شيماء عادل ( الماسورة )

 


 

سارة عيسى
18 July, 2012

 




بسبب الإنقاذ إزدانت عاميتنا بمفردات جديدة ، الماسورة  أو أن يُقال فلان طلع ماسورة كبيرة ، هذه التسمية وردتنا من سوق الحرامية بمدينة الفاشر حيث نجح بعض المحتالين في النصب على عدد من البسطاء حيث أخذوا منهم مدخراتهم  بعد أن وعدوهم بعوائد خرافية ، وفي خاتمة المطاف تبخرت أحلام هؤلاء البسطاء وهرب المواسير وبعضهم دخل السجون ، كانت العرب تقول:  عاد بخفي حنين كدلالة على الخسارة في المغنم ، ونحن خرجنا من السوق بمفردة ماسورة ، هذه الحكاية حدثت في مصر في ايام مبارك فيما عُرف وقتها بمجموعة الريان وأحمد السعد ، أي ان تجربة الإخوان أصبحت مثل الكتاب المفتوح ، نفس الوقائع مع إختلافات بسيطة ، سألت عن زميلة لي تطلقت من زوجها ، سألت عن السبب أخبروني ( أنه طلع ماسورة ) ، أنه لم يكن غنياً كما متوقعاً  أومتعلماً كما كانت تعتقد ، والمصيبة الكبري أتضح أنه متزوج وله من العيال ما يشيب الرأس .
قبل أن أغوص في قصة الصحفية المصرية شيماء عادل علينا تذكر قصة سامي الحاج ، السوداني الذي كان يعمل مصوراً لدى قناة الجزيرة والذي تم إعتقاله في ظل ظروف غامضة على يد الجيش الأمريكي في أفغانستان ، فقد جعلت منه قناة الجزيرة بطلاً قومياً وتلاعبت بمشاعر الناس عن طريق إجراء لقاءات متكررة  مع زوجته واسرته ، لم يكن سامي الحاج محارباً ولم يكن حتى مراسلاً حربياً لا يشق له غبار ، فالرجل تواجد في المنطقة الخطأ وفي الزمان الخطأ مثله ومثل آلاف الأفغان والباكستان الذين رماهم الحظ العاثر في منتجع غوانتامو ، خرج سامي الحاج من المعتقل بناءً على صفقة لا تُعرف تفاصيلها ولكنه من المرجح أنه وشى ببعض الاشخاص ، في رحلة العودة وهو على متن طائرة عسكرية أمريكية كان سامي الحاج يجلس هادئاً ومتماسكاً وعندما هبطت الطائرة  في مطار الخرطوم أدعى أنه مصاب بغيبوبة وسقط على الأرض مما أستدعى حمله بنقالة طبية ، فاصبح مثل المحارب الذي عاد من ساحات الوغى ، أستقبله البشير وصلاح قوش وممثل قناة الجزيرة أحمد منصور ، قبل أن يخبأ بريقه تولى سامي الحاج رئاسة لجنة الحرية وذهب لنصرة الفلسطينيين في غزة ، وفي ذلك الوقت كان الأخ ابوذر الأمين يتعرض للتعذيب والتنكيل ، بطل قناة الجزيرة الكاذب لا يعترف بسوء الحريات في السودان فهو كان يمثل مشهد الاسير المضطهد مثل مسلسل الزير سالم  ، إختفى سامي الحاج وقلّ ضجيجه وعاد للمرة الثانية لجحور النسيان فلأنه كان سجيناً بلا قضية ، وكان يؤمن بالحرية لغزة ويكفر بحرية التعبير في بلاده  .
صحفية مصرية زارت السودان بعد تطبيع العلاقات بين البلدين في ايام حسني مبارك ، في مطار القاهرة سالتها مراسلة التلفزيون المصري عن الإنطباع الذي عادت به فقالت : والله انا ما شفتش أكل كتير زي السودان ..أنا خفت أموت من التخمة ، وقد كانت هذه الصحفية صادقة ، وبالفعل كانت تقيم في فندق مدفوع الأجر ووجبات الطعام ببلاش لذلك خرجت من السودان بهذا التصور وأنا لا ألومها في ذلك . فإلاعلام الإنقاذ مثل جماعة الحشاشين يرسم صورة وردية عن الأحوال الإقتصادية في السودان ، فلا زال ربيع عبد العاطي متمسكٌ بالأجر الشهري للسوداني وهو 1800 دولار ولم يفلح كل العقلاء في إقناعه بأن هذا الرقم ( ماسورة )
أما شيماء عادل فالأمر مختلف بعض الشئ ، فهي كانت إسم مجهول يبحث عن الشهرة ، وقد حاولت أن أقرأ إنتاجها الصحفي ولكنني صُدمت لأنني لم أجد لها شيئا ً  يستحق الإهتمام والقراءة  ، وهي دخلت السودان كناشطة وليس صحفية وحتى إنني لم أقرأ لها اي مقالات عن الثورة الحالية ، وهي كانت ممثلة بإمتياز حيث نجحت في التلاعب بمشاعر النشطاء السودانيين وصدقوا حكايتها بأنه تم إعتقالها عن طريق الشرطة السرية وسجنها في مكان غير معروف  ، وبعد مطالعتي لتصريحاتها في قناة الجزيرة  اشك بأنها كانت في السجن ، فهئتها لا تدل على ذلك وقد ذكرتي بقصة ذلك الملازم الماسورة خالد حسن ، فبعد أن أكل الدجاج وشرب البيرة – غير باغ ولا عاد – مع جنود الحركة الشعبية وقبض مائة دولار عاد وأنكر حسن المعاملة  ، وحسب تصريحات الاسيرة شيماء عادل  فكيف بمسجون تراعاه الدكتورة ثابيتا بطرس بنفسها ..وهل هي تخص كل السجينات بهذه الرعاية ؟؟ !!! وكيف تكون معاملة الأمن السوداني حسنه ونحن نراه يطلق الرصاص ويجلد النساء ؟؟ في ظني أن الاستاذة شيماء كانت في شقة رئاسية مفروشة وهي تنعم بكل الإمتيازات ، وتهمة الصحفي الأجنبي الذي يعمل بلا تصريح عقوبتها في السودان مصادرة المعدات ومغادرة البلاد ،
إذاً كانت مسرحية شيماء عادل باهتة وبايخة لأبعد الحدود ، وسفرها من الخرطوم لأديس اببا في طائرة الرئيس البشير ثم عودتها في الطائرة الرئاسية الخاصة بالرئيس مرسي يفتح عدة تساؤلات ....فهل شيماء عادل بالفعل تملك كل هذه القيمة من الأهمية ؟؟ وهل سجناء الكلمة الحرة في كل العالم يُعاملون بهذه الأريحية ؟؟ وهل تنقلهم الطائرات الرئاسية من السجون إلى ذويهم ؟؟
سارة عيسي
sara issa [sara_issa_1@yahoo.com]

 

آراء