شواهد تاريخية على ان الامين ود مسمار لم يشهد الحرب السنارية الحبشية

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
ganaboo@gmail.com

انتشر في كتب التاريخ التى تدرس في المدارس ان قائد الجيش السنارى في الحرب الحبشية سنة 1744م هو الشيخ الامين ودمسمار وهناك مقال في الاسافير للاستاذ ناصر العاقب الأرباب يشير لذلك . وقد تبين لى بعد مراجعة بعض المصادر ان ذلك لم يحدث ...وربما ان الفارس الامين ود مسمار لم يولد حتى ...وقد حاولت استجلاء الامر من استاذنا بروفسير اونسة وغيره من اهلنا العبدلاب فلم اجد ما يسند هذا القول ...فبدا لى نشر هذا المقال لطرح الامر للنقاش .
أورد بروفسير مكي شبيكة في كتابه السودان عبر القرون ص69(في عهد إياسو الثاني (Yasous) إمبراطور الحبشة بدأ الأحباش يغيرون علی حدود مملكة سنار كانت نتائجها فرار الأهالي و غنائم من الماشية ولكن في 8 مارس 1744سار إیاسو نفسه على رأس جيش من غندارمتجهاً نحومملكة سنار وكانت أوامره صارمة وواضحة وهي حرق القری وقتل الناس وأخذ جمالهم وماشيتهم . ساروا ثمانية أيام وهم ينفذون هذه الأوامر ، و كان بعض العربان ينضمون للحملة الحبشية ؛ وذكرت الروايات نايل ود عجيب أنه وكانت أول مقاومة جادة على ضفاف الدندر حيث ثبت العرب المؤيدون لحكومة سنار حتى قطعت مواشيهم النهر ولكن الأحباش تغلبوا عليهم في النهاية و سار جزء كبير من الجيش في طريقه حتى وصل النيل الأزرق قبالة سنار بالشرق وبقية الجيش ما زالت شرق الدندر و بذلك تقسم الجيش الحبشي إلى قسمين ولكن سنار عندما رأت جيوش الأحباش قبالها ساد الهرج والمرج فيها وكاد الملك يأمر بإخلائها لولا أن أشار خميس من عائلة دارفور المالكة والملتجئ بسنار على الملك بان يعبر الجيش السناري النيل الأزرق شمالي سنار ويقاتل العدو هناك ، وفعلا ً نفذت الخطة وتمكن خميس من حصر جيش الأحباش في مثلث بين النيل الأزرق والدندر ودحره و عندما وصل الخبر لبقية الجيش الحبشي الذي يقوده الإمبراطور رأى لا سبيل إلى إنقاذ جيشهم قرروا التراجع إلى بلادهم و الروايات الوطنية تذكر الأمين كقائد لجيش الفونج وبعضها تذكر الشيخ محمد أبو لكيلك قائد الفرسان ولكن الخطة التي أنقذت سنار وربما دولة الفونج بأسرها هي التي دبرها خميس أمير دار فور اللاجئ بسنار.
