صمت الشعب السوداني العبقري!!

 


 

 

 

*كثيراً ماينعى الساسة على الشعب السوداني صمته وهو يقف الساعات الطوال في صفوف الخبز ، ويئن من الامراض ، ويشكو من الفاقة ومذلة الحاجة ، ويحتمل القهر والإستبداد وتعسف العسس وجور القوانين المقيدة للحريات والقوانين الإستثنائية ، يحتمل كل هذا لائذاً بالصمت العبقري ، وهو نفس الشعب الذى خرج على الاستبداد في اكتوبر 1964ودك حصون الظلم في ثورة غيرت النظريات وهي تسقط النظام الباطش دون إراقة قطرة دم ، وتوحد الشعب وحدة عاطفية في أتم صورة للمشهد النضالي المتوحد الذى أكسب ثورة أكتوبر صفة أن نقول عنها أنها ثورة فريدة في التاريخ عندما فارق العنف القوة لأول مرة في التاريخ ، فلم يعد العنف والقوة هما الوسيلتان الوحيدتان لإحداث أي تغيير أساسي في المجتمع ، كما قال : كارل ماركس ، بل إن ماحدث هو ان ثورة اكتوبر هي العلامة الفارقة بين العنف والقوة ، عندما أسقطت الارادة الشعبية طغمة الفريق / ابراهيم عبود ، ونال بذلك شعبنا درجة الاستاذية بين الشعوب في التغيير المبرأ من العنف.

*وأعادها هذا الشعب العظيم ثانية في انتفاضة أبريل 1985وأسقط نظام الغاشم جعفر نميري عليه رحمة الله ، ويبدو أن النخب السياسية قد إستمرأت ثورات شعبنا العاطفية ، فنجدهم اليوم ينعون الشعب الذي لم تحركه كل هذه الأزمات التى ساقته سوقاً للإستكانة لهذا الواقع المذري فالدولة اليوم لاتقدم له أية خدمات ، بل لقد فوجئنا بالأمس أن داخل مباني مكتب ضرائب الخرطوم صرافاً آلياً يخدم عمال الضرائب ويقف شرطي يمنع المواطنيين من استخدام هذا الصراف الآلي ، وعندما سألناه عن سر هذا المنع قال انها توجيهات تلقاها من المكتب التنفيذي فتوجهنا الى الاستاذ / ميرغني التوم الذي أقر بأنها توجيهاته شخصياً وهذا الصراف لخدمة منسوبي الضرائب ، والعجب العجاب هو أن يتوزع النظام المصرفي الى داخل دواوين الحكومة لخدمة بعض الموظفين وتجاهل البعض الآخر؟!
*من عجب أن يتمايز أهل السودان في الحقوق ففي الوقت الذي تحوز بعض المؤسسات على الخدمات المصرفية داخل مؤسساتهم نظل نحن الذين لاصوت لهم ولاحق أسرى اللهاث خلف الصفوف وكأن حقوقنا منحة تمنحنا لها الحكومة ، ويصر السيد رئيس الوزراء على القول بأنهم يملأون الصرافات بالأموال فيسحبها المواطنون ولايعيدونها للمصارف ، ويظل السؤال : وهل توجد مصارف مع هذا التمايز؟ لقد ساويتم السودانيين في الفقر ولكنكم لم تساووهم في الغنى .. ولقد أعطيتم قومكم الصرافات الآلية وحرمتم منها السواد الأعظم .. لقد خلقتم الأزمة للأمة ، ولكنكم بحثتم عن الحلول لأنفسكم ، ولقد عشتم حياة الرفاهية والدعة ، وتركتم لنا حياة البؤس والمسغبة .. أليست هذه دولة اذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد ؟! إنها هي ..واحذروا صمت الشعب السوداني العبقري!! وسلام ياااااااااوطن..
سلام يا
(نتنياهو يصرح : الطيران الاسرائيلي سيعبر الأجواء السودانية ، والطيران المدني يرد : الطائرات الاسرائيلية لن تعبر أجواء السودان بدون اذن)ماذا لو طلبوا الاذن (ياتيران يامدني)؟! من سمع انصاف مدني ؟! وسلام يا
الجريدة الاربعاء 12/12/2018
/////////////////

 

آراء