماح بالتحويلات(Diversions ) وضبط (تنظيم) التدفق في الأحباس و ضبط جودة (نوعية) المياه إزالة المغذيات (Nutrients) من جريان المياه
وعليه يصبح واضحا بأن "منع انهيار السد "(حتي لوكان ذلك "مقدور عليه" كما زعموا!) لا تتحقق به حالة "سلامة السد"! بل ولا تضمن به "سلامة السد" في المستقبل! وذلك بسبب: التغييرات في: خصائص مستجمعات المياه الترسيبات الطميية البيئة المحيطة بالخزان التطور المعرفي اذ أن هذه التغيرات يمكن أن تغير "المعايير الهيدرولوجية" بعيدا عن تلك التي اعتمدت أصلا في وقت التصميم أوالبناء وبسبب أن الحركات التباينية (الرأسية والأفقية) للسد التي يمكن أن تؤدي إلى شقوق في جسمه وبسبب التغييرات الكيميائية، والشيخوخة وتدهور المواد التي تطال السد مع الزمن أوبسبب انسداد المرشحات و المصارف ،(على سبيل المثال ، بواسطة الجسيمات الغروانية Colloidal Particlesأو الترسيبات الكيميائية) الذي يمكن أن تؤدي إلى رفع ضغط المياه العلوي (Uplift Pressure) بما يكفى ليعرض استقرار السد (Dam Stability)أو دعائمه الكتفية للخطر، وكل ذلك من غير شك يقوض "سلامة السد" حتي بدون انهياره!
"التعويقات الأضرارية " كفعل ورد فعل بين سد النهضة والنيل الأزرق:
أشرنا عاليه أنه وفق تعريف "اللجنة الدولية للسدود الكبيرة" تتمثل "سلامة السد" في قدرة "منظومة السد" في : الأيفاء "بمَصْفُوْفَةٌ الأستحقاقات (أي المتطلبات) الأدائية" البيئية والهيكلية والهيدروليكية والتشغيلية التي يطْلَقَها مِنْ عِقَالِهاَ تشييد السد: ككبح الرواسب الطميية وضبط التعرية وتوليد "القيقا وات - ساعات" الخ … لكن "سلامة السد" أيضا تتمثل في قدرة منظومة السد" في درء (أو خَفْض وتيرة) "التعويق الأضراري" المصاحب من قبل السد أومن ردود الفعل لذلك من قبل النهر
فمثلا : سد النهضة سوف يعدل ريجيم النيل الأزرق الهيدروليكي بمجموعة من "التعويقات الأضرارية" المصاحبة المتمثلة في : تعديل التصريف النهري وترسب الطمي في الأحباس العليا واحداث تغيير كامل في خصائص المجري المائي في الأحباس السفلي على سبيل المثال: التغير الكامل لمورفولوجيا المجري النهري ، كإعادة توزيع الرواسب والغطاء النباتي مما يؤدي الي خفص نسبة حمل الطمي القاعي (Bed Load)إلى إجمالي نسبة الرواسب ككل (Bed & Wash Load)، وهذا بدوره يقود الي نوعين من الأضرار: o خفض نسبة عرض المجري المائي الي عمقه o زيادة في تعرج النهر (Sinuosity) والخزان ، بدوره كفخ طبيعي للرواسب الطميية ، يطلق مياه خالية من الطمي للأحباس السفلي مما يتسبب في : تغيير هيدرولوجيا النهر وتغيير كامل لخصائص المجري المائي في الأحباس السفلي على سبيل المثال: نحر الفيضانات لقاع المجرى والشاطئ التعرية ( التآكل) علي طول مجري النهر وقد يعمل الخزان كفخ للمغذيات ((“Nutrients بحجزها وبالتالي انقاصها في الأحباس السفلي وزيادتها في الأحباس العليا مما يسرع وصول بحيرة السد الي الأتخامية (Lake Eutrophication
والنيل الأزرق في أمام السد من جانبه سوف يتكيف مع هذا التعديل الذي فرضه عليه السد وخزانه من خلال مجموعة من "التعويقات الأضرارية" المصاحبة أيضا مثل: تغيير تدرجه(Gradient) وعرضه وعمقه تعديل الهيدرولوجيا: كالسيطرةعلى تدفق المجاري المائية من خلال تقليل كمية المياه وتعديل توقيت وسرعة تدفقها وخفض مناسيبها في الأحباس السفلي احداث التغييرات في المياه الجوفية(مثلا من خلال التسربSeepage ) تردي جودة المياه(من خلال الرواسب والمغذيات والتعكر، والملوحة والقلوية) تحول التدفق المائي في الأحباس السفلي الي حالة بالغة من عدم الأستقرار ((Flow Highly Unstable نظرا للاحتياجات المتقلبة لتوليد الطاقة من سد النهضة ،وبسبب النبضات المفاجئة (Spate or Surges) المرتبطة بالتوليد الكهربائي ، مما قد يتطلب الأمر إعادة تصمم بعض أعمال الري في الجانب السوداني ، وبعض هذا بالتحديد ما أحدثه سد غلين كانيون الكهرومائي علي نهر كولورادو ، في مورفولوجيا النهر، خصوصا في توزيع الرواسب الطميية والنباتات
اخفاق "منظومة السد" الثلاثية " في درء (أو خَفْض وتيرة) "التعويقات الأضرارية" المصاحبة من قبل السد أومن ردود الفعل لذلك من قبل النيل الأزرق سيؤدي إلى زعزعة أو تقويض "سلامة السد " ، ويخفض قدرة "منظومة السد الثلاثية" علي تأمين بعض أو كل مصْفُوْفَةٌ "الأستحقاقات الأدائية" ا(البيئية والهيكلية والهيدروليكية والتشغيلية) التي يفترض أن تجنيها منها أثيوبيا أوالدول المتشاطئة ، مثل: التحكم في الفيضانات كبح الرواسب الطميية وضبط التعرية وتاكل قاع النهرأمام السد (في السودان) والخطر علي المنشئات النهرية السودانية وتوليد "القيقا وات- ساعات" وضبط (تنظيم) التدفق في الأحباس السفلي و ضبط جودة (نوعية) المياه التي يتم اطلاقها للسودان ومصر إزالة المغذيات (Nutrients) من جريان المياه الخ… اعادة التأكسج( Reoxygenation) للمياه المنصرفة من فتحات التيربينات (Turbinated Discharge Water) التي ستصبح المهيمنة بسبب تركز السياسة الأثيوبيىة لإدارة الأحواض المائية في توليد الطاقة الكهرومائية، ويصبح الأمر أكثر أهمية إذا المسافة بين سد النهضة وسد الرصيرص صغيرة
"التعويقات الأضرارية البيئية" الواقعة والمحتملة منها كمهددات ل"سلامة السد" : تتمثل هذه "التعويقات الأضرارية" البيئية في : الأخطاء الجيوتقنية -- Geotechnical Errors كالقصور أو الأخطاء في دراسات التربة بموقع السد. عيوب الأساس(Foundation)، كعدم استقرار المنحدر المؤدي إلى فشل السد مشاكل الأساس(Problems) التي تؤدي إلى هبوط أرضي وتشققات(Settlement Cracking في جسم السد هبوط قمة السد مما يؤدي إلى علو الماء لدروة السد الأنزلاقات الأرضية التي تدفع بتدحرج صخور لتحدث اضرارا بالسد وبمعدات التحكم في بواباته سد الأنقاض (التي يحملها التيار) للمفيض مما يؤدي إلى علو المياه لدورة السد " يعمل السد كفخ طبيعي للرواسب الطميية بحيث يقود تراكم الطمي في الخزان الي إطماءالخزان (Aggradation)، ولما كان الطمي ثقيل الوزن، فسيزداد ، حمل الطمي(Silt Load):علي السد بصورة تهدد سلامة السد ، لكن من الواضح هنا أنه لم تتم دراسة خطر ثقل الطمي علي سلامة السد في حالة حجز أثيوبيا للفيضان والطمي ، "لمصلحة" لسودان ومصر— كما انه من غير الواضح ما هي سياسة أثيوبيا نحو الطمي والفضانات ؟ والرواسب الطميية تحد من قدرة أثيوبيا علي حصاد الثروة السمكية التي تأملها من خزان سدالنهضة: فالرواسب الطميية كعملية فيزيائية بحتة، تبسط غطاء لفرشة القاع وللكائنات الحية فوقه ، وتسد خياشيمها و آلية تغذيتها تخفض الإنتاجية الأولية (In-stream Primary Productivity ) من خلال منع تسلل الضوء للقاع : وتؤدي الترسبات الشديدة الي تغيير هيكلية "مجتمع الكائنات القاعية" Benthic Community) )، وخفض تنوعها وزيادة هيمنة أنواع بعينها مما يضر بتوازن "السلسلة الغذائية"(Food Chain) ولما كانت ادارة ومكافحة الرواسب الطميية هي قرار سياسي (Policy Decision) في يد أثيوبيا حصريا ، علي المرء أن يسأل الذين زعموا بأن: "كل ما يتعلق بسلامة السد قد تم الأنتهاء منه"!! ما هي سياسات أثيوبيا في هذا الشأن—ومعالجاتها للتخفيف من الأضرار ؟ وكم من الرواسب الطميية ستقرر أثيوبيا تمريرها عبر السد وكم سوف تبقيه خلفه؟ نَبِّئُونِا بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ! و بدور السد كفخ طبيعي للرواسب الطميية سوف يطلق مياه خالية من الطمي للأحباس السفلي مما تسبب في تغيير هيدرولوجيا النهر و سيعمل الخزان أيضا كفخ للمغذيات (Nutrients) بحجزها وبالتالي انقاصها في الأحباس السفلي وزيادتها في الأحباس العليا مما يسرع وصول بحيرة السد الي الأتخامية (Lake Eutrophication) وهناك التشبع بالمياه (Waterlogging) وزيادة ملوحة الأرض نتيجة لزيادة التبخر، بحيث يصبح المتبقي من المياه أكثر ملوحة، كما ان زيادة التبخر تبقي القليل من المياه لتمييع ودفع حمل الملح الي الأحباس السفلي والسد سيشكل أيضا حاجزا يمنع هجرة الأسماك الي خلفه، كما أن مد وجذر التيار في الأحباس السفلي أو تذبذب منسوب المياه المنصرفة بعد التدوير أمام السد (Tailwater-Level Fluctuations) ،يمكن ان يقتل الكائنات المائية وأخيرا وليس أخرا هناك احتمال قدح زناد الزلزال المستحدث (Induced Seismic Activity) والذي سنتناوله مع قضية الزالزل في حلقة حصرية ان شااء الله ماذا بوسع أثيوبيا أن تعمل من تدابير احترازية تجاه هذا التقويض "لسلامة السد"؟ دعنا نري:
إجراءات خفض (تخفيف) التعويق الأضراري تتمثل هذه الأجراءات أساسا في أمرين: تقييم المخاطر في مرحلة التخطيط ، وهو مالم تقم به أثيوبيا تصميم أحكام تدابير احترازية (للتحسب الأستشرافي) لمتطلبات سلامة السد: أحكام التحسب الأستشرافي لمتطلبات سلامة السد هذه ينبغي أن تراعي في كل من مراحل التخطيط والتصميم والتشييد والتشغيل، علي سبيل المثال: خفض مناسيب مياه الخزان بالسحب إلى أسفل خلال موسم الفيضانات لطرد أكثر الرواسب من خلال مصرف المياه "(Spillway) للحد من ترسب الرواسب في الخزان: لكن الخزانات كبيرة الحجم الهيدرولوجي (50% (C /I > كسد النهضة (C/I=74/50.2 or 147%) ترحل حملها المائي معها من سنة إلى اخري لو تم تشغيتها علي أساس "التخزين المستمر" كما هو متوقع ولا تفرغ الا القليل من الماء والفرصة فيها ضئيلة للأفراغ الدوري لمياه الخزان لطرد الرواسب الطميية ، وذلك لأن فقدان المياه الذي يصاحب ذلك لن يكون مقبولا لهيئة الطاقة الكهربائية الأثيوبية
بينما تتمثل تدابير التخفيف من أضرار المياه الجوفية والأملاح (كتشبع الأرض بالماء Waterlogging واملاح الأرض Land Salinization) في الأتي : ضبط التصريف ( Discharge Regulation) ضبط الصرف (Drainage Control) الحد من التسرب(ٍSeepage Control) تبني منهج وممارسات ادارية سليمة للري
وبالنسبة لقدح زناد النشاط الزلزالي المستحث (Induced Seismic Activity ) ، تتمثل تدابير التخفيف في: تقييم المخاطر في مرحلة التخطيط (Risk Assessment) أحكام تصاميم السد وملحقاته : علما بأنه ليس لسد النهضة بوابات تحكم عليا (High Level Sluice Gates) الا في المفيض الأساسي والذي يدار ب 6 بوابات نجمية (Radial Sluice Gates) تصريف كل منهما 2450 م3 في الثانية ليبلغ اجمالي تصريف المفيض الرئيسي 15,000 م3 في الثانية، و أرخص وسيلة لزيادة هامش سلامة السد (Safety Margin) هنا هي زيادة الفيضان التصميمي ((Design Flood من خلال زيادة بوابات التحكم العليا ، فمثلا اضافة فتحتين للمفيض سعة كلا منهما 2450 م3في الثانية كان سيرفع الفيضان التصميمي (Design Flood) لسد النهضة من 15000 م3في الثانية الي 19900 م3في الثانية! ومن اجراءات خفض التعويق الأضراري الأخري الممكنة ضبط تصاريف ومناسيب المياه ومكافحة انتشار الأعشاب المائية في الخزان وفي الأحباس السفلي وهناك حل جزئي لتقليص مرور الطمي عبر التربينات كنا قد أشرنا اليه في حلقات سابقة من هذه الدراسة ،ويتمثل في موضعة بوابات التحكم (Spillway Openings or Sluices) أسفل مستوي ماخذ التوربينات: (Turbine(Power) Intakes Inlets) بحيث يكون ارتفاع مدخل القدرة (Power Intake Inlet ) أعلى من ارتفاع فتحات مصرف المياه (Spillway Openings) ومن اجراءات خفض التعويق الأضراري الممكنة أيضا تجهيز أسفل مأخذ سحب المياه (Intake Dam) بمنافذ لطرد الطمي ووضع سدود ) هدارات) غاطسة (Submerged Weirs) أمام الماخذ لتوجيه (قيادة) الرواسب إلى قنوات التصريف (Spillways) علما بأن هذه التدابير الأخيرة سوف تساعد ولكن لا تمنع تراكم الطمي في الخزان أو في مروره عبر التوربينات فهل عمل الأثيوبيون بالأخذ بأي من هذه الإجراءات؟وهل أخذتم -- أيها القائلون بأن أمرسلامة السد قد أَوْصَدَ وأَزْلَجَ – أية ضمانات من نظراؤكم الأثيوبيين بأنهم مراعون لتلك الأستحقاقات البيئية لسلامة السد ؟ مهددات سلامة السد — نظرة عامة:
"سلامة السد" - كما رأينا - تتمثل في قدرة "منظومة السد" الثلاثية(السد والخزان والمجال الحيوي) في الأيفاء بالمتطلبات الأدائية (البئية والهيكلية والهيدروليكية والتشغيلية) ودرء (أو خفض وتيرة) "التعويقات الأضرارية"
مهددات سلامة سد النهضة : دعنا نفحص أولها ، و نترك مهددات سلامة السد الهيكلية للحلقة 20، ومهددات سلامة السد الهيدرولوجية والهيدروليكية للحلقة 21،ومهددات سلامة السد التشغيلية وكفاءة نظم الأنذارالمبكر وخطط الطواريءللحلقة22 ، ان شاء الله
مهددات سلامة السد البيئية وأهمها: وأولها ، عدم جدارة الموقع! وثانيها ، عدم شمولية تحقيقات الموقع وثالثها ، طوبوغرافية الموقع غير الملائمة والتي تشمل: الخصائص الجيوتقنية للتربة كالتربة المتمددة (Expansive Soil) جيولوجيا الموقع والتي تشمل : زلزالية الموقع الانزلاقات الأرضية ((Landslides
1. عدم جدارة الموقع: كان هيرست وبلاك (أبرز الهيدرولوجيين الذين ارتبطت اسماؤهم بدراسات ضبط النيل) قد استبعدا قيام خزان ذو "تخزين مستمر" (Over-year-Storage) في حوض النيل الأزرق بمجمله، عدا بحيرة تانا ، بعدها خرجت للوجود "خطة وادي النيل" (Nile Valley Plan, NVP) والتي أيضا نأت بنفسهاعن هذا الموقع الحالي لسد النهضة: بل وقالت أن الموقع ليس صالحا للتخزين المستمر، (Over-year Storage) ، رغم أن احد أهم أهداف تلك الخطة هو توفيرأكبر قدر من الامداد الموثوق به من المياه للجميع ! ثم جاءت بعد ذلك دراسة مكتب استصلاح الأراضي الامريكي عام 1964 ،والذي اقترح (لنفس الموقع) ، "سد الحدود" (Border Dam) لكن بسعة 11.1 مليار م3 (لا 74 مليارم3) وبارتفاع 85 متر(لا 145 مترا) لتوليد 1400ميقاواتس (وليس 6000 ميقاواتس كما يزعمون ، رغم أن حساباتنا لها المنشورة في النت في الحلقة التاسعة من هذه الدراسة الموسعة أوضحت انها في حدود 1639 ميقاواتس فقط!)
