صفر على اقصى اليمين .. وذلك الفرح الموقوت .. بقلم: جمال علي حسن

 


 

جمال على حسن
30 December, 2009

 

 jamalgo2@hotmail.com

جنة الشوك

 

لو ودعنا الغم والهم والحزن ..ثم كنا قد ودعنا الحماقة والتهور والتفكير الاجرامي من عالمنا بعد ان نودع انباء التفجير والتفخيخ والتربص والتدمير ..ونودع الحرب اللعينة وتودعنا لعنات الخلاف السياسي ولغة العراك القبلي ..

لو ودعنا كل هذا في اخر ليلة اليوم يحق لنا بالفعل ان نبتهج ونستبشر في وداع العام 2009 واستقبال اول صفر متكئ على اليمين في مفكرة التقويم الميلادي بعد العام 2000 الذي كانت قد اعلنت اولى دقائقه عن بداية الالفية الثالثة ..

نستقبل 2010 وواجب علينا اذن ان نهنئ بقدومه ثم نتمنى ان يعود علينا العام القادم ونحن في سلام وامان ..

انظروا الى هاتين الكلمتين السهلتين وانظروا الى هذا الطموح الانساني الطبيعي البديهي البسيط ..هل من حقنا ان نعقده هكذا وهل من حقنا ان نشارك او نساهم في تغييبه عن اطفالنا في دارفور وعن نسائنا وعن شيوخنا ..؟

هل من حق احد ان يظلم احدا او من حق الاخر ان يطلق رصاص الخوف والرعب والموت ..؟ وكيف يتصالح حملة السلاح وصناع الظلم والظلام مع انفسهم ؟ كيف يبرروا لانفسهم ويقتنعوا بتبريراتهم ؟ وهل هم في الحقيقة باحثون عن خير او ثمة خير في نفوسهم وهم يقتلون او يظلمون ..؟

لو خرج مظلوم وقرع اجراس ظلمه فيجب على الدولة ان تفاوضه وتناقشه قبل ان يطلق الرصاصة الاولى ..طالما ان الجلوس معه هو امر حتمي ومسالة وقت فقط بالنسبة للدولة رغم ان هذا الوقت المنتظر غفلة او مكابرة هو تمديد لعمر الحرب والموت وغياب الامان والسلام في بلادنا ..

هل تتم محاسبة قتلة الحرب على الدماء التي ازهقوها والقرى التي شردوها وجوعوها حين يتم الجلوس معهم على طاولة التفاوض وقبل ان يرتدوا ربطات عنقهم الانيقة وزراء ورؤساء وحكام ..؟

الاجابة لا..

فدماء الضحايا تظل ملطخة على ذمة التاريخ ..ومن راح راح

فلماذا لانفهم ان السلام اسهل من الحرب والامان ايسر من الخوف والتقدم اقرب من التخلف في عالم منطلق لايحمل قطار النهضة فيه امثالنا حتى نستقر ..؟؟!

تراشقوا بالبيض واطلقوا العابكم النارية واحجزوا مقاعدكم في حفلات نهاية العام هذه الليلة فانتم اليوم تريدون ان توصفوا بانكم سعداء ولكن لليلة واحدة فقط ..

وكل عام وانتم بخير يريده الله لكم لوتريدون...

jamal abbass [jamalgo2@hotmail.com]

 

آراء