عفوا سيدي الرئيس لن اعطيك صوتي….!

 


 

عمر خليل علي
10 December, 2009

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

عمر خليل علي موسي   ....كاتب وباحث

الدوحة قطر

Osssm5@hotmail.com

          الانتخابات علي الابواب والموقف السياسي في بلادنا  يشوبه الاضطراب والتوتر بين الحزب الحاكم حزب المؤتمر وشريكه في الحكم الحركة الشعبية وبقية الاحزاب الكبري كالأمة والاتحادي الاصل والشعبي والشيوعي والبقية ، الموتمر الوطني يستعجل الإنتخابات لكسب شرعية مفقودة خلال عشرين عاما من حكمه والحركة الشعبية تتطلع للانفراد بحكم الجنوب ثم التاهب لخوض الاستفتاء من اجل انفصال دائم عن الشمال او وحدة تبقيها مسيطرة علي الجنوب، بقية الاحزاب الكبري ترمي الي زحزحة المؤتمر وبدء فترة ديمقراطية رابعة تحقق تطلعاتها...ويناضل الجميع (عدا المؤتمر الوطني طبعا) لاستحقاقات الفترة الديمقراطية القادمة وذلك بادخال تعديلات مستحقة علي بعض القوانين المفصلية التي يمانع المؤتمر ويماطل في اقرارها منذ 4 سنوات، تلك التعديلات التي تتلخص في التالي : 

        اجازة القوانين المطلوبه لانفاذ اتفاقيه السلام الشامل، انجاز استحقاقات التحول الديمقراطي ،اصدار التشريعات و القرارات التي من شأنها إنهاء الحرب و ارساء السلام العادل في دارفور ، تأكيد المساءلة و المحاسبه دون أستثناء لأحد ،   الإلتزام بإجراء إنتخابات عامه حره و نزيهه ،  اعادة النظر في الإحصاء السكّاني  ،. قومية الاجهزة الإعلامية ، إتخاذ الإجراءات الضروريه لمحاربة الفساد  ، التقليل من حدة الغلاء والفقر ، إعادة المفصولين للخدمه و رد المظالم ، إصلاح المؤسسات الاقتصادية  

         سيدي الرئيس كلانا ينتمي للمؤسسة العسكرية (وان غادرتها قبل 18 عاما) هذا الانتماء وحده كان من المفترض أن يفرض عليَ انحيازا خاصا  للوقوف مع شخصكم ( ولا اقول حزبكم) في هذا المنعطف الخطير القادم ولو بصوتي الإنتخابي وهذا أضعف الإيمان ...  ( اعلم ان صوتي لا يسوى شيئا في تعديل نتيجة او زيادة عدد او نقصانه فالأسماء تكتب لصالح حزبكم بالآلاف خلال فترة التسجيل ..والصحف والاحزاب والمنظمات والانترنت تضج باعلان التجاوزات هنا وهناك خلال فترة التسجيل لتكبير الكوم او لحرمان مجموعات من ذلك...هنا تبرز ضآلة صوتي..... ) دعني سيدي الرئيس أن اشير الي عدد من الأشياء التي يفترض ان تغض مضجعك كولي لامر امة عددها 40 مليونا،  وقد قال سيدنا عمر عن نفسه (لو عثرت بغلة في ارض العراق لكنت مسئولا عنها)  :

      رائحة الفساد سيدي الرئيس ازكمت الانوف في كثير من القطاعات الحكومية والخاصة ودونكم تقرير المراجع العام الذي ذكر ان الاعتداء علي المال العام فاق ال5 مليار  وان هناك جهات حكومية رفضت المراجعة. المؤسف له لم نسمع خلال عشرين عاما ان فلانا حوكم او اقيل بسبب فساده او اعتدائه علي المال العام وذلك منذ فساد الاعتداء علي سكر دارفور وكردفان مرورا بطريق الإنقاذ الغربي بل ان الضالعون في ذلك كانوا ينقلون لمواقع اخري دون مساءلة حتي يومنا هذا....ونسمع عن الرشاوي في كثير من المصالح الحكومية ويوميا في شوارع العاصمة من الحافلات ووسائل المواصلات الاخري الذين يوقفون من قبل المرور دون مراعاة للركاب او احترام لوقتهم  وصارت الرشوة سمة عامة دون حسيب او رقيب، وفي مجال الاستثمار  تحدث مضايقات  لكثير من المستشمرين تطالبهم بدفع تسهيلات وهي نوع مقيت من الرشاوي مما ادي لهروب بعضهم الي بلادهم ،هذه النوعيات من الفساد الحكومي العام وفي المشاريع جعلنا بكل اسف نتربع عالميا ككل عام في مؤخرة قائمة الشفافية العالميه كاكثر دول العالم فسادا (في قمة الفساد)، ترتيبنا مشترك مع العراق في المركز 176 من 180 دولة فإن كان العراق محتلا ويواجه ظروفا استثنائية ماذا عنا ..؟ (وكالعادة بدلا ان نستأصل شأفة الفساد ونبتر المفسدين ونتلفت حولنا ونخجل من انفسنا ، سنقول ان التقرير متحاملا ومغلوطا الخ.....).