فهذا الأجماع الذي حدا بكل اولئك الخبراء لأستبعاد قيام تخزين مستمر– في موقع سد النهضة أو أنه الأصلح للتوليد الكهربائي ، لا شك أنه جاء بسب عدم استيفاء الموقع لكل أو أغلب الأعتبارات الهندسية و الجيولوجيا التي تحكم صلاحية الموقع، فما هي تلك الأعتبارات ؟ دعنا نري: أول الأعتبارات تتمثل في عدم استقرار التصريف النهري (River Flow)عند الموقع ، فالتصريف النهري عند الموقع ، ذو تأثير مباشر:ليس فقط علي حجم الطاقة التي يمكن توليدها من الموقع بل تأثيره الأهم هو بالنسبة ل"سلامة السد" ، وذلك من خلال تأثيره علي اختيار نوع وحجم المفيض (Spillway) وسعة التحويل (Diversion Capacity)، اللذان يحددهما حجم التصريف الأقصي(أي فيضان الذروةPeak Flood Flows) )
ثاني الأعتبارات هي جيولوجيا الموقع والتي تشمل زلزالية الموقع (والتي سنخصص لها حلقة حصرية ان شاء الله) الانزلاقات الأرضية ((Landslides عدم نفاذية الصخور (Impermeability) أو التربة المحيطة بالموقع ، غرينة الخزان (أي الترسب الكبير المحتمل الإطماء في الخزان) وجيولوجيا الموقع هي ذات تأثير مباشر علي ثلاثة عناصر: • اختيار الموقع، • سلامة السد • وكلفته المالية
فجيووجيا الموقع الحالي تحظر قيام سد النهضة الرئيسي والسروجي معا: فالأساس الطيني الصلصالي (Clay Foundation) الذي يسم موقع سد النهضة يحظر قيام السدود الجسرية الركامية (Rockfill Embankment Dams) ، كسد النهضة السروجي(Saddle Dam) ويحظر أيضا اختيار السدود الثقالية الخرسانية (Concrete Gravity Dam) ، كسد النهضة الرئيسي ، والسدود الثقالية الخرسانية (Concrete Gravity Dam) كسد النهضة الرئيسي ، تتطلب: قاعدة "كتيمة" (أي غير منفذه للماءImpervious ) فالتربة ذات النفاذية العالية تسمح بتدفق المياه تحت السد وتتطلب أيضا قوة تحميل عالية (High Bearing Strength) • وبالنسبة لكلفة السد ، فالمواقع غير الموائمة يمكن أن تتطلب تحسينات واسعة النطاق في البنية التحتية قبل أن يبدأ البناء ، والأساس (Foundation) ، أي القاعدة أوالأكتاف الداعمة (Abutement) غير المواتية تتطلب علاجات معقدة جدا ومكلفة • وبالنسبة سلامة السد: § فقد كان الخبراء الدوليون الذين اجتمعوا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قد أشاروا إلى أن "المخاطر المرتبطة بفشل محتمل للسد السروجي ربما لم تقدر بشكل كامل، ويجب أن تدرس بعناية" (انتهي) § كما أن بناة سد الروصيرص (شركة أمبرسيت قيرولا لوديقياني الأيطالبيةthe Main Contractor ) كانوا قد اكتشفوا أن طبيعة الأساس (Foundation Conditions) في منطقة الروصيرص هي منطقة شديدة الصعوبة (وهي منطقة يرجح أنها تماثل منطقة سد النهضة) ، فتحت الطبقات السطحية من الأساس الطيني الصلصالي والرمل، يتكون الصخر من خليط من النايس (الصخر الغرانيتي المتحول) ، ومن البجمانيت (أو الصخر الناري متباين الطبقات) وجميعه متفكك (Weathered)لأعماق بعيده وعلي نطاق واسع ! § كذلك كان لبناة سد الروصيرص شكوك حول صخر الأساس لسد الروصيرص وحول قدرة تربة القطن السوداء كقاعدة للسد على المدى البعيد ، ذلك لأن صخر القاعدة (الأساسBedrock) لسدالروصيرص-- والذي هو في الغالب هو نفس صخر الأساس لسد النهضة -- يتألف من"الصخور المتحوله" Metamorphic Rock (مثل الرخام والصخر الصفائحي والكوارتز الخ… والتي تتشكلت من خلال أنواع أخرى من الصخور ، مثل : o الحجر الجيري Limestone o والطين الصفحي (Shale) o والغرانيت o والحجر الرملي(Sandstone)
3. ثالثا : طوبوغرافية الموقع Topography)) غير الملائمة : فمن مهددات سلامة السد البيئية (بجانب عدم جدارة الموقع ، وعدم شمولية تحقيقات الموقع) طوبوغرافية الموقع غير الملائمة والتي تشمل: الخصائص الجيوتقنية للتربة كالتربة المتمددة (Expansive Soil) وجيولوجيا الموقعة والتي تشمل: زلزالية الموقع الانزلاقات الأرضية ((Landslides
و التقرير حول سد النهضة الذي قام بإعداده المقاول المنفذ للمشروع، ونشرفي 29 أبريل 2014 ، قدم لأول مرة معلومات تفصيلية لخبراء اللجنة الدولية والتي أشارت بدورها الي تتزايد شكوكها فى نوعية التربة وتحملها لمشروع ضخم مثل مشروع سد النهضة ومما لا شك فيه أن سد النهضة قد صمم بمعرفة جزئية حول ظروف الأساس (القاعي) للنهرفي الموقع ، لهذا شكوك اللجنة الثلاثية الدولية هي شكوك مشروعة! فالطين الصلصالي (Clay والذي خلق الأنسان منه وفق ما جاء في الأية 14 من سورة الرحمن ) يملك خصائص اللدونة (Plasticity) عند امتصاصه الماء ، وينكمش عند إزالة الماء عنه ، وذلك ىبسبب مكوناته المعدنية مثل المونتموريلونيت (Montmorillonite)، وهوالعنصر الأكثر تمددا فيها ،واليه تنتمي تربة القطن الأسود المتمددة (Expansive Black Cotton Soil) ، الممتدة من الجزيرة الي الدمازين ، وعملية اللدونة هذه وما فيها من "توالي" بين التمدد والأنكماش في تربة القطن الأسود ينتج عنها في حالة السد هبوط متفاوت في أساس البناء (Differential Settlement of Foundation) والذي بدوره عادة يتسبب في تصدعات خطيرة في جسم السد تهدد بانهياره وهناك أيضا عدم استقرارالمنحدر (Slope ) Stability)وهي ذات تأثير علي اختار الموقع ونوع السد وحجمه) ووجود الأنزلاقات الأرضية (Landslides)
