عدم تعامل الحكومة بحسم مع قوات درع السودان فتح الباب واسعا للشكوك حول أنها ربما حصلت على ضوء أخضر منها

 


 

 

” الجريدة “ هذا الصباح… فتح عدم تعامل الحكومة بحسم مع هذه القوات الباب واسعا للشكوك حول أنها ربما حصلت على ضوء أخضر منها ودافع قائد قوات درع السودان عن تشكيلها وقال لـ(الجريدة): … ….
قائد قوات درع السودان الفريق أحمد كيكل لـ(الجريدة):
* الجيش لا يقف خلفنا ولم اتعرض لملاحقة أمنية
* انشأنا قواتنا لخلق التوازن الاستراتيجي
* مخاطبة حطاب نجحت وقريبا سننظم أخرى في وسط الخرطوم
الخرطوم ـ سعاد الخضر
تزايدت تعقيدات المشهد السياسي والامني بالبلاد وكذلك المخاوف من نشوب حرب أهلية بعد أن ظهرت مليشيات في الشمال والوسط وتم تشكيل قوات درع السودان بقيادة الفريق معاش أحمد كيكل ودرع الوطن بقيادة الناطق الرسمي السابق باسم القوات المسلحة.. وفتح عدم تعامل الحكومة بحسم مع هذه القوات الباب واسعا للشكوك حول أنها ربما حصلت على ضوء أخضر منها ودافع قائد قوات درع السودان عن تشكيلها وقال لـ(الجريدة): تكوين قوات درع السودان أملته علينا اتفاقية جوبا الظالمة التي همشت الشمال والوسط وكذلك ازدواجية تعامل المركز مع تمييز واضح لمن يحمل السلاح... الدرع ضرورة قام لظروف سياسية واجتماعية معينة. ونفى وقوف القوات المسلحة خلفهم وقال للجريدة نحن حتى الآن لم نجد دعم من اي جهة لا القوات المسلحة ولا غيرها نعتمد في تسيير حركتنا على الخيرين أبناء السودان المقتنعين بفكرة قيام الدرع علما بأننا وجدنا فرص كثيرة تحقق لنا مطالبنا المالية ولكننا رفضنا لأننا جسم حر.. ) وأعتبر ان دعمهم للقوات المسلحة أمر طبيعي لأنها قوات شرعية تتسم بالقومية وهي الضامن الوحيد لاستقرار السودان للعلم نحن لا نحمل اي عدا لأي جهة وبرر خطوة انشاء الدرع لخلق التوازن الاستراتيجي من أجل حماية الأرض والعرض وأردف وفي رأي التكوين في هذه الظروف يقلل من استمرار ابتزاز المركز بحجة امتلاك حركات مسلحة وذكر إذا الدولة تعاملت بحكمة وعدل ممكن نحقق توازن في عدة أشياء منها على سبيل المثال لا الحصر ترتيبات أمنية تشمل الجميع....وبالتالي جيش قومي واحد فيهو تمثيل لجميع مناطق السودان وأكد أن العدل في تقسيم السلطة والثورة..
حماية لمناطقهم من حالة التجييش رفض تقديس اتفاقية جوبا وجدد تمسكهم بمطالبهم الخاصة بإلغاء اتفاقية جوبا وأردف ( هذه المطالبات ناتجة من ظلم الاتفاقية وفرضها للحلول سياسية قاصرة لحل أزمة إقليم واحد وخلق تميز ظالم لباقي مناطق السودان.. مسار جوبا فشل في تحقيق هدف الاستقرار لا في دارفور ولا بقية مناطق السودان فقط حقق مطالب حملة السلاح في التحكم في السلطة في المركز وباقي الولايات.
ورأى أن التعامل مع اتفاقية جوبا بقدسية عقد المشهد السياسي السوداني وخلق عدد من الأزمات في الشرق والوسط.. وتابع نحن نمتلك شرعية لأن هذه الاتفاقية رفضت بسبب ظلمها ولأننا نعبر عن جغرافيا وشعب.. ازدواجية تعامل المركز. وفي رده على الأسباب التي دفعته للتحول من منبر البطانة المطلبي إلى العمل العسكري قال كيكل العمل بالمنبر مرحلة سياسية مهمة ومن خلالها اكتشف ازدواجية تعامل المركز مع الأجسام المدنية للأسف المركز لا يقدر الا من يحمل السلاح لتحقيق أهداف أهله المشروعة في الخدمات والتنمية. واوضح أن المنبر جسم مطلبي يعبر عن منطقة جغرافية محددة وقال الدرع درع السودان يعبر عن جغرافيا واسعة وعن جماهير منتشرة في معظم ولايات السودان.

