صراع السودان ومخاطر التدخل الأجنبي والاوضاع بالجارة أثيوبيا

 


 

 

زهير عثمان حمد

الوضع في السودان يثير القلق بشأن احتمالية تدخل دول الجوار وتحويل البلاد إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية. هذا التدخل قد يطيل أمد الصراع ويعقد الجهود الدبلوماسية. وفقًا للمعلومات المتاحة، هناك توترات على الحدود بين السودان وإثيوبيا، لكن لا توجد تأكيدات عن مشاركة قبائل إثيوبية محددة في القتال. ولاتزال في نفوس ساسة البلدان الثلاثة مصر واثيوبيا والسودان الكثير من عنت السجال حول نزاع سد النهضة , النزاع حول سد النهضة يتمحور حول فترة ملء السد وكيفية تشغيله. مصر تطالب بفترة ملء تمتد إلى عشر سنوات، بينما تتمسك إثيوبيا بفترة أقصر. هذا النزاع يعد من القضايا الحساسة التي قد تؤثر على العلاقات الإقليمية. بالرغم من وضع السودان في ظروفه الحالية الان يظن الجيث عن سد النهضة مشحون بالكثير من العنت مع الدبلوماسية الاثيوبية ويظل القلق الرسمي من استغلال ظروف الدولة في لخدمة مشروعهم
علاقات طرفي الصراع في السودان بإثيوبيا معقدة وتتأثر بعدة عوامل، بما في ذلك النزاعات الحدودية والمصالح الإقليمية. تاريخيًا، كان هناك توتر بين السودان وإثيوبيا بشأن منطقة الفشقة الحدودية، وهي منطقة خصبة يقطنها مزارعون إثيوبيون ولكنها تقع ضمن الأراضي السودانية1.

في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين البلدين توترًا متزايدًا، خاصةً بعد الاشتباكات العسكرية التي وقعت في يونيو 2020، حيث اتهمت إثيوبيا السودان باستغلال الصراع الداخلي في إثيوبيا مع جبهة تحرير تيغراي للسيطرة على أراضٍ جديدة. وقد اعتبرت إثيوبيا تحرك السودان مخالفًا لما اتفق عليه البلدين واستغلالًا لانشغال إثيوبيا بترتيب وضعها الداخلي.
من ناحية أخرى، تشير التقارير إلى أن إثيوبيا والسودان كانا على اتفاق بجعل الحدود بينهما مرنة في منطقة الفشقة على مدى سنوات، وكانت العلاقات بين البلدين تعتبر استراتيجية في العديد من المصالح الأخرى. ومع ذلك، يبدو أن موقف السودان تغير بعد سقوط نظام الرئيس البشير وأصبح أكثر تماهيًا مع الموقف المصري، مما أثار قلق الجانب الإثيوبي.
بالنسبة لمن تناصر إثيوبيا في هذا الصراع، فإن الموقف الرسمي لإثيوبيا يبدو أنه يميل إلى الحفاظ على مصالحها الوطنية والتعاون مع السودان في قضايا الأمن الحدودي والتجارة. ومع ذلك، فإن الاتهامات المتبادلة بين البلدين والتوترات الحدودية تجعل الوضع معقدًا ويصعب تحديد موقف إثيوبيا بشكل قاطع تعالوا نتحدث عن منطقة الفشقة هي منطقة متنازع عليها بين السودان وإثيوبيا، وتقع على الحدود الشرقية بين البلدين. إليك بعض المعلومات حول أهمية هذه المنطقة:الموقع والتضاريس:
تقع الفشقة بين نهرين، حيث تلتقي منطقتا أمهرة وتيغراي في شمال إثيوبيا بولاية القضارف الواقعة في شرق السودان.
تعد الفشقة إحدى المحليات الخمس المكونة لولاية القضارف، وهي منطقة معزولة عن بقية السودان، تبدو على شكل شبه جزيرة تتخللها أنهار باسلام وعطبرة وسيتيت.
الأهمية الاقتصادية: تعد الفشقة أخصب الأراضي الزراعية في السودان، حيث يتم زراعة محاصيل زهرة الشمس والسمسم والذرة على مساحة تقدر بمليوني فدان.
مزارعون سودانيون يؤجرون أراضيهم لنظرائهم الإثيوبيين، وهذه العلاقة مستمرة منذ سنوات طويلة.