ومشاريع الطاقة الكهرومائية الأثيوبية الكبيرة التي سبقت سد النهضة كثيرا ما كانت عرضة ليس فقط للتأخير ، بل أيضا الي حدوث الأنزلاقات الأرضية التي هي أحد مهددات سلامة السدود • فقد عاني سد جيبي الثاني(Gibe II) من مشاكل الجيولوجيا الأثيوبية المعقدة ، مما أدى إلى انزلاقات أرضية وانهيار النفق حتى بعد انتهاء بناء ! • وعاني سد تكزي(علي نهر تكزي Tekeze أي ستيت كما نطلق عليه في السودان ) من: o مشكلة الجدب (Low Flows) o ومن الأنزلاقات الأرضية قرب موقع السد في أبريل 2008 ، مما دفع شركة "بناة ساليني" لتشييد جدران استنادية للحفاظ على المنحدرات من التآكل والأنزلاق! وتحدث الأنزلاقات الأرضية نتيجة لأسباب طبيعية مثلا: • عندما يعمل ضغط المياه الجوفية على زعزعة استقرار المنحدر • أو عندما تعمل الزلازل علي تسييل (Liquefaction) المنحدرات وزعزعة استقرارها • أو بسبب الانفجارات البركانية • أو نتيجة لمضاعفات أنشطة بشرية،مثل: إزالة الغابات، الزراعة أعمال البناء، مما يزعزع الاستقرار في المنحدرات الهشة أو يغير شكل المنحدر، أو يفرض أحمالا جديدة على المنحدر الموجود ومن التفجير والاهتزازات من الآلات أو المرورالخ… ومن غرينة الخزان (أي ترسب الإطماء المحتمل في الخزان)
3. عدم شمولية تحقيقات الموقع:
ومن مهددات سلامة السد البيئية (بجانب عدم جدارة الموقع وطوبوغرافية الموقع غير الملائمة) ، عدم شمولية تحقيقات الموقع فهناك دراسات كثيرة لم تعمل لهذا السد ومنها: الدراسات الأقتصادية والأجتماعية الدراسات البيئية التقييم البيئي Environmental Assessment الأثر البيئي والأجتماعي Environmental & Social Impacts لكن ما يهمنا هنا أكثر هو: أولا: غياب منظومة دراسات الجدوي وكنا قد أشرنا (في "شهادتي للتاريخ 12") الي سبع دراسات جدوي كان ينبغي القيام بها ، وهي: الجدوي العلمية (Scientific Feasibility) الجدوي التقنية (Technical Viability) وتعني بالأجابة علي السؤال الأتي:"هل يمكن قيام المشروع؟" بمعني هل خواص الموقع والحوض (الهيدرولوجيا والجيولوجيا والطبوغرافيا الخ ... في الموقع المختار) تسمح بقيام السد؟ الجدوي الأقتصادية (Economic Feasibility) الجدوي الأدائية (Operational Feasibility) ،والتي تبحث عن اجابات مثل: ما مدي سلامة السد في هذا الموقغ؟، وما درجة الموثوقية واستقرار الأداء فيه بعد تشغيله؟ Stability of Operation )) ؟ ما هو تقديركلا من العمر التصميمي والاقتصادي & Economic Life) (Design والعمر الخدمي (Service Life) والعمر الطبيعي (Physical Life) قبل ان يمتلئء الخزان بالطمي؟
الجدوي المؤسسية والسياسية (وتعني بمدي تصادم المشروع مع مصالح دول الجوار الخ…) الجدوي المالية: ثم الجدوي الأجتماعية والبيئية للمشروع:وهي تعني بالسؤال الجوهري الذي يعلو علي كل الأسئلة الأخري بالنسبة للدولة صاحبة المشروع: هل ينبغي القيام بهذا المشروع؟ أي هل يجب بناء السد أصلا؟ بمعني ما هي مقبولية المشروع اجتماعيا و بيئيا والمتمثلة في : "تقيم بيئي" ايجابي (Environmental Assessment) ، متبوعا ب: "بيان للأثار البيئية للمشروع (Environmental Impact Statement وهل يفضي المشروع الي : تمزيق (الحاق الفوضي ب) النظام البيئي Eco-System ؟ والي تراكم الطمي في الخزان والإتخامية (Eutrophication) هل يحقق المشروع نظام الحساب الرباعي (The “4-Account System”): أي أن مشروع توليد الطاقة الكهرمائية ينبغي أن يكون معني بتعزيز"الرباعية التنموية" التالية: التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية والتنمية الإقليمية والتنمية البيئية أي تأثير السد على حياة المجتمع وعلي المياه واستخدامات الأرض علما بأن السياسة البيئية الوطنية للولايات المتحدة في شأن السدود تطلب (بموجب قانون 1970): القيام بتقيم بيئي (Environmental Assessment)، ثم اتباع ذلك ب "بيان الأثر البيئي" Environmental Impact Statement علي أن يشمل "بيان الأثرالبيئي" : الفوائد (Benefits) الناتجة عن السد (الزراعة والمياه، ومنع الضرر والطاقة)، والأضرر والتأثيرات على جيولوجية المنطقة وما إذا كانت التغييرات في تدفق المياه ومناسيبها سوف تزيد أو تنقص الاستقرار، وتخفض وتيرة وجودة الحياة البشرية
ولا يبدو أنه قد تمت حتي الان اي دراسات جادة لتقيم الأثر الأجتماعي والبيئي لسد النهضة(Environmental and Social Impacts) . وفي ظل ضبابية الأهداف والأغراض البادية للعيان ، يبدو أن ماتم من دراسات لم يتعدي تلك الدراسات الأستطلاعية الهندسية والجيلوجية للحوض والحبس وقاع النهر ومادته والتصوير الجوي(Reconnaissance Surveys) ، التي كان قد قام بها "مكتب استصلاح الأراضي" الأمريكي (US Bureau of Reclamation) بدءا من عام 1964!
كما كنا قد أشرنا في الحلقة 12 أيضا (ونحن بصدد التداعيات الخطيرة لغياب منظومة دراسات الجدوي المتكاملة)، الي أنه: لا يمكن تصورأن أثيوبيا قفزت الي مرحلة التصميم الهندسي الأساسي (Preliminary Design) – أهم مراحل التصميم الهندسي) في غياب دراسات الجدوي (التي لم يكن هناك بيان ذو مصداقية بوجودها) ، الأ بتعظيم مخاطر انهيار السد ف "الخطأ زاد العجول" ، اذ أن تلك ستكون قفزة في الظلام ، حيث أن معلومات دراسات الجدوي تمثل مدخلات اساسية: لتبني "تصورمحدد للتصميم "(Design Concept) ، و لتعريف النظم والبني ومكوناتها ولأستشراف الأداء المستقبلي ولتقدير الكلفة ، وأهم من ذلك ، هي تمثل مدخلات اساسية لمرحلة "التصميم التفصيلي" (Detailed Design) التي تلي مرحلة التصميم الأساسي!
