عام 2014م عام مياه النيل

 


 

جعفر بامكار
2 February, 2014

 



0914106807
كثيراً ما سمعنا بالوعود بتوصيل مياه النيل لمدينة بورتسودان من مختلف المسؤولين بالحكومة الاتحادية والحكومة الولائية عاماً بعد عام وتمر الايام والليالي ولا يتحقق للأسف أي شيئ من تلك الوعود المتكررة ويظل المواطنون بالمدينة يتجرعون صنوف العذاب للحصول على الماء عاماً بعد آخر للأسف الشديد . قبل شهرين وبالتحديد في منتصف نوفمبر من 2013م صرح السيد رئيس الجمهورية في افتتاح مهرجان السياحة السابع وأمام حشد كبير من مواطني بورتسودان بأن عام 2014سوف يكون عام توصيل ماء النيل لمدينة بورتسودان ومنذ ذلك الوقت أقراء الصحف القومية والولائية واتابع القنوات الفضائية العالمية والمحلية واستمع للاذاعات عسى ولعل اسمع خبراً أو بشارة تسعدني بأن الاجراءات التنفيذية لتوصيل مياه النيل لبورتسودان  قد بدأت ولكني لم أسمع شيئاً حول الموضوع وأكون شاكراً وممتناً لو أن شخصاً ما قد سمع شيئاً ما حول هذا الموضوع وأفادني بذلك . نحن الآن في منتصف يناير ومرت خمسة عشر يوماً والمتبقي من هذا العام 350 يوماً فقط ونتمنى ونرجو الا تمر كل هذه الايام والليالي دون أن نسمع شيئاً عن هذا الموضوع المهم والحيوي . الغريبة ولأول مرة تشهد مدينة بورتسودان أزمة كبيرة في مياه الشرب إمتدت لأكثر من اسبوعين وذلك في عز الشتاء والبرد . هل أصبحت القاعدة شح المياه صيفاً وشتاءاً والشاذ هو توفر الماء؟ لمصلحة من هذه الازمات المتكررة ؟ يقولون في الشتاء أن الازمة سببها كثرة السيول والامطار ويقولون في الصيف أن أزمة المياه سببها انعدام السيول والامطار !!. ماهو الحل ؟ لانريد انعدام السيول والامطار ولانريد حضور الامطار والسيول . اذن ماذا نريد ؟ افتونا بارك الله فيكم !.لماذا لا توجد حلول لمعالجة مشكلة الامطار والسيول شتاءاً للاستفادة من مائها صيفاً ؟ هل هذا الامر يحتاج لمذاكرة ودروس عصر؟ ان الانسان بفضل العلم والتكنولوجيا استطاع ان يهبط على سطح القمر ونحن عاجزون عن التعامل مع خور صغير أسمه أربعات ولم نعد نجيد شيئاً سوى الرقص في ستاد بورتسودان على انغام فنانيين وفنانات من الدرجة الثالثة  لمدة  ثلاثة شهور شتاءاً  وثلاثة شهور صيفاً ، كان الله في عوننا يهدينا سواء السبيل . ان المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالولاية والمدينة كبيرة وكبيرة جداً ومع ذلك نتلهى بشيء اسمه السياحة ويقال لنا أن ايرادات هذه السياحة مليارات الجنيهات أين هذه المليارات ولماذا لانراها ؟ لماذا لاتستغل هذه المليارات في حل بعض مشاكل الولاية المستعصية وعلى رأسها مشكلة المياه ومشكلة الفقر المدقع الذي عم القرى والمدن والامراض المتفشية والامية المتزايدة والعطالة التي حطمت آمال الشباب والشابات ورفد الشارع  بآلاف العاملين المؤقتين بالميناء سنوات وسنوات بسبب قرارات المركز بإقاف التعيينات بالموانيء وكذلك حل مشاكل عمال الشحن والتفريغ الذين تم تشريدهم بسبب تحديث الموانيء وكذلك مشاكل مشروع طوكر الزراعي المزمنة وغيرها من المشاكل بالولاية والمدينة المعروفة للجميع هل غاية السياحة أكل السمك بالسقالة أو سوق السمك المركزي وأهل الولاية جياع لايجدون الذرة والفول ؟ أين الخواجات السائحون المملوءة جيوبهم بالعملات الصعبة وهي هدف السياحة الاساسي ؟ اننا لانراهم بل نرى آخرين لاأريد وصفهم فهم وهن معروفون للجميع .إن مشكلة مياه المدينة لم تعد تحتمل التسويف فهي مسألة  حياة أو موت والماء حق أصيل من حقوق الانسان  وحق الحياة منصوص عليه في  المواثيق الدولية ولا يسبقه حق آخر من حقوق الانسان . أن حرمان المواطنين من هذا الحق عاماً بعد آخر هو نوع من أنواع جريمة الابادة الجماعية وهي جريمة لاتماثلها  أي جريمة أخرى ؟ إن الماء هو أولوية قصوى ، وعندما نكرر ونقول أن الاولويات مقلوبة في هذه الولاية نقصد هذا المعنى فالماء  أولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً وخامساً ثم تأتي الاولويات الاخرى في الترتيب بما فيها السياحة إن شح وانعدام المياه صيفاً سابقاً ولآن صيفاً وشتاءاً يضطر المواطنين لشرب الماء الملوث من أي مصدر كان مما يكون مسبباً مباشر لانتشار الامراض والاوبئة ووفاة المواطنين وخصوصاً الاطفال .  سوف نتفاءل بالخير حتى نجده وسوف نعد أيام عام 2014 حتى نشرب من مياه النيل على حسب الوعد القاطع من السيد رئيس الجمهورية ونعتقد أن هذا حقنا بصفتنا مواطنين علينا واجبات نحو بلادنا ولنا حقوق لديها ومن ضمنها حق الحصول على الماء الصحي وبالكميات المناسبة ويقول الله سبحانه وتعالى " وجعلنا من الماء كل شيئ حي " صدق الله العظيم

madenaty@yahoo.com

 

آراء