و مخطوطة الشيخ أحمد تذكر عن تلك الواقعة في سرد حوادث عهد بادي أبو شلوخ ما يلي : وهو الذي جاءت الحبشة في زمانه والذي جاءه السلطان اياسو وحده بلا وزرائه البعيدين جاءه في نحو ثلاثين ألفاً وقد رأيت رقعة مقطوعة أنه خرج إلى سنار في مائة ألف ، فلما سمع الملك بادی بذلك طلب من جميع المراتب الدعاء وأرسل إلى المراتب البعيدين واشتد الكرب على المسلمين وأقبلوا إلى الله بالدعوات والتضرع بالعبرات فأجابهم من يجيب المضطر إذا دعاه. جيش جيشه وأمرعليهم الأمين ومعهم مقاديم جماعة فرسان مشهورين فقطعوا البحر إلى الشرق الى السلطان خميس سلطان دارفور و اجتمعوا وساروا فتلاقوا مع السلطان ایاسو قرب میمون ود عجیب بالدندر ويقال بمحل يقال له الزكيات ، فتقاتلوا مع عساكر إياسو وهو جالس في خيمته ومعه وزيره وخالد ولد الملول وهو حكم السطيح راقد على سرير فهزم الله تعالى عسكر اياسو و هم يمشون على مهلهم ولم يطردهم وهذا أمر من الله تعالى رب العالمين وفرح الملك بادي وأهل سنار و وفوا بنذورهم وعملوا الموالد وذبحوا الولائم ونشرو وزينوا المسجد والسوق سبعة أيام وسمع سلطان الروم ( الخليفة العثمانى بذلك ففرح بنصرة الإسلام والدين ... وكانت هذه آخر حروب الأحباش في السودان وقبلها كانت حملة عيزانا قبل الميلاد والتي قضى فيها على مدينة مروي القديمة ) ويمضى شبيكة فيعلق على ذلك (يتبين لنا من الفقرة السابقة التي اقتطفناها من مخطوطة الشيخ أحمد أن رجال الدين في ذلك الوقت كان يطلب منهم أن يسهموا في حماية البلاد من غارات الأعداء بالدعاء والتوسل إلى الله بأن ينقذ المسلمين من ضائقتهم وقد يعزى مثل هذا النصر إلى توسلات الأولياء والصالحين أكثر من قوة الجيوش ويتضح لنا أيضاً أن العالم الإسلامي رأى في انتصار جيوش سنار نصراً إسلامياً رائعاً حتى أن الخليفة العثماني انشرح صدره له ؛ وفي الروايات الأخرى أن سنار ذاع صيتها( حتى قصدتها الوفود من الحجاز والسند والهند و أهل صعيد مصر والمغرب الأقصى واستوطنوا بها ). ولكن بعد هذا الانتصار الرائع تجمع الروايات الوطنية على أن بادي أبوشلوخ سلك مسلكاً أغضب رعيته وكبر اءها ويوصف بأنه ( طالت مدة ولايته الا أنه من أول ولايته إلى نصفها كان له وزراء من أهل الخير والصلاح قاموا بتدبير الملك أتم قيام إلى أن أدركهم الحمام ثم استقل الملك بتدبیر دولته و أول ما بدأ به قتل بقية الأونساب وغير كثيراً من القوانين و العوايد المربوطة واستعان بالنوبة وجعلهم رؤساء عوضاً عن أهل الأصول والرتب القديمة و تجارى على فعل أمور ذميمة من النهب والقتل حتى أنه تجارى على الخطيب عبد اللطيف العالم المشهور و قتله زيادة على ما ارتكبه من المظالم مجيزاً لأنيابه في الظلم والفساد وبالجملة ظهرت منه أمور شنيعة نفرت منه قلوب رعيته لا سيما كبراء دولته من الفونج وغيرهم . .) وهى ذات الفترة التي عدا فيها خميس على الشكرية الفترة بعد الانتصار على الحبشة ...ويمضي شبيكة في ذكر تأثير خميس في سنار فيحكي في صفحة 71 التالي: ( لم تحدث حروب كبيرة بين سنار وكردفان غير غارات خاطفة من النيل الأبيض ربما على جبال النوبة ولكن بعد الانتصار العظيم على الحبشة دبرت هذه الحملة لغزو كردفان ولم تتبين لنا دوافعها ويحتمل أن يكون خميس(يعنى خميس جانقل ) هو الذي أشار بها إذ ربما فتح كردفان يعقبه زحف على دارفور التي أقصي منها .(هذه معلومة مهمة تفيد أن خميس ربما كان سلطاناً في دارفور والحملة قادها ود تومة ومعه زعماء العبدلاب و محمد أبو لكيلك و خميس و في مكان يدعى قحيف سنة 1757 اندحر جيش سنار - و قتل قائده ود تومة وزعيم العبد لاب وانفرط عقد الجیش ، غير أن أبو لكيلك نجح في تجميع الجيش ولاقى به جيش المسبعات مرة ثانية وقتل زعيمان آخران من العبدلاب في الموقعةبعدها تولى أبو لكيلك القيادة العامة ونجح في ضم كردفان إلى دولة سنار و هناك قوي الجيش بما انضم إليه من فرسان کردفان ووجد الشيخ محمد أبو لكيلك في كردفان منطقة ذات خیرات وذات إمكانيات ضخمة في الرجال والخيل وكان معه عدد من كبراء الفونج وغيرهم وترامى إلى مسامعهم المظالم التي ارتكبها بادي في غيبتهم وضد أهلهم وقفل الشيخ محمد راجعاً بجيشه لسنار لتسوية الأمور التي ساءت وسواء قدم ناصر ابن الملك لمقابلة الشيخ محمد في الليس على النيل الأبيض أو استدعاه الشيخ محمد ( هذه رواية شبيكة التى تجد في ناياها سرد للحرب الحبشية السنارية ويرد مشاركة الامين للروايات الوطنية التى سنبين ان العبدلاب لا يؤيدونها بحسب المرجع الكبير في تاريخ العبدلاب الدكتور محمدصالح محى الدين رحمه الله .
