صعود النازية في المانيا

 


 

د. أمير حمد
18 December, 2011

 



انتهى عام 2011 في ألمانيا بسجل مأساوي تمثل في الكشف عن  اغتيال عشرة من رجال الأعمال الأتراك في غضون سنوات متتالية. لم  يتم القبض على بعض  المتورطين  في هذه الحوادث  إلا بعد مضي عشرة اعوام  ولم يزل البحث والتحري مستمرا . كيف حدثت هذه الاغتيالات  كجرائم منظمة بتعاون مع رجال المخابرات الألمانية ولماذا ظل البوليس الألماني يتهم المافيا والأكراد ولم يتحرى  في داخل ألمانيا بل وفي دوائر الدولة نفسها؟إشتغلت دوائر الأمن الألماني بالتقصي عن  الإرهاب وتطرف حزب اليسار فيما ترك رأس الأفعى "يسم ويقتل كما يحلو له  !!!!
اعتذار بلا جدوى
كان من المتوقع بعد نقد تيلو تسارستين وزير مالية برلين الأسبق للجالية التركية والعربية  أن تأتي ردود الفعل الألمانية سريعة وإيجابية لصالح الجاليتين المعنيتين إلا أن هذا لم يحدث بالنهج المتوقع  له إذ جاء اعتذار تيلو تسارستين متأخرا جدا بعد أن تبناه  حزب أل "" NPD اليميني المتطرف في شعاراته الانتخابية كنقد المساجد و اكتساح الأتراك للتسوق الألماني وفوق كل شيء هدم الهوية الألمانية .
لم يكف اعتذار تيلو تسارستين للجاليتين بقوله أنه لم يكن يقصد الإساءة ولكن توضيح بعض الحقائق التي أتى بها من خلال عمله كوزير المالية ولاية برلين . لم يكف كذلك اعتذاره لحزبه الاجتماعي الديمقراطي "SPD" وإبقائه من ثم عضوا فيه وكان المتوقع فصله لاسيما بعد  ان صرحت المستشارة الألمانية ورئيس الجمهورية بأن كتابه" التشهري / ألمانيا تهدم بنيها " لا يستحق القراءة .لا لم يكف  حتى فصله من وظيفته المصرفية في البنك الألماني الاتحادي بفرانكفورت
لم يكف كل ذلك لأن العداء – إلى درجة القتل – تجاه الأتراك كان مستمرا في الخفاء كذلك وبصورة وحشية منظمة بتعاون بعض رجال المخابرات الألمانية مع ثلة من أفراد حزب أل NPD "خلية ثلاثي نيسكاوا" التي قتلت في غضون سنوات متتابعة عشرة من أرباب العمل الأتراك . ها هو "فردريش" وزير داخلية ألمانيا الجديد يقف مجددا ليعتذر أمام الملأ العام ولأفراد الضحايا عن هذه الاغتيالات / الفضائح ويقرر التقصي عن أسباب الفشل في القبض على المتورطين في هذه الحوادث وكشف الشبكة الإجرامية المحيطة بها . اعتذار وراء اعتذار وراء اعتذار !!!
يقول أحد المتظاهرين الأتراك ضد هذه الحوادث بأنه لو كان الضحايا ألمانا لتوجهت السياسة والملأ العام الألماني توجها آخر وبهذا عني تدخلا مباشرا لا يعني بالاعتذار الرسمي وتعويض أهل  الضحايا فقط وإنما قبض المتورطين المجرمين وتقديمهم  للقضاء . في خطابه الرائع أمام البرلمان الأوروبي ذكر المستشار الألماني السابق هلمت شميت الذي ناهز التسعين بأنه يجب حظر نشاط أل NPD فيما ذكرت كلاوديا روت ( حزب الخضر) بأنه حظر نشاط ألNPD  قد لا يأتي إلا بنتيجة عكسية وأنه من الأفضل تقليص دعمه المالي "من الضرائب العامة " وتكثيف مكافحته عبر برامج تثقيفية واحتواء المتطرفين المشتركين فيه بنوعيتهم وكشف مغبة عداء الآخر المختلف " انطلاقا من مأساة الحرب العالمية الثانية . وعلى صعيد آخر اتفق البرلمان الألماني على مكافحة حزب أل NPD ولكنه لم يحدد  الكيفية : إغلاقهأم تقليص نشاط
" أما مرافته  الدقيقة على صعيد نشاطه السياسي وبرامجه التشهيرية فتمثل  خطوة عملية اولى  أنفق عليها البرلمان الألماني متعظا من هذه الحوادث / الفضائح  ومن كيفية تسويق  حزب أل NPD لشعارته كما حدث في تحويره بل واقتباساته لبعض مقاطع تشهيرية من كتاب تيلو تسارستين المذكور والصليب المرسوم على مسجد تعتبر
