صبرا أستاذة هويدا !
د. زهير السراج
12 October, 2022
12 October, 2022
manazzeer@yahoo.com
* جرى العرف في كل دول العالم أن يتم توزيع المعلمين والمعلمات على المدارس بالقرب من مكان السكن، وهو نفس التقليد المتبع في توزيع الطلاب والطالبات، باعتبار أن المدرسة ليست مكانا للتدريس في الزمن المحدد فقط، وانما مشروع تربوي كامل يتضمن الكثير من الانشطة التربوية وتنمية المهارات والمواهب بكافة أشكالها وهو ما يحدث عادة بعد انتهاء اليوم الدراسي، مما يتطلب أن يكون مقر إقامة المعلم والتلميذ بالقرب من المدرسة ما امكن ذلك لتسهيل الانتقال بين المقرين والانتفاع من معظم الوقت في العملية التعليمية (مثل المذاكرة والتحضير ..إلخ)، وعدم اضاعته في التنقل، فضلا عن الحاجة في بعض الاحيان الى وقت إضافي (بعد الحصص) للإنتفاع منه في الأنشطة التعليمية إذا تطلب الأمر، مما يستوجب إقامة التمليذ والمعلم في مكان قريب من المدرسة، وهو أمر مطبق في كل دول العالم!
* بل إن الانظمة التعليمية في العديد من دول العالم، كان من بينها السودان في فترة الخمسينيات والستينيات وحتى بداية السبعينيات من القرن الماضي، تشترط إقامة الطلاب في داخليات خاصة بالمدرسة لتجويد الاداء وضمان استثمار الوقت بأفضل ما يمكن في الانشطة التعليمية وغير التعليمية المختلفة، وهو نظام أثبت نجاعته ونجاحه في تجويد المستوى الاكاديمي للطلاب وتنمية قدراتهم ومهاراتهم مواهبهم، ولا يزال إلزاميا في الكثير من الدول المتقدمة خاصة في قطاع التعليم الخاص!
* بناءً على ذلك، ظل التقليد المتبع في السودان وفي غيره من الدول، ألا يتم نقل المعلم (أو اعفاءه من منصبه) إلا في ثلاث حالات: الأولى، إذا كانت هنالك حاجة ماسة الى ذلك وألا ينقل إلا برضائه، وإن رفض تكون لكلمته الأولوية إلا لضرورة قصوى، الثانية، إذا طلب هو النقل مراعاة لظروفه وكانت مقنعة للإدارة، والثالثة، عند صدور الكشف العام مع مراعاة مكان الإقامة، وله الحق في الإستئناف إن لم يكن النقل مناسبا له!
* ظل هذا هو التقليد المتبع، الذي يحقق مصلحة التلميد والمعلم والعملية التربوية والمحصلة النهائية المرجوة منها والمصلحة العامة للمجتمع والدولة ككل، غير أن البعض، ومن المؤسف أنهم ينتمون لمهنة التعليم، لا يفهمون المغزى والحكمة من هذا التقليد، ويتصرفون في بعض الاحيان بشكل شاذ وغريب لتحقيق أغراض خفية وشخصية بعيدة عن التربية والتعليم!
* من ضمن هذه التصرفات النشاز والشاذة ما حدث للاستاذة (هويدا الأمين المصباح) التي نقلت تعسفيا من مدرستها ــ حسب بيان للجنة المعلمين بمحلية كوستي ــ الى مدرسة طرفية تعانى الأمرَّين في الوصول اليها، علما انها معلمة صاحبة خبرة كبيرة ودرجة وظيفية رفيعة، وعندما إحتجت على النقل (بعد التنفيذ) لدى الشخص المسؤول، أجابها بأن النقل حدث عن طريق مدير التعليم بالمحلية وهو مصر على النقل لأسباب لا يعلمها إلا هو!
* إستأنفت الأستاذة (هويدا) متظلمة لموجه المرحلة الثانوية، فتم نقلها إلى مدرسة أخرى، ولكن مدير التعليم بالمحلية أصر على موقفه، وقال للموجه: "هويدا دي خط أحمر"، والاسوأ من ذلك انها عندما ذهبت الي المدرسة الطرفية لحين البت في امر نقلها، طردها مدير المدرسة (وهو في الدرجة السابعة، بينما الاستاذة هويدا في الدرجة التانية) وصاح فيها بأعلى صوته "اطلعى من المدرسة"!
* هكذا يتم التعامل مع المعلمين الشرفاء، فقط لأنهم وقفوا مع الشعب في ثورته ضد الظلم ورفعوا اصواتهم مطالبين بتحسين شروط خدمة المعلم التى لا تساوي ذرة ضئيلة جدا مقارنة بالجهد والرسالة المقدسة التي يؤدونها، ثم يُهانوا ويُذلوا ويُنقلوا تعسفيا الى مدارس بعيدة عقابا لهم، ويُطردوا من مدارسهم تحت بصر وسمع تلاميذهم .. تخيلوا هذا ما يحدث للمعلمين، فماذا يحدث لبقية فئات المجتمع الأخرى!
* ولكن كما أكد معلمو كوستي، فإن ذلك لن يخيفهم ولن يثنيهم عن أداء مهمتهم المقدسة وواجبهم الوطني، ولن ينزلوا من قطار الثورة قبل وصوله لمحطته الأخيرة، وسيواصلون رحلة النضال من أجل حقوقهم وإصلاح حال التعليم والوقوف في الصفوف الأمامية مع الشعب.