وثانيا ، من مهددات سلامة السد البيئية( بالأضافة لغياب دراسات الجدوي) : غياب دراسات السلامة (Safety Studies) والتي عادة ما تتطلب تقييما لأنتقال موجة الفيضان (أي الرسم المائي Hydrograph) في الأحباس السفلي، أي رصد علاقة موجة الفيضانات الوظيفية مع الوقت لتوفير معلومات عن: سطح الماء وقت ذروة الارتفاعات تصريف ذروة الفيضان توقيت تلك الارتفاعات والتصريف في مواقع مختلفة في الأحباس السفلي لسد النهضة ومثل هذه الدراسات تتطلب ايضا وضع برامج لسلامة السد، والتفتيش الدوري و"قياس السلوك" مثل: الحركة و الإمالة في جسم السد Structure Deflection & Movement وضغط الدفع العلوي Uplift Pressure وتشوهات الأساس Foundation Deformations و النشاط الزلزالي وتحري أضرار "التجويف" – النقرة Cavitation Damage التي قد تطال الآلات والمنشآت الهيدروليكية كالمفيض و عداء مروحة التوربينات Turbine Runners ،ودعامات البوابات ( Gate Piers
وهل أتاك حديث سد مالباسي الفرنسي؟ فأقصص القصص لعلهم يتفكرون“ ” ( الاعراف 176) والعاقل من وعظ بغيره لا بنفسه
سد مالباسي (Malpasset Dam) سد قوسي(Arch Dam) علي نهر ريرون الفرنسي في جنوب فرنسا بالقرب فريوس( Frejus) : السد انهار في ديسمبر 1959 ، المهندس الأستشاري للمشروع كان هو الفرنسي الشهير أندريه كوين(André Coyne)— والذي تولي مسئولية الأشراف علي تشييد سد الروصيرص شراكة مع الفرنسي جين بلير وشركة الأكساندر جيب الأنجليزية الشهيرة ومستشار وزارة الري حينها الرشيد سيد أحمد- كمهندسين استشارين لسد الروصيرص في نفس عام 1959(قارن هذا الحرص السوداني الشديد - حتي في الستينيات من القرن الماضي علي حشد هذه الكوكبة من المهندسين الأستشاريين لسد الروصيرص، قارن هذا مع قيام شركة بناة ساليني بدور المهندس الاستتشاري الأوحد لسد النهضة بجانب دورها كمقاول دولي أيضا!رغم أن مخاطرالفيضان الكسري لسد النهضة هي عشر مرات أكبر من سد الروصيرص!) أجمع الخبراء الفرنسيون بأن موقع سد مالباسي علي نهر ريرون ليس صالحا لبناء السد, وأوصوا بتشييد السد في موقع أخر لكن : تجاهل المهندس الأستشاري للمشروع أندريه كوين هذه النصيحة ل" حَاجَةً فِي نَفْسِه قَضَاهَا " (تماما كما فعلت شركة بناة ساليني "المهندس الاستتشاري" لسد النهضة) مع عواقب وخيمة لسد الفرنسي متمثلة في: انهيار السد وخلق موجة هائلة ("فيضان كسري") عبارة عن جدار من المياه، ارتفاعه 40 مترا ومندفع بسرعة 70 كيلومتر في الساعة، دمر الفيضان الكسري القريتين اللتين وقفتا في طريقه (Malpasset & Bozon) أدي ذلك الأنهيار للسد الي مقتل 423 شخص المحققون خلصوا الي أن أسباب انهيار السد تمحورت أساسا حول : عدم كفاية دراسات الموقع الجيولوجية والهيدرولوجية التي اجريت في عام 1946 (تماما كما هو الحال في سد النهضة بعد سبعين عاما) الخطأ التكتوني المتصل بالقشرة الأرضيىة وضغط الماء العلوي، فالخصائص الحجرية (Lithology) الكامنة تحت السد هي من نوع صخرالنيس الغرانيتي المتحول (Gneiss). بمعني أن القاعدة التي شييد عليها السد هي قاعدة "كتيمة" (أي غير منفذه للماء Impervious -- لاحظ كل من سد الروصيرص وسد النهضة كسدود ثقالية جاذبية Gravity Dams من الضروري أن تشادا علي مثل هذه القاعدة "الكتيمة") التي لا تسمح للماء باختراق الأرض ، ونتيجة لتلك "القاعدة الكتيمة"، تجمعت المياه تحت الجدار ولم تتمكن من الفرار من الأرض بسبب كتامة (عدم نفاذية) صخر النيس تحت السد. العواقب الوخيمة التي نتجت عن تجاهل أندريه كوين نصيحة الخبراء الفرنسيين ، تمثلت في الأتي: • انهيار السد • خسارة البني التحتية :"فيضان كسري دمر كل ما وقف في طريقه من قري • الضرر المادي (مثل فقدان الأرواح والسد والمباني والمرافق والممتلكات وما إلى ذلك) • فقدان الفوائد و الدخل (مثل فقدان الإنتاج، وفقدان المحاصيل المروية)، • التكاليف الطارئة (مثل الإغاثة الأولية خلال مرحلة انقاذ الأحياء) • تكاليف المساعدة في حالات الكوارث (مثل تكاليف إعادة التوطين، وتوفير المأوى والتكاليف الطبية الخ…) • اعادة موضعة ماخذ إمدادات المياه • تكاليف التنظيف (Cleanup Costs
هذا السد تكاد تتجلي في مأساته كل مهددات سد النهضة التي أشرنا اليها هنا وحذرنا منها في الحلقات السابقة من هذه الدراسة ، علي سبيل المثال: أجماع الخبراء علي أن الموقع غير صالح لبناء سد مالباسي تجاهل المهندس الأستشاري (أندريه كوين) للنصيحة تماما كما في حالة سد النهضة "والعاقل من وعظ بغيره" (علما بأنه في حالة سد النهضة أشار الخبراء ليس فقط لعدم صلاحية الموقع لبناء السد -- جيولوجيا وطبوغرافيا-- ، بل أيضا لعدم صلاحية الموقع للتخزين المستمر أولضخامة السعة التي اختارتها أثيوبيا للسد ، وقد أوضحنا ذلك في حلقات سابقة كان أخرها في "شهادتي للتاريخ 19") عدم كفاية دراسات الموقع الجيولوجية والهيدرولوجية التي اجريت، ( تماما كما في حالة سد النهضة الذي غابت عنه منظومة دراسات الجدوي ودراسات السلامة (Safety Studies) ، والتقييم البيئي Environmental Assessment ودراسات الأثر البيئي والأجتماعي Environmental & Social Impacts (وحتي الأن) الدراسات الأقتصادية والأجتماعية والدراسات البيئية!!) الخطأ التكتوني المتصل بالقشرة الأرضيىة وارتفاع ضغط الماء العلوي(Uplift Pressure)(وقد حذرنا منهما في حلقات سابقة بسبب صعوبة تقديرهما)
