طابت .. وطاب اهلها الميامين !
د. زهير السراج
6 November, 2022
6 November, 2022
manazzeer@yahoo.com
* ليت كل مدن وقرى بلادنا مثل (طابت العزازة) وأهلها الذين تجاوزوا كل المحن والازمات والتقصير الحكومي والاحباط والاخفاقات المتتالية، وخلقوا من قريتهم الصغيرة مدينة نموذجية تتمتع بالكثير من الخدمات الراقية بجهد ساكنيها، فانطبق اسمها على واقعها الجميل فضلا عن طيبة اهلها ومجتمعها الصغير.
* تقع طابت (وهى ليست طابت الشيخ عبدالمحمود ) في ولاية سنار، جنوب غرب مدينة سنار، وعلى بعد 18 كليومترا منها، يقيم بها حوالى 3000 مواطن في 600 منزل ولقد سميت بطابت لطيبة اهلها الراقين!
* كانت مثل غيرها من قرى السودان تعانى من التقصير الحكومى وسوء الخدمات، ولكن تعاهد اهلها على النهوض بها رامين وراءهم الدعم الحكومي وسؤال اللئيم، ونجحوا في بضع سنوات قليلة بجهد شعبي خالص في تشييد المدارس والوحدة الصحية وشبكة المياه والتخلص من مشكلة عويصة تعاني منها معظم القرى وهى الحصول على المياه الصالحة للشرب، بالاضافة الى إنجاز الكثير من الاعمال الأخرى بقيادة شبابها ورجالها ونسائها، وفارس العمل الطوعي الإستاذ الجليل (عمر بحر)، حتى صارت مدينتهم الصغيرة مضربا للمثل في الاعتماد على النفس والتطور والجمال، وهم الآن يعملون بكل جد لتشييد مركز صحي حديث، بالإضافة الى العمل في مجال الزراعة وتربية الحيوان !
* يعمل العديد من أبناء طابت في مجال التربية والتعليم ويتميزون بالعلم والثقافة العالية، وربما كان هذا أحد الاسباب في النهضة التي شهدتها القرية الصغيرة، وانطبق عليها قول الشاعر :
العلم يرفع بيتا لا عماد له ** والجهل يهدم بيت العز والشرف
* يعمل ثلاثة من ابنائها في مجال الصحة بالقرية: الطبيب العمومي (د.عبدالله احمد) والصيدليان (سليمان عربي والتوم عمر)، ولديهم حوالى 20 طالب وطالبة يدرسون العلوم الطبية في الجامعات المختلفة خاصة جامعة سنار، ودرسوا جميعهم في روضة القرية ومدرستى الاساس والثانوي بالقرية اللتين تأسستا بالعمل التطوعي لأبناء القرية، وهما تتبعان نظام التعليم المختلط يدرس فيهما الطالب والطالبة جنبا الى جنب منذ الطفولة وحتى الانتقال الى المرحلة الجامعية، في تجربة مميزة اسهمت بشكل كبير في التعامل الراقي بين الجنسين وانعدام العقد والمشاكل الناجمة عن اختلافهما، وليت وزارة التربية والتعليم تحاول الاستفادة منها وتعميمها على انحاء السودان خاصة مع شح الامكانيات وندرة المدرسين والمدرسات والكتاب المدرسي، فتحقق اكثر من هدف بضربة واحدة: تخطي عقبة الامكانيات، نشر التعليم بشكل واسع، ورفع درجى الوعى والرقى في التعامل بين الجنسين والتخلص من العقد الكثيرة الناجمة عن فصلهما غير المبرر في الدراسة.
* في طابت يندر ان تجد رجلا يتحرش بامراة، ولا تجد بين نسائها ورجالها إلا الاحترام العميق الأمر الذى أدى الى مساهمة النساء جنبا الى جنب مع الرجال في تطوير قريتهم الصغيرة، البعض منهن يعمل في مجال الاعمال اليدوية مثل صناعة البروش والطباق (جمع طبق) التي اندثرت في معظم المدن والقرى السودانية، والبعض يعمل في مجال الخياطة والتطريز، ولقد بزت إحداهن حتى انتشرت سمعتها في كل القرى والمدن المجاورة واقبل عليها الناس من كل حدب وصوب لتفصيل وخياطة ملابس الافراح. وهنالك من يعمل في تربية وبيع الدجاج والحمام والبيض وبرزت بعضهن في صناعة السمن منهن (علويه عباس وماجدة عبده حسن)!
