طوارئ لمراكز البيع

 


 

 



قصة بسيطة قديمة، قرأتها قبل زمن بعيد نسبيا ً ، والشاهد أن المحيط العام في تلك الفترة لم يكن يعاني إلّا بدايات فوضي غير معقدة كما يحدث الآن ، فدرجات الفوضي اليوم صارت بشكل متباعد المستوي سريع الإيقاع بمعني أن محاولتك لإستيعاب المستوي الأول لفوضي ضاربة في أي إتجاه تختار .. العمل ، الشارع ، البيت ، الأسعار تفشل تماما ً أمام واجهة جديدة من مستوي جديد لفوضي أشد ّ إيغالا ً وأعمق توطنا ً . القصة التي قرأتها عن معلمة إنجليزية كانت تقطن وسط الخرطوم ، كانت تضطر الي الذهاب الي (السوق العربي) لشراء رطل سكر بقيمة قرش ونصف ..! ـ أعلم .. ولكني ذكرت أن القصة قديمة ـ لأن التاجر القريب من سكنها كان يبيع رطل السكر بقرشين ، مجهود المعلمة لمحاربة جشع التاجر كان في إصرارها علي دفع أكثر من قيمة رطل السكر بكثير حتي لا ترضخ لشراء سلعة دون مبرر لزيادة سعرها .. ما جدوي هذه القصة الآن ، فلا نحن نملك ثقافة تلك المرأة من قيم ووعي مختلفين ولا نستطيع التعامل بمبدأ صرف جديد لمحاربة جشع صاحب البقالة أوبائع اللبن أو محل الغاز ..! بإختصار لا قبل لنا بمحاربة هؤلاء جميعا ً وهم لا قبل لهم بمواجهة جبايات المحلية والمحلية لا قبل لها بمواجهة إحتياجاتها وإن حاولت المخارجة بجميع أرانيك التحصيل . أما المحاولات التي قامت بها ولاية الخرطوم بتجربة الخطة الاسعافية والتنسيق مع اتحاد اصحاب العمل في توفير عدد من السلع عبر مراكز للبيع المخفض للسلع الاستهلاكية ، بأن يتم إمداد تلك المراكز مباشرة من مراكز الانتاج لتخطى عقبة الوسطاء ، مضت التجربة وفشلها (يباريها) ، إستغلت هذه المراكز لافتة البيع المخفض والتي يحمل بعضها فقط أرقام متسلسلة ربما لتسهيل تجاوزاتها في رفع الأسعار ، محصلة الأمر أن المواطن أدمن الذهاب الي تلك المراكز دون تخفيض أو شبه تخفيض ، حدثت لي تجربة شخصية عند شرائي لإحدي السلع من أحد هذه المراكز ولاحظت الفرق في السعر بينه وبين مركز بيع آخر يبعد قليلا عن الأول فأجريت حساباتي كالآتي : إن إشتريت من المركز البعيد فسيلزمني ركوب (ركشة ) في طريق العودة ، الغريب أنني وجدت سعر السلعة زائدا ً قيمة ما دفعته للركشة يساوي أقل من قيمة السلعة لوحدها من مركز البيع القريب ، وعندما واجهت البائع بمحصلة المبيعات والإيرادات التي خرجت بها من المركز الآخر ، أجابني ببرود : (ما عارف ، لكن إحنا قالو لينا بيعو بالسعر دا) ..! ما مشكلة يا سيدي وإحنا قالوا لينا إشتروا بالسعر دا ..! المحليات ومجهودها المقدر من جانبنا بالطبع ، بعد أن صرفت علي قيام هذه المراكز ما صرفت من خيام ولافتات مضيئة وغير مضيئة ، لماذا لا تضع مراقبي أسعار أو فلتقم بوضع أرقام تلفوناتها علي هذه اللافتات حتي يتمكن المواطن المتضرر (دائما ً) من الإبلاغ والتأكد من صحة سريان الأسعار التي وضعتها مساعدة له ، وليكن .. فلتنضم إلينا في هذا التواصل شركات الإتصال وتحدد لنا أرقام بعينها للإتصال والتبليغ : (نجمة سعر السلعة الحالي نجمة السعر المفروض نجمة رقم المركز مربع ) ..!
zizetfatah@yahoo.com

 

آراء