عقوبة مُستحقة أم افتراء !!

 


 

كمال الهدي
5 March, 2023

 

تأمُلات
. لا ينتطح عنزان حول فساد الكاف، فالفساد مستشرٍ بكل قارتنا السمراء.

. ولو لا ذلك لما وجدت بعض الأطراف الإقليمية ضالتها في تلك الشخصية التي هللتم لها يا أهل السودان وأوشكتم أن تنصبوا لها تمثالاً مع إنه لعب أقذر الأدوار مع آخرين لؤاد أعظم ثورة.

. عن ود لبات أحدثكم ولا أظنكم قد نسيتم هذا الرجل (الكارثة).

. لكن قبل أن أدلف لعقوبات الكاف أود التساؤل:كيف تمكن فريق ود لبات من أداء مهمتهم القذرة وبمن استعانوا؟

. الشيء الأكيد أنهم ما كانوا سيقدرون على الضحك على ملايين السودانيين لولا تخاذل وخيانة عسكر اللجنة الأمنية برفقة نبيل أديب وساطع وابتسام السنهوري وعدد آخر مهول ممن قادوا الحراك.

. إذاً نحن كسودانيين وإدارات اتحاد وهلال جزء من منظومة الفساد هذه، فلماذا نصر دائماً على دفن رؤوسنا في الرمال كالنعام!!

. حتى الإعلام والجمهور في بلدنا جزء من هذه المنظومة الفاسدة، بصمتهم ومداراتهم على الأقل.

. تريدون الدليل على هذا الكلام حتى لا يكون مجرد تنظير من شخصي الضعيف!

. هاكم دليل واحد فقط أستند عليه.. كم واحد منكم كإعلاميين وجماهير أعاد نشر ذلك الفيديو الفضيحة الذي ظهر فيه نائب رئيس الهلال مع مجموعة فاسدين وهم يستهترون بالقسم ويحلفون على أن يبيعوا المحروقات بسعر اتفقوا عليه في جلستهم تلك!

. كم واحد منكم يا متعلمين ومهندسين وأطباء ومعلمين وقانونيين شجب ذلك السلوك الشاذ!

لا أحد، لأن العليقي الدافع الأول للهلال (كما نسمع ونقرأ) وجالب اللاعبين والمدربين.

. لا أحد تداول أو شجب ذلك الفيديو، لكن هناك المئات ممن أعادوا نشر صور زي الهلال الجديد.

. نحن شعب نبحث عن فرح آني باي شكل وإن أدى ذلك لشقائنا وتدمير حياتنا مستقبلاً.

. إذاً نحن فاسدون ما دمنا ندعم من يدمرون اقتصاد بلدنا ويحتكرون ويهربون سلعنا.

. لذلك لا أرى مبرراً قوياً لهذا التشدق المستمر بفساد الكاف وكأن منظومة الكرة في بلدنا منزهة عن الخطأ.

. والآن دعونا نأتي على عقوبات الكاف لنسأل أنفسنا: هل كانت هناك شماريخ اثناء تمرين الأهلي الأخير أم لا!

. فقد حدد الكاف الساعة التي أطلقت فيها تلك الشماريخ.

. عن نفسي لا أعلم، لأنني لم أكن حضوراً هناك.

. ولا نريد شهادات من يغمرون مواقع التواصل بمعلومات غير مؤكدة، لكننا نرغب في سماع شهادة بالحق من شهود العيان وأولهم أعضاء الأجهزة الإدارية في الهلال.

. هو أمر لا أستبعده من واقع سلوكيات جماهير الكرة التي تغيرت كثيراً في الآونة الأخيرة بسبب إعلام غير راشد وإداريين ( ما ملين هدومهم) .

. والسؤال الآخر: هل كان التنظيم ضعيفاً يوم المباراة وزاد العدد عن المطلوب، وهل كانت هناك تصرفات غير مسئولة!

. هذا أيضاً سؤال لا أستطيع الإجابة عليه من خلال مجرد لقطات تلفزيونية لمشاهد غير مكتملة، لكن من كانوا هناك يستطيعون الإجابة عليه.

