عبد الله النحيلة: عليك نور
كفى بك داءً
ترك عبد الله النحيلة عربه ببوط أقصى النيل الأزرق ولا بد دعوا له بتيسير السفر ونيل المقصد وأتى الخرطوم العاصمة ليشتكي الحكومة عند الحكومة فقد مغسته هو وأهله عرب رفاعة وضيقت عليهم معاشهم. قال النحيلة لجريدة الرأي العام التي نقلت شكواه مشكورة أن الصراعات في النيل الأزرق، بين الحكومة ومسلحي الحركة الشعبية قطاع الشمال وبين حكومة السودان وحكومة جنوب السودان وبين الرعاة والمزارعين، قضت على ستين بالمائة من أنعام رفاعة وغيرهم من أهل الحزام الحدودي بين السودان وجنوب السودان، ثروة حيوانية هائلة لا تسعها سنار والنيل الأزرق كما ذكر. شرح النحيلة أن المزارعين في الولايتين يطالبون الرعاة بتعويضات ضخمة متى تعدت البهائم على مزارعهم، وقد كانت في زمان غير الزمان ترعى بغير ثمن حيث ساقها الله، كالطيور في أغنية المرحوم مصطفى سيد أحمد لا تعرف خرطة ولا جواز سفر.
ليس لود النحيلة دبابير ود ابراهيم وطموحه بطبيعة الحال ولذا عرض على المسؤولين الذين التقى بهم في الحكومة والبرلمان شهداء رفاعة في حروب الحكومة الطويلة عل مسكهم يجدي شفاعة. قدم رفاعة، بحسب النحيلة، 770 شهيدا قبل انفصال جنوب السودان و55 شهيدا بعد ذلك لم نسمع بهم في ساحات فداء "سائحون" أولاد الجامعة، وفوق الميتة خراب المراح حيث فقد قومه 25 مراحا جراء النهب والاقتتال. لم يطلب النحيلة الثأر لما حاق بقومه من أذى في الولد والمال، والنفس الواحدة كالناس جميعا إلا في كراس الحكومة، بل طالب بتنفيذ اتفاقية الحريات الأربع بين السودان وجنوب السودان فربما فتح الطريق لعبور رفاعة وأنعامهم عبر حدود كبست عليهم من علياء السياسة المسخوطة.
وقع على رفاعة وجيرانهم عبء السودان الموحد وزادت معاناتهم بسبب الحرب أم بترول بين السودانين، ما كان مباشرا منها أو بالوكالة، حيث تحولت جغرافيا معاشهم إلى مسرح عمليات وتجنيد، الحكومة تريد ضراع أولادهم لحمل سلاحها والجبهة الثورية تخطب ودهم لجيش التحرير. قال ود النحيلة: "نريد الاستقرار خاصة في النيل الأزرق"، والطلب عزيز. لم يتهور فيطلب التنمية حتى، مدرسة وبنك وبوسطة، وإنما الاستقرار لا غير.
بينما كان ود النحيلة يطوف بمكاتب البرلمان يحمل إحصاء شهداء قومه كان أقرانه من المسيرية في شاغل اللوبي "الدولي" لإثبات مواطنتهم في أبيي التي "خرجت من يد الحكومة" كما أكد مهدي بابو نمر، رئيس الآلية الشعبية لأبيي. اجتمعت الهيئة الثلاثاء بالمبعوث الأميركي إلى السودان برنستون ليمان وعرضت عليه، كما نقلت الصحافة، 258 وثيقة تؤكد حقوق المسيرية في المنطقة ثم اجتمعت الأربعاء بالسفير الروسي في الخرطوم انفاريك فازليانوف لذات الغرض. أصبح مصير أبيي شأنا دوليا، كما هو معلوم، تتنافس عليه موسكو وواشنطن، أما البرلمان الكائن في أم درمان، اجتماع ممثلي الشعب، فتكفيه سيرة المخصصات. ربنا يسترها معاك يا ود النحيلة، ما تجيب ليها سفر واشنطن.
Magdi El Gizouli [m.elgizouli@gmail.com]