تفاصيل حرب سنار والحبشة وما تلاها من أحداث في كتاب كاتب الشونة
كاتب الشونة هو أحمد بن الحاج أبو علي، يعد الشيخ أحمد بن الحاج أبو علي الشهير بـ(كاتب الشونة) من أوائل المؤرخين في السودان، ويعد كتابه(يوميات كاتب الشونة)من أهم الكتب السودانية المرجعية في التاريخ الحديث. تعود أصول الشيخ أحمد بن الحاج إلى قوز المسلمية التي تقع في منطقة الجزيرة بوسط السودان بين مدينتي مدني والحصاحيصا. ولد في العام 1199هـ الموافق 84-1785م . التحق بخدمة الإدارة المصرية كاتباً لشونة الغلال بالخرطوم في 2صفر1240 هـ /26أغسطس1824 وظل يعمل فيها إلى سنة 1834م وختم كتابه بعد ذلك بأربع سنوات. ويتناول كتابه تاريخ سلطنة سنار من قيامها إلى ما بعد العهد التركي المصري, . وقد سار كاتب الشونة في تصنيف كتابه عموماً على طريقة مؤرخي العرب وروى الأحوال حسب وقوعها سنة سنة . وقد روى كثيراً عن العلماء والأعيان وذكر وفياتهم ومراثيهم. وظل الكتاب مخطوطة مهملة لمدة طويلة دون أن تتاح لها فرصة النشر، وكانت توجد عدة نسخ منه في دار الكتب المصرية ونسخة في إسطنبول التركية، ونسخ أخرى بخط اليد في المكتبة الأهلية بباريس والمتحف البريطاني. ونشر الكتاب في طبعتين في العام 1933م قام بنشر الأولى السيد سليمان داود منديل والثانية الشيخ إبراهيم صديق أحمد القاضي الشرعي سابقا بإدارة السودان في العهد التركي المصري وقد قام البروفيسور مكي شبيكة بنشر نسخة من المخطوطة المعدلة للكتاب كما قام الشاطر بوصيلي عبد الجليل بنشر النسخة الاصلية.
جاء فيه في الصفحة 41وحتى 45(ثم ملك بعده ابنه الملك بادي أبو شلوخ ، وهو آخر الملوك أصحاب الشوكة ومنه انتهى الملك الصحيح وصار عادة ، وبقي الحل والعقد للهمج من بعد المذكور، وسيأتي ذكر ذلك في دولتهم وتغلبهم على الفنج ، وأما الملك المذكور فإنه تدول في الملك وتعمر إلا أنه في آخر عمره اتبع هواه وظلم ، وكان في أول ملكه صغيراً متوليه وزيره دوكة ، وكان رجلاً عاملاً عادلاً ، فلما مات دوكة اشتغل هو بالملك ، وقتل بقية الأونساب ( يبدو أن نسب الأونساب يرجع إلى منطقة راقد الأنسبا anseba الذي كانت تسكنه هذه المجموعة )وأخذ من أهل الأصول أصولهم من الديار ، وتعضد بالانواب (النوبة)وأعطاهم ديار أهل الأصول وكذلك شيخ فورناس (يعنى من دار فور... ناس : ناس الفور ، أهل دارفور) الشيخ خميس ولد جنقل وتعضد بهم على الفنج وعائلة الملك القديمين ، وهو الذي جاءت الحبشة في زمانه والذي جاء السلطان أياسو وحده بلا وزرائه البعيدين ، جاء في نحو ثلاثين ألفاً، وقد رأيت في رقعة مقطوعة أنه خرج إلى سنار في مائة ألف ، وقيل : إنه قبل ما يتوجه أعلم القاضي ، قاضي الجبرت وهو القاضي محمد، وشاوره وقال له : سل أهل الصلاح من المسلمين أهلك الجبرت ، هل أتوجه إلى سنار أم لا ، فسأل القاضي المذكور رجلاً من الجبرت مشهوراً بالصلاح والكشف ، يقال له : الشيخ محمد قنبط فقال : أن لا يتوجه فيهزم ، وعلامة هزيمته إذا قارب عسكر البلد يقتلون رجلاً صالحاً في ظل شجرة ، ويتعبد ، جالساً على فروة وبيده مسبحة (يرد فيها )) وأيضاً رأى الشيخ من مقاديم عسکره رؤيا تدل على هزيمتهم ، وهي : رأى كأنهم يقاتلون من قبل السماء ويقتل هو ، فتيقن الهزيمة وقتل ، وأوصى أهله إذا قتل فإن خزنته مدفونة قريبة من عتبة الدار بأذرع معلومة ، فكان الأمر كما قال الرجل الصالح وكما رأى هو ذلك.
