عـمر إحساس والأسد الجريح … بقلم: سعيد عبدالله سعيد شاهين- كندا – تورنتو
5 January, 2010
waladasia@hotmail.com
كندا - تورنتو
ليلة رأس السنه كان موعد حفلة عمر إحساس بإحدى صالات تورنتو ، أمها عدد كبير من سودانى كندا (المقتولين كمد) حبا وعشقا لحنية بلدنا ، هربوا من صعيق الثلوج لمدفأة الحب والحنان ، وكان المقدر لسبب يعلمه الله وعليه أحمده ، أن لا اكون وأسرتى حضورا ، ولأن النيه كانت واصله ، تكرم الفارع البازخ الوسيم ، بإحياء حفل آخر إحتضنته دار الجاليه بتورنتو، وفى جو جليدى موحش تلمسنا الدرب ، رفيقة نيف وثلاثون عاما (والناس زعلانه من حكومة الإنقاذ)!!؟؟ لكن والله العظيم أنا ما زعلان على الثلاث عقود بل ندمان وسافى التراب لأنها ما اربعين ؟ فى حب يا أخوانا أكتر من كده ، أها أرقدى قفا يا حاجه ، وربنا يديك لينا طولة العمر وسعادة الكبر ، وفى معيتها ماتبقى لنا من (العول) وشخصى ، بعد أن بنى الأكبر سنا أعشاشهم ، وسكنت فيها عصافيرهم تغرد فى أركانها اللهم أحفظ ، تلمسنا طريقنا صوب دار الجاليه ، طامعين فى (زواده) نواجه بها (مجاعة) لحظات من العمر مهدره وسط بروده مشاعر وأحاسيس مكتسبه من الطقس الجليدى . وكان عمر (بإحساسه) كريما إذ سرعان ما أشعل موقد تدفئته ،مما أذاب كل برودة الإحساس وجعل (عرق) الحنان والحميميه يتدفق مدرار من الجباه فى سخريه لدرجة حراره ، تمادت فى غيها وبلغت 12 درجة تحت الصفر ، حتى الكراسى رفضت الجمود وتحركت طربا ورقصا ، وطوف بالجميع على مساحة مليون ميل مربع ، يتنادى بعض ناكرى الجميل فى بلدى إلا أن ينقصوها ، لم يصيبنا الرهق رغم طوال المطواف عبر الفيافى والحضر ، الشواطىء ، الوديان ، الجبال وفى ساعات إمتدت من غسغ ليلة الأحد الى إطلالة صبح إفتر عن ثغر باسم لهذه القلوب المحبه لديارها الجوعى لحضن الأم ، وكان أروع خواتيمها مناجاة لأم الجنوب حرم د/جون قرنق فى رائعة لا تمل الأذن من سماعها لشلالات المحبة داخلها ، وعجبت لماذا لا تبدأ وتختم بها قناة جوبا التلفزيونيه إرسالها أولا ذكرى دائمه لقائدها ، وثانيا وهذا الأهم لتكون تلاحما شماليا جنوبيا فى وحدة الفقد والمشاعر لتكون إسفنجا يمتص جراح ما خلفته معارك ساس يسوس التى نخرت فى جسد المليون ميل مربع حتى أوشك أن يكون سطر فى مدونة التاريخ !!؟؟ تذكرت بمراره تجمع مستقبل السودان فى ديار عمر إحساس ، براعم اليوم قادة المستقبل وهم يطوفون فى غربنا الحبيب يلملمون جراحات من ثكلتهم عبث السياسه والمصالح الأنانيه وشردتهم ، وفى نفس الوقت يلوكون الأسى هم وزملائهم من الجنوب الذين حرموا من التواصل مرتين مره فى منهاج يجمع فكرهم بحب هذا الوطن وهذه المره من التواصل الإنسانى ، يتشاركون الهموم ويتلمسون المخارج فيما أوقعهم فيها إستهتار آبائهم وعجزهم فى إدارة ورعاية شئون دارهم ، بل وحرمانهم من أن يرثوا كل هذه الأرض المعطاءه إنسانها ،حيوانها ،مائها ، زرعها ،سهولها وديانها و جبالها ، يتقالتون لتقطيع أوصالها يسعون لفقر مدقع بحرمانهم من التمتع بهذا الثراء البازخ من التنوع الدسم لكل وجبات الحياة الإنسانيه ، يا عمر يا إحساس يا من فجرت فينا شلالات من الفرح والأمل فى غد أفضل لك كل الحب والشكر ما دمت تغنى للأسد الجريح . ولميسره غاندى التى آثرت أنامله إلا أن تكمل روعة المشهد بمعزوفات متدفقه لترسم لوحة التكامل بين جنبات النيل وسهول دارفور الرحبه لتأتى رقصات شمس الدين وآدم وإخواتهم وآخرين سافروا بدون إجراءات امن مشدده الى ديار غربهم الحبيب، تخللتها زبدة الكلم من الحارث الرائع و( أبى) شمس الشموس إلا أشن يبادله فيها كلمات هى الحلاوة تتدفق من شفاهه وفعلا يا هودا السودان . وكل عام الجميع بخير وجدودونا زمان وصونا عليه وعلى ترابو الغالى .