صوره انسانيه نادره وفريده وعجيبه في ذات الوقت !
( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم )
( رب زدنى علما )
ان لله عبادا اختصهم بقضاء حوائج الناس ما هم من الملائكه لكن تغبطهم الملائكه وصديقى بطل القصة هذه هو واحد منهم حدثت هذه القصه فى اواخر السبعينات يومها كنت أعمل في إدارة شؤون الزراعة بالاقاليم وكانت جامعة الخرطوم قريبة منا فكنت ازورها يوميا وبالصدفه تعرفت على بطل هذه القصه وكان هو طالبا في جامعة الخرطوم وكنت ازورهم أحيانا فى الداخلية وتوطدت العلاقة بيننا ثم تخرج فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسيه من جامعة الخرطوم وعمل مفتشا بوزارة الماليه وكثيرا ما كان يدعونى لتناول الغداء معه فى نادي وزارة الماليه وحكى لى انه اشتري منزلا في الحاج يوسف وعرفنى بأحد اصدقائه وزملاءه من أبناء منطقته وفى ذات يوم بينما كنت اتناول طعام الغداء لمحت زميل صديقي الذى افتقدته طويلا سلمت عليه وصافحته بحراره وسألته من صديقى فاذا به يبكي بحرقه وقال لى البركة فيك ورفعت الفاتحه معه معزيا سألته اخر مره شاهدته كان في اتم الصحة والعافيه وكان يحكى لى عن مشاريعه المستقبليه بهدوء وسرور وانشراح .
اجابنى قائلا : لكل اجل كتاب انت تعرف صديقنا انسان متدين مهذب مؤدب خلوق ودود يصافحك بابتسامة عريضه هاشا باشا في ذلك الصباح بينما كان ينتظر المواصلات مع مجموعة من الناس إذا بالجميع يتفاجأون بهذا المنظر القطار قادم بسرعة وهناك شابه تحمل طفلها الرضيع ومعها اخر صغير ممسك بيدها تريد ان تعبر شريط السكه حديد والقطار المسرع يطلق صفارته المدويه وهنا انقلب الموقف رأسا على عقب اصاب الذهول الجميع الذين كانوا يصرخون في هيستيريا لكى ينبهون هذه الام من الخطر القادم فاذا بصاحبنا ينطلق كالسهم فى مشهد بطولى شجاع مشهد انسانى لا يخطر على بال يندفع صاحبنا بقوة ينقذ الام واطفالها من موت محقق يفديهم بنفسه تنجو الام واطفالها وتدهس مقدمة القطار صديقي وتمزقه اشلاء يا لهول المأساة التى تحكى صورة انسانية خياليه كأنها شريط مشهد سينمائى خطير ومثير يدوخ العقول لأنه من شاكلة اللا معقول .
رحم الله صديقى البطل القادم من الهامش من دارفور أسأل الله ان يسكنه فسيح جناته ويغسله بالماء والثلج والبرد وان يجعله في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعةونسأله الأمن يوم الوعيد والجنه يوم الخلود مع المقربين الشهود الركع السجود الموفون بالعهود انك رحيم ودود .
واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين سبحانك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدالله رب العالمين .
بقلم
الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه
باريس
elmugamar11@hotmail.com