عصيان وتمرد ونهب مصلح أم نضال وتحرير وكفاح مسلح
فيصل بسمة
13 May, 2023
13 May, 2023
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
يدور نقاش و جدل حول ما الذي يجعل قتال جوزيف لاقو و جون قرنق للقوات المسلحة السودانية كفاحاً مسلحاً و نضالاً و تحريراً بينما قتال محمد حمدان دَقَلُو (حميدتي) لذات المؤسسة قطع طريق و سلب و نهب و تمرد؟...
و تبع ذلك سؤال:
و هل الوقوف مع القوات المسلحة السودانية في قتالها المتمردين من مليشيات مرتزقة الجنجويد (قوات الدعم السريع) الذين إعتدوا عليها و رفعوا في وجهها السلاح يعني الإصطفاف مع الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان)؟...
إبتدآءً ، إن الجهر بالحق واجب حتى و إن توافق/تناغم ظاهرياً مع ما تبوح/تنعق به جماعات ما يسمى الفلول (الكيزان) التي خلقت/أنشأت و قننت مليشيات مرتزقة الجنجويد (الدعم السريع) و ألحقتها برئاسة الجمهورية ، ثم دارت الأيام فإذا بمليشيات الجنجويد (الدعم السريع) صنيعة/ربيبة الجماعة (الكيزان) تقوم بالإعتدآء على القصر الجمهوري و مراكز قيادة القوات المسلحة و على مقار قوات نظامية أخرى و على المواطنين و ممتلكاتهم الخآصة و على المنشآءات العامة ، و تمارس ذات القتل و التخريب و النهب و الإغتصاب الذي كانت تمارسه ضد المواطنين في أقاليم السودان المختلفة لكن هذه المرة فقد مارسته ضد مؤسسة الجيش و المواطنين داخل حاضرة البلاد ذات المدن الثلاث و أماكن أخرى...
حاشية:
جماعة الكيزان هي ذات الجماعة الإنقاذية المتأسلمة التي أضعفت القوات المسلحة السودانية بسياسات: الضلال و الولآء قبل الكفآءة و مجازر الإقصآء و التمكين و عمليات الفساد و الإفساد...
إن إبدآء الرأي و إعلان المواقف يعني أن الجاهرين بهما إنما يفعلون ما يفعلون إحقاقاً للحق و تأكيداً لحق المؤسسة العسكرية التي تمثل عصب أمن الدولة السودانية و ترابطها في الرد على من تعدى عليها في محاولة عسكرية يآئسة/بآئسة للإستيلآء على السلطة بالقتل و قوة السلاح ، و هذا التأكيد لا يعني بأي حال من الأحوال تأييد ثلة/طغمة اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) المهيمنة على قيادة القوات المسلحة السودانية و السلطة ، فالثلة/الطغمة ليست هي كل الجيش و:
الجيش ما جيش البرهان...
و
الجيش ما حق الكيزان...
فالجيش جيش السودان...
و
العسكر للثكنات و الجنجويد ينحل/ينبل...
الموقف المؤيد للقوات المسلحة في حقها للدفاع عن نفسها في مواجهة العدوان الظاهر يختلف أخلاقياً و تماماً عن موقف أعضآء الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و أنصارهم/أذنابهم الذين ينظرون إلى تأييد القوات المسلحة كوسيلة لتحقيق مآربهم/أمانيهم/أحلامهم في إسترداد السلطة المفقودة و العودة إلى سدة الحكم و إستغلال الموارد و نهب الثروات و ممارسة الضلال و الفساد و الإفساد...
أما الإجابة على السؤال الرئيسي الذي جلبه النقاش و الجدل حول تصنيف من رفع السلاح في وجه الدولة و قواتها المسلحة و القوات الأخرى النظامية في خانة النضال أو التمرد فقد تبدو الإجابة عليه شديدة التعقيد و مركبة إلا أنها في نظر صاحبنا و ربما نظر بعض/كثير من المراقبين/المهتمين بسيطة و لا تحتاج إلى كثير عنآء أو بحث ، و تتلخص في أن كل من يجرؤ و يرفع السلاح في وجه جيش الدولة و القوات النظامية الأخرى و ببساطة متناهية متمرد و خارج على القانون مهما تعددت و تغيرت الأسباب/الأهداف/المبررات ، بل و يجب شجبه و معارضته و إدانته و كذلك قتاله إن لم ينصاع أو يجنح للسلم ، و ذلك لأن هنالك كثيرون يؤمنون بأن معارضة/مقاومة الأنظمة الديكتاتورية و حل الخلافات السياسية و مناهضة الجماعات و الأحزاب السياسية المعارضة يجب أن تكون عن طريق الوسآئل و الأليات المدنية/السلمية و ليس عن طريق القتل و التخريب و التدمير و رفع السلاح في وجه جيش الدولة أو عن طريق القمع المضاد و التوقيف و الحبس و التعذيب و القتل و الإبادة...