من تاجدير بالذكر بان  ولاية " توبغن" بشرق ألمانيا التي ينتمي إليها افراد خلية "نيسكاوا" ولاية فقيرة تعاني من العطالة وهجرة أبنائها إلى غرب ألمانيا للبحث عن العمل هذا كما أن من بين  أعضاء برلمانها تركي وكذلك إفريقي لضافة الى أن تحالف حزبين أل CDU وأل SPD الحاكمين ظل يمهد بقدر  كبير للاحانب  فرص التمثيل البرلماني
كما هو الحال  شجيع حزب اليسار والخضر الذي يترأسه أزدومير  التركي الأصل .
نعود للقول بأن الاعتذار لم يكف كما ذكر أوسكار لافونتين رئيس حزب اليسار  وأن ألمانيا تحتاج إلى إصلاح كامل كما فعل مارتين لوثر في الكنيسة الكاثوليكية واضطره توجيهه لتأسيس الكنيسة البروتستانتية . من ضمن هذه الاعتذارات الإنسانية المتعاطف مع الآخر المختلف (الاتراك ) مهرجان موسيقي مصحوب بتشجيع جامعة أينا "لاحترام وتداخل الثقافات في  مقاطعة تورنغن التي أصبحت تكشف من جديد لصعود النازية فيها كما قال أحد أفراد حزب أل NPD  منددا ومتحديا.
-    تقصير , أعتذار  وردود فعل  :
-   
انفضى مؤتمر فيسبادنغ"لوزراء داخلية ولايات ألمانيا في منتصف شهر ديسمبر 2011 دون  يتوصل فيه إلى حظر نشاط حزب أل" ن بي دي " علما بأن كل وزراء داخلية ولايات ألمانيامن حزي ال س بي دي
اتفقوا على إيقاف نشاط هذا الحزب اليميني المتطرف لاسيما بعد اكتشاف تورط بعض أل نيو نازي" في اغتيال عشرة من أرباب الأعمال الأتراك . أما وزارء داخلية ولايات ألمانيا من حزب أل
سي دي او الجاكم فقد حذروا
من التشريح  في ايقافه خيفة ردود    الفعل . هذا كما اتضح لرجال المخابرات الألمانية بان  مجرمي "خلية نيسكاو" كانوا قد خططوا لاغتيال 200 / مائتي فرد من أرباب الأعمال الأجانب وكذلك من اليهود  كما  اتضح كذلك بأن خلية نيسكاو" لم تكن الخلية الإجرامية الوحيدة ضد الأجانب في ألمانيا وإنما كذلك في ولاية "ديسلدورف" "وزار لاند" الألمانيتين أما ما يخص نتائج مؤتمر وزراء داخلية ولايات ألمانيا المذكور فقد ختم جلسته  بتكوين لجنة للبحث عن إمكانية إغلاق حزب أل أن ب دي اليميني المتطرف أو تعطيل نشاطه على سوء الفروض . من الأصوات المعارضة بشدة على استمرار نشاط أل أن ب دي صوت أوسكار لافونتين رئيس حزب اليسار وكذلك إشتاين ماير رئيس مجموعة أعضاء أل  حزب ال اس بي دي   البرلمانية إذ يريا بأن استمرار نشاط أل أن ب دي هو تبذير للضرائب الألمانية لاسيما وأن ألمانيا لم تزل تعاني من دعم اقتصاد دول الرابطة الأوروبية المفلسة كاليونان وشرق أوروبا . يقول محلل اقتصادي في صحيفة دي فلت الألمانية بأن ألمانيا هي الدولة الوحيدة في الرابطة الأوروبية التي لم تعان  بشكل واضح من الأزمة الاقتصادية
مثل دول الرابطة الأوروبية الأخرى وذلك التزايد صادراتها لاسيما في الأسلحة "الدبابات للسعودية وباكستان والهند والغواصات لإسرائيل"مثلا.هذا كما حدد المحلل أسماء بعض الشركات الألمانية ك (هكر وكوخ")لتصدير الأسلحة كأحد أعمدة الاستثمار / الألماني.ما يهمنا هنا هو ازدواجية المعيار إذ نرى أن ألمانيا تساهم بشكل مباشر في تسليح العالم وتحظره من جهة أخرى بتولي شعارات احترام حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب الذي يحدث في معظم الأحيان كرد فعل على اختلال موازين القوى في العالم.
ها هو فردريش"وزير داخلية ألمانيا يضع مكافحة الإرهاب الإسلامي في قائمة أعماله ولايكرس جهده  لمكافحة النشاط الراديكالي لحزب أل أن ب دي يمثل إهتمامية بالمشروع الأول الذي يؤكد خطورته في أكثر من مرة مشيرا الى