* في طابت لا يعرف الرجال والنساء سنا للتوقف عن العمل، والمثال الابرز لذلك الحاجة الجليلة (ام الحسن إدريس خليل) التي تخطت التسعين ـ اطال الله عمرها ـ ولا تزال تؤدي دورها في تربية وبيع الدجاج والحمام والاشراف على السوق الذي يتوافد عليه معظم اهالي القرى والمدن المجاورة !
* قد لا يصدق البعض ان النساء ساهمن جنبا الى جنب مع الرجال في تشييد شبكة المياه، وتوفير المال اللازم لها من دخولهن الخاصة، وقمن ببناء خلوة مميزة تحت اشراف الاستاذة (أميرة محمد أحمد) واتحاد المرأة في طابت الذي ينشط في الكثير من الاعمال منها تحصين الاطفال ضد امراض الطفولة في المنازل بدون الذهاب الى المستشفى لتوفير الوقت للعمل والدراسة، ولا يوجد طفل أو طفلة واحدة لم تحصل على التحصين المطلوب. ومعظمهم ولدوا على ايدي قابلات من نفس القرية تلقين تدريبا عاليا بواسطة جمعية الهلال الأحمر السوداني ومنهن (فاطمة حسن مختار، والشفا أبكر عبدالله، وحواء مهاجر سنين، ورشيدة دهب اللازم). ولا بد أن أذكر الاستاذتين الفاضلتين (فاطمه ابراهيم وسلوى محمود) اللتان تشرفان على التعليم قبل المدرسي وهما وكل المعلمين والمعلمين في مدارس طابت من أبناء القرية.
* شكرا لطابت (العزازة) واهل طابت التي اخرجتنا من أجواء الإحباط، بما سمعناه عنها من عمل رائع، وارجو أن تكون قدوة للجميع .. هكذا (حنبنيهو ) وليس بالكلام والمناكفات وانتظار الحكام والسياسيين العابثين اللاهين!
////////////////////////////
* ليت كل مدن وقرى بلادنا مثل (طابت العزازة) وأهلها الذين تجاوزوا كل المحن والازمات والتقصير الحكومي والاحباط والاخفاقات المتتالية، وخلقوا من قريتهم الصغيرة مدينة نموذجية تتمتع بالكثير من الخدمات الراقية بجهد ساكنيها، فانطبق اسمها على واقعها الجميل فضلا عن طيبة اهلها ومجتمعها الصغير.
* تقع طابت (وهى ليست طابت الشيخ عبدالمحمود ) في ولاية سنار، جنوب غرب مدينة سنار، وعلى بعد 18 كليومترا منها، يقيم بها حوالى 3000 مواطن في 600 منزل ولقد سميت بطابت لطيبة اهلها الراقين!
* كانت مثل غيرها من قرى السودان تعانى من التقصير الحكومى وسوء الخدمات، ولكن تعاهد اهلها على النهوض بها رامين وراءهم الدعم الحكومي وسؤال اللئيم، ونجحوا في بضع سنوات قليلة بجهد شعبي خالص في تشييد المدارس والوحدة الصحية وشبكة المياه والتخلص من مشكلة عويصة تعاني منها معظم القرى وهى الحصول على المياه الصالحة للشرب، بالاضافة الى إنجاز الكثير من الاعمال الأخرى بقيادة شبابها ورجالها ونسائها، وفارس العمل الطوعي الإستاذ الجليل (عمر بحر)، حتى صارت مدينتهم الصغيرة مضربا للمثل في الاعتماد على النفس والتطور والجمال، وهم الآن يعملون بكل جد لتشييد مركز صحي حديث، بالإضافة الى العمل في مجال الزراعة وتربية الحيوان !