كل ذلك سيدي الرئيس كان يمكن ان يعالج بالحزم والبتر الفوري لكل الفاسدين وهم كثر يتجولون بفخيم السيارات ويسكنون القصور والفلل الفخمة ويمدون ألسنتهم لكل اشارة اليهم او تقرير وكان في الإمكان اجبار الوزارات والجهات التي رفضت المراجعة بان تراجع غصبا عنها وبامر مباشر من سيادتكم ! .

          سيدي الرئيس تتأهبون لحكم فترة اخري  بعد فترة عشرون عاما وقد مكنتم لاتباعكم من الحزب والمتحالفين السيطرة علي مقاليد العمل العام في الوزارات والمصالح والشركات والقوات النظامية وفي مجال الطاقة والطرق  والاسواق والاستيراد والتصدير ولا مجال لغيرهم واصبح العمل لغيرهم معجزة لا تتم الا عبر الوساطات والمعرفة الخاصة وكفاءات البلاد تعمل في مهن جانبية  وفرت البقية لدول المهجر علها تجد ما يكفي اودها ويسد رمقها واسرها وحتي مشاريع تعيين الخرجين لا يجدها الا ذو حظوة كبري او ذو حظ عظيم...سيدي كان الامل فيكم وحدكم للتصدي لكل ذلك  ونحن نستشرف الحقبة القادمة الا انه لم يحدث ذلك بكل اسف .

عن فترة الإنتخابات والاستفتاء القادمة فالامور تدار بكل اسف كما تدار انتخابات الجامعات  التي سماتها العامة المكايدات وزيادة الاوزان بالطرق الغير مشروعة والظاهرة للعيان ، فمن البداية كان يجب ان تكون المفوضية العامة للانتخابات مكونة من كل الاحزاب في الساحة بالتساوي لضمان حيادها وتوازنها ونزاهتها...ففتره التسجيل شابها الكثير من شكاوي تتحدث عن تجاوزات بينة ،  وقد سبقها احصاء سكاني شككت فيه الاحزاب  والاحصاء هو قاعدة التسجيل...كل ذلك يحث ولم تبدأ الانتخابات ولم يحرك احد ساكنا لمعالجة الموقف ، إن الاتهام بالتزوير المبكر جعل الاحزاب المعارضة تهدد بمقاطعة الانتخابات ، هذا الاصرار العجيب علي الخطأ والاستمرار فيه يوضح ما رميت له وسميته (بعقلية انتخابات الجامعات)          سيدي الرئيس ان احداث يوم الأثنين 7 ديسمبر كان من الممكن ان لا يحدث ما حدث فيها لو تدخلتم شخصيا في الأمر، لكن ان يعتقل امين عام حزب وهو شريك لكم ونائب في البرلمان ! كان هذا خطأ كبيرا ، فما هو الضير ان تخرج المعارضة في تظاهرات ؟ وهل الجماهير التي خرجت لشجب اوكامبو ولتأييدكم أخذت اذنا من الشرطة وقد قلتم عنها تلقائية ؟ سيدي الرئيس لو عولج امر القوانين وشعر الناس انهم متساوون  وان امر الانتخابات يجري بنزاهة لما تنادوا بالتظاهر.

         سيدي الرئيس نقطتي الاخيرة تتحدث عن العدل والظلم وقد عايشته وجربته في نفسي  ، فقد احلت في كشف الصالح العام (وهو لم يكن صالحا عاما ، بل كان خاصا) في 1991 ضمن اعداد كبيرة من الضباط ، واتكلم هنا عن نفسي (كما علمتني العسكرية)  فور عودتي من دورة عليا خارجية ( لم تستفد منها قواتنا المسلحة ) احلت للتقاعد الاجباري ظلما دون أي ذنب جنيته ولا يحال الضابط الا بتوقيع قائده الاعلي (أي بتوقيع سيادكم)  وكانت الاحالات تتم بتهمة ان هذا موالي او غير موالي ...عملت في المنطقة الصناعية لاعالة اسرتي واطفالي الذين كانوا (زغبا) ، ولم اسلم من مضايقات الامن والاستخبارات ، فتركت البلاد الي (مهاجر الله) الواسعة لدولة عربية احترمت وقدرت واستفادت من خبرتي في مجالي ولا زالت .....وخلال هذه الفتره في 2005  شكلت لجنة رد المظالم للضباط المحلين للصالح العام لاسباب( سمت سياسية) ، هذه اللجنة  التي  التي لم ترد ظلما ولم تفعل شيئا حتي اليوم ولم نطلب حينها سوي التعويض عن فترة الظلم والاعتراف به ، وتعديل وضعنا ورتبنا المعاشي ...سيدي ان ذلك كان ولا زال ظلما بينا وسيظل عالقا في الرقاب وحاضرا عند وقوفنا بين يدي الحق الذي يكره الظلم وسمي نفسه بالعدل......لذا ولكل ذلك سيدي الرئيس عفوا ليس لدي شي بين يدي سوي صوتي الانتخابي  الذي لن اعطيه لك..

مع كامل احترامي......

 

 

 

آراء