* جرى العرف في كل دول العالم أن يتم توزيع المعلمين والمعلمات على المدارس بالقرب من مكان السكن، وهو نفس التقليد المتبع في توزيع الطلاب والطالبات، باعتبار أن المدرسة ليست مكانا للتدريس في الزمن المحدد فقط، وانما مشروع تربوي كامل يتضمن الكثير من الانشطة التربوية وتنمية المهارات والمواهب بكافة أشكالها وهو ما يحدث عادة بعد انتهاء اليوم الدراسي، مما يتطلب أن يكون مقر إقامة المعلم والتلميذ بالقرب من المدرسة ما امكن ذلك لتسهيل الانتقال بين المقرين والانتفاع من معظم الوقت في العملية التعليمية (مثل المذاكرة والتحضير ..إلخ)، وعدم اضاعته في التنقل، فضلا عن الحاجة في بعض الاحيان الى وقت إضافي (بعد الحصص) للإنتفاع منه في الأنشطة التعليمية إذا تطلب الأمر، مما يستوجب إقامة التمليذ والمعلم في مكان قريب من المدرسة، وهو أمر مطبق في كل دول العالم!
* بل إن الانظمة التعليمية في العديد من دول العالم، كان من بينها السودان في فترة الخمسينيات والستينيات وحتى بداية السبعينيات من القرن الماضي، تشترط إقامة الطلاب في داخليات خاصة بالمدرسة لتجويد الاداء وضمان استثمار الوقت بأفضل ما يمكن في الانشطة التعليمية وغير التعليمية المختلفة، وهو نظام أثبت نجاعته ونجاحه في تجويد المستوى الاكاديمي للطلاب وتنمية قدراتهم ومهاراتهم مواهبهم، ولا يزال إلزاميا في الكثير من الدول المتقدمة خاصة في قطاع التعليم الخاص!
* بناءً على ذلك، ظل التقليد المتبع في السودان وفي غيره من الدول، ألا يتم نقل المعلم (أو اعفاءه من منصبه) إلا في ثلاث حالات: الأولى، إذا كانت هنالك حاجة ماسة الى ذلك وألا ينقل إلا برضائه، وإن رفض تكون لكلمته الأولوية إلا لضرورة قصوى، الثانية، إذا طلب هو النقل مراعاة لظروفه وكانت مقنعة للإدارة، والثالثة، عند صدور الكشف العام مع مراعاة مكان الإقامة، وله الحق في الإستئناف إن لم يكن النقل مناسبا له!
* ظل هذا هو التقليد المتبع، الذي يحقق مصلحة التلميد والمعلم والعملية التربوية والمحصلة النهائية المرجوة منها والمصلحة العامة للمجتمع والدولة ككل، غير أن البعض، ومن المؤسف أنهم ينتمون لمهنة التعليم، لا يفهمون المغزى والحكمة من هذا التقليد، ويتصرفون في بعض الاحيان بشكل شاذ وغريب لتحقيق أغراض خفية وشخصية بعيدة عن التربية والتعليم!
* من ضمن هذه التصرفات النشاز والشاذة ما حدث للاستاذة (هويدا الأمين المصباح) التي نقلت تعسفيا من مدرستها ــ حسب بيان للجنة المعلمين بمحلية كوستي ــ الى مدرسة طرفية تعانى الأمرَّين في الوصول اليها، علما انها معلمة صاحبة خبرة كبيرة ودرجة وظيفية رفيعة، وعندما إحتجت على النقل (بعد التنفيذ) لدى الشخص المسؤول، أجابها بأن النقل حدث عن طريق مدير التعليم بالمحلية وهو مصر على النقل لأسباب لا يعلمها إلا هو!
* إستأنفت الأستاذة (هويدا) متظلمة لموجه المرحلة الثانوية، فتم نقلها إلى مدرسة أخرى، ولكن مدير التعليم بالمحلية أصر على موقفه، وقال للموجه: "هويدا دي خط أحمر"، والاسوأ من ذلك انها عندما ذهبت الي المدرسة الطرفية لحين البت في امر نقلها، طردها مدير المدرسة (وهو في الدرجة السابعة، بينما الاستاذة هويدا في الدرجة التانية) وصاح فيها بأعلى صوته "اطلعى من المدرسة"!
* هكذا يتم التعامل مع المعلمين الشرفاء، فقط لأنهم وقفوا مع الشعب في ثورته ضد الظلم ورفعوا اصواتهم مطالبين بتحسين شروط خدمة المعلم التى لا تساوي ذرة ضئيلة جدا مقارنة بالجهد والرسالة المقدسة التي يؤدونها، ثم يُهانوا ويُذلوا ويُنقلوا تعسفيا الى مدارس بعيدة عقابا لهم، ويُطردوا من مدارسهم تحت بصر وسمع تلاميذهم .. تخيلوا هذا ما يحدث للمعلمين، فماذا يحدث لبقية فئات المجتمع الأخرى!
* ولكن كما أكد معلمو كوستي، فإن ذلك لن يخيفهم ولن يثنيهم عن أداء مهمتهم المقدسة وواجبهم الوطني، ولن ينزلوا من قطار الثورة قبل وصوله لمحطته الأخيرة، وسيواصلون رحلة النضال من أجل حقوقهم وإصلاح حال التعليم والوقوف في الصفوف الأمامية مع الشعب.