اعتقال أحد الإسلامويين موخرا  في فرانكفورت لاشتباهه في التعامل المباشر مع خلايا القاعدة في أفغانستان
حينما كتب تسارستين كتابه "ألمانيا تهدم بنيتها"تعمد أن لا يتطرق إلى هدم اليمين الألماني المتطرف,لاقتصاد ألمانيا فتركيا مثلا صرحت أكثر من مرة بأن اقتصادها المنتعش"نسبة  نمو سنوي بمقدار 10% يقدم لألمانيا أكثر مما تقدمه هي لها وأن ظواهر تفشي العداء للأجانب لاسيما أرباب الأعمال يضع العلاقات التجارية المتبادلة بين الدولتين في خطر بل وتردد كما فعلت اليابان سابقا بإيقاف تنفيذ مشاريعها في شرق ألمانيا لاحتداد  العداء ضد الأجانب.
على صعيد آخر نجد أن ألمانيا قد فقدت مصداقيتها تجاه الدول الإسلامية وكذلك الجاليات الشرقية بداخلها لأنها تلعب على معايير
مزدوجة كما ذكرنا علما بأن الأجانب لا يطلبون أن تكون ألمانيا   دولة مثالية لأن هذا لن يحدث ولم يحدث من قبل وإنما أن تتجه أكثر للوقوف مع الأجانب كان تحظر حزب أل أن ب ب وان توسع إعلاميا واجتماعيا  احترام الآجانب  وتقبل الثقافات الوافدة وموازنة فرص الاستثمار للأجانب بأبناء البلد نفسهم كما في أميركا مثلا.
ان عدم اعتراف ألمانيا رسميا كدولة مهجر"وانما كدولة مجتمعات متعددة الثقافات فقط وكذلك عدم اعترافها بالإسلام رسميا كما اعترفت باليهودية والبوذيةيعكس حالة اخنقان ولا اتزان  لايمكن فيه  تحقيق خطوات عملية ايجابية الا   ببطء شديد .
ان المانيا بحوجة الى جيل ألماني جديد بهوية ألمانية متميزة  هي بالأحرى أبناء الأجانب كما ذكر كوله رئيس ألمانيا السابق وكذلك كرستيان فولف رئيسها الحالي.
لقد اعتذر فردريش"وزير داخلية ألمانيا للجالية التركية عن فضائح الاغتيالات المتوالية لأرباب الأعمال الأتراك إلا أن هذه الاعتذار لم يقبل بجدية من الجالية التركية كما يبدو إذ أن أكثر الأصوات تؤكد على انحياز الألمان-والسياسة االألمانية.إلى الألمان وإهمالهم لقضايا الأجانب
يقول احد  أن المتظاهرين ضد فضائح الاغتيالات هذه بأن السياسة والشارع الالماني  كان سيتوجه بسرعة وبشدة لإدانة الجناة والتقصي عن الجرائم لو كان الضحايا ألمانا.
لنقرأ معا تفاعل الجالية التركية مع هذه الأحداث في مظاهرتها المنظمة"ضد حزب أل أن ب دي وتقصير  السياسة الألمانية.
مظاهرة تركية في شوارع برلين :
حاولت الحكومة الألمانية اغلاق/توقيف نشاط حزب أن ب ي/الحزب الوطني المتطرف في 2003 إلا أنها فشلت لعدم وجود أدلة/مستندات كافية لإدانته كتجمع تشهيري ودموي تجاه المواطنين الأجانب في ألمانيا.يقول فردريش وزير داخلية ألمانيا الحالي  من حزب/سي دي أو بأن تشكيل لجنة مختصة بمتابعة نشاط حزب أل أن ب دي بناءا على توصية وزراء داخلية ألمانيا سيكون دقيقا جدا هذه المرة مستفيدا من تجربة عام 2003 في جمع الأدلة والوثائق اللازمة لكشف تورط هذا الحزب إلا أن تقديم طلب لإيقافه لا يتم من قبل تجمع الأحزاب الألمانية وإنما بقرار(برلماني)يمر من ثم على المجلس الأعلى للحكومة الالمانية وتليه  المحكمة الدستورية الألمانية.هذا هو التحرك السياسي الألماني ضد حزب أل أن ب دي بعد انكشاف فضائح تورط النيو نازي في اغتيال عشرة من أرباب الأعمال الأتراك وإقدامهم لاغتيالات منظمة تناهز 200 حادث.
"وصل عدد المشتبه فيهم من  المجرمين اليمينيين إل سبعة أشخاص تورطوا كذلك في نهب البنوك وحرق السيارات كما ان التحري لم يزل متواصلا بعد  ". 