التاريخ والنزاعات:

يعود النزاع حول الفشقة إلى عام 1902، عندما تم توقيع معاهدة الحدود بين إثيوبيا والإدارة الاستعمارية البريطانية في السودان.

الجانب السوداني يتهم مليشيات إثيوبية باعتداءات متكررة على المنطقة بهدف إخلاء الشريط الحدودي من المزارعين السودانيين.
بالإضافة إلى الأهمية الاقتصادية، تظل منطقة الفشقة محورًا للتوترات بين البلدين، ويجب متابعة التطورات في هذه المنطقة بعناية
إذا حدث تدخل أجنبي في الصراع السوداني، فإن موقف إثيوبيا قد يكون معقدًا نظرًا للعلاقات التاريخية والجغرافية بين البلدين. إثيوبيا تتبنى عمومًا سياسة التهدئة في الخلافات مع السودان، لكنها أيضًا تحذر من أن صمتها لا يجب أن يُعتبر خوفًا. وقد اتهمت إثيوبيا السودان بالتوغل في أراضيها، مشيرة إلى أن الجيش السوداني استغل انشغال إثيوبيا بأزمة إقليم تيغراي.
في حالة التدخل الأجنبي، من المحتمل أن تسعى إثيوبيا للحفاظ على مصالحها الوطنية والأمنية، وقد تعارض أي تحركات تُعتبر تهديدًا لاستقرارها أو للعلاقات الثنائية مع السودان. ومع ذلك، إذا لم تكن إثيوبيا هي الفاعلة للتدخل، فقد تحاول البحث عن حلول دبلوماسية للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة
المخاطر المحتملة للتدخل الأجنبي , التدخل الأجنبي قد يؤدي إلى إطالة أمد الصراع وتعقيد الأوضاع. مع زيادة العنف وعدد الضحايا. وتأجيج التوترات الإقليمية. وتقويض الجهود الدبلوماسية. مع تهديد الأمن القومي وسيادة الدول.
وعلينا أعمال دور المجتمع المدني والمجتمع المدني يلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الديمقراطية والمشاركة السياسية., ومراقبة أداء الحكومة والمؤسسات العامة.وتعزيز التنمية المستدامة.وتوجيه الأفراد نحو الخير والتسامح.
الحوار كأساس للحل , الحوار بين العسكر والمدنيين يعد ضروريًا لتجاوز الخلافات وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، وتشكيل حكومة مدنية تعمل على تلبية احتياجات الشعب ويجب على جميع الأطراف العمل معًا لحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وإدانة العنصرية والتمييز العنصري بجميع أشكالهما. الحياة البشرية ثمينة ويجب حمايتها دائمًا.
إثيوبيا والوضع الإنساني والأمني , الوضع في إثيوبيا يُعتبر متقلبًا ومتوترًا، خاصةً في الجزء الشمالي من البلاد
هناك صعوبات في الوصول إلى بعض مواقع النازحين داخليًا، مما يعقد جهود المساعدات الإنسانية.
الأزمة في شمال إثيوبيا أدت إلى حاجة ملايين الأشخاص للمساعدة الطارئة والحماية.

