شيرين ابو عاقلة بين اكذوبة إسرائيل وأكاذيب قادتها

 


 

 

لن يغير وضوح الصورة على صفائها وجلائها من متواليات الكذب الصراح الذى لازم الاحتلال الاسرائيلى منذ نشأته الأولى وحتى لحظة الاغتيال الصادم للصحفية شيرين ابو عاقلة فى فجر العاشر من مايو فى عام 2022م ، لن يغير بشاعة المشهد من قتامه وبشاعة الاحتلال الدموي الاسرائيلى ولن ترمش عين واحدة من عيون الاحتلال وهى تنظر الى شيرين وهى ملقاة على ارض جنين الطاهرة لان دولة اسرائيل بكل أبعادها السياسية والاجتماعية والثقافية قامت على عامود أوحد اسمه الكذب ولان قادتها على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم لم يكونوا فى حياتهم غير حفنة من الكذابين الذين يتخذون من الكذب درعا ومن الكذابين ستارا ولان الكذب اصيح هو الحقيقة الوحيدة الصادقة فى مجمل حيواتهم يتعاطونه كما يتعاطون اكلهم ويتبادلون كم يتبادلون تحياتهم ويعيشونه كما يعيشون خزيهم وعارهم
قتلت ادن شيرين ابوعاقلة برصاصة اسرائيلى وهى تحمل مايكروفونا تنقل به عار اليهود على ارض جنين الصامدة وصرعوها على الأرض وهى بكامل لباسها الصحفي المميز وعفروها بالتراب ونسوا ان من يقتل على ارض فلسطين الطاهرة تكتب له الحياة ولكن الشعب الفلسطيني ذكرهم ببهجة الحياة التى تخرج من غمار الموت وها هاهى شيرين التى قتلوها تخرج اليهم فى حضرة الشعب الفلسطيني كله ولسان يردد (شيرين ابوعاقلى ... )
لم يجد رئيس الوزراء الاسرائيلى غير الكذب حينما تحدث عن اغتيال شيرين بواسطة المسلحين الفلسطينيين... لم يجد كلمة صدق واحدة يقولهاوهو يواجه العالم وكان له متسع من الكلمات ولم يجد موقفا مشرفا وهو يواجه التاريخ وقد تعددت أمامه المواقف المشرفة ولكنه كما كل شعبه أدمن الكذب الصراح فوقف موقف الصبيان حينما برر قتل شيرين بذريعة يخجل منها الطفل بين الصبية دعك من الساسة فى وجه العالم وفى ذمة التاريخ . هذا هو الوجه الاسرائيلى دون مواربة او خجل وهذا هو الفعل الاسرائيلى المعتاد والذى جبل عليه الصهاينة من بدأ الخليفة وهذه هى السياسة الصهيونية واضحة كوضوح اغتيال شيرين وسط طاقمها وجلية كجلاء صورتها وهى منكفئة على وجهها امام أنظار العالم وأسماعه.
لم يغير وضوح الصورة الصادمة لكل أحرار العالم من متوليات الكذب فى اسرائيل فهى مركوزة فى مخيلتهم وجارية فى دمائهم وغدا سيسفر التحقيق عن لا شئ .... فماذا أسفر التحقيق عن قتل ياسر عرفات واحمد يسن ومحمد الدرة وغيرهم وغيرهم
هذا هو مفترق الطرق للذين أضناهم اللهاث خلف سراب التطبيع وهذه هى نهاية الحلم الذى ظن البعض انه حقيقة .. حلم التطبيع وحلم التعايش وحلم المجايلة والمعايشة والإخوة
أكذوبة إسرائيل الكبرى بوعد من لا يملك لما لا يستحق .. وعد بلفور المشئوم الذى أعطى ارض بلا شعب لشعب بلا ارض .. أعطى فلسطين المسلمة بمقدساتها الإسلامية الى اليهود مكافأة لهم خللا وقوفه بجانب الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية ... أكذوبة التاريخ التى قامت عليها دولة إسرائيل فى يوم النكبة لن يغذيها ويعينها على الحياة الا أكاذيب قادتها وأكذوبة الاحتلال لأراضى فلسطين بقوانين الاستيلاء الجائر لن يعينها على النفاذ الا أكاذيب رجالها ونساءها وأطفالها وحتى شيوخها .. أكذوبة الهيكل الذى يتم تحت ذريعة تدنيس المقدسات فى المسجد الأقصى وغيرها من الأكاذيب التى لا تنتهي .
قتلت شيرين لانها كانت هى إحدى الأدوات التىى تقوم بفضح تلك الأكاذيب بصوتها وسمتها ..جابت كل أنحاء الضفة تحمل مايكروفونها دون كلل لنقل الحقيقة التى يخشاها الاحتلال وتظهر الضوء الذى يخافه المحتلون .. قتلت شيرين لان بين جوانحها عزيمة وفى قلبها شجاعة ومن خلفها كاميرا ... قتلها الاحتلال لان كل ما يخشاه موجود فيها ولان كل مل يخافه منثور حولها
هذه هى شيرين ابوعاقلة معفرة بالتراب منكفئة على مايكروفونها تنقل فى آخر لقطة من حياتها عار اليهود فى مواجهة الحق وخزي اليهود فى مجابهة الحقيقة وسقوط اليهود فى وجه التاريخ ولعل تلك اللقطة على بشاعتها تنجز لنا الفعل اليهودى الخائر وتبرهن للعالم اجمع ان اسرائيل رغم كل قوتها لا تخشى الا الفلسطينيين .. فهى تخشى صخبهم كما تخشى صمتهم وتخشى عنفوانهم كما تخشى سكونهم وتحشى صمتهم كما تخشى صوتهم ... والا لما عمد حندى اسرائيلى موتور بإطلاق رصاصة الموت على راس شيرين وليس فى يدها اكثر من مايكرفون ليس وفى قلبها أكثر من حقيقة

najisd2013@hotmail.com

 

آراء