صديقى وزميلي فوق العادة .. سيد احمد الحاردلو!

 


 

 


Ali Hamad [alihamad45@hotmail.com]
***   صديقى  الممراح ،  البشوش ، الضحاك ، المنطلق  مثل  نسيم  الدعاش ، اناديك  واناجيك  من  خلف  المسافات  الفاجرة  وانت  لا  تسمعنى . ما  اقسى  هذه  الحقيقة  وما امرها : أن  لا  يرد  صاحب  الكلم الجميل على  من  يناديه  ويناجيه  وقد كان  بالأمس  بحر  الكلام   وسيده.      خبر  رحيلك  المر  فجع  صديقك  الذى  تعرف  واسكته  عن الكلام .   احزنه  الرحيل  المر  الذى  كان  يخشاه   ويتوقعه  بحسب  افادات  الطبيب  المعالج . وكان  يجبر  على  نفسه  على  تكذيب  هذه  الحقيقة  القاسية . يوم  ذاع  الخبر تحدرت  دموعه  عليك  وهو  فى  حالة  من  الجزع  المكين . تفكر فى الرحيل  بالتقسيط  الذى  لا  يسمح  بكلمة  وداع  حانية .  قبل  بضعة  سنين  كتب  عنك  مقالا  حزينا  يوم  ذاع  خبر  مرضك  الخطير . داعبك  فيه  كعادته   دائما  معك . وحوم  بك وبالقراء  بعيدا  عن  حقيقة   مرضك  الخطير . ونعى  لك  الخارجية  ، ذلك  الخميل  الجميل  هدمه  الريح  الاصفر  حين  دخل  عليه  فجأة   من  النافذة  مثلما  دخل  الثلج  من  نافذة  حنا مينا  ،  الروائى السورى ، على  سوريا   الجميلة ، فهدمها .  لقد  دمر  التتار الاسيون خميلنا  الجميل ،  وشردونا  فى  الدياسبورا  العالمية ،  وجعلونا  لقمة  سائغة  للرهق  العام  حتى  تصايحنا ، كل  فى  وجه  اخيه ، إنج  سعد ،  فقد  هلك  سعيد! عزاؤنا  اننا   لا  نجزع عليك  من غائلة  الموت ، فقد  كنت  وما زلت  من اصحاب  النفوس  المطمئنة  فى  محراب  الوطن . شردك  الشموليون  فى سبيله  فى  كل  الحقب . نقلوك الى  لندن  واعادوك منها  مغاضبين  لأنك  لم  ترق  لهم .  فقد  كنت عصيا  على  التطويع  . نقلوك  الى  نيويورك  واعادوك  منها  فى ظرف  ساعات لأن  قلب الشاعر  النقى   فيك رفض ان  يباع  فى  سوق النخاسة  العاطفية . نقلوك  الى اليمن  الذى  لم يعد  سعيدا . و طردوك  منها  لأنك  قلت  ان  وطنك  الحبوب  اكبر  من كل الاقزام  الذين  يريدون  ان  يكونوا  طوالا  بلبس  الكعب  العالى ! ويا حاردلو : نم  بعيون  قريرة . فوطنك  السمح  الزين  راض  عنك . وشعبك  ابوجلابية  وتوب ، ابو سيف  وسكين  راض  عنك . الذين  ترضى  عنهم  شعوبهم  واوطانهم  لا  يخافون  بخسا  او هضما  عند  الله.  يا بخت  صديقى  الممراح : اننى  اغبطه ،  واتمنى  حاله ،  واقول  لمرتزقة  اللقمة  المرة  : ذهب  صديقى الممراح  صاعدا  مثل  شهاب  مضئ ، فلا  نامت  اعين  الجبناء  المرتزقة. نعى جيش  المنافقين  الجرار  للحاردلو من  الذين كانوا  يدقون  الطبول  دفاعا  عن  الباطل و تثبيتا  للصالح  الخاص  لا  يجد  احتراما  من احد . ان   الذهب  يذهب  جفاءا  ويبقى  الذهب  المصقول . وليس  فى  الارض  ذهب  فى نقاء  صديقى الممراح .
ياحاردلو : لقد  جمعنا  خميل  الخارجية  الجميل  ذات  يوم  عندما  كان  مستودعا  للخزف الجميل ،  يضم  بين  مكنوناته  كل  نفيس  قبل  أن  تهجم  عليه  الثيران  الاسبانية  وتجعله  رميما  او كالرميم  : و خرجت  انت  يا  حاردلو  مغاضبا  وانت  الذى  كان  الغضب  لا  يعرف  سبيلا  الى محياك  الصبوح  الضحاك .  ولكنه  الغضب  النبيل  فى  سبيل الوطن  الفقيد . وخرج  السفراء  عبد الله  محجوب ،  طيب  الله  ثراه.  وعلى  حمد ابراهيم   ومحمد  المكى ابراهيم  وعمر  عثمان  مختارين. واخرج   السلاجقة  الجدد  قبلهم  رعيلا  من السفراء  الجهابز الذين جمعتهم  الزمالة النقية  فى  خدمة  الوطن  الذى  انجبهم   ورباهم   وعلمهم  وادبهم  فاحسن  تاديبهم وتعليمهم   قبل  ان  يشردهم   الجلاوزة  التتار ايدى  سبأ . ولكنهم
يتعزون  بأن  ليل  الباطل  يطول  ولكنه  لا  يدوم . وتدوم  على   ضريحك  شابيب  الرحمة  يا حاردلو. ويدوم  عندنا  الصبر الجميل  والسلوان  فى  مصيبتنا  فيك.  ولا حول  ولا  قوة  الا بالله.
///////////////

 

آراء