التأثيرات المتوقعة من سد النهضة علي بيئة المياه في الأحباس السفلي ( السودان ومصر):
لعل أحد أهم الأسئلة التي علي المكتب الاستشاري الفرنسي أن يجاوب عليها في دراسته هي تأثيرات السد علي النظام البيئي (Ecosystem)،و تأثير استخدام مستجمعات المياه (Catchment) علي بئية المياه في السودان ومصر، ومن هذه التأثيرات : تدهور معلمات جودة المياه ، فحجز المياه في الخزان – مثلا - سوف يقلل تدفقها في الأحباس السفلي بسبب زيادة التبخروسوف تكون المياه المتبقية أكثر ملوحة لأن التبخر من الخزان يترك تدفق أقل لتخفيف وحمل الأملاح للأحباس السفلي وقد أدت أنشطة الري في الأحباس العليا لنهر كولارادو في الولايات المتحدة الأمريكية لتركيز المعادن في المياه التي تصب في الأحباس السفلي للنهر ( أي في المكسيك)، مما قاد إلى تدهور قيمة الري وغيره من الأغراض بالمائية بصورة ملحوظة في المكسيك ومن جانب أخر ، فان ملء الخزان –مثلا - يؤدي إلى تغييرات جذرية في النظام البيئي المائي من تدفق حر للتيار الي "بيئة بحيرية" ( Lacustrine Ecology)، وما لذلك من تداعيات و تأثيرات متوقعة علي بيئة المياه في الأحباس السفلي (السودان ومصر) ، مما يتوجب علي منظومة السد احتوائها لتأمين سلامة السد ، ومن ذلك: • "التنضيد الحراري" (أي تكون الطبقات الحرارية)، مما يؤدي الي تسارع تحلل المواد العضوية، وهذا بدوره يؤدي إلى: "نزع الأكسجة" (De-Oxygenation) في أغلب الطبقة المائية السفلي (The Hypolimnion) ،أي انضاب الأوكسجين الذائب في المياه عند تحلل المواد العضوية ، وهو أمر ذو أثر بالغ علي الأحياء المائية فاعادةالتأكسج الطبيعي (Reoxygenation) للمياه المنصرفة من تيربينات سد النهضة (والتي قد تحتوي على قدر وافر من غاز كبريتيد الهيدروجين السام (Hydrogen Sulfide) مثلا تصبح أكثر حرجا لقصرالمسافة بين سد النهضة وسد الروصيرص (126 كيلومتر) "وقد لا يكون هناك وقت كاف للمياه فاقدة التأكسج لتعيد تأكسجها بشكل طبيعي قبل دخولها لخزان الروصيرص عبر تعرضها للغلاف الجوي والضوئي ، ولهذا يمكن توقع تأثرالإنتاجية البيولوجية سلبا بسبب سوء نوعية المياه الرافدة وتراكم الطمي يخفض وظيفة الخزان في الحماية من الفيضانات وبالتالي يقَوَّضَ قدرا وافيا من سلامة السد بمنع منظومة السد من الأيفاء بأحد الأستحقاقات البيئية الرئيسية عليها ، وان كان هذا الطمي يحوي ملوثات سامة (كالمبيدات Pesticides مثلا ) فهو اذا يحمل مخاطر اطلاقها لدول الحباس السفلي ليمثل حالة اضافية لفشل منظومة السد في الأيفاء بالأستحقاقات البيئية وبالتالي يضَعْضَع عملية "سلامة السد" فمن سلبيات حجز الطمي أيضا - كما أشرنا الي ذلك في حلقات سابقة: ضياع فرصة غسيل الفيضان للأملاح وقواقع البلهارسيا ضياع فرصة قلع الطمي للنباتات المتجذرة وتنظيف وصيانة النظام النهري خطر "الأختناق بالمغذيات" Eutrophication في بحيرة السد تاكل قاع النهرأمام السد (في السودان) والخطر علي المنشئات النهرية السودانية . تعاظم قضايا النظافة: كضرورة مراقبة ناقلات المرض (Disease Vectors) العمران(Urbanization) و تدفق الأيونات (Effluxion) المنزلية والزراعية و مياه الصرف الصحي الصناعية والنفايات السائلة مما ينتج عنه من : تلوث بالمبيدات (Pesticides) وقلوية ( Alkalinity والتلوث السام ومما يتبع من تأثيرات بيولوجية وكيميائية:عديدة، بما في ذلك: • ازدياد الطلب علي الأوكسجين الحيوي ، Biological Oxygen Demand-BOD ، أي الأكسجين المطلوب لعملية التمثيل الغذائي من قبل الكائنات الهوائية (Aerobic Organisms)، والطلب علي الأوكسجين الحيوي المفرط يكون عادة نتيجة "للإتخامية" (Eutrophication” ) ، أي أن تصبح المياه مثقلة "بالمغذيات" Nutrients)) الكيمائية مثلا التي تحتاجها النباتات والحيوانات المائية لتنمو ولهذه "المغذيات" نفس الآثار على حياة النبات المائيه كما أثارالأسمدة (Fertilizers) على حياة النباتية الأرضية: فمثلا عندما تصل المياه الي حالة "الإتخامية” ، تتكاثرالكائنات الهوائية كالعوالق (Plankton) والطحالب(Algae) بوتيرة متسارعة مما يحدث نقصا في كمية الأوكسجين المذاب المتاح وبالتالي الإخلال بالتوازن الطبيعي للحياة المائية وهنا أيضا تخفق منظومة السد في الأيفاء بالأستحقاقات البيئية عليها وكل هذا يوْهَنَ حالة "سلامة السد" وتتراجع الي الوراء قدرات منظومة السد في تأمين "سلامة السد" اذا ، فاحدي الأستحقاقات البيئية التي علي (مالك) منظومة السد تأمينها لتحقيق "سلامة السد" هي في الأحجام عن كب مياه الصرف الزراعي والصحي (المشبعة بالنترات والفوسفات) في المجري المائي ، فهل ناقشتم المسألةَ وبحثتوها من كلّ الأوجه مع الطرف الأخر - قبل القول بأن "كل ما يتعلق بسلامة السد قد تم الأنتهاء منه" وسألتموهم ما هم بفاعليه لدرء أو خَفْض وتيرة كل "التعويق الأضراري" المشار اليه عاليه لتري وتلمس كل دول الحوض تحقق "سلامة السد"-- وفق تعريف اللجنة الدولية للسدود الكبيرة – ماثلة للعيان ما بقي السد قائما ؟!
