صراعات الانقلابيين !!!!

 


 

بشير اربجي
28 March, 2022

 

اصحي يا ترس -
ربما لم يكن أحدا من قيادات الإنقلاب العسكري المشؤوم أو المحرضين عليه يتوقع أن تتفاقم الأمور أمامهم لهذا الحد، وقد صرح عدد منهم بذلك الحديث حيث قال جبريل إبراهيم مرة أننا لم نتوقع أن تصل الأوضاع لهذه الدرجة من التدهور، وهو حديث يدل على الغباء والجهل من قبل المنفذين أو الداعمين لهم، وبدأ بعضهم يتلاومون وكل يلصق فشلهم فى تثبيت دعائم الإنقلاب المنبت بالآخر، وصاروا جميعا يتحدثون عن التوافق وطالب بعضهم علناً قوى إعلان الحرية والتغيير أن توافق على التفاوض معهم وتعود للحالة قبل الإنقلاب المشؤوم، وبعد نبرة التحدي التي كانوا يتحدثون بها والقمع الذي قابلوا به الثوار السلميين صاروا كمن يبحث عن قشة يتعلق بها للنجاة مثلهم مثل الغريق،
لكن الشعب السوداني وثواره الأماجد لم يلتفتوا لهم إطلاقاً ولن يلتفتوا طالما هناك شارع ممتليء عن آخره بالثوار والمتاريس، وهو ما سيزيد من عزلتهم وتلاومهم مع بعضهم البعض ومحاولة كل منهم إخراج نفسه من الجرم، فبينما يواصل البرهان وحميدتي وقواتهم القمع ويتحركون كل من وراء الآخر في حالة من انعدام الثقة مع انغلاق الأفق السياسي الغير موجود أصلاً، أصبحت كذلك مكونات الجبهة الثورية تلقي باللوم على بعضها البعض بصورة واضحة وأضحت بيناتهم ضد بعضهم البعض تترى مع كل إشراق شمس جديد، وانقسمت الى جبهة ثورية تتكون من (مالك عقار والهادي إدريس والطاهر حجر وأسامة سعيد) فى مقابل أخرى تضم (جبريل إبراهيم ومني اركو مناوي واردول وعلي عسكوري)، وكل منهم يتهم الآخر بتجاوزه ويهدد بالعودة للحرب حال المساس باتفاق جوبا الذي أنتج هذا الإنقلاب العسكري المشؤوم.
وحسب ماهو واضح بالساحة السياسية فإن الصراع بين هؤلاء الانقلابيين سيتواصل، وقريباً جداً سيصلون لمرحلة كسر العظم بين جميع أطرافهم، وأولهم البرهان وحميدتي فكما قال أستاذنا الحاج وراق لم يحدث أن قام شخصان بانقلاب عسكري مع بعضهم البعض، ولعل هذا يفسر عدم تحرك الجنرالين الانقلابيين مع بعضهما كما كانا يفعلان قبل الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م المشؤوم، كذلك ستكون هناك معركة فرز كبيرة بين أطراف الجبهة الثورية بعد أن علت أصواتهم ضد بعضهم البعض كما سمعنا، ولكن المبشر جداً أنهم مجتمعين لم يستطيعوا الردة على الثورة المجيدة، وكذلك لن يستطيع الطرف المنتصر فيهم على الآخر هزيمة الثورة، فالثوار ينتظرون المنتصر منهم لهزيمته ودحره حتى لا ينشأ إنقلاب آخر فى هذه البلاد.
الجريدة

 

آراء