ازدواجية تعامل المركز
وعلى الرغم من أن قائد قوات درع السودان بدأ نشاطه من خلال المنابر السلمية الا أنه تحول إلى العمل العسكري . وفي رده على الأسباب التي دفعته للتحول إلى العمل العسكري قال كيكل العمل بالمنبر مرحلة سياسية مهمة ومن خلالها اكتشف ازدواجية تعامل المركز مع الأجسام المدنية للأسف المركز لا يقدر الا من يحمل السلاح لتحقيق أهداف أهله المشروعة في الخدمات والتنمية. واوضح أن المنبر جسم مطلبي يعبر عن منطقة جغرافية محددة وزاد اما الدرع فهو درع السودان يعبر عن جغرافيا واسعة وعن جماهير منتشرة في معظم ولايات السودان

مخاطبة جماهيرية جديدة بالخرطوم
وأكد نجاح المخاطبة الجماهيرية التي نظمتها قوات الدرع في حطاب بالخرطوم بحري وقال هذه المخاطبة نجحت وبصورة كبيرة بالرغم من حالة التعبئة السلبية من حكومة الخرطوم ضد حشد جماهيري مدني.. واردف حالت الحكومة بالخرطوم بيننا وبعض جماهيرنا في الولاية وهذا السلوك يؤكد حديثنا عن ازدواجية المعايير من المركز الحركات المسلحة وباقي المليشيات ممكن تحشد الخرطوم والدولة توفر لها الإمكانيات والعربات والإعلام ودرع السودان يرفض له حشد جماهيري سلمي.. وأكد استمرار حشدهم في الولايات واعلن اعتزامهم تنظيم أكبر حشد جماهيري في وسط الخرطوم واتهم كيانات سياسية لم يسمها و التي ذكر أنها لا تملك جماهير اتهمها بأنها تخاف من حشود درع السودان و نتمنى أن يكون التنافس بيننا اكثر اخلاقا بدلا من تحريض السلطة وإرسال اتهامات غبية بأننا نتبع لجهة من أجل تنميطنا في أذهان الجماهير.. الدرع خاطب حشود كبيرة في أكثر مناطق السودان استنارة رفاعة وبرنكو والحصاحيصا.

ضوء اخضر
بينما يرى المحلل السياسي عبد الله رزق أن فشل قوات الدرع او تراجعها عن تنفيذ فعالية في حطاب مرده للموقف الحازم لناظر قبيلة البطاحين من هذه الفعالية وتحذيره من محاولة تنظيمها، وهو ما دعا السلطات لان تصدر بعد ذلك ما يفيد بتدخلها لالغاء تلك الفعالية المعلنة. الموقف الرسمي لم يكن كذلك وقال رزق في الموقف الرسمي لم يكن كذلك عندما اعلنت تلك القوات عن نفسها في فعالية مماثلة في رفاعة قبل ان تنتقل لمحاولة تكرارها في حطاب وقال رزق. من الواضح ان هذه القوات تتحرك بضوء اخضر من السلطة الحاكمة. السلطة نفسها التي تتصدى بالعنف والعنف المميت للمحتجين السلميين ، منذ اكثر من عام ، فيما لا تحرك ساكنا تجاه من يلوحون بالسلاح ويهددون بالحرب.

