شوقى أنا للبلد بى حالا والشوق لى تراب أهلى

 


 

 

(6)

 

 

- الآن يتجه القطار نحو أبو حمد وكان الوقت قبل المغرب بقليل حيث موقعى بجانب النافذة أنظر من خلالها أتابع حركة الشمس وهى تعلن عن رحيل يوم فصارت الشمس تتلون بألوان تتغير بين كل لحظة وأخرى .... فبينما أتعمق فى إصفرارها إذا بى أراها قد تحولت إلى اللون الأحمر الفاقع ثم الداكن وكأنها كرة نارية تحلق فى السماء .... كانت هذه الألوان الصادرة من الشمس تنعكس على الأفق فى تناغم جميل يحكى عظمة الخالق لرسم لوحة بديعة يعجز كل رسامى البشر من رسم ما يشابهها ولو إجتمعوا .... سبحان الله ... ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك ..

نظرت إلى مجموعتنا فوجدت أن هنالك بعضاً من الفنانين المسرحيين قد إنضموا إلينا وعلمت أنهم فى رحلة لمدن الشمال لعرض بعض أعمالهم المسرحية وأنهم قدموا بعضاً منها فى عطبرة وبربر وأنهم بصدد التوجه إلى أبو حمد ومنها كريمة ودنقلا لنشر هذا الفن المسرحى خارج العاصمة وللترفيه عن جمهورهم ومحبيهم فى أطراف المدن ... لقد كان فى معية هؤلاء المسرحيين شاشة عرض وماكينة تشغيل لبعض الأفلام للترفيه بها على المرافقين ولقضاء أوقات الإنتظار إن إنقطع بهم الطريق فى مكان ما ... وبدأ أحد الفنيين فى تشغيل أحد الأفلام لركاب عربة القطار التى نستغلها ... وبذلك فإنى أرى أن القطار لم يكن وسيلة لنقل الركاب والبضائع فقط وإنما هو أيضاً وسيلة هامة لنقل الثقافة والمعرفة لكل منطقة إمتدت لها خطوط السكك الحديدية حيث ينقل الصحف والكتب والأخبار لذلك نجد أن سكان المناطق المجاورة لمحطات القطار هم أكثر الناس تاثراً بثقافات المدن الكبرى ويكاد يظهر ذلك حتى فى أزيائهم ولهجتهم ومأكلهم ..

 

الآن وقد إنقضى الوقت بسرعة فى معية الرفقاء الجدد هاهى أبو حمد تلوح من بعيد وتدب الحركة وسط المسافرين إشارة إلى أن هذه المحطة المقبلة هى محطة هامة ولقد سمعت عن أبوحمد المحطة الرباطابية وتمنيت أن أراها وهاهى الآن قاب قوسين أو أدنى ... لابد من الإستعداد للنزول فيها وملاقاة أهلها والتعرف على طبيعتها والمقارنة بين ما سمعته وما سألمسه على أرض الواقع ... وقبل كل هذا وذاك الإستمتاع بكاسة شاى (صاموطى) إتقاءا لبردها وليكون لى وقاية من رد سريع وربما مسيخ من أحد سكان المنطقة ...

أبو حمد هى المحطة التى تمثل نقطة تلاقى لقطارين مهمين هما قطر حلفا وقطر كريمه .. إذن هى نقطة تلاقح بين منطقتى الشايقية والحلفاوين لذلك سنبقى فيها لفترة أطول حتى يتم تبادل العربات والركاب الذين ينوون تغيير مساراتهم فيها ....

 

يا حليلِك يا بلدنا! .. الفيكِ ربّونا اتولدنا

 

يا كريم يا الله حلحل لي وثاقي! .. أصلي مشتاق .. أصلي غرقان في اشتياقي

 

لى نخيلنا .. ولى جروفنا وللسواقي .. لى صديرياتا لى لبس الطواقي

 

يا حليلك يا بلدنا

 

شوف دموعي الكابّه مِنْ ساعة فراقي .. بى وراكم أصلو ما فضّلتا باقي

 

يا حليل ناس آمنة عِنْ ساعة التلاقي .. ياحليلك يا بلدنا

 

يا حليلو لعبنا فوق رمل الجزاير .. نرعى في وديانا فوقنا الطير دا طاير

 

كنا فرحانين ومرتاحين ضماير .. لا زعل بيناتنا خاتّين الصغاير

 

شوف بناتنا بُدور ومِنْ فوقِن ضفاير .. يا حليل ناس آمنة سِتّات الحراير

 

جن تقول غزلان واردات للحفاير .. يا حليلك يا بلدنا

 

وقت الليل يروق بطراك يالعشاوي .. الدليب إنْ دقّهَ بَسْمَعو في مِسّاوي

 

الطنابير التّرِنْ تروي الحكاوي .. واللبيب بي صوته لي جرحي بيداوي

 

يا حليلك .. يا بلدنا

 

يا حليلي اللى بلدنا بقيتَ غاوي .. الحنين والغربة ديل خلوني راوي

 

يا حليلك .. يا بلدنا

 

في الليل كنا عاد نمشي الخلاوي .. شيخنا واقف سوطو في ايديهو لاوي

 

نقرا في ليحانّا .. صوتنا الدّيمة عاوي .. وبى حطب السّلم ساحاتنا ضاوي

 

يا حليلك .. يا بلدنا

 

يابا ود حاج .. ويابا أبنعوفْ ... يابا تور الزّومة العطوفْ

 

ود حجر يا راجل الدفوفْ ... ود بليل في موره معروف

 

الحقوني أنا .. لِمّوا الصفوفْ ... قصدي لى قببكم أشوفْ

 

يا بلدنا أزورك واطوفْ ... يا حليلك يا بلدنا .. ويا حليلك يا بلدنا

 

ويا حليلك يا بلدنا .. ويا حليلك يا بلدنا .. ويا حليلك يا بلدنا

 

 

AHLAM HASSAN [ahlamhassan@live.ca]

 

آراء