بعض الاستحقاقات البيئية التي علي من منظومة السد الأيفاء بها لتتحقق بذلك "سلامة السد": "إني وجدت وقوف الماء يفسده إن ساح طاب ، وإن لم يجر لم يطب" (الشافعي):
وكما أشرنا عاليه،فان سلامةالسد (وخزانه والحيز أمام السد ) هي في قدرة هذا الثالوث المائي في تأمين الأستحقاقات البيئية عليهم ل"جمهورهم" (السودان ومصر وأثيوبيا) النابعة من وظائفهم (كتدوير البيوكيميات)، ومن هذه الأستحقاقات: جودة (نوعية) المياه ، المستمدة : أساسا من وظائف تدوير البيوكيميائيات وتخزينها وثانيا من وظائف الدفق الهيدرولوجية (Hydrologic Flux) والتحلل Decomposition) كاطلاق (انبعاث) الكربون وإخراج (توفير) الحتات (البقايا Detritus Output)لغذاء الكائنات المائية تدوير البيوكيميائيات وتخزينها(Biochemical Cycling - حيث يعمل الخزان كمصدر (Source)أومصب (Sink) للمغذيات(Nutrients) و يعمل كخزان للرواسب الطميية والمواد العضوية ويعمل – اذا توفرت له الظروف- أولا :لتحسين جودة المياه ،المستمدة أساسا من تدوير البيوكيميائيات وحجز الطمي والمواد العضوية والمغذيات (Nutrients) وثانيا: علي التحكم في التدفق (او الجريانFlux) الهيدرولوجي والتخزين) ، لكن –بالمقابل—فان تباطؤ التدفقات ، يوفر أوقات إقامة أطول للمياه بحيث تسمح بنمو "العوالق" (Plankton) التي تفسد جودة المياه، كما جاء في بيت الشعر أعلاه للأمام الشافعي (والذي ينسب أحيانا للبحتري) الإنتاجية البيولوجية: حيث يعمل الخزان كمجمع لصافي الإنتاجية الأولية (Net Primary Productivityأي الطاقة الكلية (أو المواد الغذائية) التي تراكمت في الوحدة الإيكولوجية وإزالة المغذيات من نظام جريان المياه والصرف الصحي الزراعي ، المستمد: أساسا من تدوير البيوكيميائيات والتخزين وثانيا من الإنتاجية البيولوجية والحفاظ على الحياة النباتية والحيوانية (Flora & Fauna ،المستمدأساسا من وظائف الخزان كمجتمع و موئل للحياة البرية) الخ… والسيطرة على تآكل التربة(Erosion Control) ، المستمدة : أساسا من وظائف الدفق الهيدرولوجية (Hydrologic Flux) وثانيا من الإنتاجية البيولوجية ووظائف تدوير البيوكيميائيات وتخزينها
التناقض بين الاستحقاقات البيئية التي علي منظومة السد الأيفاء بها لتتحقق بذلك "سلامة السد": أغراض (استخدامات) المياه المختلفة في كثير من الأحيان هي تكميلية، ولكن ينشأ الصراع على متطلباتها التشغيلية المختلفة كما هوالحال بين : انتاج الكهرباء وحصاد الثروة السمكية: فمثلا حصاد الثروة السمكية من الاستحقاقات البيئية التي التي علي من منظومة السد الأيفاء بها لتتحقق بذلك "سلامة السد" كما في تعريف اللجنة الدولة للسدود الكبيرة ،ووفقا لبيان وزير الموارد المائية الأثيوبي قبل افتتاح مشروع سد النهضة فان "هناك "فرصا واسعة لمصايد الأسماك"، غير أن : انتاج الثروة السمكية يتطلب اطلاق منخفض للمياه(Minimum Releases) ، بينما توليد الطاقة يتطلب التفريغ السريع للخزان (خفض منسوب المياه) ، كما أن توليد الكهرباء يقود الي خفض أو انقطاع الأنتاجية السمكية بسبب تغيرات تدفق التيار، اضافة الي أن السد يشكل حاجزا يمنع هجرة الأسماك الي خلف الخزان، بسبب مد وجذر التيار في الأحباس السفلي أو تذبذب منسوب المياه المنصرفة بعد التدوير (أي Tail-water Fluctuations ) ، مما يمكن ان يقتل الكائنات المائية، وهناك الكثير من القيود الأخري علي تشغيل الخزان التي تعمل كعوامل تغذي الصراع بين الأغراض المختلفة و تدفع في اتجاه التصادم والتناقض بينها كالحد الأدنى لأرتفاع البحيرة، من أجل السماح بالضخ من الخزان للري ، وضرورة توفر حد أدنى من تصريف المياه لضمان جودة المياه وضرورة توفير حد أدنى من التصريف للحفاظ على الاعماق المطلوبة للملاحة الخ… ومتطلبات التخزين اللازم للتحكم في الفيضانات واعتبارات سعة المجري في الأحباس السفلي عند اطلاق المياه لدول الأحباس السفلي
أفلح السد العالي في حماية مصر من الفيضانات العالية في سبعينيات القرن الماضي من خلال التحكم في تدفق النيل، ولكن: قام السد العالي ما بين عامي 1964-1989 بحجز (106X2800) من الرواسب الطميية المودعة في خزانه، مما قاد الي حت(تهتك) تحت القناطر وتاكل شديد في فرشة قاع النهروشواطئه لمئات الكيلومترات أمام السد حت فرشة قاع النهر لها أثر خطير علي المنشئات القائمة والمستقبليةعلي طول النهر، فقد: تسببت في خفض قاع النهروبالتالي خفض منسوب المياه مما قاد بدوره الي تهديد استقرار قناطر مصر (الخيرية) بزيادة فرق التوازن المائي عندها (Head) ، فمثلا احتاجت مصرالي: o استبدال قناطر إسنا علي بعد176 كم أمام السد o كما احتاجت لتشييد هويس (Navigation Lock )جديد لقنطرة نجع حمادي علي بعد359 كم أمام السد وانخرطت في البحث عن حلول لمشكلة الأختناق الملاحي عند عبور الجسور نظرا لعدم كفاية عمق المياه في المجري النهري ،بسبب انخفاض منسوب المياه في فصل الشتاء
يتبع
موضوع الحلقة 20 ، القادمة ان شاء الله:
الأستحقاقات الأدائية الهيكلية (الأنشائية) المطلوب الأيفاء بها لتتحقق "سلامة السد"
"يثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ"(ابراهيم 27) *********** بروفسير قريش مهندس مستشارو خبير اقتصادي دولي في مجالات المياه والنقل والطاقة والتصنيع، بجانب خبرته في مفاوضات نقل التكنولوجيا وتوطينها و في مفاوضات نزاعات المياه الدولية واقتسامها وقوانين المياه الدولية بروفسير قريش حائزعلي الدكتوراه الأولي له (Summa Cum Laude) من جامعة كولمبيا الأمريكيةفي هندسة النظم الصناعية والنقل والتي أتم أبحاثها في معهد ماساتشوستس للتكنولوجياM.I.T.))حيث عمل زميلا في "مركز الدراسات الهندسية المتقدمة"بالمعهد، وحيث قام بوضع مواصفات تصميمية أولية لطائرتين تفيان بمتطلبات الدول النامية مع الأختبار الناجح للطائرين علي شبكات طيران الدول النامية من خلال أساليب المحاكاة الحاسوبية الرياضية وتفوقهما علي الطائرات المعروضة في الأسواق، وهو أيضا حائز علي ماجستير الفلسفة(M.Phil) بتخصص في التخطيط الاقتصاديوالاقتصاد الصناعي من نفس الجامعة و حيث انتخب عضوا في"الجمعية الشرفية للمهندسين الأمريكيين"(Tau Beta Pi ) ورشح في نفس السنة للقائمة العالميةللمهندسين الأشهر (Who's Who) بروفسير قريش حائزأيضا علي دكتوراة ثانية من جامعة مينيسوتاالأمريكية في موارد المياة بتخصص في الهيدرولوجيا وعلم السوائل المتحركة (الهيدروليكا)، وعلي ماجستير إدارة الأعمال من جامعة يوتاه الأمريكية بتخصص اقتصاد وبحوث العمليات، بجانب حصوله علي شهادة في النقل الجوي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (M.I.T.)و علي شهادة في "العلوم والتكنولوجيا والتنمية" من جامعة كورنيلالأمريكية
وفي جانب السيرة العلمية العملية، فقد عمل بروفسير قريش كمساعد باحث بجامعةولاية يوتاه الأمريكية ، ثم باحث أول بالمجلس القومي للبحوث ومحاضر غير متفرغ بجامعة الخرطوم وعمل بعدها كبروفيسور مشارك في جامعتي ولاية مينيسوتا الأمريكية وجامعة الملك عبد العزيزبجدة ، ومستشارا لليونسكو بباريس و مستشارا للأمم المتحدة (الأسكوا) ، وخبيرا بمنظمة الخليج للأستشارات الصناعية فيالجانب المهني، بروفسير قريش هو مهندس بدرجة مستشار"في" المجلس الهندسي السوداني" وزميل في "الجمعية الهندسية السودانية" وعضو مجاز في" أكاديمية نيويورك للعلوم" ومجاز "كعضو بارز في جمعية هندسة التصنيع الأمريكية كما هو مجاز "كعضو بارز" أيضا من قبل "معهد المهندسين الصناعيين" الأمريكي وعضو مجاز من قبل "معهد الطيران والملاحة الفضائية"الأمريكي وعضو مجاز من قبل"الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين"والمعهد الأمريكي للعلوم الإداريةو الجمعية الأمريكية لضبط الجودةوالمعهد البريطاني للنقل