و ليس هنالك خلاف في وجوب/جواز رفع السلاح في وجه الغازي الأجنبي دفاعاً عن الأرض و العرض ، و يتفق/يوافق كثيرون أن ما عدا ذلك عدوان و تمرد و دمار...
رفع السلاح في وجه السلطة و ضد جيش الدولة يتطلب تنظيم و تجنيد و معسكرات تدريب و سلاح و عتاد و تموين و دعاية إعلامية و تسويق و كل ذلك يعني السند و التمويل و بالكميات التي ليست بالقليلة من المال ، و الشاهد هو أن التمويل الداخلي و مهما بلغت درجاته فإنه ليس بكآف لتغطية كل تكاليف التمرد المسلح الباهظة مما يجعل تمويل التمرد و تكاليفه من مصادر خارجية/أجنبية أمر لا مفر منه ، و معلوم أن هنالك الكثير من القوى الخارجية/الأجنبية الممولة التي تبحث عن العملآء/الوكلآء الذين لديهم الإستعداد و الرغبة في العمالة/التعاون و التمرد إذا لزم الأمر خدمةً للأهداف و المصالح المشتركة!!!...
و بالرجوع إلى حالات خدمة الأهداف و ”المصالح المشتركة“ و إعلان العصيان على الدولة و التمرد ضدها و رفع السلاح و الإعتدآء على القوات المسلحة و القوات النظامية الأخرى و المواطنين و المنشآءات و الممتلكات فلا يوجد فرق بين جوزيف لاقو و جون قرنق و حميدتي و عبدالعزيز الحلو و عبدالواحد محمد نور و جبريل إبراهيم و آخرين ، فجميع قوات المتمردين بلا إستثنآء قد مارست قتل الأفراد و الجماعات و إحراق المدن و القرى و تخريب/تدمير/نهب منشآءات الدولة العآمة و ممتلكات الأفراد الخآصة ، و جميعهم قد أقدموا على أفعالهم تلك بحجة رفع الظلم و حيازة السلطة و الثروة و لكن في صيغ مختلفة...
و لا خلاف أن جميع المتمردين المسلحين أثنآء عدوانهم يجنحون و يبرعون في إيجاد المسوغات و الأسباب و المبررات التي يظنون/يعتقدون أنها تعطي ”الشرعية“ لرفعهم السلاح ضد الدولة ، فمدعو النضال و الثورية يميلون إلى إستخدام/إرتدآء ثياب الكفاح المسلح و النضال الثوري الجماهيري ضد الظلم و الإستبداد و إلى إسباغ صفة الشعوبية و ملحقاتها من أدبيات حروب التحرير على ما يمارسون من القتل و التخريب و الدمار ، و تأتي أغلب/جميع إقتباساتهم من النظريات الإشتراكية و الجدليات العالمية المعروفة و المعلومة عن حق طبقات الشعب العاملة و الفلاحين في الكفاح المسلح ، أو أن تكون مرجعياتهم دينية تتحدث عن نصرة العقيدة و فقه إعلان الجهاد على الدولة الظالمة/الكافرة و تثبيت سلطان/ظل الله في الأرض ، أما بقية مليشيات المرتزقة و قطاع الطرق فلهم زرآئعهم و مشروعياتهم المستمدة من تراث الأعراق و الأجناس و الأعراف العشآئرية و القبلية التي تبيح/تمجد القتل و قطع الطريق حفاظاً على الحقوق و الأرض و العروض و الشرف...
