ظواهر جيولوجية، موارد الأرض وإمكانيات صناعة المعادن في السودان 

 


 

 

ظواهر جيولوجية، موارد الأرض وإمكانيات صناعة المعادن في السودان

البروفسير المتميز/ د. بدر الدين خليل

جامعة النيلين و المدير الأسبق لجامعة دنقلا

ترجمة و عرض إسماعيل آدم محمد زين

يجئ هذا السفر نتاج مسيرة طويلة عامرة بالعمل في مختلف أنحاء البلاد- تنقيباً ،بحثاً، تعليماً و إشرافاً مع أعباء الادارة في جامعة الخروم ،حيث تخرج في العام 1966م مع الدفع الأولي في مجال علوم الأرض وعمل فيها لزمن طويل، كما تلقي علوم الأرض في المدرسة الروسية وهي من المدارس المعروفة في مجالات الجيولوجيا ،مع إهتمام من الدولة بما للموارد الأرضية من أثر في تنمية البلاد وتقدمها.الحديد و بأسه الشديد،المعادن النادرة،النفط و الطاقة، الذهب و ثروة الأمة،وما لا يمكن حصره.

جاء د.بدر الدين من روسيا بجهاز للأشعة السينية للكشف عن المعادن و لم يجئ بعربة أو تلفاز! وهي مبادرة نادرة في عصرنا،لا يقدم عليها إلا ذوي العزم.

إنتقل د.بدر الدين إلي جامعة النيلين ليواصل العمل في إنشاء كلية للمعادن و علوم الأرض و من بعد إلي جامعة دنقلا.

ب.بدر الدين من النماذج المتجردة و المشبعة بالقيم، فهو أمين،واضح و صريح- يعمل بما يعلم ،إذ العمل بغير علم لا يكون!

من الملاحظات التي ذكرتها للبروفسير بدر الدين بأن الكتاب صقيل و جميل الباعة و ألوانه رائعة، لا بد من أن الطباعة تمت في خارج البلاد؟ أجاب بأن للجامعات مطابع جيده والطباعة مما يعد في تصنيف الجامعات،إضافة إلي غير ذلك مما هو معروف – مثل عدد الخريجين الذين يعملون في مناصب مهمة أو في الوزارة أو ممن يتحصلون علي جوائز نوبل في مجالاتها المختلفات.دور آخر للجامعات الاقليمية، طباعة الكتب، فأعينوها بالطباعة لديها. مع حملها لراية التنوير و المعرفة.

يتجلي إخلاص ب. بدر الدين في إهداء الكتاب إلي أسرته، زملائه و طلابه! شيمة وفاء لا بد من الاشادة بها.

تجئ المقدمة لتتجلي قيمة أخري و هي الاعتراف بالفشل مع الأمل أن ينجح علماء الأرض الشباب من الجيل الصاعد في النجاح و الفلاح و الكتاب خير معين لهم ، بل حافز للكتابة و البحث مع التنقيب في موارد البلاد الثرة. ليت أهل السياسة يعترفون بفشلهم ويفتحوا الطريق إلي الشباب الثائر! لعلهم يحدثون أثراً و يصنعوا التغيير.كما يدعوا بدر الدين رأس المال الشريف للدخول في مجالات التعدين وألا يسرقوا مواردنا الناضبة!

الأستاذ المتميز Professor Emeritus))،درجة تمنح لقلة من الأساتذة المتميزين، ليعملوا مدي الحياة!

الموارد الأرضية ناضبة، لذلك يجب أن تذهب العائدات إلي الاستثمار في الموارد غير الناضبة – مثل: الزراعة وتعليم الأجيال القادمة.

ولتكن بداية عرضي لهذا الكتاب القيم وترجمته من الباب السابع وهوخارطة طريق لتنمية الصناعات المعدنية و غير المعدنية وذلك بتبني التوصيات الآتية:

تصميم معادلة للتنمية المستدامة لمعلجة عملياتالتنقيب و إستخراج الموارد الأرضية.

يجب أن تتولي السلطات الاتحادية و المركزية إدارة الموارد الأرضية والا تتولاها الولايات أو القبائل وفقاً لقانون عام 2007م لتنمية الثروة المعدنية و قانون تشجيع الاستثمار للعام 1999م، علي أن تتحصل الأقاليم و الولايات علي نسبة 25%علي الأقل من عمليات التعدين الناجحة بدلا من 2% كما هو الوضع حالياً.

يجب وضع سياسات لضب التعدين الأهليعن الذهب و تنفيذ تلك السياساتكجزء من إستراتيجية عريضةللتنمية الريفية، لذلك يجب تخصيص نسبة تتراوح بين 10% إلي 20% من العائدات الصافية لتغطية عمليات الاستكشاف، التنقيب وتنمية الموارد الأرضيةالواعدة بالاضافة إلي الاستثمار في مجالات أخري، مثل: الزراعة.

تدريب الموارد البشرية الوطنية في تكنولوجيا التعدين بالتركيز علي تعدين الذهب للمحترفين وعمال التعدين الأهلي، كواجب علي مؤسسات التعليم القوميةالتي تقوم بتدريس علوم الأرض، تويراً لمهارات المعدنيين و المنقبين للحد من المخاطر المؤسفة و المتكررة.

يجب تنظيم التعدين الأهلي غير الرسمي و تقنينه، بتبني مرحلة إنتقالية تقود إلي تعدين صغير إحترافي.

تبسيط إجراءات الحصول علي حقوق التعدين الأهلي و مساعدة المعدنيين للترقي من المستوي الاعاشي إلي مستوي الأعمال المستدامة المنتجة.

علي المعدنيين التقليديين علي المستوي الصغير تكوين إتحادات مهنية للتعدين عن الذهب، ترقية للمهنة في المناطق الواعدة لفترات مناسبة و بقدرات جيدة.

إعادة النظر في تصنيف الاستدامة –عبر إستخراج المعادنبشكل عملي و عقلاني.

يجب فرض التقاليد و الأعراف العالمية للقضاء علي عمالة الأطفال.

وضع إجراءات صارمة لحماية الأراضي و البيئة مع إعادة الأراضي التي تم تجريفهاإلي ما كانت عليه بنباتها و حيوانها.

السعي للتعاون مع الدول الصديقة لبناء روابط و علاقات مثمرة لمصلحة البلدين.

الاستثمار في صناعة التعدين بشكل مستقل أو عبر الاستثمار المشترك او في مشاريع التعدين تسليم المفتاح، بمختلف أحجامها و بأهدافها المتنوعة.

ساتناول ترجمة بقية الأبوابلخدمة الاستثمار في هذا المجال الهام، مما يعني بالضرورة خدمة الاقتصاد القومي.

و لا تزالسياسات التعدين تقبل المزيد من القرارات، مثل:

تقديم الخدمات المختلفة، الماء و الكهرباء مع الاسعافات الأولية و العلاج الميداني.

مساعدة المعدنيين وتقديم المشورة لهم لحمايتهم من الانهيارات الأرضية.

إدخال التقنية الوسيطة في مجال التعدين.

المساعدة في تكوين الشراكات، بتجميع المعدنيين في تعاونيات و شركات عامة تساهم فيها الشركة السودانية للموارد المعدنية.

تشجيع المعرفة و نقل التكنولوجيا في مجالات علوم الأرض و التعدين بنشر المعرفة و إدخال الدوريات و المجلات و الكتب إلي كليات و أقسام الجيولوجيا و علوم الأرض.


a.zain51@googlemail.com

 

آراء