عرمان.. عبوة ناسفة..! … بقلم: ضياء الدين بلال

 


 

 

diaabilal@hotmail.com

  

المتابع لأخبار الصحف لا يستطيع أن يعصم نفسه من الشعور بالقلق والخوف على مستقبل هذا الوطن الجميل.. صراعات قبلية في غرب البلاد وجنوبها تندلع دون مقدمات وتنتهي دون صافرة ختام تنتهي الى أرقام خرساء من القتلى والجرحى، ومع التكرار والاعتياد لم تعد تصلح تلك الأحداث ومترتباتها الرقمية لأن تعتلي مانشيتات الصحف كعناوين دامية..!

 

ومجموعات في شمال السودان ترفض  مشاريع التنمية وتحتج على التهميش.. وهي بين المنزلتين لا تجد وسيلة للتعبير سوى الحجارة تهشم بها زجاج والي نهر النيل الذي لولا نجاعة عربته لكان مصيره قيد المجهول..!

 وصراع أسرة السيد الصادق المهدي مع أسرة مادبو تجاوز مضابط اجتماعات المكتب السياسي الى محاضر الشرطة (ضربني وضربتو)..!

دون الدخول في تفاصيل ما حدث بخصوص العبوة الناسفة التي قالت الحركة الشعبية انها كانت تستهدف روح نائب أمينها العام السيد ياسر عرمان.. فالقضية برمتها الآن في يد جهات الاختصاص التي من المهم جداً أن تسارع في الكشف عن تفاصيل الحادث لأن الصمت وغياب المعلومة يفتح جميع الأبواب لأسوأ الظنون..!

 

من المهم أن تنتبه القيادات السياسية وقوى المجتمع لخطورة ارتفاع درجة حرارة الملعب السياسي وارتفاع درجة حرارة لاعبيه.. وما يمكن أن يترتب على ذلك من مُضاعفات قد يصعب السيطرة عليها.

 

 التجارب تقول إنّ أخطر دورات العنف قد تشعلها أحداث صغيرة وإن أكبر الكوارث قد تعبر من أضيق المنافذ.

 

حوادث العنف قد لا يكون مصدرها الفاعلون سياسياً، ولكن المناخ الذي تشكله منازعات السياسيين هو الأخطر.

 

المؤسف جداً ان الشريكين لا يدركان حساسية العلاقة القائمة بينهما، ولا يعيان مترتبات المنازلات الإعلامية التي تتم أمام جماهيرهما وتستخدم فيها عبارات لا تقل خطورة عن أية عبوات ناسفة.

 

 عندما توترت العلاقة بين الشريكين في مايو من العام الماضي ووصلت حد انسحاب وزراء الحركة الشعبية من حكومة الوحدة الوطنية..

اشتدت التوترات العسكرية في الميرم وأبيي التي وصلت فيها الأحداث  مرحلة الاشتباكات المفتوحة بين الجيشين.

 

فكل توتر سياسي يتم بين طرفي الشراكة يوفر مناخاً مواتياً للسيناريوهات الحارقة للحد الذي تسدد فيه الكلاكلة شرق  فواتير الخلاف حول القوانين بالبرلمان.

 الضرورة الملحة تقتضي الاقتصاد في التكتيكات والمناورات السياسية، لأن المرحلة أصبحت بالغة الحرج ودخول هدف في مرمى الوطن لن يعوّض.. اقتربنا من صناديق الانتخابات وشهور استفتاء تقرير المصير يسهل عدّها بالأيام.. كم الساعة الآن؟

 

آراء