عزيزى الإمام من حقنا أن نعرف ماهو ثمن مصالحتكم للنظام ؟

 


 

 


بسم الله الرحمن الرحيم

عزيزى الإمام من حقنا أن نعرف ماهو ثمن مصالحتكم للنظام ؟ ألم تجدوا العظة والعبرة فى مصالحة نميرى؟

بقلم الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
( رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى )
( رب زدنى علما )
يسرنى ويسعدنى جدا أننى كنت أول من كتب كتابا عنك داخل السودان يوم كنت رئيسا للوزراء برغم اننى لم أحظى بأى تقدير منكم تأدبا مع قول مولانا عز وجل { وما جزاء الإحسان إلا الإحسان } فلم أجد إلا النكران وبرغم أننى أحببتك يوما ما وكما قيل :
أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما
وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما
لم أبال حبنا لكم نبع من حبنا لجدكم الأكبر المهدى الكبير والفرق بينكما كبير هو كان متواضعا يحب المساكين وكريما وينام على الحصير ولم يسكن القصور ونسى القبور برغم أن الخرطوم دانت له بقصورها ودورها الفخمة الضخمة لكنه أثر الآخرة على الفانية المهم احببناك رئيسا ديمقراطيا مثقفا محاورا بارعا ومحاضرا نجمه ساطعا فى المحافل الدوليه والمحليه ينافح ويكافح من أجل الديمقراطيه والحريه ورمزا للعبقرية السودانية فى أجل وأجمل معانيها ووعينا بكثرة القراءة وثمرات الصحافة الإنتقادات التى توجه لكم من الخصوم وفهمنا منها السمين ومزقنا الغث المشين الذى يلتفح بالمكايدات والتفهات وبعيوب الثغرات والنعرات وتوقفنا عند المصالحة الوطنية فى بورتسودان مع الرئيس الراحل جعفر نميرى فقد إتهمكم يومها الشهيد الشريف يوسف الهندى لقد إنفردتم بها لمصالحكم الشخصية والحزبية والشاهد فى الأمر انها لم تدم برغم أداء القسم ثم الإلتحاق بالإتحاد الإشتراكى الذى انتقدتموه كثيرا أخيرا قدمتم إستقالتكم وخرجتم منه فلم يستفد حزب الأمة من هذه المصالحة الشخص الوحيد الذى إستفاد منها ثعلب الإسلام السياسى الترابى الذى ولج السلطة عبر هذه المصالحة وصار وزيرا للعدل والنائب العام وأخذ يصول ويجول بحرية تامة فى ندوات المعاهد والجامعات وإستطاع ان يخم الطبقة المثقفة من الطلبة والطالبات وأقام البنوك والشركات وعندما جاءت الديمقراطية الثالثة فاز بدوائر الخريجين وبغيرها من الدوائر وأمسى القوة الثالثة المتمكنة وأقوى الأحزاب ماليا وإعلاميا وجماهيرا فى جدة إلتقيت بالدكتور الصادق أبو نفيسة الذى لجأت إليه لمساعدتى فى طباعة كتابى عنكم الطبعة الثانية ( مشاوير فى عقول المشاهير- فى أول مشوار أخطر حوار مع زعيم الأنصار ) تحدث إلى مطولا ثم إعتذر بعد أن كال لكم كثيرا من الإتهامات أهمها أنتم تكرهون من ينتقدكم ومن يصدقكم القول أو يعارضكم لمصلحة الحزب وللمصلحة العامة وخرجت حزينا من عنده ثم أخذت أفكر لماذا أختلف معكم الدكتور أدم موسى مادبو ؟ ولماذا إختلف معكم الوزير السابق الأستاذ بكرى عديل إبن ناظر كرفان الكبير؟ ولماذا إبتعد عنكم الوزير السابق بشير عمر وفضل البنك الإسلامى عليكم؟ ولماذا فضل الوزير السابق الحبيب سرنوب البقاء فى الأمارات بدلا من الجلوس بجواركم فى القاهرة؟ وفى القاهرة نفسها لماذا إبتعد عنكم الأنصارى القح السفير السابق الدكتور على حمد إبراهيم ؟ ولماذا إبتعد عضو مجلس رأس الدولة السابق إدريس البنا ؟ ولماذا إبتعد حاكم كردفان الأسبق عبد الرسول النور? هذه أسئلة مشروعة تحتاج إلى إيجابات والشئ بالشئ يذكر قلت :