حجج تفتقر للعقلانية
السيولة الأمنية
وفي رده على سؤال حول كيف كان يريد من الحكومة ان تتعامل معه في ظل إعلانه مخاطبة عسكرية لمدنيين بالخرطوم قال كيكل اصلا الدرع أصبح عسكريا لحالة السيولة الأمنية في الخرطوم وخارجها والدرع هدفه الأساسي حماية المدنيين (مالهم وعرضهم) والضامن الوحيد لاستمراريته وتحقيق أهدافه وجود جماهير مدنية تؤمن بفكرة الدرع... الناس زهدوا في الاستماع للقيادات المدنية لأن صوتها ضعيف في التأثير على المركز وفي رده على ما اثاره كيكل بأن الحكومة لا تحترم الا من يحمل السلاح وان الناس زهدوا في السلمية لتحقيق الدولة المدنية قال رزق ليس صحيحا ان الناس زهدوا في النشاط السلمي والديمقراطي.
فلازال الشباب يخرجون يوميا في مواكب سلمية تتعرض لها السلطات بالعنف المميت ويتساقط الشهداء من يوم لاخر ومن موكب لموكب ولم يتخلوا عن السلمية. وبالتالي فان من ينادون بالعنف ويروجون لحمل السلاخ ليسوا جزء من ثورة الشباب. وانما هم فئات من الفلول تحاول الاستثمار في هذا المناخ المضطرب. وتحويل الصراع من طابعه السياسي والسلمي الى صراع عسكري ذو طبيعة جهوية. وأردف وهو امر غير بعيد مما يروج له فلول النظام المباد عن حرب اهليه على خلفية الخلاف الرائج في الاسافير بين حميدتي والبرهان. ومحاولة ترجيح احد اطرافه باسم اعادة التوازن وأكد أن التوازن المطلوب يكون في دعم انتصار الثوار السلميين وفي التمسك بأهداف الثورة في تفكيك نظام المخلوع، وفي تحقيق العدالة، وفي ترسيخ الديموقراطية والحكم المدني، وفي تصفية المليشيات كافة، وليس زيادة عددها بحجج تفتقر للعقلانية والقبول.
المحلل السياسي عبد الله رزق شكك في صحة ما ذكره كيكل بأن قوات درع السودان الهدف منها خلق توازن وحماية الشعب وقال رزق: ليس ثمة ما يؤكد ادعاء حماية هذه القوات للشعب ولطلائعه الثائرة التي تقدم تضحيات جليلة على طريق انتصار الثورة. طابورا من الشهداء والمصابين والمفقودين. ولا يتصور ان تقوم هذه القوات التي ظهرت للوجود برعاية النظام الانقلابي الدموي ان تتصدى لقواته في الشوارع حماية للمحتجين السلميين. وعلى الرغم من إعلان الحكومة رفضها للمليشيات الا أن عدم ملاحقة الحكومة لقوات درع السودان باستثناء مخاطبة حطاب تؤكد فرضية وقوف السلطات خلفهم خاصة بعد أن تم القاء القبض على قائد قوات درع الوطن الصوارمي فور ظهوره في مؤتمر صحفي قبل أن يتم إطلاق سراحه لاحقا وقال كيكل كامل الاحترام للأخ الصوارمي ولم التقى به ولا اعرف لماذا القبض عليه ولماذا أطلق سراحه أعرف عنه الكثير فقط اعرف انه كان ناطقا رسميا للقوات المسلحة في فترة من الفترات واقر كيكل بعدم تعرضه لأي ملاحقة أمنية وقال للحق حتى الآن لم أتعرض لأي ملاحقة أمنية وإذا حدثت اعتبر الأمر عاديا لأننا خرجنا في طرق نعرف تماما حجم مخاطره... وليت الأجهزة الأمنية تتعامل بعدالة مع الجميع هي تنظم الساحة للبعض الكيانات العسكرية وترفض حشودنا مع العلم نحن نتحرك بصورة مدنية ونخاطب جماهيرنا بصورة سلمية و جماهيرنا على درجة عالية الوعي.. وردا على ماأثير بشأن هروبه عقب فشل مخاطبة حطاب قال كلمة هروب لاتشبه سلوك القائد وتاريخي كله ا لا توجد فيهو كلمة هروب..

تهديد أمن الوطن
بينما لم يستبعد المحلل السياسي رزق إمكانية أن تشكيل المليشيات الشمالية تمت بموافقة السلطات وقال ان التوجه لبناء مليشيات واستعراضها امر لايمكن ان يتم دون موافقة من سلطة شرسة لا تحتمل التظاهر السلمي. فكيف تحتمل التظاهرات المسلحة؟ واوضح ان بناء المليشيات يختلف عن العمل السياسي السلمي وادواته، فالمليشيات تتحاور بالسلاح. وتحسم خلافاتها بالتغلب، عبر الصراع التناحري والحروب. وفي ذلك تهديد لامن الوطن والمواطن. لذلك لم تكن المليشيات ولا اللجوء لحمل السلاح باي ذريعة هو جزء من تفكير القوى الوطنية الديموقراطية. ولذلك فان الامر أقرب لتفكير قوى الثورة المضادة وفلول النظام المقبور ونهج انقلاب 25اكتوبر. ولفت إلى أنه يستمد مبرراته خصوصا من التنافس بين المكونات العسكرية وشبه العسكرية في الحصول على حصة أكبر من السلطة وامتيازاتها. ومن البقاء ضمن هياكل السلطة الانتقالية في وقت يعتقد بان العملية السياسية التي تديرها الثلاثية بإسناد دولي قد اقتربت من نهاياتها.