أما الشارع الألماني فلم يخل من التظاهر المنظم للجالية التركية ضد الأعمال اللآإنسانية هذه .خرجت مظاهرة الأتراك المنظمة في قلب برلين عاصمة ألمانيا مطالبة بوضوح جلي الكشف عن سلسلة اغتيالات الأتراك بيد النيونازي/النازيون الجدد وإيقاف نشاط حزب أل أن ب دي  وكذلك تفعيل إجراءات عملية ضد العنصرية. مثل العلم الأسود الذي واكب  موكب سيارات  وحافلات  المعارضين شعار حداد وتذكر لضحايا "حوادث تسيكاو".يقول السان غنك رئيس تجمع الأتراك (تي بي بي) بأن تصريحات تسارستين قد وصعت الأجانب /الأتراك  في موضع الاتهام مما مهد لازدراء الشارع الألماني لهم مبتعدا عن التعاطف معهم أو حتى فهم مواقف دفاعهم عن أنفسهم.يقول بأن حزب أل أن ب دي لم يحظر بعد فيما كرسب  داخلية ألمانيا جل نشاطاتها لتقاوم الإسلاميون واليسار المتطرف !!!!
سار الموكب التركي بحصانة البوليس الألماني  كتظاهر حداد واعتراض تركي" عبر شوارع برلين الرئيسة ومعالمها السياسية إذ انطلق من حي "كرويسبرغ" التركي ليصل إلى مقر حزب أل أن ب دي في حي كوبنك ببرلين الشرقية.لأسباب أمنية لم يتوقف موكب المظاهرة عند مركز أن ب دي وإنما أبطىء سيره أمامه وما يلفت النظر هو اختفاء أي عضواو مناصر  لحزب ال ان بي دي  هذا الحزب غضون مسيرة  المظاهر الكخمة هذه  كما لو أن الشارع الألماني في "حي "هذا الحزب لم يكن يلم بأدنى معلومة عن هذه المظاهرة فكان مواطنوا  هذا الحي/كوبنك ينظرون إلى المظاهرة في استغراب ويتساءلون(ماذا حدث ) !!
انطلقت من ثم  المظاهرة "مواكب السيارات والحافلات التركية إلى البرلمان والمجلس الأعلى  الألماني  . جدير بالذكر هو أن بعض ذوي الضحايا الأتراك قد شاركوا في هذه المظاهرة التضامنية التي عكست  توحد الأتراك وتمثيلهم المنظم على صعيد الملأ العام وكذلك التمثيل السياسي نقيضا تماما للجالية العربية التي(تجتمع للتفرق)كما ذكر الأستاذ بسام الظريف علما بان هناك أصوات آخرى معارشة لهذا الرأي تتعاطف مع الجالية العربية بلطلق من صعوبة  توحدها  لكونها أمة من 22 دولة.
ما يهمنا هنا هو الشأن التركي المنصهر  في بوتقة واحدة رغم تعدد أقلياته  وآرائه التي لا تظهرتفاوتها  إلا بين أبناء الجالية نفسها وليس أمام قوة أخرى خارجية كألمانيا تقولت تركية (احدى ذوي الضحايا ) بأننا تظاهرنا وعكسنا روح التضامن في المغترب الأوروبي هذا مهم ولكن مهم كذلك اكتشافنا تلاعب رجال الشرطة والمخابرات الألمانية بمشاعرنا إذ أوهمونا بأن المتورطين في حوادث الاغتيالات ليسوا سوى المافيا والتجمع الكردي المتطرف.