* يعمل العديد من أبناء طابت في مجال التربية والتعليم ويتميزون بالعلم والثقافة العالية، وربما كان هذا أحد الاسباب في النهضة التي شهدتها القرية الصغيرة، وانطبق عليها قول الشاعر :
العلم يرفع بيتا لا عماد له ** والجهل يهدم بيت العز والشرف
* يعمل ثلاثة من ابنائها في مجال الصحة بالقرية: الطبيب العمومي (د.عبدالله احمد) والصيدليان (سليمان عربي والتوم عمر)، ولديهم حوالى 20 طالب وطالبة يدرسون العلوم الطبية في الجامعات المختلفة خاصة جامعة سنار، ودرسوا جميعهم في روضة القرية ومدرستى الاساس والثانوي بالقرية اللتين تأسستا بالعمل التطوعي لأبناء القرية، وهما تتبعان نظام التعليم المختلط يدرس فيهما الطالب والطالبة جنبا الى جنب منذ الطفولة وحتى الانتقال الى المرحلة الجامعية، في تجربة مميزة اسهمت بشكل كبير في التعامل الراقي بين الجنسين وانعدام العقد والمشاكل الناجمة عن اختلافهما، وليت وزارة التربية والتعليم تحاول الاستفادة منها وتعميمها على انحاء السودان خاصة مع شح الامكانيات وندرة المدرسين والمدرسات والكتاب المدرسي، فتحقق اكثر من هدف بضربة واحدة: تخطي عقبة الامكانيات، نشر التعليم بشكل واسع، ورفع درجى الوعى والرقى في التعامل بين الجنسين والتخلص من العقد الكثيرة الناجمة عن فصلهما غير المبرر في الدراسة.
* في طابت يندر ان تجد رجلا يتحرش بامراة، ولا تجد بين نسائها ورجالها إلا الاحترام العميق الأمر الذى أدى الى مساهمة النساء جنبا الى جنب مع الرجال في تطوير قريتهم الصغيرة، البعض منهن يعمل في مجال الاعمال اليدوية مثل صناعة البروش والطباق (جمع طبق) التي اندثرت في معظم المدن والقرى السودانية، والبعض يعمل في مجال الخياطة والتطريز، ولقد بزت إحداهن حتى انتشرت سمعتها في كل القرى والمدن المجاورة واقبل عليها الناس من كل حدب وصوب لتفصيل وخياطة ملابس الافراح. وهنالك من يعمل في تربية وبيع الدجاج والحمام والبيض وبرزت بعضهن في صناعة السمن منهن (علويه عباس وماجدة عبده حسن)!
* في طابت لا يعرف الرجال والنساء سنا للتوقف عن العمل، والمثال الابرز لذلك الحاجة الجليلة (ام الحسن إدريس خليل) التي تخطت التسعين ـ اطال الله عمرها ـ ولا تزال تؤدي دورها في تربية وبيع الدجاج والحمام والاشراف على السوق الذي يتوافد عليه معظم اهالي القرى والمدن المجاورة !
* قد لا يصدق البعض ان النساء ساهمن جنبا الى جنب مع الرجال في تشييد شبكة المياه، وتوفير المال اللازم لها من دخولهن الخاصة، وقمن ببناء خلوة مميزة تحت اشراف الاستاذة (أميرة محمد أحمد) واتحاد المرأة في طابت الذي ينشط في الكثير من الاعمال منها تحصين الاطفال ضد امراض الطفولة في المنازل بدون الذهاب الى المستشفى لتوفير الوقت للعمل والدراسة، ولا يوجد طفل أو طفلة واحدة لم تحصل على التحصين المطلوب. ومعظمهم ولدوا على ايدي قابلات من نفس القرية تلقين تدريبا عاليا بواسطة جمعية الهلال الأحمر السوداني ومنهن (فاطمة حسن مختار، والشفا أبكر عبدالله، وحواء مهاجر سنين، ورشيدة دهب اللازم). ولا بد أن أذكر الاستاذتين الفاضلتين (فاطمه ابراهيم وسلوى محمود) اللتان تشرفان على التعليم قبل المدرسي وهما وكل المعلمين والمعلمين في مدارس طابت من أبناء القرية.
* شكرا لطابت (العزازة) واهل طابت التي اخرجتنا من أجواء الإحباط، بما سمعناه عنها من عمل رائع، وارجو أن تكون قدوة للجميع .. هكذا (حنبنيهو ) وليس بالكلام والمناكفات وانتظار الحكام والسياسيين العابثين اللاهين!
////////////////////////////