محاولات حرف الصراع السياسي
ووصف رزق المبررات التي تتذرع بها هذه القوات بأنها غير صحيحة وغير منطقية. لجهة أنها تنطلق من منطلقات جهوية لتفترض وجود عدو جهوي لمصارعته. واعتبر أن تلك محاولة لحرف الصراع السياسي والاجتماعي في البلاد. وذكر (بالرغم من تحميلها السلطة المركزية مسؤولية تهميش الجهات التي تتحدث باسمها فانها تختار الوقوف الى جانب السلطة الحاكمة ... بحجة احداث توازن في القوى. وهو امر يدحض اهم منطلقاتها... فهي جزء من ادوات السلطة الانقلابية لاشاعة الخوف والارهاب وتبديد الطمأنينة العامة. وقد جربت ذلك من قبل بتوفير مناخ لنشاط عصابات النيقرز وتسعة طويلة، وجرائم النهب والسلب والاختطاف.) فضلا عن ان هذه المليشيات ليست بالأمر الجديد. حيث فتحت اسم القوات الصديقة اسس نظام المخلوع العديد من المليشيات التي غطت اغلب ارض السودان لحماية النظام وخوض الحروب نيابة عنه. واكد أن الثورة التي اطاحت بالرئيس المعزول تستهدف تصفية هذه المليشيات في إطار اعادة هيكلة للقوات النظامية والتي تشمل اعادة بناء الجيش وفق عقيدة جديدة. لذلك وتابع لذلك فان المليشيات الجديدة تفيض عن الحاجة. وليس لها فائدة سياسية تذكر. ويجب حلها بدلاً من رعايتها وتمكينها وادخالها حلبة الصراع السياسي لعرقلة التحول الديموقراطي).

المليشيات لعرقلة التحول الديمقراطي:
وفند المحلل السياسي عبد الله رزق المبررات التي دفع بها قائد درع السودان والتي دافع فيها عن خطوته وقال للجريدة اتفاقية جوبا ليست منصفة حتى في نظر من تدعي انها تدافع عن مصالحهم وهو ما اوجد رأيا عاما مساندا لمطلب مراجعة الاتفاقية على الاقل. ومناهضة الاتفاقية ومعارضتها تم ويتم بوسائل سلمية وبنجاح حتى الان. يشمل ذلك فضح جوانب القصور في الاتفاقية وما تتضمنه من بنود سرية ،او اتفاقات تحت التربيزة ، تؤمن مصالح اطراف الاتفاقية من اطراف المكون العسكري والمليشيات. فهي لم تهمش الشمال. ولم تخاطب قضايا دارفور. ولا علاقة لها بالصالح الوطني العام ولا تصلح لان تكون اساس احتجاج يتكون بموجبه درع الشمال.)
ونوه إلى أن الموقف من السلطة الحاكمة وتجاهلها لقضايا الجماهير وانحرافها عن خط الثورة، بدء منذ انقلاب 25 اكتوبر 2021، يجري بالوسائل السلمية. وليس بتكوين المليشيات برعاية السلطات نفسها التي تدعي محاربتها او مناهضتها.. وعلى الرغم من تزايد المخاوف من شبح الحرب الأهلية التي باتت تهدد البلاد خاصة مع ظهور المليشيات الشمالية وأكد قائد قوات درع السودان رفضهم لدخول البلاد في حرب أهلية وقال نحن نرفض الحرب في السودان ودرعنا قام أجل خلق توازن يمنع شبح الحرب ومن أجل حفظ أولادنا وإبعادهم من الدخول في حركات مسلحة أدمنت الحرب وافقدت مناطقها الأمن والأمان.. نتمنى من قيادات البلاد السياسية والعسكرية الإسراع في تنفيذ الاتفاق الإطاري وتكوين حكومة مدنية من أجل تفويت الفرصة لأصحاب الغرض..

عسكرة الصراع
وبدوره أكد رزق بأن ظهور المليشيات هو جزء من مسعى لعرقلة التحول الديموقراطي، بعسكرة الصراع السياسي. وهو مسعى يخدم اهداف الانقلابيين بالانفراد بالسلطة. لكنه يضع البلاد على عتبة الحرب الاهلية. وأردف (الذين يغامرون بالأمن القومي للبلاد لابد ان يتذكروا انه وبعد عشرين عاما من اطلاق اول طلقة في حرب دارفور، فان العنف الذي ظل يجتاح الاقليم منذ ذلك الوقت قد اصبح كليا خارج السيطرة، رغم انسحاب الفاعلين الاساسيين في تلك الحرب. رغم ذهاب يوناميد ومجيء يونيتامس وذهاب البشير ومجيء البرهان. وحذر رزق من أن تكاثر المليشيات يهدد بتحول كل السودان الى ساحة دارفورية شاسعة، يعربد فيها العنف الاعمى. وذكر (وما المليشيات غير طور متقدم من الفلتان الامني الممنهج الذي تتردى فيه البلاد ، والتي توشك ان تصبح ، من زاوية اخرى، نسخة من هاييتي ، بفعل الدور المتعاظم لعصابات الجريمة المنظمة داخل العاصمة خصوصا. حيث أصبح الامان معدوما. وهو من مؤشرات اخفاق السلطة الحاكمة، والتي عادة ما تبرر اغتصابها للحكم بحجة الامن وتخصصها في صيانته والمحافظة عليه).
الجريدة

 

آراء