طه اسحق تعالَ معتذراً!!

 


 

 

اطياف -
كان للإستاذ المحامي طه عثمان اسحق، دوراً كبيراً في تقديم مرافعات الحوار والنقاش بين الحرية والتغيير والقيادات العسكرية، ضمن الثلاثة الذين دفعت بهم الحرية والتغيير لتقريب وجهات النظر، باعتباره شخصية محايدة تمثل تجمع المهنيين ولا تنتمي الي حزب، ونجح الرجل في مهمته إن اتفق معه البعض أو اختلف المهم انه وصل ومن معه بالعملية السياسية الي المحطات الأخيرة.
لكن هذه ليست هي مرحلة المجاملات التي تتقدم فيها الأدوار والمواقف، لتتحدث عن الشخصيات، ما هو قادم مرحلة أصعب تحتاج شخصيات تتقدم لتصنع المواقف من جديد، حتى تحدث فرقا واضحا، فالقادم من مستقبل الحكم في السودان، لن يكون أمرا سهلا ً وعادياً، لأن الطريق فيه لن تكون معبدة هذا إن لم تكن وعِرة وشائكة للغاية،
والأخبار أمس قالت إن مركزي التغيير رشح القيادي بتجمع المهنيين طه عثمان اسحق، لتولى رئاسة الوزراء في الحكومة الانتقالية المقبلة ونقلت جريدة (اليوم التالي) أنه عقب اعتذار ياسر عرمان والتجمع الاتحادي والمؤتمر السوداني، في وقت رشح فيه حزب الأمة عودة حمدوك.، وتم كليف محمد عربي القيادي بالمؤتمر السوداني باقناع تجمع المهنيين جناح الحرية والتغيير بتقديم ترشيح طه رسمياً.
وقد تكون هذه رؤية بعض قيادات الحرية والتغيير، التي ربما ترى في طه قيادياً وطنياً ناجحا ً، يستند بلا شك على تاريخ نضالي ناصع، وقد يشاطرها تجمع المهنيين في رؤيتها، ولكن يبقى المنصب هو من يختار من الذي يناسبه، بمعنى أنه يحتاج الي مواصفات كثيرة لا تتوفر في شخصية طه اسحق، كما أن السودان الذي سيأتي اسحق رئيسا لمجلس وزراءه، ليس هو احزاب قوى الحرية والتغيير ولا تجمع المهنيين، وادارة المنصب أكبر من إدارة العملية السياسية، سيما في بلد استثنائي يمر بظروف استثنائية أخطر.
فكل ما يتمتع به طه، قطعا لا يؤهله أن يكون رئيسا للوزراء في بلاد تحتاج الى شخصية لها تجربة أعمق، حتى المجتمع الدولي الذي له باع طويل في العملية السياسية، وبالتأكيد لم يقدم دعمه لنجاحها مجاناً، فهو ينتظر أن يدفع السودان بشخصية لها خبرة عميقة وعلاقات دولية متميزة تخدم مصالح السودان ومصالحه.
لذلك قد لا أرى غباراً على شخصية طه عثمان اسحق الوطنية والسياسية الثورية النضالية، ولكن حتى لا يدخل السودان واحزابه وشعبه، في تجارب جديدة تأخذ وقتا للتجاوز والتخطي، تجدني أهمس لطه عثمان أن تعال معتذراً، اعتذر عن المنصب لتحتفظ بعبق نضالك وجهودك التي بذلتها في مشوار التحول الديموقراطي ولن ينسى لك التأريخ مواقفك المشرفة، وبهذا تكون جزءاً من التحول الديموقراطي لا خصما عليه، ساهم في نجاح المرحلة من موقعك، أو من أي منصب آخر في الحكومة، فالمجد لا يحققه القادة في الحكومات، النصر يحققه من يقفون خلفهم، والقيادة احيانا كما الضوء بريقها يوأد الشخصية ويكشف عيوبها وينسف تأريخها ومستقبلها، فمثل ما لمعتّها جاذبة فلعنتها قاتلة مميتة !!
طيف أخير:
الحضور والخطاب في ورشة الإصلاح الأمني كان مفاجئاً لكل اعداء الثورة، وناس (قريعتي راحت) وبعض كلمات القادة العسكريين كانت (لكمات) في وجه الفلول التي خاب ظنها وتبدد عشمها!! معليش
الجريدة

 

آراء