“طابور السودان الخامس” .. بقلم/ محمد حسن مصطفى

 


 

 

مازال الغرب يُفاوض إيران على النووي حتى يأتي اليوم الذي تُعلن فيه الأخيرة إمتلاكها القنبلة النووية! الحالة كررها الغرب في مُهادنته الحوثي حتى ملَّكه اليمن! و طالبان حتى سلمها الأفغان! و العراق في فوضى الغرب ليس ببعيد بعد إسقاط صدام و تسليمه لقمة صائغة لأحقاد الشيعة و من خلفهم!
الغرب لا يعرف و لا يعترف إلا بمصلحته.
و ما بقاء بشار سوريا إلا بسبب دعم الشرق المباشر له.
و كذكرى يوم أن إختار شعب الجنوب الإنفصال هلَّل الغرب لهم و يوم أن أراد شعب كردستان العراق و كتالونيا الأسبان الإنفصال فار الغرب و ثار!
الغرب كالشرق لا تحركهم إلا مصالحهم أو عمالتهم.
*

إلى السؤال: من الذي يتعمَّد سحق سودان ما بعد الثورة؟من يسعى لتحطيم الشعب السوداني و تكسير عظمه و هدر كرامته؟ من خطط و مازال يخطط لتفتيت السودان الدولة؟ و من يسعى لإحلال مليشيات الجنجويد مكان قوّات الشعب المسلّحة؟
نعم؛ من يكره و يحقد و يحسد السودان؟
*

اتفاق الدكتور حمدوك مع عسكر السيادي الإنقلابي هو مكسب و "ساتر" لهم هم -العسكر- وحدهم يكسبهم شرعية السلطة التي أُسقِطَت عنهم مباشرة مع إنقلابهم على وثيقة شراكتهم مع مدنيّ الثورة. شخص حمدوك لم و لن يستفيد أي شيء من هذه الشراكة حتى أنه لن يستطيع الوفاء بأهم وعوده القديمه بالإنتصار للشهداء و تسليم قتلتهم للقصاص و العدالة.
الفرحة -حدَّ عدم التصديق- كانت بادية في وجوه "خماسي العسكر" يومها و حمدوك رافع بينهم و معهم كتابهم!
*

نقف عند اتفاقيات السلام المُبرَمة في فترة سنوات ما بعد الثورة الخالية و نُقارنها بمطالب الشرق لنكتشف انها جميعاً و دونما إستثناء تُجهز السودان للفتن و تزرع فيه المصيبه! هي اتفاقيات لن تبعتد عن فحوى ما صنعه عراف النظام الساقط و شيخهم علي عثمان طه و كانت نتيجتها فصل الجنوب! و العراف أستاذ في القانون وقتها فكيف الحال و "عسكر الخلا" هم من يقودون مثل تلك المفاوضات!
*

حتماً هناك من يتربَّص بشعب السودان الشرَّ كله من حقد أو غبن أو عقدة نقص؛ لكن الخطر الذي يواجه الشعب فالسودان هو الغدر من بعض الخونة من أبنائه!
الطابور الخامس.

محمد حسن مصطفى

mhmh18@windowslive.com

 

آراء