إن الديمقراطية عائدة ورابحة مضى أكثر من ربع قرن ولم تعد الديمقراطية التى فرطت أنت فيها لأننى عندما هاجمت عبدالرحمن فرح فى الميدان الشرقى للجامعة وقلت له : أنت بعت الصادق المهدى واليوم جاى تترشح لرئاسة الجمهورية قال لى : هذا الكلام غير صحيح بوصفى رئيس لجهاز الأمن قدمت للسيد رئيس مجلس الوزراء مذكرة طويلة قلت له هنالك منزل يجتمع فيه ناس الجبهة الإسلامية فى نمرة 2 لتنفيذ إنقلاب عسكرى وهذا التقرير مكث فى تربيزة رئيس الوزراء لمدة ثلاث أسابيع قبل الإنقلاب يشهد على ذلك بكرى عديل واللواء فضل الله برمه وعبد الرسول النور ثم عزمنى فى منزله وتحدث إلى حديثا مطولا عنكم ليس المجال هنا لذكره وأنت عندما جئت إلينا فى باريس تزامن وجودكم مع الراحل خليل إبراهيم فى ندوة أدارها الصادق يوسف ووليد طلبت مداخلة وتوجهت إليك بالسؤال التالى :
ذكرت فاطمة إبراهيم ان المرحوم أحمد سليمان جاء إليكم فى مجلس الوزراء وعرض عليكم القيام بإنقلاب لأن الساحة تعج بعدة إنقلابات إذا أنتم لم تقوموا بإنقلاب سوف يقوم به البعثيون وإذا لم يقم به البعثيون سوف يقوم به الإتحاديون فمن باب أولى أن نقوم به نحن ويصبح زيتنا فى بيتنا ولكنك رفضت وبرغم علمك بالإنقلاب لم تعتقل احمد سليمان فجاء ردكم صحيح أن احمد سليمان عرض عليك الإنقلاب وأنت رفضته!
الحصل حصل لكن أنت أكبر عمرا وفهما وعلما وتجربة وثقافة نحن الصغار نعرف أن هذا النظام لا أمان له ولا مصداقية له ولا ذمة له همه كل همه المحافظة على هذه السلطة التى سرقها منك بليل يوم جاء على ظهر دبابة وبندقية كيف تصالحه بلا ضمانات ضامنة وأمنة تؤكد على عودة الحرية والديمقراطية وليس تؤمن عودتكم التى يستعجلها النظام الذى ظهر إنه يعرف كل صغيرة وكبيرة عنكم هاهو طبل النظام المزمراتى شعب كل حكومة أحمد البلال الطيب إستضافكم فى برنامجه فى الواجهة ليؤكد للجميع توقيعكم على خارطة الطريق لتلتحقوا بالنظام وكان يستعجل مجئكم وقالها لكم حسب معلوماتنا التى نستقيها من الكروب أنحنا عندنا كروب صحفيين قالوا الإمام شكله كده سوف يصل بعد إسبوع السؤال المطروح دعنا من نداء السودان وخارطة الطريق أو خريطة الطريق كما تسميها أنت كل الأوراق إتكشفت الأمور صارت واضحة السؤال المطروح على أى اساس سوف تصالح النظام وماهو مصير النضال الطويل؟ ومصير الوطن والوطنيه ؟
وماهى الأسس التى تمت بموجبها مصالحتكم للنظام وهل أخذتم رأى الشعب السودانى فى هذه المصالحة
وهل نداء السودان هو كل شعب السودان أم ماذا ؟
عزيزى الإمام من حقنا أن نعرف ماهو ثمن مصالحتكم للنظام ؟ وألم تجدوا العظة والعبرة فى مصالحة نميرى ومن سخرية الأقدار مصالحتكم مع النظام يعرفها المايوى القح أحمد البلال ويفرح بها ويبشر بها قبل أن يعرفها الشعب السودانى الذى هو سندكم وظهركم ومددكم وشعبكم وليس نظام الإنقاذ أو بقايا مايو ! نحن لا نريدك أن تأتى للسودان جنازة شهيدا للوطنية كما جاء الشهيد الشريف الحسين الهندى الذى رفض مصالحة النميرى ولكننا نريدك أن تأتى إلى السودان بعدغياب طويل مرفوع الرأس تطاول الثريا وأنت سيد العارفين الفرق كبير بين الثرى والثريا وكما قال الشاعر المتنبى :
ولم أر فى الناس عيبا * كنقص القادرين على التمام
بقلم الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه / باريس


elmugamarosman@gmail.com

 

آراء