عرس المسرح المصري بقلم: بدرالدين حسن علي
badrali861@gmail.com
تعيش مصر هذه الأيام عرسا مسرحيا يمتد
لنحو أسبوعين -من 23 يوليو إلى الثامن من أغسطس ، وهو فعلا عرس مسرحي ،
أعاد لعشاق المسرح ذلك الوهج الذي عرفت به مصر في سماء الفن المسرحي ،
وذلك من خلال الدورة التاسعة من المهرجان القومي للمسرح، دورة الراحل نور
الشريف،والتي افتتحها حلمي نمنم –وزير الثقافة بالمسرح الكبير بدار
الأوبرا المصرية، بحضور المخرج ناصر عبد المنعم رئيس المهرجان ونخبة من
المبدعين والمسرحيين والإعلاميين. وهي دورة حافلة بالعروض والندوات
قال لي زميلي الناقد الفني طلعت سالم أن جميع الصحف القومية إهتمت
بالمهرجان خاصة الأبواب التي تعنى بالفن والثقافة ، والمهرجان يشارك فيه
37 عرضا تتنافس علي جوائزه ، تمثل كل الأنماط الإنتاجية ، فضلا عن
تعبيرها عن تيارات فكرية وفنية متعددة ، وتترأس النجمة الكبيرة سميحة
أيوب لجنة تحكيم المهرجان، وعضوية كل من سناء شافع، كمال عيد، أشرف
عبدالغفور، سامح صابر، أحمد الحجار، محمد سمير الخطيب، إبراهيم الحسيني.
ويقول : تحل الدورة التاسعة للمهرجان القومي للمسرح المصري لتؤكد دور
المهرجان في تنشيط ودفع الحركة المسرحية في مصر، حيث تعود في هذه الدورة
عروض جهات ومؤسسات غابت عن المشاركة في الدورات السابقة ومنها: مسرح
الشركات ومسرح البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، لتكتمل مشاركة
كل الجهات التي نصت لائحة المهرجان على أحقيتها في تقديم عروضها ضمن
المسابقة الرسمية للمهرجان.
يتأتي هذه الدورة لتشهد تكريما لنخبة متميزة من رواد المسرح في التخصصات
المختلفة، تفديرا وعرفانا لدورهم البارز، وحتى تقف الأجيال الجديدة من
مبدعي المسرح على شموس أضاءت سماء المسرح عبر تاريخه الممتد.
حيث يكرم المهرجان إسم الراحل الكبير نور الشريف الذي تحمل الدورة اسمه،
والفنان القدير عبد الرحمن أبو زهرة، الذي تميز في كل ألوان الأداء
التمثيلي، وكانت له بصمه شديدة التميز والخصوصية، فأعطى لفن التمثيل
الكثير من العلامات سواء في السينما أو التلفزيون، وبالأكثر في مجال
المسرح، الذي هو عشقه الأكبر وميدانه الأرحب.
والمخرج عبد الرحمن الشافعي ، صاحب المشروع الفني شديد الخصوصية والتميز
الذي امتد لما يقارب الخمسين عامًا، وبنحو ثمانية وخمسين عرضا مسرحيا،
كان له فيها أسلوبه الخاص المتفرد في اختيار عناصر تجربته الفنية
وترجيحاته الإبداعية، وانحاز الشافعي إلى الجماعة الشعبية وثقافتها
وفنونها، وحمل بجلد وإصرار لواء المسرح المنتمي إلى هذه الجماعة الثقافة،
وتجلياتها الإبداعية.
والناقدة الكبيرة فريدة النقاش، لإسهاماتها ومسيرتها الحافلة، حيث مزجت
في تجربتها بين عالم الكتابة النقدية في مجال المسرح وعالم النضال
السياسي المنحاز للإنسان وحقوقه و الأديب والمترجم والشاعر الدكتور محمد
عناني، والناقدة فوزية مهران، والدكتور ناجي شاكر، والدكتور نبيل منيب
وقال أن أهم حدث في المهرجان الندوة الفكرية الرئيسية بعنوان " المسرح
والإرهاب"
وأضاف قائلا : يشارك المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية في
فعاليات المهرجان ببرنامج للندوات الفكرية، يناقش فيه نخبة من
المسرحيين عدة قضايا هي الأهم في المشهدين الفكري والمجتمعي .. بمشاركة
عدد كبير من المسرحيين من عدة أجيال.
وقال أنه إلى جانب الندوات هناك عروض مسرحية
مثل : إخناتون ، قضية ظل الحمار ، ثورة الموتى ، الحضيض وغيرها