*لا ندري أنرثي هذا البلد ام نأسى على حظنا العاثر الذي وضعنا في قلب الأحداث شهوداً عدولاً و مراقبين لا تنقصنا الحصافة ، فالسودان أوشك أن يصل إلى سن المعاش و تجاوز منذ استقلاله عمر النبوة ، لكنه مازال طفلا عندما يقاس بمقاييس النهضة و النمو ، و ها نحن نتابع الأحداث في دولة صنعت ثورة غيرت وجه التاريخ و ضربت النموذج الأمثل في التغيير لتحقيق شعارات السلام و الحرية و العدالة و نحن في البحث عن تحقيق شعارات الثورة أغفلنا عن عمد و عن سوء ظن أن مطلوبات الثورة المتعددة تحتاج لإرادة حقيقية للتغيير ورغبة عارمة لإشاعة مفهوم السيادة الوطنية ، و نحتاج أكثر من ذلك للطهارة الثورية التي افتقدناها منذ أول يوم وحتى يوم الناس هذا، وقد صحبها خلل كبير عندما تنازلت قوي داخل الحرية و التغيير عن نص أساسي منطوقه أنه لا يجوز لأي حامل جنسية مزدوجة تبوء أي منصب سياسي أو تنفيذي ما لم يتخلى عن جنسيته الجديدة و اول الكوارث التي شوهت وجه الثورة النضير كان ذلك الاستثناء المفجع الذي خصص للدكتور عبدالله حمدوك و كنا جميعا مسؤولين عن هذا الخلل الذي أصبح مدخل لحملة الجنسيات الأجنبية ليس ذلك فقط بل دخل من هذا المدخل الجواسيس و العملاء و ربائب المنظمات المشبوهة والتي أوصلت بلادنا إلى هذا الدرك الذي نحن فيه الآن. فهل هذا السلوك يمكن أن نسميه صناعة سودانية خالصة. * إننا لم نجد في مسيرة الحكومة الإنتقالية طيلة الفترة الماضية التي تمثل كل عمرها مايدعو للتفاؤل ولا حتى مايجعلنا لأن نستبشر بالغد الذي ينبغي أن نراه مشرقاً ، ولكن أوراق التوت التي يخصفها النظام لم تعد تستر عوراته العديدة ، فحكومة تعجز عن أن تتوافق على أقل من ثلاثين وزارة ، والمحاصصة تتسيد المشهد ، والخلافات يعلو صوتها عن كل صوت إتفاق ، والشعب الصابر يحتمي بالصمت العجيب ، وفوضى الأسواق تتلاقح مع فوضى الأسعار والدولار يوالي صعوده بصورة تؤكد على أننا أقرب الى السقوط ، وبلادنا تترنح ، ويحتدم الصراع بين الأحزاب التي تتكون منها قوى إعلان الحرية والتغيير ، وأطراف العملية السلمية التي تتكون من جبهتين ثوريتين لاتقبل إحداهما الأخري ، وكيكة السلطة لاتكفي السابقون ولا اللاحقين وجميعهم يتسمون بالتكالب الأليم على هذه الكراسي الملعونة ، وكأن هذا الصراع صناعة سودانية خالصة ، للأسف الشديد. *إن الواقع السياسي الذي يضج بالخلافات في بلد بنيته التحتية تآكلت تماماً ، وإقتصاده على حافة الإنهيار ، وإفتقد المواطن الأمن والأمان ،والجرح السوداني كأنه أصبح جرحاً لايندمل ،ولكن الحقيقة الباقية تقف عند السؤال : من الذي يعمل جاهداً على تفكيك الدولة السودانية؟! حتى صار هذا الفعل الشنيع وكأنه صناعة سودانية خالصة !! وسلام يااااااااااوطن. سلام يا مازلنا ننظر لصمت السيد والي ولاية الخرطوم الأستاذ أيمن خالد نمر الذي داس بكل اللامبالاة على قوانين الخدمة المدنية التي تحرم الجمع بين وظيفتين والتي كلف بموجبها عبدالمنعم عمر مديراً عاماً للمالية ، وحتى نتأكد من الصندوق القومي لدعم الطلاب ، سنتساءل عن القلابات الثمانية والتي نقلت لمحلية الخرطوم بعد أن الغى عقدها المدير التنفيذي ، وسرها سنكتبه ، وصاحب السر إيدو واصلة ..هل قلنا شيئاً عن أمين عام حكومة ولاية الخرطوم ؟! سنة يامنعم !! وسلام يا .. الجريدة الأحد 31يناير 2021 /////////////////////