1. H.T. Cory, Chapter IV –Section Two--, Report on Second & Third Terms of Reference, in Egypian Government .1920. Short Summary of the Report of the Nile Projects Commission) 2. Guariso, G & D. Whittington, Implications of Ethiopian Water Development for Egypt & Sudan, Water Resources Development, Volume 3 #2) 3. " International Commission on Large Dams (ICOLD): Bulletin 59 —Dam Safety Guidelines & ICOLD) : Bulletin 99 —Dam Failures Statistical Analysis) 4. ASCE. 1996.Introduction to River Hydraulics 5. Ahmed, Abdel Aziz. 1960. An Analysis of the Study of the Storage Losses in the Nile Basin. Paper #6102, Proc. Instn. Civ. Engrs., Vol.17. 6. Allan, W. 1954. Descriptive Note on Nile Waters 7. Botkin, D. & E. Keller.1987. Environmental Studies 8. Bureau of Reclamation, 1964 9. Chaudhry, M. 1993.Open Channel Flow 10. Chow, Ven., D. Maidment & L. Mays. 1988. Applied Hydroloy 11. Class Notes on Water Resources Policies –University of Minesota, 2000 12. Cunha, L. 1977. Management & Law for Water Resources 13. Dickinson, H. & K. Wedgwood. The Nile Waters: Sudan’s Critical Resource. Water Power & Dam Construction, Jan. 1982 14. Dubler, J. and Grigg, N. 1996. ”Dam Safety Policy for Spillway Design Floods.” J. Prof. Issues Eng. Educ. Pract., 122(4), 163–169. TECHNICAL PAPERS 15. Eagleson, P.S. (1994) The evolution of modern hydrology (from watershed to continent in 30 years). Advances in Water Resources 17, 3–18. 16. El Rashid Sid Ahmed .1959. Paper on Layout of Canals & Drains
38. Hurst, H. 1944.A Short Account of the Nile Basin
39. Hurst, H. 1957. The Nile
40. H. Hurst, H. & R. Black.1955. Report on a Hydrological Investigations on How the Max Volume of the Nile Water May be Made Available For Development in Egypt & the Sudan
41. ICID. 1961.International Problems Relating to the Economic Use of River Waters
42. Jansen, P. et. al.(ed.).1971.Principles of River Engineering 43. John, P. et al Water Balance of the Blue Nile River Basin in Ethiopia 44. Koloski, J. , S. Schwarz & D. Tubbs “Geotechnical Properties of Geologic Materials, Engineering Geology in Washington, Volume 1--Washington Division of Geology and Earth Resources Bulletin 78, 1989 45. Maidment, D. 1992. Handbook of Hydrology 46. Mamak,W. 1964.River Regulation 47. Masahiro Murakami .1995. “Managing Water for Peace in the Middle East: Alternative Strategies”, 48. http://unu.edu/unupress/unupbooks/80...0.htm#Contents 49. http://www.civil.usherbrooke.ca/cours/gci345/Dam%20Safety.PDF 50. Mays, L. 1996. Water Resources Handbook 51. MOI.1955. The Nile Waters Question 52. MOI Memo Dated 9/21/1957 53. Monenco, 1993. Stage II Feasibility Study, Main Report, Vol. 1 54. Montanari, F & J. Fink, “State Role in Water Resource Policy”, in 55. Cohen, P. et al.Proc. Of the 4th AmericanWater Resources, 1968). 56. Morrice, H. & W. Allan. 1959. Planning for the Ultimate 57. Hydraulic Development of the Nile Valley. Proc. Instn. Civ. Engrs., Paper #6372 58. Mays, L.1996. Water resources Handbook 59. Morrice, H.”The Water of the Nile & the Future of Sudan”, Unpublished Paper, 1955 60. Nath, B.1996. General Report. Symposium on Economic & Optimum Use of Irrigation System. Pub. No.71 61. Office of Technology Assessment.1984. Wetland: Their Use & Regulation 62. Outers, P.1997.Int’l aw 63. Phillips, O.1967. Leading Cases in Constitutional & Administrative Law 64. Schumn, S. “River Metamorphosis”, J.of Hydraulic Division, Pro. Of ASCE, June 1969 65. Sebenius, J. 1984. Negotiating the Law of the Sea 66. Smith, R. “The Problem of Water Rights”,J. of Irrigation& Drainage. Proc. Of ASCE, December 1959 56. U.N. 1958. Integrated River Basin Development 67. Various MOI pamphlets, notes & publications 68. Waterbury, J.1979.Hydropolitics of the Nile 69. Waterbury, W. 1987.”Legal & Institutional Arrangements for Managing Water Resources in the Nile Basin”, Water Resources Development, Vol. 3 No. 2 70. Water Info Centre.1973. Water Policies for the Future 71. Whittington, D. & K. Haynes “Nile Water for Whom? Emerging Conflicts in Water Allocation for Agricultural Expansion in Egypt & Sudan, in Beaumont, P. & K. McLachlan (eds.). 1985. Agricultural Development in the Middle East 72. Whittington, D.,J. Waterbury & E. McClelland, Towards A New Nile Waters Agreement, in A. Dinar et al. 1995. Water Quantity/Quality Management & Conflict Resolution) World Commissions On Dams: 2000 Report 73. Zelermyer, W.1964.Introduction to Business Law: A Concepual Approach 74. H. Hurst & R. Black.1955. Report on a Hydrological Investigations on How the Max Volume of the Nile Water May be Made Available For Development in Egypt & the Sudan) MOI Memo Dated 9/21/1957). 75. Schumn, S. “River Metamorphosis”, J.of Hydraulic Division, Pro. Of ASCE, June 1969 76. Guariso, G & D. Whittington, Implications of Ethiopian Water Development for Egypt & Sudan, Water Resources Development, Volume 3 #2. 77. Dubler, J. and Grigg, N. 1996. ”Dam Safety Policy for Spillway Design Floods.” J. Prof. Issues Eng. Educ. Pract., 122(4), 163–169. TECHNICAL PAPERS Volume of the Nile Water May be Made Available For Development in Egypt & the Sudan) MOI Memo Dated 9/21/1957 78. J.K. Hunter (Consultant, Sir Alexander Gibb & Partners:”in Ahmed,A.”Recent Development in the Nile Control”, Proc. Of Instn. Civ.Eng., Paper 6102 (1960 79. Snyder, F., A.Blensdale and T. Thompson. 1961.The International Panel on Flood Discharges “Studies of the Probable Maximum Flood for Roseires Dam Project”. P.29-30. 80. Watern Information Centre, Inc. 1973. Water Policies for the Future 81. Gasser, M.& F.El Gamal.1994. Aswan High Dam:Lessons Learned & On-Going Research. Water Power & Dam Construction, Jan.1994 82. International Commission on Large Dams (ICOLD): Bulletin 59 —Dam Safety Guidelines 83. (ICOLD): Bulletin 99 —Dam Failures Statistical Analysis 84. Jacques Leslie f “Deep Water: The Epic Struggle Over Dams, Displaced People, and the Environment.” 85. http://www.newyorker.com/tech/elements/one-of-africas-biggest-dams-is-falling-apart 86. http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%AF 87. http://www.fao.org/docrep/005/ac675e/AC675E07.htm 88. Correspondence with Uganda Government, Dated Feb. 1949 89. Mays, L.1996. Water resources Handbook 90. J.K. Hunter (Consultant, Sir Alexander Gibb & Partners:”in Ahmed,A.”Recent Development in the Nile Control”, Proc. Of Instn. Civ.Eng., Paper 6102 (1960) 91. الرشيد سيد أحمد 1959 مشكلة مياه النيل 92. الرشيد سيد أحمد 1960 ايراد نهر النيل من مصادره المختلفة 93. الرشيد سيد أحمد 1962 وصف لحوض النيل