و مهما تعددت المسوغات و الأسباب و المبررات و الزرآئع إلا أن جميع فئات المتمردين الثورية و التي من دونها و في سعيهم إلى الإستحواذ على السلطة و الثروة قد تسببوا في حرق و دمار القرى و في إرهاب و ترويع و نزوح و قتل السكان و الجماعات و في إعاقة عمليات الإنتاج و التنمية و في التسبب في الكثير/العظيم من الأذى و الضرر للشعوب السودانية و آخرين ، و جميع أولئك المتمردين و من دون أي إستثنآء قد تعاونوا/تآمروا أثنآء مراحل الكفاح المسلح/النضال (التمرد) مع جهات أجنبية و ذلك خدمةً للأهداف و المصالح المشتركة!!!...
و على الرغم من ذلك الإقرار/الإعلان بشأن رفع السلاح في وجه القوات المسلحة و القوات النظامية الأخرى و تصنيفه في خانة العصيان و التمرد إلا أنه يجب ملاحظة أن هنالك تفاوت كبير في وصف/تقييم/تعريف فئات المتمردين و التي تتدرج من أعلى مراتب الكفاح المسلح و النضال الثوري من أجل التحرير إلى أدنى درجات العمالة و الإرتزاق من إشعال الحروب و عمليات القتل و النهب و قطع الطريق ، و الشاهد هو أن عملية التصنيف و التقييم و التعريف هذه تتحكم فيها عوامل عدة مثل: درجات ما تحصلت عليه جماعات/فئات المتمردين من التعليم و الشهادات و المؤهلات و طرق حيازتهم على العلوم و المعارف و كذلك سبل حصولهم على الزخم الإعلامي و السند الداخلي و الخارجي و السلاح و العتاد و التمويل...
و مما يؤثر كثيراً على الوصف/التقييم/التعريف مدى تطور و رقي أساليب المتمردين و وكلآءهم في تناولهم لقضاياهم/مطالبهم الخآصة و للأمر العام و لقضايا الجماهير و الكيفية التي يخاطبون بها دول الجوار و الإقليم و المجتمع الدولي و جماهير الشعوب التي يرغبون في تحريرها و نصرتها ضد الظلم و التهميش و الطغيان و بما يجعل تلك الجماهير تنحاز إليهم و تساندهم و تتعاطف معهم و كذلك المجتمع الدولي...
هذا التفاوت في ”حلاوة اللسان“ و إنطلاقه و في درجات التعليم و التأهيل و المعرفة و الترويج الإعلامي و السند الداخلي و الخارجي و التمويل هو ما يقود إلى تصنيف بعض من هؤلآء المتمردين في درجات القادة المناضلين و الثوار الشعوبيين/التحرريين مثل: جون قرنق و عبدالعزيز الحلو و عبدالواحد محمد نور أو في درجة المجاهدين من أجل العدالة و المساواة كما الحال مع: خليل إبراهيم و شقيقه جبريل و بقية إخوتهم أو في خانة المليشيات و المرتزقة المدافعة عن الأرض و العروض و الشرف كما في حالات حميدتي و من نحا نحوه أو في فئات المتمردين المسلحين المنشقين متقلبي المزاج و الولآء الذين يصعب تصنيفهم و تعريفهم كما في حالة: جوزيف لاقو و مني أركو مناوي و ياسر عرمان و مالك عقار و آخرين...
في الختام:
- و على الرغم مما تقدم فإن هنالك من أهل السودان من يظن/يعتقد أن جماعات التمرد/الكفاح المسلح/النهب المسلح/النضال الثوري/مليشيات الإرتزاق/حركات التحرير لها مبرراتها و مشروعياتها فيما تدعيه و تقوم به من أعمال...
- و في الجانب الآخر هنالك من يرى/يعتقد أن الجماعات أعلاه بالإضافة إلى جماعات الإنتهازية السياسية و السواقط الحزبية و الفواقد التربوية و المجتمعية و الطفيلية الإقتصادية ليسوا سوى جماعات من العُولَاق و الخَبُوب و الرَّبوب و الرَّمُوم ، و إنها جميعها قد أضرت كثيراً بالدولة السودانية و أعاقت النمآء و التطور و أقعدت الشعوب السودانية عن الرقي و الرخآء و الرفاه و أورثتها الفقر...
