عبدالوهاب في انتظار توقيع سعاد حسني ونادية لطفي لتسليم السلطة للمدنيين

 


 

 

خلال الايام الخوالي شاهدت فيلما كوميديا بطولة عادل امام والمعلم محمد رضا ، باختصار ان عادل امام وصديقه الفنان فاروق يوسف كانا على علاقة مع بنات المعلم رضا الذي كان يعمل شاويش في المطافئ، وهذه الوظيفة لها تأثير كبير في تصرفاته ، وكان دائما يقول إن بناته لن يتزوجن الا عسكري بشرط يكون في المطافئ ، ولديه عساكر في المطافئ سيتزوجون البنات ، والبنات يرفضن ذلك ولن يتزوجن الا عادل امام وصديقه. مما اضطرهما الالتحاق بكلية الشرطة وللعمل في المطافئ حتى لاتضيع حبيبة العمر. والمعلم المسألة ما واقعة ليه ابدا ، لذلك وضع لهما شرطا تعجيزيا لإبطال هذه الزيجة ، وطلب منهم توقيع اخلاء طرف من جميع بنات مصر ، وحصلا على توقيع جميع البنات في الشارع ، وقدما له الكشوفات ، ولكنة اعترض لأن سعاد حسني ونادية لطقي لم توقعا في هذه الكشوفات. وهذا طبعا نوع التعجيز ، ونفس الشيء قام به الجنرال عبد الوهاب ، الذي اشترط توقيع جميع افراد الشعب السوداني حتى يسلم السلطة للمدنيين.
والسودان يعيش في حالة من الغليان الذي ينذر بمصيبة كبرى يمكن ان تؤدي إلى ما لايحمد عقباه ، والبلاد موعودة بقيام 5 دول + الخرطوم ، لأنه الخرطوم المعطوبة التي صارت مثل سلة المهملات جمعت كل من هب دب .والدول الخمس هي الوسط والشمال وكردفان ودارفور والشرق والغرب. وهذه الدول ستكون مضطرة للانفصال من المركز التعيس ، لأن مشاكلها مؤجلة وهي التي تنتج وتضحي وتقدم الاكل والشرب والخير كله إلى الخرطوم دون مقابل.
هؤلاء الشباب الذين مهروا بدمائهم الطاهرة هذه الثورة المجيدة لايريدون مناصبا او وزارات او ملايين او سلطان او جاه ، انهم يريدون حرية وسلام وعدالة ، لكن الجنرال يصر على رأيه ويسمع كلام هؤلاء الجهلاء والفلول الذين من حوله ، لن يكن ذلك الا شرا مستطيرا ودمارا وخرابا لهذه البلاد , التي تتبجح دائما أنك لن تسلمها الا لحكومة منتخبة ، وكيف تسير إلى حكومة منتخبة ، وليس هناك أي بشائر أو آمال تؤكد ذلك ، غير ان شركات الأمن والدفاع وعيال دقلو يجمعون مليارات الدولار من الذهب السوداني المسروق ، ويقتلون أهله ويهددونهم بالويل والثبور ، كيف تأتي بالتوم هجو وبرطم ومعهم مسار وحمار وبقية الجوقة من المرتزقة الذين قلبهم على الدولار ، والعالم كله يدري إنهم يدافعون عن المال الذي قدمه لهم عيال دقلو، كفاية الضحك على الذقون.
وكان الجنرال يتصبب عرقا في عز الشتاء داخل الاستديو المكيف بالهواء ، لأنه يدري أن أي كلمة يقولها يجانبها الصدق ، وعلى الرغم من ذلك يواصل في القيام بهذا العمل الخطير الذي ستكون نتيجته هي تفتيت بلد اسمه السودان الذي سينقسم ويتطاير ويصبح دويلات صغيرة ، لذلك على أي شخص أن يعلم ان هذه الخطوة ستمسح السودان من الخريطة ، بالاضافة إلى أن هناك الملايين من الافدنة قد تم استئجارها بواسطة الكيزان لمدة 99 سنة لدول أخر ومعها عقود لايقدر احد استعادتها منها . كما ان الجميع يعلم أن البرهان ليس لديه جيش يتبع له او يحميه سوى مليشيات عيال دقلو القادمين من خارج الحدود. وعلى الرغم من ذلك الجنرال ابوهاجا يهددنا بالويل والثبور وهو يعلم أنه سيكون اول الضحايا عندما يتم استبعاد البرهان من الكرسي لصالح عيال دقلو .
وعلى عبدالوهاب ان يعلم ان القوة الوحيدة التي يمكن أن تحميه هي الشعب ، لأن الشعب سيحمي الحاكم العادل ، لكن اذا استمر في هذا العمل المشين لن يجد من يقف معه. وسيصبح تحت حماية مليشيات عيال دقلو ، وهؤلاء بعد ان اكتشفوا أن البشير بهذه القدرات المتواضعة تمكّن من حكم السودان 30 عاما ، فهو ليس بأذكى منهم ، لذلك سيجربون حكم السودان 60 عاما منها 30 عاما لحميدتي و 30 لشقيقه عبدالرحيم، ونقول لهم بالهناء والشفاء.