ولما توجه السلطان أياسو ، وصار حتى وصل قريباً من البلد حصل ما حصل من قتل عسكره للرجل الصالح ، وفي ظل الشجرة فأعلم القاضي محمد السلطان أياسو بذلك ، وقال له : ارجع ، هذه علامة الهزيمة قد حصلت ، فأبى ، وقال : أنا متيقنها ، ولكن بعد ما وصلت إلى هنا لا يمكن رجوعي فتوجه إلى البلد ، فلما سمع الملك بادي بذلك طلب من جميع المراتب الدعاء وأرسل إلى المراتب البعيدين ، واشتد الكرب على المسلمين ، وأقبلوا إلى الله بالدعوات وتضرعوا إليه بالعبرات ، فأجابهم من يجيب المضطر إذا دعاه وأهل لنصرتهم ذلك المك بادي ، فجيش جيشه وأمر عليهم الأمين ومعهم مقاديم جماعة وفرسان مشهورون بالفروسية فقطعوا البحر إلى الشرق إلى السلطان خميس سلطان فور ، واجتمعوا فساروا فتلاقوا مع السلطان أياسو قرب ميمون وعجيب بالدندر ، ويقال : بمحل يقال له : الزكيات ، فقاتلوا مع بعض عسكر أياسو ، وهو جالس في خيمته ومعه وزیره وخاله ولد اللول ، وهو حاكم السطيح راقد على السرير ، فهزم الله تعالى عسكر أياسو ) وهم يمشون على مهلتهم ولم يطردهم ، وهذا أمر من الله تعالى ، ومعونة منه ( هذا يوضح لنا مدى نفوذ رجال الدين ، انظر كتاب الشيخ محمد ابن المرحوم الوزير الشيخ عدلان إلى الفقيه أحمد إبراهيم الفرضي في كتاب معالم تاریخ سودان وادي النيل ۲۹۷/ ومابعده).
( وقد ذکر بروس الرحالة الذي زار السودان عن طريق الحبشة في عام ۱۷۷۱ م ، الرواية الحبشية عن هذه الحرب.
وتأييد للإسلام ، ولطف بالمسلمين والحمد لله رب العالمين .وفرح الملك بادي وأهل سنار ، ووفوا بنذورهم وعملوا الموالد ، وذبحوا الولائم ،ونشروا الحرير وزينوا المساجد والسوق سبعة أيام .
وسمع سلطان الروم (الأتراك) بذلك ففرح بنصرة الإسلام والدين، وتلك الواقعة في شهر صفر الخير سنة 1157)..
سفينة حتى خرج به وأعطاه لأحد الأشراف.) انتهت روة كاتب الشؤنة ويبدو لى انه مصدر رواية مشاركة الامين ودمسمار ...الذى سماه شيخ الامين ولم يذكر كلمة ودمسمار.
لا شك ان اوسع من بحث تاريخ العبدلاب فيما اعلم هو البروفيسور محمد صالح محي الدين (وأنا أخط هذه السطور جاء نعي انتقل إلى رحمة الله تعالى، أمس الثلاثاء، الفقيه العالم البروفيسور محمد صالح محي الدين، الأستاذ بجامعة أم درمان الإسلامية كلية الآداب قسم التأريخ والمتخصص في التاريخ الإسلامي.