- و هنالك من يرى/يعتقد جازماً أنه و إذا ما إنجلى البلآء و انتصرت ثورة الشعوب السودانية الحالية فإن بلاد السودان في حوجة عاجلة/مآسة إلى مكبات ضخمة للنفايات السياسية و العسكرية و الإقتصادية و الإجتماعية إلى جانب أعداد كبيرة من الجلادين و منصات الإعدام كما تلك التي إستخدمت إبان الثورة الفرنسية!!!...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
يدور نقاش و جدل حول ما الذي يجعل قتال جوزيف لاقو و جون قرنق للقوات المسلحة السودانية كفاحاً مسلحاً و نضالاً و تحريراً بينما قتال محمد حمدان دَقَلُو (حميدتي) لذات المؤسسة قطع طريق و سلب و نهب و تمرد؟...
و تبع ذلك سؤال:
و هل الوقوف مع القوات المسلحة السودانية في قتالها المتمردين من مليشيات مرتزقة الجنجويد (قوات الدعم السريع) الذين إعتدوا عليها و رفعوا في وجهها السلاح يعني الإصطفاف مع الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان)؟...
إبتدآءً ، إن الجهر بالحق واجب حتى و إن توافق/تناغم ظاهرياً مع ما تبوح/تنعق به جماعات ما يسمى الفلول (الكيزان) التي خلقت/أنشأت و قننت مليشيات مرتزقة الجنجويد (الدعم السريع) و ألحقتها برئاسة الجمهورية ، ثم دارت الأيام فإذا بمليشيات الجنجويد (الدعم السريع) صنيعة/ربيبة الجماعة (الكيزان) تقوم بالإعتدآء على القصر الجمهوري و مراكز قيادة القوات المسلحة و على مقار قوات نظامية أخرى و على المواطنين و ممتلكاتهم الخآصة و على المنشآءات العامة ، و تمارس ذات القتل و التخريب و النهب و الإغتصاب الذي كانت تمارسه ضد المواطنين في أقاليم السودان المختلفة لكن هذه المرة فقد مارسته ضد مؤسسة الجيش و المواطنين داخل حاضرة البلاد ذات المدن الثلاث و أماكن أخرى...
حاشية:
جماعة الكيزان هي ذات الجماعة الإنقاذية المتأسلمة التي أضعفت القوات المسلحة السودانية بسياسات: الضلال و الولآء قبل الكفآءة و مجازر الإقصآء و التمكين و عمليات الفساد و الإفساد...
إن إبدآء الرأي و إعلان المواقف يعني أن الجاهرين بهما إنما يفعلون ما يفعلون إحقاقاً للحق و تأكيداً لحق المؤسسة العسكرية التي تمثل عصب أمن الدولة السودانية و ترابطها في الرد على من تعدى عليها في محاولة عسكرية يآئسة/بآئسة للإستيلآء على السلطة بالقتل و قوة السلاح ، و هذا التأكيد لا يعني بأي حال من الأحوال تأييد ثلة/طغمة اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) المهيمنة على قيادة القوات المسلحة السودانية و السلطة ، فالثلة/الطغمة ليست هي كل الجيش و:
الجيش ما جيش البرهان...
و
الجيش ما حق الكيزان...
فالجيش جيش السودان...
و
العسكر للثكنات و الجنجويد ينحل/ينبل...
الموقف المؤيد للقوات المسلحة في حقها للدفاع عن نفسها في مواجهة العدوان الظاهر يختلف أخلاقياً و تماماً عن موقف أعضآء الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و أنصارهم/أذنابهم الذين ينظرون إلى تأييد القوات المسلحة كوسيلة لتحقيق مآربهم/أمانيهم/أحلامهم في إسترداد السلطة المفقودة و العودة إلى سدة الحكم و إستغلال الموارد و نهب الثروات و ممارسة الضلال و الفساد و الإفساد...
أما الإجابة على السؤال الرئيسي الذي جلبه النقاش و الجدل حول تصنيف من رفع السلاح في وجه الدولة و قواتها المسلحة و القوات الأخرى النظامية في خانة النضال أو التمرد فقد تبدو الإجابة عليه شديدة التعقيد و مركبة إلا أنها في نظر صاحبنا و ربما نظر بعض/كثير من المراقبين/المهتمين بسيطة و لا تحتاج إلى كثير عنآء أو بحث ، و تتلخص في أن كل من يجرؤ و يرفع السلاح في وجه جيش الدولة و القوات النظامية الأخرى و ببساطة متناهية متمرد و خارج على القانون مهما تعددت و تغيرت الأسباب/الأهداف/المبررات ، بل و يجب شجبه و معارضته و إدانته و كذلك قتاله إن لم ينصاع أو يجنح للسلم ، و ذلك لأن هنالك كثيرون يؤمنون بأن معارضة/مقاومة الأنظمة الديكتاتورية و حل الخلافات السياسية و مناهضة الجماعات و الأحزاب السياسية المعارضة يجب أن تكون عن طريق الوسآئل و الأليات المدنية/السلمية و ليس عن طريق القتل و التخريب و التدمير و رفع السلاح في وجه جيش الدولة أو عن طريق القمع المضاد و التوقيف و الحبس و التعذيب و القتل و الإبادة...