وكل الضجة الاعلامية التي قادها حميدتي و عبدالوهاب يتهما فيها الحكومة بالفشل ويبررا انقلابهما يعلما قبل غيرهم ان الحكومة لاتمتلك اكثر من 18% من المال العام والباقي يقع تحت سيطرة الجيش والامن والدعم السريع وشركاتهم التي تعيث فسادا في الارض تزيف العملة وتشتري الدولار وتهرب الذهب والسلع الاستراتيجية والصادرات - وحميدتي قال انه يوم القيامة سيأخذ حقه من الذين انتقدوه - وتمنع شريحة كبيرة من المواطنين من وظائفهم حيث تحول العسكر إلى جزارين وخضرجية وتركوا واجبهم المقدس في حماية البلاد وحدودها واعادة الاراضي المغتصبة من مصر واثيوبيا وجنوب السودان وليبيا الخ..
و الاقتصاد السوداني يعاني بصورة رئيسية بسبب شركات الأمن والدفاع والدعم السريع ، التي تعمل في كل شيء ولا تقوم بواجباتها تجاه الدولة والمواطن ، من خلال تهريب الذهب والصمغ العربي والسمسم واللحوم والماشية وغيرها من السلع الاستراتيجية ، وعدم دفع الضرائب والرسوم الجمركية ، وتجنيب الأموال بالعملة الصعبة والمحلية بعيدا عن البنك المركزي و وزارة المالية ، وهذا ما شجع الكثير من الجهات الحكومية القيام بعمليات التجنيب ، وكما ان الدولة رفعت يدها تماما من توفير الحياة الكريمة وتحقيق الرفاهية للمواطن والذي يعتبر من اول واجباتها ، كما ان ارتفاع الدولار سببه الرئيسي هو شركات الاتصالات وشركات الامن والدفاع والدعم السريع التي تضارب في سوق العملات، وتشتري الدولار من السوق السوداء.
ووجود شركات تقع تحت ادارة منظومة القوات النظامية المختلفة يفقدها كلمة نظامية ، لأنها دخلت السوق ، ومن يدخل السوق لا اظنه نظاميا ، فهو يحلف بالطلاق ويقسم كاذبا، ويحيك المؤامرات لمنافسيه ، وكيف يحمي البلاد من كان تاجرا ، كما انها تقوم بالتهريب وكيف تمنع التهريب وهي تقوم بالتهريب ، وكيف تقبض المتلاعبين بالاسعار وهي تتلاعب بالاسعار ، واستمرار شركات الامن والدفاع والدعم السريع يعتبر غير انضباطيا بالنسبة للقوات التي كان يجب عليها الانضباط. لذلك عليها الخروج فورا من السوق والعمل على حماية البلاد ومن المخاطر الداخلية والخارجية. بالاضافة إلى الاستفادة من تجربة جائحة كورونا ، والتركيز على تدريب منتسبيها من ضباط وجنود على اداء الواجبات الطبية والتمريضية والصيدلانية والاسعافية وغيرها من الاحتياجات في القطاع الطبي ، حتى نستفيد منها في هذا المجال الحيوي.
وحتى مافيا النظام البائد التي عاثت فسادا في البلاد طوال 30 عاما من السرقة والفساد والاتجار بالدين ، تحتاج إلى حسم والضرب بيد من حديد حتى تعود إلى الطريق القويم الذي حادت عنه طوال الفترة السابقة ، وهؤلاء تعودوا ان يكونوا فوق المحاسبة والقانون بالاضافة إلى اللامبالاة ، وتجاوز القوانين وعدم الانضباط ،بدون قوات نظامية قوية لا يمكن أن يعودوا افرادا عاديين ويتساووا امام القانون مثل غيرهم من ابناء شعبان العزيز. ودخول القوات النظامية في التجارة هذا عيب ويفقدها هيبتها و وقارها.
لكن تهديد البسطاء والمساكين من قبل القوات النظامية شيء اصبح من الماضي مع العهد البائد ، وهذه القوات المطلوب منها اعادة كرامته وهيبته ، والحفاظ على أمنه وتكون رهن اشارته ، لأنها تعمل لديه وهو صاحب العمل وعليه أن يعطيها الاوامر بدلا من الخوف منها. وانت والبرهان وحمدوك ومجلس السيادة والوزراء والوكلاء وكافة العاملين في الدولة تعملون لدينا ممكن أن نستغنى عنكم ، والا فإن الثورة لم تحقق مرادها ، ونعود إلى الاذلال والضرب والقتل والسحل مثلما كان يحدث في العهد البائد .
وأما استنساخ تجارب الآخرين سواء الدول المجاورة أو البعيد لن يفيد شيئا ، وسيحالفكم الفشل ، لأن كل دولة لديها خصوصيتها ، وعاداتها وتقاليدها . عليكم توفير الحياة الكريمة لنا وانتم خدم لدينا وليس رؤساء أو حكاما ، زمن البشير قد ولى وزمن الكيزان قد ذهب إلى غير رجعة ، ولن نرضى بأي نوع من التهديد والتخويف ومحاولة الاستفراد بالثوار وتهديدهم ، والسعي إلى تقويض الثورة. وعلى الرغم من الوعود المستمرة من القوات النظامية بالمحافظة على مكتسبات الشعب واستمرار الثورة على العهد البائد الا اننا لازلنا نسأل لماذا التأخير . ولماذا تتواصل الضائقة المعيشية ولماذا حتى الآن هناك الكثير من الذين اجرموا في حق الشعب مازالوا طلقاء ويستفزونا بالتهديد والوعيد.


kannanhussain@gmail.com
///////////////////////////

 

آراء