ويعد بروفيسور محمد صالح محي الدين أول مدير لمعهد أم درمان العلمي العالي، بعد إعادة تأسيسه في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري، عمل أستاذاً للتاريخ الإسلامي في عدد من الجامعات داخل السودان وخارجه، منها جامعة أم درمان الإسلامية، وجامعة الجوف بالمملكة العربية السعودية.
وكان للشيخ نشاط علمي واسع، من خلال البرامج الإذاعية، مثل برنامج الشمائل المحمدية الذي كانت تبثه الإذاعة السودانية، وقدم من خلاله سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي إذاعة طيبة، وفي صحيفة المحرر الأسبوعية، بجانب دروسه العلمية، في الفقه وغيره، في مساجد العاصمة الخرطوم، مثل مسجد الحارة 14 بالثورة أم درمان، هذا بجانب مؤلفاته العلمية التي من أشهرها بحثه التاريخي القيم (مشيخة العبدلاب وأثرها في الحياة السياسية في السودان ذكر دكتور محمد صالح محي الدين في كتابه مشيخة العبدلاب وأثرها في حياة السودان صفحة 195
على عهد الشيخ الأمين مسمار وبادي أبو شلوخ :
عاد الصفاء والوئام مرة أخرى بين الدولتين في عهد هذين الرجلين العظيمين ، ولكنه كان بمثابة صحوة الموت . وتمثل التعاون بينهما في أرفع صورة عندما هددت دولة خارجية أمن وسلامة سلطنة سنار ، وذلك حين زحف الجيش الحبشي بقيادة ملكه « ایاسو ، على سنار في ابريل سنة 1744م، فقد قاد شیخ العبدلاب - الأمين مسار - جيوش الدولتين باعتباره القائد العام لها ، في حين أسندت قيادة الفرسان للشيخ محمد و أبي لكيلك ، كبير
الهمج ووزير الفونج . وبعد أن عبر الجيش النيل الأزرق التقى بخميس أمير : الفور - ودار فور سلطنة مستقلة - ، فانضم إليهم بجيشه تحت إمرة الأمين . وشرق ( الدندر » في موضع عرف و بالتكينة » و « بالز کیبات » وقعت الواقعة لتنتهي بنصر حاسم لجيوش السودان ، نالت سنار بسببه شهرة كبيرة بلغت مصر والشام والحجاز وتونس والهند والقسطنطينية (نقل الكاتب هذا النص من المراجع التالية.
مخطوطة كاتب الشونة ( ص ۲۲)، تاریخ مختص بأرض النوبة ( ص ۱۲)، نعوم شقير ( ج ۲، ص ۲۹۹)، التربية في السودان ( ج ۱، ص ۳۹)، الاسلام والثقافة العربية ( ج ۱، ص ۲۱م) .وعلق عليه بالتعليق الهام التالى: ومن الغريب أن مصادر العبدلاب لم تذكر هذه الواقعة في ترجمة الشيخ الأمين مسمار .)
الشواهد على على ان الامين ود مسمار لم يشهد الحرب السنارية الحبشية:-
1- الشاهد الاول : مانقله بروفسير محمدصالح محى الدين من ان مصادر العبدلاب لم تذكر ذلك ...وهو ماتجنبه في ترجمة الزعيم الامين ودمسمار في الكتاب من صفحة 320 وما بعدها...ولم يكن شيخا للعبدلاب اثناء فترة حكم بادى ابوشلوخ الذى انتهى حكمه في 1175هجرية حسب رواية كاتب الشؤنة بينما صعد الامين ودمسمار في مشيخة العبدلاب في 1183هجرية كما حقق ذلك بروفسير محمد صالح رحمه الله
2- الشاهد الثانى : ما دونه الرحالة جميس بروس الذى زعم انه التقاه في اربجى سنة 1772 م ووصفه بانه رجل يقارب الثلاثين ، وقور الاخلاق رغم انه يفرط في الشراب .المرجع كتاب مشيخة العبدلاب وأثرها في حياة السودان صفحة 320 و Bruce VolI,I423..وهو اقرب لما ذكرته المصادر الاخرى ...فبذلك يكون استحالة مشاركة الامين عمرا وزمانا

ملاحظات :-
البروفسير جعفر ميرغنى سمعته يقول ان الحرب الحبشية السنارية كانت امتداد للمطاردة من قبل الجيوش الحبشية للقبائل الحدودية من اجل دفع المكوس والضرائب وسمى قبائل الضبانية تحديدا ..وحينما احسوا ان الطريق سالكا لسنار طمعوا حاولوا ان يطوروا هجومهم بقصد دخول العاصمة ...وهذا يبدوا اقرب للحقيقة ولا شك ان للاستاذ جعفر مصادره واطلاعه على رواية الاحباش .غير ان مسار الجيش الحبشى كان في اتجاه قبائل الحمدة (رفاعة الشرق) وليس الضبانية.