و ليس هنالك خلاف في وجوب/جواز رفع السلاح في وجه الغازي الأجنبي دفاعاً عن الأرض و العرض ، و يتفق/يوافق كثيرون أن ما عدا ذلك عدوان و تمرد و دمار...
رفع السلاح في وجه السلطة و ضد جيش الدولة يتطلب تنظيم و تجنيد و معسكرات تدريب و سلاح و عتاد و تموين و دعاية إعلامية و تسويق و كل ذلك يعني السند و التمويل و بالكميات التي ليست بالقليلة من المال ، و الشاهد هو أن التمويل الداخلي و مهما بلغت درجاته فإنه ليس بكآف لتغطية كل تكاليف التمرد المسلح الباهظة مما يجعل تمويل التمرد و تكاليفه من مصادر خارجية/أجنبية أمر لا مفر منه ، و معلوم أن هنالك الكثير من القوى الخارجية/الأجنبية الممولة التي تبحث عن العملآء/الوكلآء الذين لديهم الإستعداد و الرغبة في العمالة/التعاون و التمرد إذا لزم الأمر خدمةً للأهداف و المصالح المشتركة!!!...
و بالرجوع إلى حالات خدمة الأهداف و ”المصالح المشتركة“ و إعلان العصيان على الدولة و التمرد ضدها و رفع السلاح و الإعتدآء على القوات المسلحة و القوات النظامية الأخرى و المواطنين و المنشآءات و الممتلكات فلا يوجد فرق بين جوزيف لاقو و جون قرنق و حميدتي و عبدالعزيز الحلو و عبدالواحد محمد نور و جبريل إبراهيم و آخرين ، فجميع قوات المتمردين بلا إستثنآء قد مارست قتل الأفراد و الجماعات و إحراق المدن و القرى و تخريب/تدمير/نهب منشآءات الدولة العآمة و ممتلكات الأفراد الخآصة ، و جميعهم قد أقدموا على أفعالهم تلك بحجة رفع الظلم و حيازة السلطة و الثروة و لكن في صيغ مختلفة...
و لا خلاف أن جميع المتمردين المسلحين أثنآء عدوانهم يجنحون و يبرعون في إيجاد المسوغات و الأسباب و المبررات التي يظنون/يعتقدون أنها تعطي ”الشرعية“ لرفعهم السلاح ضد الدولة ، فمدعو النضال و الثورية يميلون إلى إستخدام/إرتدآء ثياب الكفاح المسلح و النضال الثوري الجماهيري ضد الظلم و الإستبداد و إلى إسباغ صفة الشعوبية و ملحقاتها من أدبيات حروب التحرير على ما يمارسون من القتل و التخريب و الدمار ، و تأتي أغلب/جميع إقتباساتهم من النظريات الإشتراكية و الجدليات العالمية المعروفة و المعلومة عن حق طبقات الشعب العاملة و الفلاحين في الكفاح المسلح ، أو أن تكون مرجعياتهم دينية تتحدث عن نصرة العقيدة و فقه إعلان الجهاد على الدولة الظالمة/الكافرة و تثبيت سلطان/ظل الله في الأرض ، أما بقية مليشيات المرتزقة و قطاع الطرق فلهم زرآئعهم و مشروعياتهم المستمدة من تراث الأعراق و الأجناس و الأعراف العشآئرية و القبلية التي تبيح/تمجد القتل و قطع الطريق حفاظاً على الحقوق و الأرض و العروض و الشرف...
و مهما تعددت المسوغات و الأسباب و المبررات و الزرآئع إلا أن جميع فئات المتمردين الثورية و التي من دونها و في سعيهم إلى الإستحواذ على السلطة و الثروة قد تسببوا في حرق و دمار القرى و في إرهاب و ترويع و نزوح و قتل السكان و الجماعات و في إعاقة عمليات الإنتاج و التنمية و في التسبب في الكثير/العظيم من الأذى و الضرر للشعوب السودانية و آخرين ، و جميع أولئك المتمردين و من دون أي إستثنآء قد تعاونوا/تآمروا أثنآء مراحل الكفاح المسلح/النضال (التمرد) مع جهات أجنبية و ذلك خدمةً للأهداف و المصالح المشتركة!!!...
