عزيزي أحمد: من يصنع الإرهاب..؟

 


 

 

منصات حرة  

 

 

  . الطفل السوداني أحمد محمد بجنسية أمريكية لم يتجاوز عمره الـ14عاما يخرج مكبلا بالسلاسل والأصفاد من مدرسته (ماك آرثر الثانوية) الواقعة في أرفينغ إحدى ضواحي (دالاس) وسط دهشة زملائه التلاميذ، كل الذنب الذي إقترفه الطفل انه اسمر اللون ويعيش في أمريكا كما قال، ولكن لماذا أصبح لونه جريمة؟ الجواب لأن هذا اللون مرتبط بالجريمة كما هو في مفهوم المجتمع الأمريكي ولماذا تم تكبيله بالسلاسل؟ لأن معلمته شكت في ساعة رقمية قام بإختراعها الطفل بكل براعة وجاء بها الى المدرسة بكل براءة ليفتخر بإنجازه وسط زملائه ولكن بدلا من الإفتخار به تم إقتياده الى الشرطة مكبلا بالسلاسل كالمجرميين..!!

. قام الرأي العام ولم يقعد، بسبب هذا السلوك الهمجي الأمريكي وبسبب الجهل الذي يسيطر على قطاعات كبيرة من الأمريكيين بسبب التغييب المتعمد الذي يتم لهم، ومن الجانب الآخر بسبب العنصرية المتجزرة في المجتمع الامريكي ضد البشرة السوداء، وهذا لعمرنا قمة التخلف والرجعية..!!

. هذه الحادثة ستقودنا للإجابة على سؤال (من يصنع الإرهاب) ولماذا الإرهاب لا يرتبط الا بالإسلام والبشرة السمراء، الجواب المنطقي هنا هو لأن هذا مايريده الأمريكان، وهم من رسخوا لهذا المفهوم، وصنعوا من الإرهاب سلاحا فتاكا تحمله العقول المتطرفة وتنفذه عصابات المافيا العالمية، والسبب هو تقسيم العالم وفق هوى وإرادة الغرب، ولكن حادثة أحمد احرجت قادة العالم الغربي لدرجة الهرولة والإعتذار ومحاولة التغطية على الفضيحة، وقامت كبرى الشركات الرأسمالية بمحاولة دعمه، ولم يقعد حتى اللحظة هؤلاء القادة وهم يبزلون الجهود للتغطية على الحدث الاساسي وهو الإرهاب والعنصرية وليست قضية الطفل المخترع أحمد..!!

. الأمر لا يحتاج كثير عناء حتى نشرح مايحدث لأصحاب البشرة السوداء والسمراء داخل أمريكا مدعية الحرية والامان والإقتصاد، نعم كل يوم تشهر الأسلحة في وجوه الأطفال السمر العزل ويتم إرهابهم وتخويفهم، ويتم ترسيخ مفهوم الجريمة وإرتباطها بأصحاب هذه البشرة، ومهما فعلت آلة الإعلام الأمريكية لتمحو هذا الحدث فإنها لن تستطيع لأن مايحدث كل يوم يفضح رويدا رويدا صناع الإرهاب ويفضح رعاته، ومن حادثة أحمد نستطيع أن نعرف من الذي يدعم داعش وكل جماعات الهوس الديني التي تلوث كل جميل في عالمنا ولم تسلم حتى الآثارات والإرث التاريخي والمعالم الأثرية الشاهدة على حضارة مجتمعات الشرق من بربريتهم وأياديهم الآثمة، ونستطيع الآن بكل جراءة ان نوجه سبابتنا الى امريكا ونتهمها بصناعة الإرهاب والتهمة ثابتة ولن تستطيع الدفاع عن نفسها ..!!  

دمتم بود

الجريدة

manasathuraa@gmail.com

 

آراء