وللحرب تحضيراتها من تقدير الموقف وتنشيط الاستخبارات وجمع المعلومات ودراسة المسرح وغيرها من التفاصيل .وقد وجدت في تراث الضبانية الذى نشره الاستاذ الطاهر عبدالكريم رحمه الله اشارة لذلك مما روى من شعر ود المرين انقيب زعيم الضبانية محمود ود زايد
جيتك من بعيد واطى الجمر والشوكة
وشكرك بسمع بيه في الكبار ماطروكه
محمود باصمد البجنك روكة
صقر الميتر الحبس الحبش من دوكه

مابقول بقر والبقر رغاى
والاسد قطيطا سربه الرعاى
محمود ياجليس القرنهن نداى
بخمش الكيك على الصف البقول وقداى
والشعر ان كان احدث من تلك الحرب فانه يثبت شيئا قديما
في كتاب يوسف مخائيل مذكراته مع الخليفة عبدالله تورشين ...يقول له ما معناه ان حرب الحبش سريعة ان حرب الحبشة يانصرة ياوكسة ...ويساله عن دولة المسكوبا ...وهو ما يعضد رواية السابقة ..
الاستاذ مكى شبيكة يرجح من طرف خفى قيادة خميس جانقل للمعركة . وينتقد كاتب الشؤنة ايضا من طرف خفى فيذكر ان الجيوش تقاتل وفى النهاية ينسب النصر للشيوخ الباركين في الفراء ..ويعزز ذلك باهمال النبوات التى وردنت في كتاب الشؤنة .
ايضا اهمل ذكر لقاء بروس بالامين ودمسمار .رغم انه ذكر مروره باربجى .
خميس جانقل ...هو قائد الحرب الراجح ..واسم جانقل يوجد ايضا في شمال السودان ومنهم رئيس القضاء السابق خلف الرشيد جانقل وقد سالت منه الاستاذ الصحفى رحاب محمد احمد فنفى صلته بهذا القائد وذكر انه لقب وهو مركب من كلمتين ( جن قال )وله قصة وهو قريب من لفظ جنجويد ... وربما كان اسم جاقل لقبا لخميس لان مصادر القبائل التى حاربها خميس بعد علو شانه تسميه خميس بارنقة او وتصفه بدلالا بقر السقارى ولبرفسير ابراهيم احمد الحاردلو ورقة علمية محكمة ذكر فيها ذلك وورد ذلك في الشعر:-
قال على ود الحلال .(عاش في القرن التاسع عشر)
خيلا من زمان دنبو وخميس موصوفة ...
جامدات للكبائر وقلبة المعسوفة
أسال من حضر يوم الكتال في قوفة ..
جيد ناس البصل ما جابو قلب شلوفة
وقال أحمد عوض الكريم أب سن (عاش في القرن العشرين )
يوم دنبو سبعة خيولنا في الميدان ...كتلن ألف وكسرن ريشة العيقان
خميس فحل السقاريت كاسر الديران ...
لاقه أب علي ودهجه أب حديدا صان
ملاحظة اخيرة هى كلما ارتفع شان اهل دار فور في وسط وادى النيل علا صوت المعارك مع الاحباش تكرر ذلك في زمن خميس والخليفة عبدالله ... ربما احتاج الامر لتفسير اعمق..والله اعلم

.( يقول الله عز وجل في سورة هود الاية 49
تِتلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَٰذَا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ(49) ويقول عز من قائل في سورة يوسف الاية 81(وَمَا شَهِدْنَآ إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَٰفِظِينَ)
لمزيد من الصور والمواضيع الرجوع لرابطhttps://www.facebook.com/people/Mohamed-A-Idris/1

 

 

آراء