و على الرغم من ذلك الإقرار/الإعلان بشأن رفع السلاح في وجه القوات المسلحة و القوات النظامية الأخرى و تصنيفه في خانة العصيان و التمرد إلا أنه يجب ملاحظة أن هنالك تفاوت كبير في وصف/تقييم/تعريف فئات المتمردين و التي تتدرج من أعلى مراتب الكفاح المسلح و النضال الثوري من أجل التحرير إلى أدنى درجات العمالة و الإرتزاق من إشعال الحروب و عمليات القتل و النهب و قطع الطريق ، و الشاهد هو أن عملية التصنيف و التقييم و التعريف هذه تتحكم فيها عوامل عدة مثل: درجات ما تحصلت عليه جماعات/فئات المتمردين من التعليم و الشهادات و المؤهلات و طرق حيازتهم على العلوم و المعارف و كذلك سبل حصولهم على الزخم الإعلامي و السند الداخلي و الخارجي و السلاح و العتاد و التمويل...
و مما يؤثر كثيراً على الوصف/التقييم/التعريف مدى تطور و رقي أساليب المتمردين و وكلآءهم في تناولهم لقضاياهم/مطالبهم الخآصة و للأمر العام و لقضايا الجماهير و الكيفية التي يخاطبون بها دول الجوار و الإقليم و المجتمع الدولي و جماهير الشعوب التي يرغبون في تحريرها و نصرتها ضد الظلم و التهميش و الطغيان و بما يجعل تلك الجماهير تنحاز إليهم و تساندهم و تتعاطف معهم و كذلك المجتمع الدولي...
هذا التفاوت في ”حلاوة اللسان“ و إنطلاقه و في درجات التعليم و التأهيل و المعرفة و الترويج الإعلامي و السند الداخلي و الخارجي و التمويل هو ما يقود إلى تصنيف بعض من هؤلآء المتمردين في درجات القادة المناضلين و الثوار الشعوبيين/التحرريين مثل: جون قرنق و عبدالعزيز الحلو و عبدالواحد محمد نور أو في درجة المجاهدين من أجل العدالة و المساواة كما الحال مع: خليل إبراهيم و شقيقه جبريل و بقية إخوتهم أو في خانة المليشيات و المرتزقة المدافعة عن الأرض و العروض و الشرف كما في حالات حميدتي و من نحا نحوه أو في فئات المتمردين المسلحين المنشقين متقلبي المزاج و الولآء الذين يصعب تصنيفهم و تعريفهم كما في حالة: جوزيف لاقو و مني أركو مناوي و ياسر عرمان و مالك عقار و آخرين...
في الختام:
- و على الرغم مما تقدم فإن هنالك من أهل السودان من يظن/يعتقد أن جماعات التمرد/الكفاح المسلح/النهب المسلح/النضال الثوري/مليشيات الإرتزاق/حركات التحرير لها مبرراتها و مشروعياتها فيما تدعيه و تقوم به من أعمال...
- و في الجانب الآخر هنالك من يرى/يعتقد أن الجماعات أعلاه بالإضافة إلى جماعات الإنتهازية السياسية و السواقط الحزبية و الفواقد التربوية و المجتمعية و الطفيلية الإقتصادية ليسوا سوى جماعات من العُولَاق و الخَبُوب و الرَّبوب و الرَّمُوم ، و إنها جميعها قد أضرت كثيراً بالدولة السودانية و أعاقت النمآء و التطور و أقعدت الشعوب السودانية عن الرقي و الرخآء و الرفاه و أورثتها الفقر...
- و هنالك من يرى/يعتقد جازماً أنه و إذا ما إنجلى البلآء و انتصرت ثورة الشعوب السودانية الحالية فإن بلاد السودان في حوجة عاجلة/مآسة إلى مكبات ضخمة للنفايات السياسية و العسكرية و الإقتصادية و الإجتماعية إلى جانب أعداد كبيرة من الجلادين و منصات الإعدام كما تلك التي إستخدمت إبان الثورة الفرنسية!!!...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com