تقول باحثة اجتماعية تركية بأن سلسلة لاغتيالات هذه ليت جرائم متعاقبة كما يوضحها الإعلام الألماني وإنما هي فضيحة/ومعضلة عالمية " تستوجب  إيقاف نشاط حزب أل أن ب دي  الممول من ضرائب العامة".يجب إيقاف هدر الأموال. تحدث كذلك كاتب وأحد ممثلي اتحادات الأتراك الثقافية,  بأن فشل وبطئ  التحري لمعرفة حوادث الاغتيالات هذه يثير الشكوك حول مصداقية السياسة الألمانية تجاه الأجانب/الأتراك.فالأمر كما اتضح يشير إلى تورط جهاز المخابرات الألمانية نفسه وبعض الأسماء والدوائر  الرسمية الألمانية في سلسلة الاغتيالات هذه سواءا بغض النظر عنها أو بمد المجرمين الراديكاليين الألمان بمعلومات عن الضحايا. لو كان الضحايا ألمان لكان التحري والتدخل الألماني على غير هذه الشاكلة!!!! هذا ما ذكره مواطن تركي وواصل قائلا ( أغريب إذا أن أقول"هذا  وإنني أجنبي وليس ألماني  لذا أعامل بتفاهة ولا جدية " .
ذكرنا  من قبل بأن مظاهرة الأتراك "هذه كانت منظمة لأنها اختارت المراكز السياسية المهمة بألمانيا لتقف عندها وتترك أثرا بالغ الأهمية. توقف موكب التظاهر أمام مبنى البرلمان ونزل المتظاهرون ليقفوا دقيقة صمت إجلالا للضحايا الأتراك ثم وضعوا طوق ورود كتذكار لهم فيما كان بعض المتظاهرين يضع عصابة على العين  اليمينى دليلا على عمي السياسة الألمانية وتقصيرها عن  الدفاع عن المواطنين الأتراك . وضع السلان غنيك رئيس الجالية التركية عقد زهور أمام البرلمان الألماني مكتوب على شريط  يطوقه ( العنصرية في ألمانيا) .
كأن التظاهر سلميا ومنظما مصحوبا بالبوليس الألماني ولم يحدث شغبا وإنما إعراب عن الأسى والامتعاض ومقدرة الجالية التركية على التظاهر.
أخيرا يجب أن ندرك بأن التظاهر في أوروبا / ألمانيا مثلا لا يعني هتافات والسلام وإنما خطوة عملية للفت الملأ العام ومن ثم البرلمان الألماني لاتخاذ موقف فكم من تظاهر ألماني عدل من مسار خطة الحكومة الألمانية كتظاهر مشروع (إشتغارد 21)الخاص ببناء محطة قطارات أرضية أوالتظاهر  أمام قطار البقايا  النووية. يقول غاندي" المظاهرة نقد وصوت تغير لا يحمد" أما كارل ماركس فيرى بأن كل شيء في الحياة ليس أمر مسلم به" وإنما يخضع للنقد قبل الاعتقاد فيه فكريا وإلا فهو ترجيه وقت .وفيما تنتصر مناشد  المظاطرات في الغرب لمجرد خروجها وتعاطف النقابات معها او التوجه الى الاضراب المدني  العام  على اسوء الفروش  تموت الالف في الشرق العربي  وربما الملاين لتنتصر ارادة الشعب كما قال الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي الذي حملت صوته ثورات الربيع العربي . 

Amir Nasir [amir.nasir@gmx.de]

 

آراء