الصراعات الإقليمية
وتشهد منطقة أمهرة أحداثًا متسارعة، حيث طلب رئيس الإقليم من الحكومة الفدرالية التدخل، وأُعلنت حالة الطوارئ , وهناك توتر بين مليشيات الإقليم والقوات الفدرالية، مع أخبار عن حرب ضارية , الحكومة المركزية تحاول استعادة الأمن في أمهرة، وتواجه تحديات بسبب الانقسامات العرقية والمظالم التاريخية.
التحديات السياسية , الحكومة الفدرالية تبنت مركزية الحكم، مما أدى إلى صدامات مع المليشيات الإقليمية.هناك خلافات تاريخية ونزاعات نفوذ بين الأقاليم، مما يزيد من تعقيد الوضع
التأثيرات على المدنيين , الأعمال العدائية تستمر في طرد المزيد من الناس من منازلهم، مما يزيد من النزوح ويؤثر على سبل العيش , هذه الأوضاع تشير إلى أن إثيوبيا تواجه تحديات كبيرة على مستويات متعددة، ويُعتبر الوضع الإنساني والأمني مصدر قلق رئيسي. من المهم متابعة التطورات عن كثب لفهم الأثر الكامل لهذه الأحداث على البلاد والمنطقة بأسرها.
تصاعد التوترات في إثيوبيا يعود إلى عدة أسباب متشابكة. هذه بعض الجوانب الرئيسية: والصراعات الإقليمية والعرقية:وتشهد إثيوبيا صراعات داخلية متعددة الأبعاد والاتجاهات بين القوميات والعرقيات وبين مختلف الأقاليم.الفيدرالية العرقية تمثل طريقًا لمعالجة قضايا العدالة والحقوق العرقية، لكنها أيضًا أدت إلى زعزعة الاستقرار الداخلي.الصراعات الحدودية بين الأقاليم تزيد من التوترات.
التحديات السياسية:هناك خلافات حول شكل النظام السياسي في إثيوبيا، بين مؤيدي الفيدرالية ومن يرونها سببًا للمشكلات السياسية وعدم الاستقرار.الحكومة الفدرالية تبنت مركزية الحكم، مما أدى إلى تصاعد التوترات مع المناطق الإقليمية.
التدخل الدولي:القوى الدولية تتنافس في إثيوبيا بناءً على مصالحها الجيوسياسية.
الولايات المتحدة تعتبر إثيوبيا حجر الزاوية في سياستها بأفريقيا، بينما تعتبر الصين شريكًا اقتصاديًا مهمًا.روسيا تسعى لاستعادة تأثيرها في المنطقة.لأزمات الإنسانية والأمنية:النزاعات تؤدي إلى نزوح السكان وتأثيرات سلبية على الأمن والاقتصاد.الأزمة في إقليم تيجراي والصراعات الحدودية تزيد من التوترات.
هذه الأوضاع تشير إلى أن إثيوبيا تواجه تحديات كبيرة على مستويات متعددة، ويجب متابعة التطورات بعناية لفهم الأثر الكامل لهذه الأحداث على البلاد والمنطقة بأسرها
مستقبل العلاقات الإثيوبية السودانية يبدو أنه محكوم بعدة ملفات ساخنة ومعقدة، ومن أبرزها التوترات الحدودية، قضية سد النهضة، وعمليات تهريب البضائع والسلع هناك تحديات كبيرة تواجه البلدين، لكن يُتوقع أن تتعزز العلاقات مستقبلاً، خاصةً في مجالات الاستثمار والتعاون الأمني.
بالنسبة للنية الإثيوبية لاجتياح السودان، لا توجد معلومات موثوقة تشير إلى وجود خطط إثيوبية لاجتياح السودان. العلاقات بين البلدين، رغم التوترات، تظل محكومة بالحاجة المتبادلة للتعاون والحفاظ على الاستقرار الإقليمي. السودان نفسه أكد أنه لا يسعى للحرب مع إثيوبيا، ولكنه سيدافع بقوة عن أراضيه إذا فُرضت عليه حرب. ومن الجدير بالذكر أن الكثافة السكانية وحدها ليست مؤشراً كافياً لتوقع مثل هذه الأعمال العدائية.

zuhair.osman@aol.com

 

آراء