. ولو أنني أيضاً لا أستبعد سوء التنظيم والسلوك وذلك من واقع مشاهدات سابقة.

. فعلى أيام الكوفيد تابعت مباراة للهلال بدون جمهور وكان الحضور محدوداً جداً واقتصر على الإداريين والإعلاميين.

. وقد كتبت وقتها لو تذكرون عن فوضى حركة الإداريين والإعلاميين والتصاقهم ببعضهم البعض وعدم التزامهم بلبس الكمامات.

. وقلت حينذاك أن مثل هذه المشاهد تعطي الآخرين عنا انطباعاً سيئاً وتضر حتى بمصالح من يرغبون في السفر للخارج لكوننا لا نلتزم بتوجيهات منظمة الصحة العالمية إبان الوباء.

. لاحظوا وقتها كان العدد بالعشرات فقط، أما خلال مباراة الأهلي فقد زاد عن ذلك بكثير.

. يبقى متوقع حدوث سلوكيات غير مرغوبة أم لا!

. حتى الأجهزة الإدارية والطبية والفنية لا أستبعد ممنها أي سلوك نشاذ، ما دام العليقي يقسم على تحديد سعر المحروقات وكأنه رئيس وزراء، وما دام شخص مثل هيثم السوباط بكل (خرمجته) يرأس أو ينوب عن رئيس الآلية الإعلامية في هذا النادي الكبير.

. بصراحة أتوقع منهم أي شيء، فقد مضى زمن كنا نهنأ فيه بإداريين أفذاذ يعرفون كيف يضبطون سلوكهم ويكونوا قدوة للناس.

. وعموماً ما دمتم كأهلة ترددون - كلما انتقد الناس خطوة لهذا المجلس- عبارات مثل " ده مجلس منتخب ومن حقه وواجبه أن يفعل كذا"، ما دمتم ترددون ذلك فلماذا الضجيج الآن، ولِمَ لا تتركون لهذا المجلس (المنتخب) مهمة توضيح الحقائق كاملة والوقوف في وجه هذا الكاف (الفاسد)!

. ظني أنكم تكثرون من الضجيج لمعرفتكم بضعف وهوان مجلسكم وضعف قدرات جُل أعضائه وعدم اتساق سلوكيات بعضهم مع قيم هذا النادي الكبير.

. فلِمَ لا تقولون ذلك بوضوح!

. لو كانوا على حق فأمامهم فرصة الاستئناف ومن بعده محكمة كأس فهل هم على استعداد لإتخاذ هذه الخطوات، أم سيكتفون بتصريحات تنفس غضبكم وبعد ذلك تنسوا أنتم وهم الأمر كما جرت العادة!

. أما ما يلي الكاف فعدم إصدار عقوبة ضد الشناوي على الأقل أمر مخجل جداً.

. فهو لاعب كرة وليس مسموحاً للاعب الكرة التصرف داخل الملعب بتلك الصورة مهما كانت الظروف.

. وحتى إلقاء لاعبين أهلاويين لزجاجات المياه على الجمهور (حسب مشاهدتنا رغم أننا لا نعرف ما إذا كانوا يردون إعتداء أم بادروا به)، إلا أنه لم يكن سلوكاً مقبولاً من لاعبين يلبسون شعار فريقهم، وكان من المفترض أن تطالهم العقوبة.

. وعموماً الكرة في ملعب مجلس الهلال فإما أن يثبتوا صحة موقفهم بإستئناف قوي وتصعيد للكاس أو يصمتوا إن أدركوا ضعف موقفهم.

. وفي الحالة الأخيرة ليس أمام الإعلام وجماهير الهلال سوى الكف عن الضجيج طالما أنهم سسلموا أمر ناديهم الكبير العريق لمن لا يملكون القدرة علي صون حقوقه.

. ويا ما قلنا أن الأندية الكبيرة ليست مجرد أموال ومحترفين ومدربين لكن لا أحد يسمع.

kamalalhidai@hotmail.com
/////////////////////////

 

آراء